ويبحث المؤتمر، الذي عقد اليوم، إيجاد حل ينتشل ليبيا من أزمتها المتواصلة منذ سبعة سنوات.
وكان أوقطاي قد التقى اليوم على هامش المؤتمر الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني وبحثا الاستعداد المتبادل لتحسين أجواء العلاقات الثنائية بين بروكسل وأنقرة، وفقاً لما أفاده بيان صادر عن مكتب موغريني.
كما تبادلا الآراء بشأن الدعم المستمر المقدم من قبل الاتحاد للاجئين المقيمين في تركيا، بموجب اتفاق آذار/ مارس 2016، حيث “تم التطرق أيضاً إلى الأزمات الإقليمية الرئيسية”، حسب البيان الذي لم يضف أي تفاصيل.
ويشارك في المؤتمر الدولي حول ليبيا إلى جانب الفرقاء الليبيين، دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الليبي، وعلى رأسها مصر ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، إضافة إلى روسيا، بحضور المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، في خطوة عملت إيطاليا من ورائها على إظهار دعم المجتمع الدولي الكامل لانتقال ليبيا نحو دولة آمنة ومستقرة.
وقال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن رئيس الوزراء دميتري مدفيديف عرض مقاربة موسكو للتسوية الليبية للمشاركين في المؤتمر الدولي حول ليبيا المنعقد بباليرمو الإيطالية.
وأوضح بوجدانوف في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر أن مدفيديف أجرى اجتماعات مطولة مع كل من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وغيرهم من الشخصيات المشاركة في المؤتمر، وبحث معهم سبل التسوية والحفاظ على وحدة أراضي ليبيا.
وقال بوجدانوف إن بلاده مستعدة لاستضافة مؤتمر حول ليبيا، إذا كانت الأطراف معنية فعلا في التوصل لاتفاقات حقيقية.
اجتماع بين السيسي وحفتر والسراج
وعلى جانب آخر أفادت مصادر إعلامية أن لقاءً استمر لمدة نصف ساعة، على هامش مؤتمر باليرمو لأجل ليبيا، في مقر إنعقاده (فيلّا إيجيا)، جمع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السرّاج، الجنرال خليفة حفتر، المبعوث الأممي الى ليبيا غسان سلامة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأفادت المصادر وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية، أن الاجتماع شمل أيضا، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ووزير الخارجية الفرنسي إيف لو دريان.
ووصل المشير خليفة حفتر صباحا الى الـ(غراند هوتيل ـ فيلّا إيجيا) في باليرمو حيث تستأنف اليوم أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الدولي لأجل ليبيا”، بينما “كان قبل قد وصل قبله ببضع دقائق، رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف”، إلا أن حفتر أكد أن زيارته ليست بغرض المشاركة في المؤتمر الدولي.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في شرق ليبيا، أن زيارة المشير خليفة حفتر الحالية لإيطاليا لا علاقة لها بالمؤتمر الذي تستضيفه البلاد حول الأزمة الليبية.
وقال بيان القيادة: "تنفي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام المحلية والدولية حول مشاركة القائد العام للجيش الليبي، المشير أركان حرب خليفة حفتر في أعمال المؤتمر المنعقد بمدينة باليرمو الإيطالية بشأن ليبيا"
وأضاف البيان "المشير خليفة حفتر وصل أمس الاثنين إلى إيطاليا من أجل عقد سلسلة لقاءات تبدأ اليوم الثلاثاء مع رؤساء دول الجوار والطوق، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة المحلية والدولية".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قد استقبل المشير حفتر يوم أمس الاثنين، إلا أن القائد العسكري الليبي، المعين من قبل مجلس النواب، لم يحضر فعاليات افتتاح مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية، كما لم ينضم بعد ذلك إلى المشاركين الآخرين في عشاء العمل.
جهود مصرية لاحتواء أزمة ليبيا
وتبذل مصر جهوداً حثيثة لاحتواء الأزمة الليبية، وهو ما أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في أعمال المؤتمر وخلال لقاءه رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي، على هامش المؤتمر اليوم.
وقال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي إن "رئيس الوزراء الإيطالي أعرب عن ترحيبه بزيارة السيد الرئيس إلى إيطاليا للمشاركة في القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي"، وأكد على ما تمثله مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن رئيس الوزراء الإيطالي أكد حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع مصر خاصة في ظل ما تشهده من تطورات إيجابية على صعيد التنمية الاقتصادية، وما يتم تنفيذه من مشروعات كبرى تساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
واستعرض اللقاء وفقاً لبيان الرئاسة المصرية، آخر تطورات الملف الليبي حيث أعرب رئيس الوزراء الايطالي تقدير بلاده للدور الفعال الذي تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار والأمن ودعم المؤسسة العسكرية الوطنية في ليبيا.
وأكد السيسي خلال اللقاء على ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بدعم من الامم المتحدة، يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، بالشكل الذي يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية ويُساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها وعلى رأسها الجيش الوطني والبرلمان والحكومة، ويتيح الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في ليبيا بما يمكننا من طي هذه الصفحة وتحقيق مصالح الشعب الليبي فى عودة الاستقرار والأمن.