كما قال المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيتاس، في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، إن سفينة المسح التركية "أوروج ريس" بقيت راسية بالقرب من مدينة أنطاليا التركية، في الوقت الذي كانت فيه السفن الحربية التركية تعود إلى قواعدها، مضيفا "نواصل مراقبة الوضع مع ضبط النفس والاستعداد والتصميم"، بحسب ما نقلته صحيفة "كاثمريني" اليونانية في نسختها باللغة الإنجليزية.
وردا على سؤال حول آفاق المفاوضات بين اليونان وتركيا، قالت بيتاس إن أثينا تؤيد الإبقاء على قنوات اتصال مفتوحة، مؤكدا أن ذلك لم يكن ممكنا إلا في سياق القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار.
وتعليقا على قرار تركيا الأخير بتحويل آيا صوفيا بإسطنبول من متحف إلى مسجد، قال المتحدث باسم الحكومة إن هذه الخطوة بمثابة "استفزاز للعالم الغربي والمتحضر بأسره".
نشرت البحرية اليونانية بوارج في بحر إيجه بعدما أعلنت حال "التأهب" بسبب الأنشطة التركية لاستكشاف موارد الطاقة، على ما أفاد مصدر في البحرية لوكالة الصحافة الفرنسية الاربعاء، وبعد رد فعل قوي من الجانب اليوناني، قالت صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، إن تركيا قامت بسحب سفنها الحربية، التي نشرتها في البحر المتوسط، تأهباً لعمليات التنقيب عن الغاز.
وكانت تركيا قد سحبت سفنها الحربية التي نشرتها مؤخرا في البحر المتوسط تمهيدا لعمليات تنقيب عن الغاز، بعد تصعيد أثينا ووضع قواتها المسلحة في حالة تأهب ردا على الدفع بسفينة تنقيب جديدة قرب سواحلها، وفق صحيفة "كاثمريني" الأحد.
ونقلت عن مسؤولون قولهم إن اليونان تقيم التحركات التركية الأخيرة لكنها ما زالت متيقظة لأن التحذير الملاحي الذي أصدرته تركيا في 21 يوليو الماضي بشأن البحث عن النفط والغاز جنوب وشرق جزيرة كاستيلوريزو - وهي منطقة تعدها اليونان جزءًا من الجرف القاري لها - ما يزال ساريا وتنتهي صلاحيته في 2 أغسطس.
وفي سياق ذي صلة، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة كيرياكوس كوشوس الأحد أن الرد على السلوك التركي الاستفزازي والخطير للغاية الذي يهدد الاستقرار والسلام في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع يمكن أن يكون من خلال العمل الجماعي الأوروبي المنسق.
وقال كوشوس في كلمته التي ألقاها خلال حفل تكريمي للأبطال الذين سقطوا خلال الغزو التركي لقبرص عام 1974، "اليوم نواجه التصعيد والتهديدات من خلال التوسع التركي وسياسة الأمر الواقع".
وبحسب بيان صحفي صادر عن الرئاسة، قال كوشوس أن تركيا لديها سلوك عدائي بشكل منهجي فهي تمارس السيطرة الكاملة على المناطق المحتلة من قبرص مع التغيير الديموغرافي المستمر والتهديدات بتوطين الجزء المسيج من مدينة فاماغوستا، وكذلك الابتزاز المستمر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، منتهكة بذلك قانون البحار بهدف مطلق هو استغلال الثروات المرتبطة بالطاقة في قبرص.
وأضاف أن خير دليل على عدم الاحترام والوقاحة هو تعنت تركيا وسلوكها الاستبدادي وتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد.
وشدد على أن "هذا الأمر الاستفزازي الصادر عن الرئيس التركي إنما هو بلا شك إهانة ثقافية ضد جميع المسيحيين ويظهر الازدراء للعالم الغربي والثقافة الأوروبية بشكل عام".
وأضاف أن حكومة قبرص تقوم على مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وكذلك فإنها تدافع عن المبادئ والقيم الأوروبية، وتبدي استعدادها لاستئناف الجهود للتوصل إلى حل سلمي للمشكلة القبرصية. وقال إن هدف الحكومة هو حل ينسجم مع المكتسبات الأوروبية ويضمن الحقوق والحريات الأساسية لكافة المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تقسيم قبرص منذ عام 1974، عندما غزتها القوات التركية واحتلت الثلث الشمالي من الجزيرة. فشلت حتى الآن جميع الجولات المتكررة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في التوصل الى حل يعيد توحيد الجزيرة. كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد تمت في تموز / يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا في سويسرا، حسبما ذكرت وكالة الانباء القبرصية.