وفي مقابلة خاصة أجرتها وكالة فرات للأنباء، قيّمت عضوة القيادية المركزية في وحدات حماية المرأة الحرة -ستار زوزان جوليك نضال المرأة من أجل الحرية ومنظور مقاومة الشعب الكردي لعام 2025. وقالت زوزان جوليك: النضال من أجل حرية القائد آبو سيصبح نقطة تحول تاريخية في عام 2025 .
وأشارت زوزان جوليك بإنَّ القوة الأيديولوجية للقائد آبو وقيادته السياسية هي أساس الحياة الديمقراطية والحرة ليس فقط للشعب الكردي، ولكن أيضاً للمرأة والشعوب في الشرق الأوسط.
ووصفت زوزان عام 2025 بأنه العام المائة لمؤامرة 1925 التي خططت لها بريطانيا، وذكرت أن هذا العام سيشهد محاسبة تاريخية وقالت: "اليوم سنحبط هذه المؤامرات تماماً وسنحقق الحرية".
ولفتت زوزان جوليك الانتباه إلى ثقافة الإرهاب والانتهاكات الجهادية المفروضة على المرأة في الشرق الأوسط، وذكرت أن نضال المرأة من أجل الدفاع عن النفس مهم للغاية وأشارت إلى أن المرأة يجب أن تستمر بالنضال على أساس الدفاع عن النفس وقالت إنَّ وحدات حماية المرأة ستأخذ دوراً رائداً في هذه العملية.
كما كشفت زوزان جوليك عن أهداف النضال لعام 2025، وقالت إن كل مجال من مجالات الحياة يجب أن يكون واجهة المقاومة على أساس الدفاع عن النفس وأضافت: "روج آفا وشمال شرق سوريا هو الإنجاز المشترك للمرأة والشعوب، إنَّ حرية هذه الأرض هي جزء من نضال جميع الشعوب من أجل الوجود والهوية، عام 2025 سيكون عام ربيع ثورة المرأة والشعوب".
وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت مع عضوة القيادة المركزية لوحدات حماية المرأة زوزان جوليك
حققت الحملة العالمية لدعم الحرية الجسدية للقائد آبو، مستوى ملموساً في عامها الثاني بقيادة المرأة ومشاركة الشعب الكردي والشعوب الاخرى وأصدقائه وبسبب تأثير هذا النضال كان هناك ضغوطات على دولة الاحتلال التركي وتم عقد لقاء مع القائد آبو، كيف تقيمون مستوى النضال من أجل الحرية الجسدية على قائد آبو والنتائج التي تحققت وما يجب القيام به؟
مضى عاماً أخر من النضال من أجل الحرية، تحققت فيه إنجازات ومكتسبات جادة باسم المرأة وشعبنا والشعوب، وتم إحباط عدد كبير من الهجمات، وقدمنا تضحيات كبيرة لتمثيل كرامة الإنسانية، وبهذه المناسبة استذكر جميع شهدائنا الذين حققوا مكتسبات وطنية وإقليمية وإنسانية خلال الحرب العالمية الثالثة ووقفوا على القمة بروح المقاومة الآبوجية، كما نستذكر في شخص الرفاق آسيا، روجكر، هوري جيا، آسمين، برور ديرسم، شيخموس ملاذكرت، بيريتان نورحق جيا، آخين موش كابار، هركول شيار، أورهان جيهاد بينكول، ميديا عكيد، جيان ميردين، نوجيان أمد، جمال عرب، هلمت وروسيدا ميردين، جميع الشهداء بكل احترام وامتنان، مرة أخرى، ننحني إجلالاً وإكباراً أمام ذكرى رفيقانا ناظم دشتان وجيهان بلكين أبطال الصحافة الحرة، ونحيي جميع رفاقنا الذين هم أمل الحرية في القرن الحادي والعشرين وقاوموا في أسوأ الظروف، ولم يتراجعوا خطوة للوراء وناضلوا، بداية، في شمال وشرق سوريا، نحيي بكل احترام شعبنا والشعوب التي قاومت هجمات القمع و التدمير والإبادة، وأثبتوا وحدة الشعوب في موقف منظم لوحدة الشعوب، ونبارك مقاومتهم.
بالطبع أن الحرية الجسدية للقائد آبو هو هدف هذا النضال، وكحلقة أخيرة لهذا، فإنَّ النضال الذي تقوده المرأة في إطار حملة الحرية العالمية مهد الطريق أمام الفعاليات على الساحة الدولية وإظهار حقيقة دولة الاحتلال التركي الفاشية وكشف الجرائم المرتكبة بحق القائد التي أصبحت ميزة مهمة، وكما يعلم الجميع، ونتيجة لممارسة سياسة الإبادة والتعذيب حيال القائد آبو، لم نتلق أي معلومات من قائدنا لمدة حوالي 3 سنوات و8 أشهر، و كان الهدف من نظام الإبادة والتعذيب التي ليس لها مثيل في العالم هو منع ظهور آراء القائد آبو خلال الحرب العالمية الثالثة وعدم التأثير على مسار الحرب، وترك الحركة والشعب والمرأة بلا منظور، واستخدام القلق والشكوك الناتجة عن هذا الوضع ضد حركتنا والأهم من ذلك، هو القضاء على مقاومة قائدنا وشخصيته التاريخية وموقفه المستقل، ولم تتمكن إدارة المرتزقة الفاشية من كسر إرادة القائد آبو وبقيت عاجزة أمام إصراره، حيث عمقت إدارة المرتزقة سياسة الكراهية التي تنتهجها، مثل نظام الإبادة والتعذيب الذي تتبعه في إمرالي. وكما قلنا دائماً، فإنَّ إمرالي ليست مسؤولية الإدارة التركية للمرتزقة الفاشية فقط، بل هو في الأساس نظام ينظمه ويديره حلف شمال الأطلسي "الناتو" لذلك، خلال الحرب العالمية الثالثة، لذا لم تسفر السياسات المفروضة على القائد وشعبنا والشعوب الأخرى عن نتائج، وحقق نموذج قائدنا مستوى الحملة العالمية، ورأت القوى المهيمنة الدولية في ذلك تهديداً لنفسها وتهديداً لها، لذلك أدانوا القائد آبو في سجن جزيرة إمرالي