وسيطرت الحرب التجارية الأمريكية- الصينية، والتوتر والحرب الكلامية بين طهران وواشنطن على الأحاديث الجانبية بين قادة قمة العشرين، والعلاقات المضطربة بين تركيا والولايات المتحدة وأوروبا، على أجواء قمة العشرين، التي شهدت مصافحات بين الخصوم وإجتماعا بين الرئيسين الأمريكي والروسي، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الرئيسين بحثا قضايا الاستقرار الاستراتيجي، فيما ذكر البيت الأبيض في بيان له أن ملفات سوريا وإيران وفنزويلا وأوكرانيا قد تم مناقشتها.
وافتتح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاجتماع، حيث ركز على التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي وخاصة في المجال الرقمي، ويتوقع أن تكون هذه القمة من أكثر القمم التي تشهد انقسامات منذ سنوات. وتصافح الرئيسان الأمريكي دونالد ترمب والصيني شي جين بينغ قبيل التقاط الصورة.
وحذر الرئيس الصيني، من أن مذهب الحماية الاقتصادية الذي تتبعه بعض الدول "يحطم الاقتصاد العالمي"، ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا اليوم الجمعة مجموعة الاقتصادات الكبرى العشرين إلى استكشاف القوة الدافعة للنمو، وتحسين الحوكمة العالمية، وإزالة اختناقات التنمية، ومعالجة الخلافات بشكل صحيح. كما تعهد شي بأن تواصل الصين فتح أسواقها، وتوسيع الواردات بشكل استباقي، وتحسين بيئة أعمالها أمام الشركات الأجنبية بشكل مستمر، والمضي قدما في المفاوضات المختلفة لاتفاقيات الاقتصاد والتجارة، وذلك بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هنا اليوم (الجمعة)، حيث دعا الجانبان إلى دعم التعددية. واتفقا على مناقشة التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق والسعي لإنهاء مفاوضات الصين والاتحاد الأوروبي حول معاهدة الاستثمار الثنائية بين الجانبين العام القادم.
التوترات تخيم على اللقاءات الأوروبية مع بوتين
اكد ايمانويل ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن لدى الديموقراطيات "الكثير لتقدمه"، وذلك في رده على انتقاد بوتين للديمقراطية الغربية في مقابلة مع صحيفة فاينانشل تايمز.
وخلال الاجتماع الأول له مع رئيسة الوزراء البريطانية منذ أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا، دعت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الرئيس الروسي إلى الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها، فيما ذكرت الحكومة البريطانية أنه لن يحدث تطبيع للعلاقات المتوترة بين البلدين.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، بعد أن عقد قمة ثنائية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحول لقاء بوتين وترامب، قال المتحدث الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف: "لقد تحدثوا عن مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية، والتي لا تتوافق بأي حال مع إمكانات بلدينا".
كما ناقش الرئيسان العلاقات الدولية والتجارة، وتطرقا إلى الصين وسوريا والوضع في إدلب وتركيا، بحسب سبوتنيك. وأضاف: "لقد تحدثا بشكل مكثف بما فيه الكفاية عن قضايا نزع السلاح، وقضايا الاستقرار الاستراتيجي". اتفق واتفق بوتين وترامب على أن وزارتي الخارجية في البلدين ستواصل مناقشة المواضيع التي أثاروها بشكل أكثر تحديدا.
خلال الاجتماع ، دعا بوتين ترامب لزيارة موسكو العام المقبل للاحتفال بالذكرى الـ 75 لنهاية الحرب العالمية الثانية.
وشارك الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جلسة مصاحبة لأعمال القمة بعنوان "الاقتصاد الرقمي" مع قادة ورؤساء وفود دول مجموعة العشرين في أوساكا.
قمة أفريقية مصغرة
وشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي، اليوم فى قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، بمشاركة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس السنغالي ماكي سال، وذلك في إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التي تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، حيث تم التوافق خلال القمة المصغرة على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين، مع التركيز في هذا الإطار على الأهداف المتضمنة في أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذا المشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا، بالإضافة إلي المشروعات التي يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية "النيباد" باعتبارها الإطار المؤسسي لتنفيذ المشروعات التنموية في أفريقيا.
وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم اقتراحا من 3 نقاط بشأن بناء مجتمع بمصير مشترك أوثق بين الصين والدول الإفريقية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا.
وعلى هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، ترأس شي اجتماعا لقادة الصين-إفريقيا، بحضور رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، الرئيس المشارك السابق لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك)، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، والرئيس السنغالي ماكي سال الرئيس المشارك الحالي لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ودعا شي الدول الأفريقية إلى أن تكون رائدة في مجال التنمية المربحة للجميع، حتى تعود ثمار التعاون بالفائدة على المزيد من الصينيين والإفريقيين. ولفت شي إلى أن التعاون الدولي مع إفريقيا ينبغي أن يمنح الأولوية لإفريقيا ويحترم إرادتها ويضمن مصالحها، مضيفا أن أي تحركات مغرورة وأنانية يستفيد منها طرف على حساب الآخرين ستفقد قوتها ولن تحظى بشعبية، وحث شي الدول على أن تكون حامية للتعددية وأن تقدم إسهامات أكبر للدفاع عن النظام الدولي.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم مع وزير الخارجية الياباني تارو كونو، ترتيبات عقد الاجتماع المقبل لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "التيكاد" برئاسة مصر واليابان في مدينة يوكوهاما.