أكدت 4 مصادر بارزة في حلف شمال الأطلسي، أن تركيا ترفض دعم خطة دفاع الناتو لدول البلطيق وبولندا واشترطت أن يقدم الحلف لأنقرة مزيداً من الدعم السياسي لمعركتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال وشرق سوريا.
وأضافت المصادر أن أنقرة طلبت من مبعوثها إلى حلف الناتو ألا يوقع على الخطة، وأن يطالب الحلف بتصنيف "وحدات حماية الشعب" كمنظمة إرهابية في الصياغة الرسمية كشرط للتوقيع، حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقبل انعقاد القمة السنوية الـ 70 لحلف شمال الأطلسي في لندن الأسبوع المقبل، تلوح في الأفق أزمة بين أنقرة وواشنطن بشأن الهجوم التركي في شمال سوريا الذي باشرته بداية شهر تشرين الاول الماضي.
ويسعى مبعوثو الناتو للحصول على موافقة رسمية من جميع الدول الأعضاء البالغ عددهم 29 دولة على الخطة العسكرية للدفاع عن بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا في حالة وقوع هجوم روسي.
ومن دون موافقة تركيا، قد يكون من الصعب على الناتو تصعيد دفاعاته في دول البلطيق وبولندا بسرعة.
ونقلت رويترز عن أحد المصادر الدبلوماسية قوله "إنهم (الأتراك) يحتجزون سكان أوروبا الشرقية كرهائن، ويمنعون الموافقة على هذا التخطيط العسكري حتى يحصلوا على تنازلات".
مصدر آخر وصف سلوك تركيا بأنه "مُخرب" بينما يحاول الناتو إظهار أنه متحد، خصوصا بعد الشكوك التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول التحالف، والتصريح الأخير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن الناتو في حالة "موت عقلي".
وصرحت المتحدثة باسم الناتو أوانا لونغيسكو في هذا الصدد وقالت: "لدى الناتو خطط للدفاع عن جميع الحلفاء، وان التزام الحلف بسلامة وأمن جميع الحلفاء لن يتزعزع".
وبدأت تركيا هجومها في شمال سوريا بعد أن سحبت الولايات المتحدة ألف جندي من المنطقة الشهر الماضي.
ويخشى أعضاء حلف شمال الأطلسي من أن يؤدي التوغل التركي إلى تقويض المعركة ضد عناصر داعش الارهابية
وليس لخطة دول البلطيق وبولندا، التي وضعت بناء على طلبها بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، أي تأثير مباشر على استراتيجية تركيا في سوريا، لكنها تؤثر على أمن جميع حدود الناتو.
وبموجب المعاهدة التأسيسية لمنظمة حلف شمال الأطلسي لعام 1949، فإن الهجوم على حليف واحد يعد هجوما على الجميع، وللحلف استراتيجيات عسكرية للدفاع الجماعي في جميع أنحاء إقليمه.