بأسلوب الاستيعاب، وأرادوا إبقائه بمنأى عن نظام الإبادة والتعذيب، ومع ذلك، لم تراقب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان DMME الحق في محاكمة عادلة وأظهرت مواقف غير فعالة، وتم تجاهل جميع القرارات غير القانونية لدولة الاحتلال التركي، على الرغم من أنه كان في السجن لسنوات عديدة، إلا أن "حقه في الأمل" لم يتم تنفيذه، وعلى الرغم من النهج غير القانوني لدولة الاحتلال التركي، فقد أعطى مجلس أوروبا لدولة الاحتلال التركي وقتًا حتى شهر أيلول 2025، ولم تكن مواقف اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب منفتحة ونزيهة وعادلة على الإطلاق تجاه القائد آبو، على الرغم من أن الاجتماع لم يعقد لفترة طويلة، إلا أن لجنة مناهضة التعذيب CPT لم تذهب إلى إمرالي خلال زيارتها إلى تركيا. فكل هذا يدل على أن نظام الإبادة والتعذيب في إمرالي تم تطويره بشكل أساسي من قبل الناتو. مقابل هذا، وبغض النظر عن النضال النموذجي للقائد آبو ونفوذه، فقد تطورت الحملة العالمية لدعم الحرية الجسدية للقائد آبو في الصحافة العالمية، أنَّ المقاومة المثالية لمقاتلي الكريلا ومقاومة شعبنا والمرأة حول القائد وضد الفاشية والظروف المقترنة للوضع المضطرب لدولة الاحتلال التركي في الشرق الأوسط كل هذا دفعت إلى أجراء اللقاء مع قائدنا في 23 تشرين الأول، إن صحة وسلامة القائد هي النقطة الأساسية التي تحدد حياتنا كلها ومستقبلنا وحريتنا وفي هذا الصدد، بالطبع، في ظروف الأسر، فإن قائدنا ليس آمناً وحياته مهددة دائماً ومع ذلك، فإن تلقي المعلومات والتحيات من القائد أمر مهم للغاية، وقد قال القائد آبو: "نظام الإبادة والتعذيب مستمر". هذا يعنى؛ لا تغيير في مفهوم العدو وهجماته، سنرفع من وتيرة نضالنا عند هذه النقطة وسوف نستمر، كما نوه القائد آبو إلى استمرار نظام الإبادة والتعذيب وهجمات العدو المستمرة ولذلك ينبغي علينا رفع مستوى النضال، حينها استجاب رفاقنا آسيا وروجكر على الفور لنداء القائد آبو، وأظهرت العملية الناجحة في توساش الإرادة التي خلقها قائدنا على أعلى مستوى وفي الوقت نفسه كشفت سياسات العدو وفك رموز ألعابه القذرة.
حيث تريد الدولة التركية أن تظهر أنها تريد الحل من خلال اللقاء الذي تم نتيجة نضالنا، لكن كان مفهوماً أن هذا الجهد هو بطبيعته هجوم حرب خاصة على القائد في مفهوم الإبادة الفاشية، فمن ناحية، بينما يتم الترويج لما يسمى بخطاب الحل، فإنه يهدف إلى إرباك الرأي العام الديمقراطي، وخلق التردد في النضال، والأهم من ذلك، كسر نفوذ القائد آبو من خلال تشويه حقيقته وقيمه، كما فُرض ما يسمى بالعقوبة الانضباطية مباشرة بعد الاجتماع، أعقبها منع اللقاءات لمدة ستة أشهر، إلا أنهم سرعان ما استولوا على البلديات التي هي القوة الحاكمة لإرادة الشعب، ووسعوا ساحات الصراع في كردستان، ولو كانت دعوة القائد آبو إلى "السماح له بالحضور والتحدث إلى البرلمان" صادقة، كانت ستمهد الطريق للحل، لكن هذه دعوة للاستسلام والقضاء على حركة الحرية، فلا شيء من هذا القبيل ممكن ولا يسمى حلاً، حيث يمنعون اللقاءات مع القائد ولا يسمحون حتى بخروج كلمة واحدة منه ويفرضون العقاب والتعذيب على القائد ويحاولون التحدث باسم القائد ويظهرون أن القائد وحركتنا واقعان منفصلان، إن طريقة إدارة هذه السياسة القذرة تثير غضب المرء بشدة، ويؤسر القائد آبو في السجن منذ 26 عاما ولم يستخدم أياً من حقوقه القانونية طيلة فترة أسره ويخضع لنظام تعذيب شديد، والحقيقة أن هناك الكثير، فالدولة التركية تحاول إبعاد الأجندة عن حقيقتها، وإرباك عقول الناس، وشرعنة هجماتها، وتمويه الحقيقة بخطابات الحل، ولذلك لا يمكن أخذ هذا الأمر على محمل الجد، بل هو علامة على أن مخاطر أكبر ستحدث، في واقع الأمر، فإن السقوط اللاحق للنظام السوري وخطط احتلال شمال وشرق سوريا، ومفهوم تصميم الشرق الأوسط بدون رجل حر، كردي حر وامرأة حرة قد كشف عن هدفهم الخالي من الصدق.في هذه المرحلة، يعتبر القائد آبو رائد الحياة والإرادة الحرة والديمقراطية للنساء والشعوب والإنسانية في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي أن الضغط في مواجهة هذا الواقع يبقي القوى الحاكمة منخرطة في حيل وعدوانية قذرة متعددة الأوجه، إن نضال الكريلا ومقاومة النساء والشعوب لا يسمح بمثل هذه الأساليب الرخيصة تجاه القائد آبو، ولا يسمح لقضايا الوجود الأساسية مثل الحرية بأن تصبح أمراً واقعاً. ومع أن الوضع الحالي يحمل في طياته مخاطر متعددة، فإنه يحمل معه أيضاً فرصاً متعددة وشروط النجاح، بالطبع، يتمتع القائد آبو بإرادة عظيمة وقوته الأيديولوجية ومستواه السياسي قويان بما يكفي للنضال في كل ساحة، الطريقة الوحيدة لكي تؤدي هذه القوة إلى مكاسب عظيمة هي من