إلغاء الحكم الذاتي في كشمير يصعّد التوترات في جنوب آسيا ومساعي لإحتواء الأزمة

تواصلت حالة التصعيد بين الهند وباكستان على خلفية قرار إلغاء وضعية الحكم الذاتي لإقليم كشمير المتنازع عليه بين الخصمين النوويين، وقررت إسلام أباد إغلاق خط السكك الحديدية المشترك، بعد يوم من قرارها بطرد سفير الهند وقطع العلاقات التجارية معها.

أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي يوم الخميس أن باكستان لن تلجأ إلى الخيار العسكري في خلافها مع خصمتها الهند بشأن كشمير، مع تصاعد التوترات بعد قرار نيودلهي بإحكام قبضتها على الاقليم المتنازع عليه.

وضاعف القرار من العداء بين الهند وباكستان اللتين خاضتا حربين بسبب كشمير، وقال قريشي خلال مؤتمر صحفي اليوم: "باكستان لا تدرس الخيار العسكري. بل إنها تدرس الخيارات السياسية والدبلوماسية والقانونية للتعامل مع الوضع". وأضاف "قررنا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للطعن في هذه الخطوة الهندية غير الصحيحة أخلاقيا".

رفضت باكستان، بيان الهند الذي وصف الأوضاع الأخيرة في كشمير بأنها "شأن داخلي"، وذلك بعد أيام من إلغاء الحكومة الهندية "الوضع الخاص" الممنوح للإقليم المتنازع عليه بين البلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد الفيصل إن بلاده ترفض رفضا قاطعا بيان الهند بشأن كشمير، مؤكدًا أن باكستان ستواصل دعمها السياسي والدبلوماسي والمعنوي للكشميريين.
وكانت وزارة الخارجية الهندية قد أكدت، في بيان اليوم، أن الأحداث الأخيرة المرتبطة بالمادة (370) من الدستور هي شأن داخلي هندي بالكامل، زاعمة أن القرار يهدف إلى تنمية المنطقة التي حرمت لعقود من التنمية.

وحثت باكستان، الأمم المتحدة على ممارسة الضغوط على الهند من أجل الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، وذلك خلال اللقاء الذي أجرته المندوبة الدائمة لباكستان لدى الأمم المتحدة السفيرة مليحة لودهي مع كبير مساعدي الأمين العام للأمم المتحدة ماريا لويسا ريبرو في نيويورك اليوم، حسبما أوردت وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية.

وأضافت الوكالة الباكستانية: "المندوبة الباكستانية طلبت من المنظمة الدولية لعب دورها الفعال لتخفيف الأزمات التي نتجت بسبب الإجراءات غير القانونية من جانب الهند لإلغاء وضع الحكم الذاتي الدستوري الخاص لكشمير، وأبلغت السفيرة الباكستانية المسؤولة الأممية بالأوضاع الراهنة في المنطقة والانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها القوات الهندية بحق الكشميريين الأبرياء".

وقرر وزير السكك الحديدية الباكستاني شيخ رشيد أحمد، اليوم الخميس إغلاق خط السكك الحديدية الرابط بين باكستان والهند للمرة الثانية منذ بداية العام الجاري. وذكرت قناة "جيو نيوز" الباكستانية أنه تم تعليق العمل بالخط الواصل بين البلدين، قطار "سامجهوتا إكسبريس"، في وقت سابق هذا العام؛ جراء التوترات العسكرية التي وقعت بين الجانبين.

الولايات المتحدة تدعو للحوار وماليزيا تدعو لضبط النفس

أعلنت الولايات المتحدة اليوم الخميس دعمها لإجراء حوار مباشر بين الهند وباكستان بشأن قضية إقليم كشمير المُتنازع عليه بين البلدين .
ودعت واشنطن إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، على خلفية قيام باكستان بطرد السفير الهندي لديها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها: " نحن نواصل تأييد إجراء حوار مباشر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وغير ذلك من المسائل المثيرة للقلق " .

وبدورها، دعت ماليزيا، الهند وباكستان، اليوم الخميس، لضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد في إقليم كشمير المتنازع عليه.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد في بيان أن ماليزيا تشعر بالقلق حيال التطورات الأخيرة في إقليم كشمير، وبالأخص إزاء تصعيد حدة التوترات المتكررة في المنطقة.
وأضاف البيان أن ماليزيا باعتبارها شريكة قريبة لكل من الهند وباكستان، تعقد آمالا كبيرة على أن تمارس الدولتان الجارتان أقصى درجات ضبط النفس للحيلولة دون حدوث مزيد من التصعيد، ما قد يضر بسلام واستقرار وازدهار المنطقة".
وأوضح أن ماليزيا ترى دائما أن الحوار والمشاورات هما السبيل الأمثل لإيجاد حل سلمي وودي بشأن هذه القضية القائمة منذ زمن طويل. وأكد أن ماليزيا تدعو كل الأطراف المعنية إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تخص إقليم كشمير، والدفع باتجاه الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وقالت الصين، إن القرار الهندي ينعكس بشكل سلبي على السيادة الإقليمية للصين وينتهك الاتفاقات الدولية، وصفت الحكومة الصينية إعلان الهند إلغاء مادة دستورية تغير من الوضع الخاص الذي يتمتع به سكان إقليم كشمير، بالقرار غير المقبول.

وأعرب البيان، عن قلق الصين البالغ إزاء التطورات الأخيرة في كشمير، داعيًا الهند وباكستان إلى التصرف بحذر وإيجاد حلول سلمية للنزاعات والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.

ولا تتوقف دعوات الأمم المتحدة لإجراء تحقيقات دولية حول إنتهاكات حقوق الإنسان في كشمير وتصف تقارير الأمم المتحدة حول الأوضاع في الإقليم ذي الأغلبية المسلمة بأنها "معاناة لا توصف لملايين البشر"، وقال أول تقرير لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حول الاقليم والذي صدر العام الماضي أن استخدام القوة المفرطة من قبل القوات الهندية "أسفرت عن مقتل أو تدمير حياة العديد من الأشخاص".

وتشهد كشمير الهندية اليوم الرابع من الإغلاق التام وقطع وسائل الاتصال فيما جرى إعتقال أكثر من 500 شخص من بينهم قيادات إقليم كشمير، بمن فيهم أساتذة جامعيين ورجال أعمال وناشطين ومسؤولين سياسيين.