قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الخميس، أن حزب الله اللبناني تمكن من تجنيد ما يقارب الـ2000 مقاتل كان ينتمي أغلبهم إلى مجموعة معارضة توقفت الولايات المتحدة عن تمويلها العام الماضي، وكشفت الصحيفة الأمريكية نقلا عن معارضين سوريين إن "حزب الله" دفع الأموال لتجنيد نشطاء ومقاتلين سابقين في صفوف المعارضة السورية كانت تدعمهم واشنطن، بهدف تغيير انتماءاتهم، والانضمام إلى قوة متنامية تعزز وجود الحزب الذي يعد أبرز أذرع إيران بالقرب من مرتفعات الجولان والمنطقة الحدودية مع إسرائيل.
وتعتمد الحكومة السورية وحليفتها العسكرية روسيا على حزب الله والميليشيات المتحالفة مع إيران لمحاربة المعارضة المسلحة الباقية في الجنوب، وتنظيم داعش الارهابي، لكن إسرائيل، التي ترى في إيران تهديدا وجوديا، حذرت من أنها لن تسمح بتواجد قوات موالية لطهران قرب حدودها.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تحركات "حزب الله" الأخيرة تؤكد صعوبة نجاح إسرائيل في وضع حد للنفوذ الإيراني، مؤكدة أن إيران وحزب الله يدركان أن اللعبة الرابحة هي تلك التي تكون في الميدان، محذرة من أن ذلك يدفع لبنان إلى أتون أي صراع مقبل.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لم تعلق حول دعم الولايات المتحدة للمعارضة، لكن المتحدث باسم الدفاع الأمريكية قال: "نحن على دراية بالقوى والقوات المتحالفة التي تجند أعضاء سابقين في المعارضة في أعقاب اتفاقات المصالحة في جنوب سوريا".
وقالت الولايات المتحدة إن طرد القوات المتحالفة مع إيران من سوريا يعد هدفا مركزيا بالنسبة لقواتها البالغ قوامها 2000 جندي وشرط مسبق لتخصيص الأموال لإعادة بناء البلد الذي مزقته الحرب. وحاليا، تعيد إدارة ترامب فرض عقوبات على إيران تهدف في جزء منها إلى إجبار طهران على وقف دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة، وتعتبر أن خروج إيران والميليشيات التابعة لها من سوريا واليمن وغيرها سيساهم في حل تلك الأزمات.
وقبل شهور قليلة عندما كانت سوريا وحلفاؤها مستعدين للتحرك ضد معقل مناهض للحكومة في الجنوب الغربي، بدا أن إيران تحرك ميليشياتها بعيداً عن الحدود الإسرائيلية لتخفيف التوتر مع روسيا. وقالت مصادر المعارضة للصحيفة الأمريكية إن بعض مقاتلي الميليشيا كانوا يرتدون زي الجيش السوري في محاولة واضحة لتجنب المزيد من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا.
ورفض حزب الله التعليق على جهود تجنيده في سوريا. وقال زعيم المنظمة اللبنانية حسن نصر الله إن قوات حزب الله ستبقى في سوريا طالما أن الرئيس السوري بشار الأسد يريدها هناك.
وتابعت الصحيفة في تقريرها: "في علامة على بذل مزيد من الجهود لتعميق وجودها في المنطقة، أنشأت إيران في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول فرعًا لمنظمة دينية شيعية، وهي الزهراء، في محافظة درعا جنوبي البلاد.. كمنظمة للمجتمع المدني تراقب جنوب سوريا".
وبالنسبة للثوار المعارضين السابقين، فإن الانضمام إلى حزب الله في سوريا يوفر ضمانة ضد الاعتقال من قبل الحكومة السورية، كما يتلقى كل عضو 250 دولار شهرياً، لتعويضه عن الدخل المفقود نتيجة توقف دعم الولايات المتحدة لمنظماتهم السابقة، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ضربت نحو 200 هدفا في سوريا على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، كما كشف مسؤولون إسرائيليون مؤخراً عن منع شحنات الأسلحة إلى حزب الله، ومنع إيران من إقامة وجود عسكري دائم داخل سوريا، الأمر الذي من شأنه تصعيد التهديد لإسرائيل، وبحسب الصحيفة يرى القادة الإيرانيون هذا الوجود كرادع فعال ضد العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الأراضي الإيرانية، وفقًا لتقييم البنتاغون لعام 2015.