خلال النضال، فمفاوضة الضعفاء تنتج الخضوع، ومفوضة من يبني وجوده على قوته ونضاله تولد الحرية، وبناءً على هذه الحقيقة، يجب تعزيز نضال القوى المجتمعية حول القائد آبو من خلال الفهم الصحيح لحساسيات العملية التي نمر بها واستغلال الفرصة لتشكيل تاريخنا بأيدينا لأول مرة، وعلى وجه الخصوص، فإن تحويل الإرهاب الجهادي المفروض على المرأة إلى نظام حياة ومأسسة ثقافة الاغتصاب مرة أخرى يتطلب من المرأة النضال وحماية وجودها. كلنا نعرف هذا؛ إن العملية التي نمر بها وأساليب مشاركتنا ستؤثر على المستقبل إيجاباً وسلباً، إن الإجابة الصحيحة على سؤال كيف نريد أن نعيش قد جمعت بالفعل بين القائد آبو وطريق المرأة وشعبنا والشعوب الأخرى، حينها، يتطلب خوض نضال، وتنظيم مسيرات والتبني الفعال، في هذه المرحلة، الفرق بين 2025 و1925 هو أن هناك احتمالاً قوياً لدحر المؤامرة المفروضة على شعبنا، وبالتالي على منطقتنا، على أساس حرية القائد، في الذكرى المئوية لتأسيسها، كقوات الكريلا، نحن نتصرف بهذا المنظور ونؤكد على أنه يجب على جميع الشعوب، النساء وشعبنا تصعيد وتيرة مقاومتهم ونضالهم من خلال تبني حياتهم على هذا الأساس. فالمقاوم لديه القدرة على توضيح معايير مستوى حياته على أساس كرامته وهويته وإظهار الإرادة لتطبيقه، إن الحرب الخاصة ضد القائد آبو هي محاولة عقيمة لخلق العقبات، من الضروري أن يعبر المرء عن غضبه حيال هذا الأمر وأن يتخذ المزيد من الإجراءات في إطار حقيقة القائد آبو، وينبغي للجميع أن يظل محايداً عما يحدث، وحقيقة ما هو غير فعال لا قيمة له أيضاً، لأن وجود أولئك الذين لا يظهرون القوة للدفاع عن حقيقتهم لا قيمة له، سوف نعرف هذا، وفي هذا الصدد، يجب على الجميع أن يزيدوا من نضالهم من أجل الدفاع عن النفس، وأن يلتفوا حول القائد آبو، ويشاركوا بفعالية ويضعوا كل قوتهم وكيانهم من أجل أن يتمكنوا من تحقيق النتائج، كنتيجة لكل هذه الأمور، فإن هدف وحدات المرأة الحرة YJA Star لعام 2025 هو خوض نضال على المستوى عالٍ لتحقيق المستقبل على أساس حرية القائد آبو، وسنكون في وضع يسمح لنا بالقيام بكل ما هو ضروري لهذا الغرض حتى النهاية.
مع اقتراب عام 2024 من نهايته، دخلت الحرب العالمية الثالثة مرحلة جديدة، ومع اشتداد الحرب التي تتمحور حول كردستان وسوريا والشرق الأوسط ككل، يُعاد رسم الخرائط من جديد، وسقط النظام السوري، مما فتح الباب أمام حالة من عدم اليقين، ومن بين قوى الهيمنة الدولية، تلعب الدول الإقليمية، وخاصة تركيا، دوراً مدمراً في هذه الحرب، وتقوم دولة الاحتلال التركي بفرض سياستها الاستبدادية في كل من روج آفا وجنوب كردستان بكل ما لديها من إمكانات متاحة، وتستهدف الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا، ما هو هدف الدولة التركية من هذه الهجمات؟ كيف تقيّمون مقاومة شعوب شمال شرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية-وحدات حماية المرأة في مواجهة هذا الأمر؟
إن هذه الأوضاع التي نمر بها حالياً كان قد تقيّمها من قِبل القائد آبو في المرافعات الدفاعية، وكذلك أسسها التاريخية في لقاءات إمرالي، وكيفية تعامل أي، وفي أي حالة ستتعمق الأزمة، وفي أي حالة يمكن أن تتطور ظروف الحرية، كل ذلك يتشكل وفقاً للتحليلات التي توصل إليها القائد في سابق، حيث يتم تعريف الحرب العالمية الثالثة على نطاق واسع، ولقد تم طرح التقييمات التي أجريناها كمنظمة في هذا الاتجاه، وكذلك تعريفات المواقف التي ظهرت عاماً بعد عام، والموقف الذي اتخذناه كقوة أساسية للنضال في هذا السياق، ومما لا شك فيه أنه منذ أن فُرض مفهوم عدم الحل في الشرق الأوسط الذي يركز في المقام الأول على القضاء على مسارات الحل في المنطقة، كانت هناك حرب مكثفة ضد حركتنا، فبدءاً من فترة تنفيذ المؤامرة الدولية ضد القائد آبو، يجب تعريف الهجمات التي نُفذت حتى اليوم على أنها هجمات للقضاء على إمكانيات الحل في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك، وبدءاً من حرب الخليج إلى الوضع في سوريا، من الضروري النظر إلى الوضع ككل في مجمله.
ومن أجل ضمان أمن إسرائيل في الشرق الأوسط وتحويلها إلى قوة إقليمية مهيمنة، كان هجوم 7 تشرين الأول، الذي كان بمثابة 11 أيلول في الشرق الأوسط والذي لن يخدم إلا إسرائيل، قد أضفى الشرعية لكي تبدأ إسرائيل بشن الهجوم، مما أدى إلى تقييد نفوذ وتأثير قوة مهمة للغاية، وفي هذه النقطة بالتحديد، عانى الشعب الفلسطيني من مآسي كبيرة ولا يزال يعاني، فبعد أن استنفذت إدارة حماس وقتها وفقاً لاستخدامها، تم سحق قيادتها بمساعدة من الدولة التركية، أما حزب الله، الذي كان يعرّف نفسه كقوة نضالية عظيمة، فقد تعرض لضربات قاسية، وفقد معظم كوادره القيادية، وتفكك نظامه إلى حد كبير.
