الأمم المتحدة تعقد قمة مناخ تحت ضغوط شبابية
اجتماع قادة العالم من حوالي ستين دولة، الاثنين في مبنى الأمم المتحدة، من أجل عقد قمة مناخية تهدف إلى إحياء اتفاقية باريس للمناخ التي تضررت بشدة على خلفية انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها.
اجتماع قادة العالم من حوالي ستين دولة، الاثنين في مبنى الأمم المتحدة، من أجل عقد قمة مناخية تهدف إلى إحياء اتفاقية باريس للمناخ التي تضررت بشدة على خلفية انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها.
و تعقد قمة المناخ هذه بعد ثلاثة أيام من تظاهرات شبابية حاشدة من أجل المناخ، شارك فيها الملايين في القارات الخمس، وقبل أربعة أيام من إضراب عالمي جديد لطلاب المدارس.
ويأمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إعلان عشرات القادة توسيع خططهم للحد من انبعاثات غازات الاحتباس.
كما تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الغائبين عن هذه القمة، إذ قررت في نفس اليوم عقد لقاء في نفس مبنى الأمم المتحدة حول الحرية الدينية، كما سيغيب عنها كل من البرازيل واستراليا أيضاً.
وسيمثل الصين التي تعتبر أكبر مستهلك للكربون حاضرة في الاجتماع، وتنفث ضعف من تلقيه به الولايات المتحدة في الهواء من غازات دفيئة، رئيس دبلوماسيتها وانغ يي.
وطلب أقل من نصف قادة الدول والحكومات الـ136 الذين يقصدون نيويورك هذا الاسبوع لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، المشاركة في قمة المناخ.
ودعيت الناشطة السويدية غريتا تورنبرغ (16 عاما) التي تمثل وجه الشباب الثائر المطالب بحماية البيئة، لإلقاء كلمة أمام قادة العالم، يتوقع أن تكون في غاية الصراحة.
وتأتي هذه القمة التي ينخرط فيها الأمين العام للأمم المتحدة بهاجس أن تعقب أقوال المسؤولين بخصوص البيئة تجسيدا على أرض الواقع لها، في أعقاب نشر المنظمة الدولية لتقرير، يحذر من الاستمرار بعدم التعاطي الجدي للملف البيئي.
وقال التقرير إنه من المتوقع أن تشكل السنوات الخمس الأخيرة من 2015 إلى 2019 الفترة الأشد حراً منذ البدء بتدوين درجات الحرارة في السجلات بشكل منهجي.
وتوقع العلماء أن يكون متوسط الحرارة للفترة 2015-2019 أعلى بـ1,1 درجة مئوية بالمقارنة مع ذاك الذي كان سائداً في الفترة 1850-1900، بحسب التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والذي يتضمّن أحدث البيانات بشأن حرارة الأرض.
ويعطي هذا التقرير صورة قاتمة عن الوضع الناجم عن تقاعس الدول عن تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي أصبحت تجلياته بادية المحيطات، حيث ارتفع مستواها في العقد الأخير إلى 4 ميليمترات في السنة، بدلا من ثلاثة، بسبب الذوبان المتسارع للغطاء الجليدي في القطبين الشمالي والجنوبي.
وفي حال بقيت التزامات البلدان بشأن تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة على حالها، فإن حرارة الكوكب ستزداد بواقع 2,9 إلى 3,4 درجات مئوية بحلول 2100.
وستتاح ثلاث دقائق لكل من القادة، على أن يفتتح النهار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تعتمد بلاده على غرار الصين على الفحم غير أنها تنشر كميات هائلة من الألواح الشمسية، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومن منطقة المحيط الهادئ رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن ورئيسة جزر مارسال هيلدا هايني.
ومن المتوقع بحسب غوتيريش أن يعلن عدد كبير من الدول عزمه على أن تتوصل إلى بصمة كربونية محايدة بحلول 2050، ما يعني أن تخفض بشكل كبير انبعاثاتها وتعوض عما تبقى من الانبعاثات من خلال غرز الأشجار التي تمتص الكربون ووسائل أخرى.
- أسبوع دبلوماسي -
واعلنت الأمم المتحدة في تقرير صدر الأحد أن السنوات الخمس الماضية ستكون الفترة الأشد حرا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة بشكل منهجي. وازدادت حرارة الأرض بمتوسط درجة مئوية عمّا كانت عليه في القرن التاسع عشر، وهي وتيرة ستتسارع.
لكن الوعود التي ستقطع الاثنين لن تكون لها قيمة قانونية، إذ أن القمة ليست سوى محطة على طريق "مؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول المناخ" المقرر عقده في نهاية 2020 في غلاسكو، والذي سيتحتم على الدول خلاله أن ترفع إلى الأمم المتحدة تعهدات تمت مراجعتها لتعزيز مكافحة التغير المناخي.
وأفادت الأمم المتحدة أن 75 من الدول الـ (195) الموقعة على اتفاق باريس أبدت منذ الآن نيتها في القيام بذلك، والولايات المتحدة ليست من بينها.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على أن الاجتماع سيجري وفق القوانين التي تحترم سيادة الجميع.