موسكو تحذّر العالم من إندماج القاعدة وداعش خلال اجتماع لأجهزتها الأمنية
حذّر اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الروسية، اليوم الأربعاء، من اندماج تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين في تنظيم واحد.
حذّر اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الروسية، اليوم الأربعاء، من اندماج تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين في تنظيم واحد.
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في بلاده إلى إنشاء نظام فعال لقمع الإرهابيين والقضاء على متزعميهم وأعضائهم الأكثر خطورة، مؤكدا أن هذا الهدف يعد أهم أولويات عمل المخابرات وهيئات الأمن، داعيا إلى تسريع تبادل المعلومات وإنشاء آليات لمنع تمويل المنظمات الإرهابية، وذلك وسط تحذيرات روسية من أن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين قد يندمجان في تنظيم واحد.
ووجه الرئيس الروسي برقية إلى اجتماع قادة أجهزة الاستخبارات والأمن وإنفاذ القانون في روسيا، حذر فيها من أن المنظمات الإرهابية الدولية تحاول أن تنشط في عملها، من جديد، بما في ذلك في مجال المعلومات الدولية.
تحذيرات من إندماج القاعدة وداعش
وبدوره، أعلن مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أن هناك بوادر لبدء التقارب بين تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، محذرا من المخاطر الناجمة عن احتمال دمج قدراتهما،
ونقلت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء، في افتتاح أعمال المؤتمر الـ17 لقادة الأجهزة الأمنية في موسكو، قال فيها أن الجمع المحتمل لقدرات تنظيمي "القاعدة" و"داعش" ظاهرة خطيرة للغالية تحمل في طياتها تبعات سلبية متنوعة، موضحا أن هناك بوادر للتقارب المحتمل بين التنظيمين الإرهابيين.
وأشار إلى أن تنظيمين متشابهين إيديولوجيا ويعتمدان على موارد بشرية مشتركة لتجنيد مسلحين جدد، كما أن هناك حالات كثيرة من انضمام عناصر أحدهما إلى صفوف الآخر، سواء أكان ذلك بدوافع نفعية أو جراء تغيير الأوضاع الميدانية أو لأسباب أخرى.
من جانبه قال نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن القومي الروسي إن اندماج التنظيمين سيشكل تهديدا خطيرا للأمن العالمي، مشيرا إلى أن هناك ما يزيد على 200 تنظيم إرهابي في العالم لكن 5 منها فقط ارتكبت ثلث الهجمات الإرهابية في عام 2017، لافتا إلى أن أخطر 5 تنظيمات تنظيمات هي داعش والقاعدة وحركة الشباب الصومالية وبوكو حرام في أفريقيا وهيئة تحرير الشام. وأعتبر باتروشيف أن القضاء تماما على التنظيمين في سوريا والعراق يجعل المرتزقة الأجانب يغادرون هاتين الدولتين عائدين إلى البلدان التي جاءوا منها بما يهدد بزعزعة استقرار تلك الدول.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه رغم تحقيق نجاحات ملموسة في مجال مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي إلا أن الإرهاب في العالم لا يزال يشكل خطرا كبيرا، وتابع: "بغض النظر عن النجاحات المهمة في مكافحة تنظيم داعش المحظور في روسيا والمجموعات الإرهابية الأخرى لا يزال الإرهابيون كما في السابق يشكلون خطرا كبيرا على الدول كافة وبدون استثناء".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن الارهابيين يتكيفون مع الوقائع المتغيرة من خلال الحصول على التمويل والدعم التقني والمادي بما في ذلك عن طريق توثيق الروابط مع عالم تهريب المخدرات والجريمة المنظمة، ودعا وزير الخارجية الروسي المجتمع الدولي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، وخصوصا أن بعض الدول لم تعتمد القوانين اللازمة والإجراءات القانونية على المستوى القومي لمواجهة الإرهاب. وأكد وزير الخارجية الروسي أن الإرهابيين في سوريا والعراق يواصلون الحصول على دعم خارجي بما في ذلك بالسلاح، مضيفا: "إمكانيات العصابات الإجرامية في سوريا والعراق بدعم ميزانيتها قوضت بشكل كبير… إلا أن مقاومة الإرهابيين في المنطقة لم تكسر تماما بعد وأحد أسباب ذلك استمرار الدعم المالي الخارجي للمتطرفين بما في ذلك بالسلاح.. وكثيرا ما يتعرقل وقف نشاط الإرهابيين الأجانب بسبب عملية تسليم المجرمين الذين تم الكشف عنهم إلى دول أخرى بدلا عن تسليمهم للدولة التي خرجوا منها".
وأعلن رئيس جهاز الأمن الروسي ألكسندر بورتنيكوف، خلال الاجتماع أيضا، أن عناصر جهاز الأمن أحبطوا محاولات لاستخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ أعمال إرهابية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا في صيف 2018.
وشارك في الاجتماع الذي شهدته العاصمة الروسية موسكو125 وفدا من 80 بلدا و5 منظمات دولية وإقليمية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، منظمة شنغهاي للتعاون، رابطة الدول المستقلة، الجمعية البرلمانية المتوسطية).