وتعرض الرئيس الإيراني للقتل، وهاجمت إسرائيل إيران، وعلى الرغم من أن إيران حافظت على سياستها بعدم الدخول في الحرب بشكل مباشر، والتي وصفتها بـ”الصبر الذكي“، إلا أن الهلال الشيعي تعرض لضربات كبيرة، ولم يستطع العراق تجاوز الأزمة التي يمر بها وأصبح أكثر انفتاحًا على الاستغلال من خلال شراكته مع الدولة التركية ضد حركتنا وإضعاف قدراته الدفاعية، ومع استمرار نظام التعذيب والإبادة المفروض على القائد أبو، واجهت ساحات الكريلا توسع هجمات الاحتلال على متينا في 16 تشرين الأول، وهجمات جديدة في سركل وتلة بهار وخاكورك في 3 تموز، وعندما ننظر إلى مرحلة السنة الماضية، نجد أنه لم يتبق سوى حركتنا التي تكافح بنشاط، أي أنها لم تختفِ تماماً بالطبع، لكنها فقدت تأثيرها.
وعلى الرغم من خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وتنازل الدولة العراقية، وبالإضافة إلى ذلك، لم تتمكن الدولة التركية، فعلياً من إغلاق القفل الذي قالت إنها ”ستغلقه“ في عام 2022، والمرحلة التي تعبر عن عجزها وتصب في خدمة جبهة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، جعلها تتورط في الأحداث التي تعيشها سوريا مع مرتزقة قوات الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام، وقد استفادت تركيا لفترة طويلة من الحرب الأوكرانية - الروسية، بمعنى أنها ماطلت وخدعت روسيا وإيران بما يسمى ”اجتماعات أستانا“، وواصلت جهودها لفتح المجال أمام هيئة تحرير الشام ومرتزقة الجيش الوطني السوري، لتحميهم وتبقي على تنفيذ هذه المرحلة التي حصلت على براءة اختراعها من بريطانيا، وخلقت مبررات للحرب في المنطقة، وبذلت قصارى جهدها لجر إيران إلى الحرب وتهيئة الظروف لسحق حزب الله، فيما كانت سوريا بالأساس قد فقدت قدرتها على الصمود بسبب الحرب التي طال أمدها، ورفض النظام الدخول في حل ديمقراطي مع الشعوب وخاصة مع الكرد، وإن رغبته في الحفاظ على الوضع الراهن، وإصرار روسيا وإيران على منع النظام من الدخول في حل على أساس تطور ديمقراطي، وخاصة مع الإدارة في شمال شرق سوريا، والأزمة الاقتصادية، وما إلى ذلك، كلها جعلت النظام يفقد قدرته على البقاء، وقد عهد بأمنه إلى القوات الروسية والإيرانية، وكانت إيران قد تلقت بالفعل ضربة قوية في سوريا، من ناحية أخرى، تعرضت روسيا لضغوط كبيرة بسبب الحرب الأوكرانية وخسرت نفوذها في الدول الآسيوية التي كانت تُعرف بالأساس بالمناطق السوفيتية السابقة، ومع الحرب الأهلية السورية، عقدت روسيا مساومات قذرة مع الدولة التركية من أجل الحفاظ على فرصها في البحر الدافئ، وركزت على تأمين نفسها وتلبية بعض احتياجاتها بسياسات قائمة على النزعة المصلحية على حساب وجود الشعب الكردي وشعوب المنطقة.
وفي المرحلة الأخيرة، ولتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى المشكل ببراءة اختراع بريطانيا، ولإقصاء روسيا وإبعادها من المنطقة، وتقييد نفوذ الحزام الشيعي الإيراني، جعلوا الشرق الأوسط في مواجهة أكثر الحالات الرجعية التي تُعرف بالإسلام الراديكالي وجعلوه مفتوحاً لكل أنواع الاستغلال، وأسقطوا النظام في سوريا خلال 12 يوماً، وسيتضح سبب ذلك وكيفيته في الفترة المقبلة، وتتجلى مرة أخرى في شخص نظام الأسد عاقبة نهاية الأنظمة الديكتاتورية والقائمة، فالسياسة الموجهة في سياق السلطة والتي لا تمنح إمكانيات الحرية لشعبها، ستؤدي إلى سحب البساط من تحت قدميها أيضاً.
وفي هذا المعنى، فإن الوضع القائم إيجابي ومن الضروري الحصول على نتيجة منه، ومع ذلك، يجب الإجابة بشكل صحيح على سؤال من ولماذا انهار نظام الأسد هكذا في هذه المرحلة وبهذه الطريقة، هذه المسألة يجري تقييمها كثيراً، كما يجري تقييم تموضع القوات، نعم، تقدمت هيئة تحرير الشام ومرتزقة الجيش الوطني السوري دون أي مقاومة، وعلى ما يبدو أن روسيا لم تجازف بخسائر إبقاء نظام الأسد على قيد الحياة لفترة أطول من خلال التوصل إلى اتفاق، وركزت على مصالحها الخاصة، لكن الأهم هو اتجاه السياسات الأنكلو-ساكسونية.
ومع الحرب العالمية الأولى، انتقلوا بتقسيم المنطقة وإدارتها إلى مرحلة جديدة، ففي البداية، صمموا المنطقة بإنشاء دويلات قومية صغيرة وتركوا الكرد في القاع، وهيأوا الظروف لإنشاء إسرائيل مع الحرب العالمية الثانية من خلال دفع هتلر لقتل اليهود في المنطقة، والآن، يريدون الآن توسيع إسرائيل وتعميق إعادة احتلال المنطقة بدويلات صغيرة ولكن أكثر صراعًا واستهلاكاً للذات من خلال الجماعات الرجعية ذو التوجهات الدينية والطائفية، وهذا مفهوم مهم للغاية، فالمعضلة الرئيسية في الشرق الأوسط هي الانسداد الحاصل في الشرق الأوسط بسبب عدم القدرة على تجديد الإيديولوجية الإسلامية بشكله الحالي، حيث أنهم يريدون فتح الطريق أمام القوى الرجعية التي تتصرف بالهوية الإسلامية السنية، وإذا ما نجحت هذه القوى في ذلك، فإن شعوب المنطقة وهوياتها وثقافاتها المتعددة ونساءها ستواجه دماراً كبيراً.
