وأعلنت قوى الحرية والتغيير اليوم الخميس، أنها تسلمت مسودة مقترح للاتفاق مع المجلس العسكري الانتقالي قدمته الوساطة الإفريقية الإثيوبية. وذكرت القوى، في بيان مقتضب على صفحة تجمع المهنيين السودانيين في فيسبوك، أنها ستخضع المسودة للدراسة لاتخاذ قرار بشأنها. ونوّهت إلى أنها سبق وأن أبدت بعض الملاحظات على إعلان المبادئ الذي قدمته الوساطة في وقت سابق قبل دفعها بمقترحها الجديد.
ودفعت محامية، بطلب رسمي للنيابة العامة، لحماية المتظاهرين السلميين ضمن حملة "مليونية 30 يونيو/ حزيران".
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية عن عدم تلقيها طلباً من الأمم المتحدة مطلقاً لإرسال بعثة لتقصي الحقائق حول فض الاعتصام. وقالت الوزارة إن الأمم المتحدة تتوخى أسلوباً معيناً للتعاطي مع الأوضاع المستجدة مع أي بلد من البلدان، وتعطي الأجهزة الوطنية الداخلية الفرصة لاستكمال عملها. وكشفت الخارجية عن فشل محاولة بريطانيا عقد جلسة خاصة خلال انعقاد الدورة الحالية في مجلس حقوق الإنسان عن السودان، وأشارت إلى أن المتاح أن يكون هناك نوع من النقاش أثناء انعقاد الجلسه العادية, وقالت إنها أعطت المعلومات المؤكدة للبعثات الأجنبية المعتمدة في الخرطوم وجنيف والمبعوثين الدوليين الموجودين في السودان، حسبما ذكرت صحيفة "الانتباهة" السودانية.
وأكد وكيل وزارة الخارجية السودانية بالإنابة السفير عمر دهب في تنوير صحفي أمس بالخارجية التمسك بمبادرة الاتحاد الإفريقي, مشيراً إلى تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال زيارته للخرطوم دعم وساطة الاتحاد الإفريقي، مؤكداً أن تعدد المنابر والمبادرات يضر بالمبادرات نفسها ويخلق نوعاً من البلبلة في النظر واتخاذ مواقف من القوى المختلفة التي توجه لها المبادرات. ونبه دهب إلى أن المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث أكد على أن أمريكا ستتخلى عن سياستها الماضية الخاصة بدبلوماسية العصا والجزرة والتلويح بعقوبات وحوافز، وأنها ستنتهج سياسة الانخراط الإيجابي مع الحكومة في الفترة المقبلة، كما كشف عن تقديم كافة المبعوثين الذين وصلوا السودان من أمريكا وبريطانيا والنرويج خلال لقائهم بالمجلس العسكري مقترحات تتعلق بالتحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات نهاية الفترة الانتقالية. وأوضح دهب أن المجلس أكد على أنها المبادئ التي يعملون على نهجها، وأضاف أن المجلس طالب بتقصير الفترة الانتقاليه لأقصر وقت.
واشنطن تدرس العقوبات
وقالت مسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تدرس كل الخيارات بما في ذلك إمكانية فرض عقوبات إذا زاد العنف. وقالت نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق أفريقيا والسودان ماكيلا جيمس، خلال جلسة بمجلس النواب:" ندرس كل الخيارات بما في ذلك العقوبات في أي وقت إذا تكرر مثل هذا العنف".
وأوضحت، بحسب وكالة رويترز، أن العقوبات ربما تشمل التأشيرات أو عقوبات اقتصادية. وقالت: "نريد استخدام الأداة المناسبة ونريد استهداف الأشخاص المطلوب استهدافهم".
وتابعت جيمس أمام لجنة فرعية معنية بشؤون أفريقيا بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن واشنطن تعتقد بأن أفضل نتيجة ممكنة لأحداث السودان هي التوصل إلى اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة الممثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير. وأشادت جيمس بجهود الوساطة التي قادتها إثيوبيا في السودان، وقالت إن واشنطن أكدت "بعبارات قوية للغاية" أنه لن يتم قبول فرض حكومة عسكرية من جانب واحد.
أبو الغيط يناقش مع المبعوث الأمريكي سبل مساندة عملية الانتقال السلمي
استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ظهر اليوم الخميس السفير دونالد بوث المبعوث الخاص الأمريكي إلى السودان والذي يقوم حالياً بزيارة للقاهرة.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط استعرض مع المبعوث الأمريكي مجمل تطورات المشهد السياسي في السودان في ظل الجهود العربية والإقليمية والدولية المبذولة لمساندة الأشقاء السودانيين من أجل التوصل إلى توافق وطني عريض يخرج البلاد من أزمتها الراهنة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن أبو الغيط قام في هذا الصدد باطلاع المبعوث الأمريكي على نتائج الزيارة التي كان قد قام بها إلى الخرطوم يوم 16 حزيران/ يونيو والتي التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقيادات القوى والحركات السياسية والمدنية لتشجيع الأطراف السودانية على استئناف الحوار والعودة إلى مائدة التفاوض بما يكفل الاتفاق على الترتيبات التوافقية المطلوبة لإتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة، والتي شدد أبو الغيط على أنها يجب أن تتم في سياق وطني خالص، وتحترم استقلال وسيادة السودان، وتلبي تطلعات كافة أطياف شعبه.
وأضاف المتحدث الرسمي أن أبو الغيط تناول أيضاً مع المبعوث الأمريكي الجهد الذي تنوي الجامعة الاضطلاع به خلال المرحلة المقبلة في سبيل استعادة جسور الثقة بين الأطراف السودانية وتقريب وجهات النظر بينها ودعوتها إلى تجنب التصعيد، بما يدعم هدف الوصول إلى التوافق الوطني المنشود، وبما في ذلك عبر إيفاد وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة سيتوجه مجدداً إلى الخرطوم لمتابعة الاتصالات التي تجريها الجامعة مع المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والمدنية؛ وعبر أبو الغيط للمبعوث الأمريكي عن ترحيب الجامعة بتنسيق جهودها ومساعيها الحميدة مع مختلف الدول والمنظمات الدولية والإقليمية الحريصة على أمن واستقرار السودان والمساندة لعملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأوضح المتحدث الرسمي في ختام تصريحه أن المبعوث الأمريكي – الذي أنهى لتوه زيارته الثانية للخرطوم – عبر من ناحيته عن حرص الإدارة الأمريكية على التشاور مع الجامعة العربية والتعرف على رؤية الأمين العام فيما يخص الوضع الراهن في السودان، وذلك تأسيساً على المصلحة المشتركة التي تجمعهما في دعم السودان وشعبه خلال هذه المرحلة الدقيقة واهتمام الجانب الأمريكي بأن يكون هناك تنسيق بين مختلف الجهود التي تبذلها الدول والمنظمات المهتمة لدعم السودانيين من أجل التوصل إلى حل وطني وتوافقي لإتمام الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.