طلب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير العفو من الشعب البولندي على الفظائع التي ارتكبتها ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وذلك خلال كلمته في فيلون، أول مدينة تتعرض للقصف بسلاح الجو الألماني "لوفتوافا" في تلك الحرب.
وحيا شتاينماير باللغتين الألمانية والبولندية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد ذكرى ضحايا الهجوم على فيلون. مُشيداً بضحايا الطغيان الألماني من البولنديين وطالباً الصفح من الشعب.
ووصل شتاينماير، علاوة على عدد من رؤساء الدول والحكومات، إلى بولندا من أجل إحياء الذكرى الثمانين لاندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي فيلون، كان يرافقه الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس بلدية المدينة، بافل أوكراسا، من بين آخرين.
وشهد الأول من أيلول/سبتمبر عام 1939، وقبل بزوغ الفجر قصف القوات الجوية الألمانية للمدينة النائمة غير المسلحة والتي ليس لها أهمية عسكرية. ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في القصف.
وسقطت أول القنابل على مستشفى البلدة، والتي كان على سطحها الصليب الأحمر. وتعرض حوالي 75 بالمئة من وسط المدينة للتدمير.
ويمثل الهجوم على فيلون بداية الحرب العالمية الثانية، والتي أودت بحياة 6 ملايين مواطن بولندي، من بينهم 3 ملايين يهودي بولندي.
وقال دودا خلال كلمته في فيلون اليوم الأحد إن الحرب العالمية الثانية بدأت بجريمة حرب، فعل إرهابي ضد السكان المدنيين.
وأضاف "لا يمكننا أن ننسى الحرب العالمية الثانية حتى عندما يختفي من شهدوها.. من أجل التأكد من أن ما حدث في فيلون ولاحقًا في أماكن أخرى كثيرة في بولندا وخارجها لن يتكرر أبداً".
وشكر الرئيس البولندي نظيره الألماني على اختياره القدوم إلى فيلون لحضور إحياء الذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية، وقال: إنها ستساعد في نشر المعرفة بين الألمان حول قصف المدينة.
وقال دودا "بفضل وجودكم هنا سيعلم الألمان بشأن مأساة فيلون وسكانها وكيف كانت تبدو بداية الحرب العالمية الثانية".
وأقر شتاينماير في كلمته بأن قلة قليلة من الألمان هم من كانوا على علم بمأساة فيلون التي حدثت قبل 80 عامًا.
وبينما يتم تذكر التاريخ المأساوي، أكد الرئيسان التزامهما بالمصالحة البولندية الألمانية.
وقال الرئيس البولندي إن وجود الرئيس الألماني في فيلون هو شكل من أشكال "التعويض الأخلاقي".
كما أعرب شتاينماير عن امتنانه لاستعداد بولندا للسعي من أجل المصالحة، ونضالها المستمر من أجل الحرية، الذي قال إنه ساعد في إسقاط الستار الحديدي.