وتلعب الدولة التركية دور الكبش الضارب في كل هذا التدمير، وإن لعب مثل هذا الدور في تدمير المنطقة وضع الدولة التركية في تناقض مباشر مع إيران والشعوب العربية، على الرغم من أنها تعبّر عن أطماعها العثمانية، كما أن علاقاتها مع روسيا التي تجني منها أرباحاً طائلة، تمر بأزمة عميقة، على الرغم من أن القوتين تمتنعان ظاهرياً عن التصريحات المتعارضة، فالدولة التركية في الواقع، تحاول تصعيد عداءها ضد الهوية الكردية التي تضم كل الشعوب إلى أوجها، واحتلال غرب كردستان وضم الموصل والتوسع في المنطقة، ولهذا السبب، شنّت الهجوم بسرعة من خلال المرتزقة على تل رفعت و منبج، في محاولة منها لكسر إرادة المناطق الحرة والشعوب من خلال مناخ الخوف، وإن تحضير الدولة التركية لتدمير سوريا بمثل هذه السياسات القذرة جريمة في قانون الدول، وهذا بالطبع سيكون له رد فعل، ومع ذلك، فإن الشراكة مع مثل هذه القوات المرتزقة المنفلتة ستؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية الدولة التركية، إنها الكبش الضارب، ولكن في النهاية، عندما لا تكون هناك حاجة إلى هذا الكبش الضارب، فسوف يتم إبادته بالتأكيد، وإن الوضع في سوريا يمثل مستقبل تركيا، والشراكة مع القوى السلفية-الإسلامية لن تؤدي إلى أي شيء سوى إلى مزيد من الدمار في الواقع الفاسد، فالدولة التركية التي هي دولة مرتزقة بالكامل تهدف إلى إكمال إبادة الكرد من خلال تعزيز تعاونها مع حزب الله الكردي ”هدي-بار“ والحزب الديمقراطي الكردستاني الخائن وامتداده ”المجلس الوطني الكردي في سوريا- ENKS“، فهي من جهة تقوم بتنفيذ سياسة ارتكاب المجازر والترهيب في شمال كردستان، وتحاول كسر الإرادة عن طريق تعيين الوكلاء، وتشن الهجمات بكل قوتها ضد مناطق الكريلا وترتكب جرائم الحرب من جهة أخرى، كما تسعى من جهة أخرى إلى كسر تأثير قائدنا من خلال تنفيذ سياسة الحرب الخاصة، كما أنها تشدد أيضاً على سياسة شن الهجمات والإبادة الجماعية التي تهدف إلى تدمير شعب شمال وشرق سوريا.
لكن القائد آبو يقاوم هذا النوع من السياسة منذ 26 عاماً وقد نجح في تقييد فعالية هذه الهجمات إلى حد كبير، فالشعب الكردي شعب سياسي وواعٍ، وهو يخوض حرب الدفاع عن نفسه بنفسه دون أن يعهد بها إلى أحد آخر، ونتيجة للإنجازات التي حققها فهو يقف اليوم صامداً على قدميه، ويخوض مقاتلو ومقاتلات الحرية النضال على مرأى العالم أجمع، ويبدون مقاومة عظيمة ولا يسمحون بتمرير هجمات العبادة الجماعية، أي بعبارة أخرى، فإن المياه التي تحاول الدولة التركية أن تسبح فيها ليست كغيرها من مياه الشرق الأوسط؛ فلها ثقلها وعمقها، ولها من الوسائل ما يبطل مفعولها ويبتلعها.
وعلى الرغم من أن المرحلة التي نشهدها تمثل خطراً كبيراً، فقد تبين بالأساس مرة أخرى أن الفرصة الأكبر لشعوب الشرق الأوسط هي القائد آبو ونموذجه وقوته المنظمة في إقامة الفعاليات، وهناك مقاومة مهمة لشعوب شمال شرق سوريا وقوات الدفاع، والمقاومة الجارية في سد تشرين وجسر قرقوزاق هي ملحمة، وبهذا المعني، فإن مراد الدولة التركية ومرتزقتها للتقدم بشغف رغم كل جهودهم المتمثلة بالحرب الخاصة وأهدافهم في اختطاف الشعب وإثارة الفتن بين الشعوب ومحاولات إجبارهم على اتفاقيات استسلام ابتزازية عن طريق وضع قوات دولية في اللعبة، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل والاستعصاء والهزيمة، وبحسب متابعتنا للوضع، فإن قوات الدفاع عن المرأة هي من تولت قيادة ذلك الأمر.
وبقدر ما تتسم المرحلة بمخاطر متزايدة، فإنها تشمل أيضاً فرص النجاح في الوقت نفسه، فالشعوب في سوريا، هي شعوب تضم في طياتها ثقافات متعددة، لهذا السبب، لا يمكنهم أن يقبلوا بنظام جهادي، ومن هذا المنطلق، فإن النظام الحالي في شمال شرق سوريا يحمي الشعوب من ذلك، وهذا الوضع يصبح مفهوماً بشكل أفضل يوماً بعد يوم، وإذا ما أمعنا النضر، فإن منبج كانت لفترة طويلة لديها نظام حياة ضمن سياق شمال شرق سوريا، وبعد دخول مرتزقة الدولة التركية إلى تلك المنطقة، انتفض الشعب على الفور ضد سياسات النهب والاغتصاب، وسيتعمق هذا التناقض أكثر فأكثر.
وتحاول الدولة التركية تحت قيادة هيئة تحرير الشام تصدير سياستها الكردية إلى سوريا، وتريد إقامة وحدة متكاملة على هذا الأساس، وتحاول تنظيمها كولاية، لكنها لا تستطيع فعل ذلك، لأنه لا الفترة الزمنية هي 1925 ولا الشعب الكردي هو كرد عام 1925، وإذا لاحظتم أن التنظيم المشترك للشعب العربي مع الشعب الكردي هو أكثر عرضة للهجمات، لأن لديهم فرص أكثر لارتكاب المجازر بالنزعة القومية الطائفية، ففي الوقت الراهن، تحاول تركيا وإسرائيل، اللتان على ما يبدو أنهما خصمان في سوريا، المضي قدماً في سوريا، حيث أن مستوى تخاصمهما يحتاج إلى تقييم، ولكن في الجوهر هناك قواسم مشتركة مؤقتة بين الطرفين، يجب على الإدارة والنظام وقوات الدفاع في شمال شرق سوريا أن تقاوم بقوتها الذاتية، دون أن تتعرض للضغوط أو الابتزازات من أي قوة، لأنه من غير الوارد أن يؤدي هذا الوضع إلى إدارة مستقرة على الفور في مشهد متأزم من هذا النوع، فالنجاح سيكون من نصيب القوى التي تقاوم من تلقاء نفسها ولا تعتمد على الآخرين، وستجعل مكاسبهم مستدامة.
