ترامب: مصير بلادنا في خطر غير مسبوق
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً مضاداً على الديمقراطيون الذين بدورهم يسعون إلى عزله بتهمة نكوثه قسم اليمين الدستوري.
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً مضاداً على الديمقراطيون الذين بدورهم يسعون إلى عزله بتهمة نكوثه قسم اليمين الدستوري.
وبدأ الديموقراطيون بالخطوة الأولى في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي، بشبهة طلبه من نظيره الأوكراني التحقيق حول خصمه الانتخابي جو بايدن.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، بقولها " أن الرئيس دونالد ترامب نكث بقسم اليمين، من خلال سعيه الحصول على مساعدة دولة أجنبية للتأثير على ترشح النائب الديموقراطي جو بايدن.
وقال الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض موجهاً خطابه إلى الجمهوريين "الديموقراطيون يريدون أخذ أسلحتكم، ويريدون أخذ تغطيتكم الصحية ويريدون أخذ أصواتكم وحريتكم".
و أضاف " لن ندع ذلك يحدث أبداً، لأنّ مصير بلدنا على المحكّ بشكل غير مسبوق، إنهم بمنتهى البساطة يحاولون عرقلتي، لأنّني أناضل من أجلكم ولن أسمح أبداً".
وتعهد الديموقراطيون بالتحرك على وجه السرعة في قضيّة عزل ترامب، معتبرين أنّ الأدلّة واضحة على إساءته استخدام السُلطة من خلال مكالمته الهاتفيّة مع الرئيس الأوكراني ومحاولات التستر على انتهاكات دستورية.
ويُصِر ترامب على أن اتصاله بزيلينسكي كان "خاليا من أي أخطاء وكانت مكالمة قانونية واعتيادية"
وقال النائب الجمهوري مارك ميدوز في حديثه لشبكة "فوكس بيزنيس" أن الرئيس لم يرتكب أي خطأ.
وفي أولى الخطوات الهادفة إلى العزل، طالب ديموقراطيون يرأسون لجاناً نافذة في مجلس النوّاب، وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو، بتزويدهم وثائق حول قضية أوكرانيا، بغية تسريع التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس.
ويواجه ترامب وسط حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية خطر عزله، وفق آلية لم يسبق للكونغرس أن استخدمها في تاريخ الولايات المتحدة سوى ضد اثنين من أسلافه.
وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجيّة والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجّهوا فيه إلى بومبيو، أن "رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيُشكّل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس" النوّاب في هذا الإجراء النادر ضدّ رئيس أمريكي.
وكتب ترامب في تغريدة على حسابه الذي يتابعه 65 مليون شخص "حملة مضايقة للرئيس" مضيفاً "إنها أسوأ حملة مطاردة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة" مندداً بالديموقراطيين "الهستيريين" ووسائل الإعلام "الفارغة" العاملة لحسابهم.
وأظهرت شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات أنّ ترامب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّه موظّف في وكالة الاستخبارات المركزية عمل في البيت الأبيض سابقاً.
ونشر الرئيس الأمريكي، إعلاناً انتخابياً يؤكد أن "جو بايدن وعد أوكرانيا بمليار دولار، إن أقالت المدعي العام الذي كان يحقق في شركة ابنه".
وعمل هانتر بايدن لحساب مجموعة غاز أوكرانية اعتباراً من 2014 في وقت كان والده نائبا للرئيس باراك أوباما، وحتى 2019، وجرى لفترة تحقيق قضائي بشأن عمله في الشركة ،غير أنه أغلق من غير توجيه أي اتهامات.
وطلب جو بايدن عام 2015 من السلطات الأوكرانية إقالة المدعي العام الأوكراني للاشتباه بأنه كان يعرقل مكافحة الفساد في هذا البلد، وهو ما كان يطالب به أيضاً الاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الدولية الكبرى.
من جهتها، قالت رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي "أنّ تصرّفات الرئيس واضحة بشكل مقنع، وهذا لا يمنحنا أي خيار سوى المضي قدماً في الاجراءات."
وتابعت "هذا الأمر يتعلق بالأمن القومي لبلدنا، إن رئيس الولايات المتحدة حنث بالقسم، ما من شأنه أن يُعرّض أمننا القومي للخطر، كما يعرض سلامة انتخاباتنا للخطر".
وأعلنت بيلوسي أن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف سيتولّى قيادة التحقيقات، وأنهم سيستغرقون الوقت الذي يلزمهم ولن يكون الجدول الزمني هو الحكم، لكن ليس ضروريّاً أن يستمرّ ذلك طويلاً".
وقدّم المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كورت فولكر الجمعة استقالته إثر تلقّيه استدعاءً من الكونغرس لاستجوابه في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترامب، بحسب ما أعلن مصدر طلب عدم كشف هويته.
وهزّت الأحداث السريعة رئاسة ترامب التي بدأت قبل عامين ونصف عام.
يبدو أنّ الديموقراطيّين الآن باتوا قادرين على حشد الغالبيّة التي يحتاجون إليها للتصويت من خلال اقتراح العزل في مجلس النواب- للمرة الثالثة فقط في تاريخ الولايات المتحدة، ما يمهد الطريق لمحاكمة محتملة للرئيس أمام مجلس الشيوخ الذي يُسيطر عليه الجمهوريّون.
وقال إريك سوالويل، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب لشبكة سي إن إن "يجب أن نتحرّك بسرعة ولكن ليس بتسرّع، يجب أن نركّز على الاتّصال مع أوكرانيا".
وتابع "بصفتي مدّعياً عاماً سابقاً، يجب أن أقول إنّ القضايا تكون أسهل بكثير عندما يعلن المتّهم عن الفعل، وهنا لا ينكر الرئيس ما قاله".