أفادت مجلة ديرشبيغل الألمانية إنّ تركيا طلبت من الحكومة الألمانيّة مساعدتها من الناحية الماليّة والخبرات لبناء شبكة خطوط حديديّة سريعة ومتطوّرة.
وبحسب التقرير، فإنّ الحديث يدور حول إمكانية قيام اتحادٍ بقيادة سيمنس الألمانية بالتخطيط للخطوط التركيّة الحديثة وتحويل الخطوط القديمة إلى كهربائيّة متطوّرة.
وأشارت ديرشبيغل في تقريرها أنّ الكلفة الإجمالية للمشروع، الذي يشمل التطوير وشراء قطارات ألمانيّة حديثة، يبلغ 35 مليار يورو.
وكانت الحكومة التركيّة قد تقدّمت بطلب للحكومة الألمانيّة لمساعدتها في هذا المشروع الضخم. وفي هذا السياق عُقدت – حسب المجلة – عدّة اجتماعات سرّية لمناقشة الموضوع.
تركيا تتطلّع للحصول على مساعدة ماليّة من ألمانيا
ومن المقرّر أن يجري وزير الشؤون الاقتصادية الألماني، توماس بارايس، زيارة إلى تركيا لمناقشة إمكانية تمويل المشروع الذي تقدّمت به أنقرة إلى برلين بعد محاولات سابقة مع بكين حاولت فيها تركيا الحصول على الدعم المالي لتفعيل المشروع، إلّا أنّها باءت بالفشل.
وعلى الرغم من أنّ الحكومة الألمانيّة لم توافق حتّى الآن على تمويل المشروع ولم تعطي أيّ إشارات في هذا السياق، إلّا أنّها– حسب التقرير – ترى في المشروع فرصة لتفادي انهيار العملة التركية التي تواجه انخفاضاً كبيراً أمام الدولار.
إلا أن الحكومة الألمانية أبدت استعدادها لدراسة تمويل ودعم المشروع وحيثياته بشكل تفصيلي.
يشار إلى أنّه لم يصدر حتّى الآن أيّ تعليق من الحكومة الألمانيّة وشركة سيمنس بخصوص التقرير الذي نشرته مجلة ديرشبيغل. بيد أنّ الشركة عقدت في نيسان الفائت اتفاقية مع شركة الخطوط الحديدية التركية (TCDD)، لتصدير عشرة قطارات ألمانيّة سريعة من نوع (Velaro) بقيمة مالية بلغت 340 مليون يورو.
جدير بالذكر، أنّ الحزب الاشتراكي الألماني، الذي يشارك في الائتلاف الحاكم، كان قد تقدّم بمقترح لمساعدة تركيا مالياً لتجاوز أزمة انهيار عملتها المحلّية وتفادي التضخّم الاقتصادي، بيد أنّ حلفاء الحزب في التحالف الحاكم (الحزب الديمقراطي المسيحي CDU والاتحاد المسيحي الاشتراكي CSU ) رفضا المقترح وبرّرا ذلك بتدهور الأوضاع السياسية الداخلية وتدهور العلاقات بين برلين وأنقرة.
ويتمتّع الحزب الاشتراكي الألماني (SPD) بعلاقات مميّزة مع الحكومة التركية، وصلت إلى مستوى التقاط وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس (الحزب الاشتراكي)، صورة سيلفي مع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ما أثار سخطاً شديداً في الأوساط الألمانيّة التي تعتبر الحكومة التركية قمعية ودكتاتورية.