لقد سقط النظام السوري، إلا أن القوى التي أسقطته تتمتع بهيكلية أكثر رجعية، وهي قوة متجمعة، وستفرض الدولة التركية نفسها أكثر على هذه القوى وتعمل على تعميق عدم الاستقرار من أجل حماية استثماراتها في سياق مصالحها الخاصة، وفي هذا الصدد، من الضروري أن تبقي السقف عالياً، وأن تحسب حساب المواقف المتغيرة، وبالتأكيد أن توسع وتحمي وجودها من خلال الحرب الدفاعية، حيث أن اتفاق الأطراف الضعيفة سيؤدي إلى الاستسلام، ففي سوريا، الشعوب المنتفضة والثائرة التي لا تريد أن تُحكم بالإسلام الرجعي؛ هم العلويون والدروز والأرمن والآشوريون، فنظراً للمصالح الضيقة تصادم المرتزقة مع بعضهم البعض، وفي الواقع، لا تملك هيئة تحرير الشام ولا مرتزقة الجيش الوطني السوري الصفات ولا منظور الإدارة لتشمل كل هؤلاء، ومع ذلك، فإنهما موجهان نحو السلطة وبالتالي سيتصارعان فيما بينهما على تقاسم السلطة.
ومن الضروري رؤية كل هذا الأمور ولا بد من أخذ حرب الشعب الثورية والدفاعية كأساس للقضاء على المخاطر الحالية، وبهذه الطريقة فقط يمكن الوصول إلى وضع يمكن فيه لسوريا، تحت قيادة نظام شمال وشرق سوريا، أن تحافظ على إمكانيات إرساء الديمقراطية وأن تكون نموذجاً يُحتذى بها في المنطقة بشكل تدريجي، وبهذه المناسبة نحيي المقاومين، ونحن على يقين أنه إذا لم تم الإقدام على اتخاذ خطوة كهذه، فإن الذكرى المئوية لمؤامرة إبادة الكرد في عام 2025 ستتحطم وستتحقق إمكانية الحرية باسم الجميع، ولقد اكتسب ترسيخ الأمة الديمقراطية على أساس نموذج الحضارة الديمقراطية للقائد آبو فرصة تاريخية عظيمة، وما يجب القيام به هو اغتنام هذه الفرصة، وخوض المقاومة بالقوة الذاتية والإرادة الذاتية، وضمان النجاح من خلال اتخاذ الخطوات الشجاعة.
لقد أكد القائد آبو على أن "القرن الحادي والعشرين سيكون قرن حرية المرأة"، وعلى هذا الأساس قامت حركتكم، حركة تحرر المرأة على وجه الخصوص بخوض نضال منقطع النظير، ما هو التأثير الذي أحدثته نتائج هذا النضال على المستوى الدولي؟ والجوانب التي حددت النضال التحرري للمرأة وأبرزت ضرورة التنظيم الذاتي، وما هو الشكل الذي اتخذتها الهجمات التي بدأت ضد الجبهة النسائية في الحرب العالمية الثالثة عام 2024؟ وما هو المقصود بالرجعية الطائفية المفروض على الشرق الأوسط على وجه الخصوص ومقاسات الإدارات الجهادية وموقفها من "روج آفا" التي تُعرّف بأنها ثورة نسائية؟ وخاضت حركة تحرر المرأة على مدار العام من منظور إعلان "الدفاع عن النفس" النضال على مستوى قوي، ما هي الأخطار التي برزت في مواجهة النضال؟ ما هو نهجكم في مواجهة كل ذلك؟
ومما لا شك فيه أن أعظم فرصة في قرننا هو القائد آبو، من الناحية النموذجية والتنظيمية وكذلك من ناحية النتائج التي أدت إلى تطوير النضال التحرري للمرأة، ولقد حدثت تطورات في الإطار النظري-العملي سواء في بلادنا أو على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي، خاصة في نطاق الحركة النسائية الكردية وقوات الدفاع، فقد كانت في خضم نضال نشط ضد الهيمنة الذكورية والرجعية الإقليمية والدول، ومع قيادة المرأة وثورة روج آفا، أدت المقاومة الواسعة ضد وحشية داعش، التي كانت تغذيها الدولة التركية، إلى رؤية هدف وحقيقة نضالنا التحرري النسائي على المستوى العالمي، وقد سمحت تأثيرات النضال على المستوى الدولي لتقدم نضال تحرر المرأة.
وفي الحرب العالمية الثالثة، حاولت القوى الدولية وكذلك الدولة التركية والمرتزقة التابعين لها، إضعاف استراتيجية قائدنا وحركتنا ومكتسبات النضال التحرري للمرأة، وعملت على استهداف هذه المكتسبات من خلال هجماتها العسكرية والأيديولوجية على حد سواء بشكل رئيسي، كما عملت الدولة التركية الفاشية على تكثيف سياسات الهيمنة الذكورية-الرجعية لا سينا في شمال كردستان وتركيا، وهاجمت باستمرار مكتسبات المرأة في المجال السياسي، وفرضت سياسات قائمة على النزعة الدينية-الطائفية، وسعت إلى تقييد المرأة بحياة رجعية عبر تعزيز نفوذ الطرق الصوفية.
ومرة أخرى في جنوب كردستان، حاولوا تحويل التعصب إلى سياسة اجتماعية من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن خلال ما يسمى بمنظمات الإغاثة المرتبطة بجهاز الاستخبارات التركية (MÎT)، أما في غرب كردستان، نفذوا سياسات التهجير القسري والحرب الخاصة وحاولوا استغلال المرأة كأرضية على حساب القيم الوطنية، واستهدفوا النساء الرائدات أكثر من غيرهن، وتعرضت العديد من العاملات والإداريات في الحركات النسائية للاغتيال والقتل، واستمرت الهجمات الممنهجة ضد مقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار، والآن، وتحت مسمى إعادة تصميم المنطقة، يتم فرض أكثر أشكال الإسلام السني رجعية تحت مسمى مرتزقة هيئة تحرير الشام ومرتزقة الجيش الوطني السوري.
