وقال الاعلامي والمحلل السياسي الليبي عبدالله محمد الخفيفي في تصريحات خاصة إلى وكالة فرات للأنباء ANF أن وفد القبائل الليبية الذي زار مصر أخيرا حقق نتائج مثمرة في مباحثاته مع القيادة المصرية، مشددا على أن الروابط الشعبية والقبلية التي تجمع بين البلدين تجعل العدوان على أمن ليبيا وأراضيها وشعبها هو بمثابة مساس بأمن مصر وشعبها الذي يرتبط مع قبائل ليبيا بعلاقات اجتماعية قوية، فهناك قبائل عديدة تجمع الليبيين والمصريين.
واضاف "تركيبة الشعب الليبي هي تركيبة قبلية، وهو ما أشار إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال خطابه من المنطقة العسكرية الغربية، وكأن التاريخ يعيد نفسه، كما اتحدت القبائل وحاربت العدوان والاحتلال التركي فيما مضى، اليوم تتحد القبائل في الشرق والغرب والجنوب من أجل دحر الغزو التركي الأردوغاني الغاشم، واليوم بات ضروريا تسليح القبائل وتسليح الشعب بالكامل، ونحن مفوضين الجيش ولكن لابد من مساندة شعبية للجيش، وخاصة بعد زيارة وزير الدفاع التركي لطرابلس التي تمثل انكشاف واضح للاحتلال التركي على الرغم من مزاعمهم خلال الاسابيع الاخيرة بمحاولة ابراز الميليشيات العميلة لهم في المشهد، لكن اليوم اردوغان يضع الخريطة الليبية أمامه وكأنه يتحدث عن بلده، تماما كما فعل في شمال سوريا في شهر سبتمبر آيلول الماضي، وبعدها قام بالغزو".
واستكمل المحلل السياسي الليبي عبدالله الخفيفي:"نحن ندرك أن مقاومة الاحتلال ليست مهمة الجيش فقط، ولكن مهمة الجيش والشعب، وتركيبته قبلية تحتم ذلك، وكان هناك اجتماع من ممثلي القبائل الليبية قبل يومين مع الرئيس المصري، ونحن ومصر في خندق واحد ولدينا مصير واحد وهدف مشترك وهو هزيمة العدوان التركي ورده مدحورا، وكذلك القضاء على الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي تهدد البلدين، وكما قال البطل الشهيد عمر المختار "ننتصر أو نموت".
وحول مدى الحاجة إلى تدخل عسكري لدعم الجيش والقبائل الليبية، قال: "لو تدخلت معنا الشقيقة مصر لا بأس في ذلك، سواء منفردة أو في إطار تحالف عربي مثلا بمشاركة السعودية والامارات والاردن، وهذا التدخل بات شرعيا وفقا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك وحتى قرارات الجامعة العربية الأخيرة التي كانت قرارات قوية وشخصت الحالة بصورة واضحة عبر الاتفاق على خطورة تهديد الارهاب والميليشيات المتطرفة، من الممكن ان يكون هناك دعم أوروبي وخاصة من فرنسا التي تقف اليوم بوجه الاطماع التركية في عدة مناطق، والاتراك حولوا ليبيا إلى مكب للإرهابيين، ولابد للمجتمع الدولي ان يتطلع بمسؤولياته ويقف بوجه الغزو".
وفي سياق متصل، أعلن مفتاح القيلوشي، عضو المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، إنه ستكون هناك مسيرة مليونية في بني غازي غداً، ضد الاحتلال التركي الإخواني الذي يريد نهب ثروات البلاد.
وأضاف القيلوشي إن المسيرة دعا إليها مشايخ وأعيان وحكماء ونخب ليبيا ومؤسسات المجتمع المدني وكل أبناء الشعب. موضحاً أن المسيرة ستحمل لافتات تعبر عنها، ويتخللها العديد من الكلمات، ويصدر عنها بيان رسمي.
وأشار إلى أن المشاركين في المسيرة من كافة مدن وقبائل ليبيا من المنطقة الغربية والجنوبية والوسطى والشرقية، وستكون داعمة للقوات المسلحة الليبية في حربها ضد الإرهاب. وستقدم الشكر إلى شعب مصر وجيشها وكافة الدول العربية التي وقفت مع الشعب الليبي ونصرته ضد الاحتلال التركي الإخواني، الذي حمل أساطيله وجاء يغزو بلادنا، كما ستوجه التحية إلى الدول الصديقة والإقليمية والدولية المحاربة للإرهاب التي عبرت في بياناتها ومواقفها وتصريحاتها.
وأوضح، أن المسيرة تعبر عن إرادة الشعب الليبي الحر، وتعلن رفضها لحكومة السراج "حكومة الفرقاطة"، التي نصّبها علينا الغرب رغم أنف الشعب، ولم تنل الشرعية والموافقة من مجلس النواب الشرعي، ولم تُعتمد رغم أن السراج عرض حكومتها مرتين على مجلس النواب قبل ثلاث سنوات وتم رفضها، بعدما خسرت ثقة الشعب، حسبما ادلى بتصريحاته إلى "اندبندنت عربية".
وأكد القيادي القبلي الليبي أن الشعب الليبي وكل المثقفين والنخب على وعي بأن المستهدف هي مصر والسعودية والجزائر وكافة الدول العربية، فهذا هو مشروع الإخوان، الذين جاء بهم ما يسمى بثورات الربيع العربي، وهدفهم تمزيق الهوية والدول العربية وقتل جيوشها بناء على مخطط إسرائيلي صهيوني لإقامة دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، لكن لن يفلحوا لأن هناك في الوطن العربي رجالاً عاهدوا الله على أنهم سيدحرون القوات الباغية.
وقبل أسابيع، سبق أن طالب المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا في بيان مسجل بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك. كما دعا مصر للتدخل ووقف الغزو التركي على ليبيا، بحسب ما جاء في البيان.
وبدوره، أكد عضو مجلس النواب علي التكبالي أن التغلغل التركي في ليبيا له عدة طرق منها الابتزاز والرشوة والمعاهدات وتعيين أشخاص موالين لها مبينا أن حكومة الوفاق ستجد نفسها في قبضة تركيا ولن تستطيع الإفلات منها.
وأضاف التكبالي في مقابلة مع "قناة الحدث" إن سياسة فرنسا منذ البداية مستقرة ولكن عندما تدخلت تركيا في ليبيا رأت فرنسا أن أنقرة دخلت إلى ملعبها ما يؤدي لتوتر العلاقات بين الجانبين.
ودعا التكبالي الدول العربية لأن تجتمع على مقاطعة تركيا لأن ليبيا تضيع مثلما ضاعت فلسطين مشددا على أنه يتوجب على الدول المجاورة أن تعي أن ليبيا في موقف لا تحسد عليه وأنها ستكون في هذا الموقف بسبب تركيا.
وبدوره، طالب وليد إبريك اللواطي رئيس ملف الدفاع بالمجلس الأعلى للقبائل الليبية، في حوار لصحيفة "الدستور" المحلية المصرية، بعد زيارة وزيرة الخارجية اليوناني للرئيس مجلس النواب اليونان بسحب اعترافها بما يسمى بالمجلس الرئاسي والاعتراف بالحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح.
ويأتي ذلك فيما قالت مصادر عسكرية ليبية، إن فرنسا تقوم بتحركات داخل الاتحاد الأوروبي، للضغط على تركيا للخروج من المشهد العسكري الليبي.