نصف لغات العالم مهدد بالانقراض
دعا خبراء من الأمم المتّحدة في مجال حقوق الإنسان في بيان مشترك، بمناسبة اليوم العالمي للشعوب الأصليّة في العالم، إلى تكثيف الجهود المشتركة لحماية لغات الشعوب الأصليّة وتعزيز استخدامها، لما يتهددها من مخاطر الانقراض.
دعا خبراء من الأمم المتّحدة في مجال حقوق الإنسان في بيان مشترك، بمناسبة اليوم العالمي للشعوب الأصليّة في العالم، إلى تكثيف الجهود المشتركة لحماية لغات الشعوب الأصليّة وتعزيز استخدامها، لما يتهددها من مخاطر الانقراض.
وأشار البيان إلى ضرورة لغات الشعوب الأصليّة لضمان حقوق الإنسان، فضلاً عن كونها جزءًا من التراث اللغويّ والثقافيّ الغني للشعوب الأصليّة.
إلاّ أنّ الخبراء في مجال حقوق السكان الأصليّين يشعرون بالقلق من أنّ العديد من بين اللغات الأصليّة الـ 7,000 في جميع أنحاء العالم مهدّدة بالانقراض، لا بل 40 في المئة منها معرّض للزوال تماماً.
ويعكس هذا الوضع سياسات الدول التاريخيّة والتمييز المستمرّ ضدّ الناطقين بلغات أصليّة، وعدم احتواء الدولة لحقوق الأقليات، يمكن لهذه السياسات أن تقوّض وتدمّر فعلاً الثقافات والشعوب حتّى.
ويندرج السماح للغات الشعوب الأصليّة من ضمن حريّة التعبير والضمير، الأساسيّة لكرامة الإنسان وتقرير المصير الثقافيّ والسياسيّ، كما أنها ضروريّة لاستمراريّة مجتمعنا العالميّ.
و تتضمّن اللغات الأصليّة ثقافة وحكمة المعرفة البيئيّة الأصيلة والتواصل بين الثقافات، وتحمل مفتاح مكافحة تغيّر المناخ والحفاظ على الطبيعة والوسط البيئي للعيش بسلام.
وإعلان الأمم المتّحدة يؤكد على أن اللغة حقّ وليس امتيازاً، ويعترف بحقّ الشعوب الأصليّة في إحياء لغاتها واستخدامها وتطويرها ونقلها إلى الأجيال القادمة، ولا سيّما الحقّ في إنشاء مؤسسات مسؤولة عن التعليم والإعلام والإدارة ومراقبتها.
ودعت الأمم المتحدة في بيانها جميع الدول الأعضاء إلى الاعتراف بلغات الشعوب الأصليّة وحمايتها وتعزيزها من خلال تشريعات وسياسات واستراتيجيّات بالتعاون التام مع الشعوب الأصليّة، بما في ذلك توفير الدعم الكافي والمستدام لأنظمة التعليم الثنائيّة اللغة وباللغة الأمّ.
وأكدت كذلك في بيانها على جميع الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة، ضمان الوصول إلى خدمات الصحّة والعمالة والخدمات القضائيّة وغيرها من الخدمات العامة الأخرى بلغات الشعوب الأصليّة، بما في ذلك الوصول عبر الفضاء الإلكترونيّ والإنترنت.
وأشادت بجهود الدول التي شجعت إعلان عقد مشترك للغات الأصيلة، وأبدت دعمها لهذا الإعلان، وتأكيدها على وضع خطة عمل خلال السنوات العشرة القادمة وتأمين الموارد اللازمة، لعكس التدمير التاريخي الذي طال لغات الشعوب الأصليّة واستعادتها من أجل مستقبل الشعوب الأصليّة والمجتمع العالميّ على حد سواء."
الصورة: سكاي نيوز