إن ضياع المرأة يعني ضياع المجتمع بأكمله وتدمير القيم الأخلاقية، مما يجعل المجتمع في حالة من انعدام الحماية، وإن محاولة رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، التي هي بالأساس نتاج أنكلو-ساكسوني، بل ومعاملتها على أنها بمثابة تنظيم ثوري، وإعلان القوى الدولية أن ذلك سينهي المشكلة إلى حد ما، يدل على أن المرحلة ليست أكثر من التضحية بالمرأة، ووحشية داعش، نيابةً عن كل هذه القوى، التي باعت النساء كما يبيعون اللحم في الأسواق، وقتلوا هذا القدر الكبير من النساء، وفعلت هيئة تحرير الشام التي كانت تستعد للاستيلاء على السلطة الحالية الشيء نفسه، ومن المعروف ما تفعله مرتزقة الجيش الوطني السوري (SMO) بنساء عفرين ونساء المنطقة منذ سنوات، ويُعتبر أردوغان في هذا الصدد من الشخصيات الأكثر الرجعية والأكثر ولعاً بهذه السياسات، وفي هذه النقطة بالتحديد، هو في الواقع يتماشى وفق القوى الدولية، ولا يمكننا أن ننسى ذلك، ولا أن نتظاهر بأنه لم يحدث، أي ألا نخدع أنفسنا بافتراض أن أي قوة قد تغيرت.
وفي الوقت الحالي، يشكل الوضع القائم في سوريا خطراً كبيراً على جميع النساء، وثورة روج آفا مستهدفة في الغالب لأنها ثورة نسائية، وإذا كانت سياستهم قائمة على قتل النساء جسدياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً، فعندها تكون الإنسانية برمتها في خطر، كما أن هجومهم على المرأة على هذا المستوى هو هجوم على القائد آبو، ومفهوم يقوم على أساس هدف تقييد فعالية نموذج القائد آبو، وفي هذا الصدد، فإن محور تطورات العام هو سياسة الإبادة المفروضة على المرأة في الحرب العالمية الثالثة.
وإن النضال الأيديولوجي والسياسي والعسكري الذي خاضته قوات الدفاع المرأة الكردستانية في الأجزاء الأربعة من كردستان خلال الحرب العالمية الثالثة، قد أبطلت مفعول هذه السياسة المستبدة على مستويات معينة، وفكّت شفرة السياسات الدولية والإقليمية، وضيّقت الخناق على مجال عمل الرجعية بكشفها عن مقاييس الحرية على مستوى لا يمكن لأحد أن ينكره، والأهم من ذلك، لعب دوراً أساسياً في تشكيل جبهة الحرية وتجذيرها باسم جميع النساء والشعوب، وعند هذه النقطة بالتحديد، لا بد للمرء من معرفة ما يمكن كسبه إذا شاهدا المخاطر وعمل على القضاء على هذه المخاطر، وفي هذه النقطة، من الضروري أن يعرف المرء أن النظام الذكوري المهيمن في أضعف حالاته، مع إدراك حقيقة أن نظام السلطة الذكورية أيضاً في أكثر حالات تفكك قوته، وإذا تم فهم هذا الوضع بشكل صحيح وتم القيام بما يلزم، فمن المؤكد أنه سيكون هناك بالتأكيد نور من الظلام القاتم، بل وسيرغب الجميع في مشاركة هذا النور.
أما الأمر الثاني، يجب أن تتحقق هذه المكاسب استنادًا إلى القوة الذاتية وعدم تركها تحت رحمة أحد، وإن "إعلان الدفاع عن النفس"، هو بمثابة خارطة الطريق لكيفية كسب هذا النضال، إذا كانت هناك حرب، فإن ما يجب القيام به هو جعل الدفاع عن النفس فعالاً، كما أن قوة الدفاع عن المرأة في المنطقة هي فرصة للمرأة لتنظيم نفسها في الشرق الأوسط، حيث تدور الحرب العالمية الثالثة على أشدها. ولذلك، ليس فقط على المرأة الكردية، بل على جميع نساء المنطقة، من الضروري ليس فقط إضفاء الطابع الاجتماعي على منظور الدفاع عن النفس، بل أيضاً الاتحاد مع نساء المنطقة بحيث يؤدي ذلك إلى الحصول على نتائج عملية، فالنساء الفلسطينيات والنساء العربيات والآشوريات والأرمنيات والكرديات يشكلنَّ طيف وأساس هذا التنظيم، ويتطلب كل من جوهر الأمة الديمقراطية واستراتيجية حرب الشعب الثورية قيادة نسائية، وإن الرجعية المفروضة حالياً تحط من شأن المرأة وتتجاهلها، ونعرف جيداً كيف أن نضال المرأة الأفغانية الذي كان ذا قيمة كبيرة عندما سلمت الولايات المتحدة الأمريكية المنطقة لحركة طالبان، قد واجهته ارتكاب المجازر، بالطبع، لم تعتمد النساء الأفغانيات على أمريكا، ولكن على الرغم من الاعتراف بسلطة حركة طالبان بشكل قانوني وكونها سلطة غير شرعية حتى، فإن ذلك وفر فرصة لسحق هذه الحركات، ويجب ألا نسمح بحدوث الأمر نفسه في الشرق الأوسط، فالقوى النسائية المنظمة بالفعل هنا لديها الوسائل والتنظيم للدفاع عن نفسها، ولذلك، من الضروري في الفترة المقبلة رفع مستوى النضال الدفاعي في المجالات السياسية - الدبلوماسية وكذاك في المجالات الاجتماعية والعسكرية على حد سواء.
وقد كانت ورشة عمل الدفاع عن المرأة في الشرق الأوسط التي عقدت في 25 تشرين الثاني، تحت قيادة وحدات حماية المرأة (YPJ) والتي شاركنا فيها كوحدات المرأة الحرة-ستار، مهمة، حيث كانت المواضيع التي توقعتها والقرارات المتخذة صائبة في مواجهة التطورات الدورية، ومن الضروري أن تقوم جميع المنظمات الدفاعية المشاركة بتطبيق ذلك عملياً على أقصى مستوى، وبطبيعة الحال، فإن هذا الوضع يهم جميع نساء العالم، وفي هذا الصدد، هناك حاجة إلى أن تكون المرأة منخرطة في مقاومة اجتماعية التي من شأنها أن تحطم السياسة الحالية وتوسع جبهة التحالف، ولكن يجب أن تكون النساء جميعهنّ في مجال الدفاع على وجه الخصوص في كردستان والشرق الأوسط، وبعبارة أخرى، يجب عليهنّ العمل بروح النفير العام، ويجب أن تكون المرأة في موقع محدد في السياسة والقرارات العامة، ويجب أن نتمسك بمستقبلنا ونظهر صفات القيادة الحقيقية.
