وقال مصدر دبلوماسي قبرصي لوكالة فرات للأنباء ANF أن الخطوات الاستفزازية لتركيا وسلوكها العدواني بحق السيادة القبرصية لا تترك أي مجال للتعاون الذي تحدثت عنه تركيا قبل أيام مع دول شرق المتوسط، مؤكدا ان بلاده ترى أن تركيا لا تطبق أي اتفاقية دولية ولا تسعى لابرام اتفاقيات مع دول شرق المتوسط ولا تطبق قواعد القانون الدولي وتريد ان تطبق قواعد تفسرها حسب مصالحها وكأن كل مياه شرق المتوسط هي مياه تركية، ولم تقف بترسيم حدودها مع الدول المجاورة.
وردا على دعوة وزير الخارجية التركي للتعاون مع دول شرق المتوسط تابع المصدر القبرصي: "اذا كانت تركيا تريد التعاون كما قال وزير الخارجية التركي عليها أن تسحب سفنها لو مستعدة للحوار، وأكد ان تركيا لا تتوقف عند حد استفزاز قبرص ولكنها ايضا تقوم باستفزاز اليونان، وتعمل على ارسال سفينة للمياه اليونانية".
وتسعى اليونان بشكل عاجل لإمتلاك فرقاطات جديدة للقيام بدوريات وحماية حقول الغاز حول قبرص وسط التوترات المتصاعدة مع تركيا، ولاسيما بعد أن استخدمت أنقرة سابقًا سفن حربية لمنع شركة إيطالية من التنقيب في المنطقة، وقال المصدر الدبلوماسي القبرصي أن بالفعل اليونان تبحث عن توسيع نشاطها العسكري من خلال اعادة برنامج التسليح وتعزيزه بعد ان كان متوقفا لفترة نتيجة الازمة الاقتصادية في اليونان، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا عرض على اليونانيين ان يعطيهم فرقاطات للدفاع عن المياه اليونانية.
واشار ايضا الى تعاون بلاده مع فرنسا عسكريا، موضحا ان الاتفاق الذي تم توقيعه مع فرنسا في آيار/ مايو الماضي يشمل تقديم خدمات وتسهيلات للسفن الفرنسية في القواعد البحرية والموانئ القبرصية.
وقال ان فرنسا تعود بقوة للمنطقة وتعتبر ان وجودها في قبرص سيساعد على عودتهم للمنطقة، سواء في سوريا أو لبنان أو قبرص، أي في مناطق وجودها التاريخية تقليديا. فضلا عن رغبتهم في حماية شركاتهم فقد أصبحت شركة "توتال" الفرنسية موجودة بقوة في المنطقة وتتعاون مع شركة ايني الايطالية وشركة روسية ايضا.
ولفت الى ان هناك اتجاه لتوسيع آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان لتشمل صيغة 3+1 اي بالاضافة لفرنسا، فضلا عن وجود تحرك امريكي ايضا لتكون جزء من صيغة التعاون الثلاثي بين قبرص واليونان واسرائيل. وأكد ان التعاون بين هذه الدول يشمل التعاون العسكري لردع التهديدات التركية من خلال التعاون في التسليح والتدريب المشترك والقيام بالمناورات البحرية في شرق المتوسط، كما ان هناك اتجاه ايضا من فرنسا والولايات المتحدة لدخول منتدى الغاز في شرق المتوسط الذي تم تدشينه بمبادرة مصرية.
وأكد الدبلوماسي القبرصي على دعم الولايات المتحدة لتحالفات الغاز في شرق المتوسط لأنهم يريدون منع روسيا من استمرار الهيمنة على سوق الغاز الأوروبي.
وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز في تصريحات نشرت اليوم الاربعاء إن سفينتي تنقيب تركيتين تواصلان العمل في منطقة شرق البحر المتوسط كما ستنضم سفينة أخرى لهما هذا الشهر، وذلك في وقت يشعل فيه الخلاف على الموارد الطبيعية التوترات بين بلاده وقبرص، بحسب رويترز.
وقال دونميز للصحفيين على متن سفينة التنقيب يافوز التي تعمل قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقبرص إن سفينة استكشاف ثانية ستبدأ عملها في المنطقة بحلول نهاية أغسطس آب. وترافق فرقاطة تركية وزورق دورية السفينة يافوز.
وأضاف في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء لكن لم يسمح بنشرها إلا يوم الأربعاء "فاتح تواصل التنقيب في البئر فينيك-1 في المناطق المصرح بها لتركيا. وتواصل يافوز العمليات في حفرة البئر كارباز-1"، بحسب الوكالة.
وتابع "ستنضم سفينة المسح السيزمي أوروج ريس إلى هذا العمل اعتبارا من نهاية أغسطس آب الجاري".
وأثارت العمليات التي تقوم بها تركيا في المنطقة ردود أفعال من حلفائها في الغرب بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ويغادر وزير الطاقة القبرصي يورجوس لاكوتريبس اليوم متوجهاً إلى أثينا لحضور المؤتمر الوزاري الأول للطاقة بمشاركة اليونان وقبرص وإسرائيل والولايات المتحدة، الذي سيعقد غداً في العاصمة اليونانية.
ووفقاً لبيان صحفي رسمي أنه من المتوقع أن يناقش الوزراء الأربعة خلال المؤتمر أموراً عدة منها مجالات التعاون المحتمل.
كما سيقرر الوزراء إنشاء مجموعة عمل رفيعة المستوى التي ستحدد بعض المشاريع ذات الاهتمام المشترك حسب مجال التعاون واقتراح اجراءات لتنفيذها.