ولا شك أن هناك عقلية ذكورية تعتبر المرأة بمثابة احتياط؛ وتوجه يستفيد من طاقتها ويتجاهل إرادتها، ولكن أي نوع من الهجوم يجب أن يُقابل باستراتيجية نضال قائمة على الوعي بالتمييز الجنسي الذي يجعل من ذلك أساساً للدفاع عن النفس، وبهذه المناسبة، ندعو جميع النساء إلى الانخراط في مؤسسات الدفاع عنهن وحماية بيوتهن وشوارعهن وبلادهن وحياتهن ووجودهن وجسدهن وروحهن ومستقبلهن، فالظروف التي يفرض فيها الجميع سيناريوهات مرعبة، يمكن أن يقابلها تطور من شأنه أن يحقق الثورة النسائية في الشرق الأوسط بسرعة، إذا ما تم خوض النضال الصحيح، ويمكن أن تتحول المرحلة إلى ربيع للحرية، ولقد أظهرنا كوحدات المرأة الحرة-ستار قوة قتالية مهمة في هذا الصدد في غضون العام الفائت، ونحن بالطبع نقيّم جوانب التقصير المتبقية لدينا، ولن نسمح حتى لأن تكون حتى امرأة واحدة ضحية للرجعية الجهادية الطائفية والدول العالمية، ولن نعطي فرصة النصر للمرتزق الإرهابي الأكبر أردوغان ومرتزقته الذين يرهبون وجودنا، بالتأكيد سنوجه التطورات الحالية بشكل صحيح بقوتنا وتحالفاتنا النسائية، ونحصل على حقوقنا، وعلى جميع النساء من صغيرهن إلى كبيرهن العمل بهذا المنظور، واستهداف العدو في كل مجال والمشاركة في جبهات الكريلا والدفاع وحماية أنفسهن، وهذه القوة التي من شأنها أن تضمن تحقيق النجاح.
بالإضافة إلى هذا السؤال، لقد تركتنّ وراءكنّ عاماً مهماً من النضال كقوة دفاع عن حركة تحرر المرأة، ففي ظل قيادة قياديات مثل بروار ديرسم وبيريتان نورحق جيا، أظهرت هيكلية القياديات والمقاتلات في وحدات المرأة الحرة-ستار موقفاً مهماً في مواجهة فاشية الدولة التركية في شمال كردستان ومناطق الدفاع المشروع، وفي هذا السياق، ما نوع النتائج التي كشف عنها المستوى القيادي لمقاتلات الحرية وتطبيق التكتيكات؟ وما هي النتائج الإيديولوجية والعسكرية للنضال الذي خاضته وحدات المرأة الحرة-ستار المرتبطة بالحرب العالمية الثالثة؟
في الواقع، قمنا بتقييم النضال الأيديولوجي والعسكري للجبهة النسائية في نطاق الحرب العالمية الثالثة على مستويات معينة في السؤال السابق، نحن كوحدات المرأة الحرة-ستار، نحن منظمة للدفاع عن المرأة تطالب بالحرية لشعبها والإنسانية على أساس حل التناقض بين الجنسين، هذه هي هويتنا الأيديولوجية ونحن نمثل ذلك بشكل أساسي في ممارستنا العملية، وفي خضم الحرب العالمية الثالثة، نهدف إلى حل قضية حرية المرأة كقوة وجبهة دفاع نسائية، حيث أن مجالات الدفاع بقدر ما تعبر عن أهدافنا الأيديولوجية وبقدر ما تعبر عن تحقيقها بشكل جذري، فهي أيضاً البديل الأساسي للدفاع على وجودنا، والذي يعبر بدوره عن نضالنا العسكري، فالدول والقوى التي تعمل بالوكالة عنها هي الشكل المؤسساتي للهيمنة الذكورية، والنضال الذي نخوضه يهدف إلى تفكيك هذا الموقف المؤسساتي للهيمنة الذكورية والحد من تأثيره، وعلى مر العام الفائت، قمنا بالنضال من أجل تطبيق ذلك بالشكل الصحيح، حيث خضنا نضالاً فعالاً في كل من شمال كردستان ومناطق الدفاع المشروع كقوات لمقاتلات الكريلا، ومما لا شك فيه، أنه تحت قيادة رائداتنا العظيمات بروار ديرسم وبيريتان نورحق وآسيا علي كان موقفنا التاريخي يركز على حرية جميع النساء والشعوب على أساس حرية القائد آبو، وكما يتابع الجميع، تشن الدولة الفاشية التركية في الحرب العالمية الثالثة هجمات عنيفة للغاية من خلال المفهوم والقطاعات الخائنة والمحلية، حيث تهدف إلى تحويل المرحلة إلى مكسب من خلال سحق مقاتلي ومقاتلات الكريلا، ومع ذلك، على الرغم من كل الضغوط والهجمات والمراقبة التقنية ومفهوم الحرب الموجهة تقنياً في شمال كردستان، فإن نضال الكريلا تحت قيادة المرأة، كان مهماً للغاية من خلال الحفاظ على وجودهم والقدرة على الضرب، ونحن كمقاتلات في وحدات المرأة الحرة-ستار، دخلنا العام 2024 بحملات مهمة، وقد برز مستوى جاد من التطبيق التكتيكي من خلال تطبيق كل من الفرق المتنقلة وحرب الأنفاق وتكتيكات الكريلا المتشابكة في التخصصات، مما أسهم في ظهور مستوى أكثر فعالية، وفي مواجهة كل أنواع التجهيزات التقنية للعدو، تحققت نتائج ناجحة بالكفاءة اللازمة من حيث تطوير طرق السيطرة وتحويلها إلى ضربات مؤثرة، وقد كانت القيادة النسائية على وجه الخصوص في قيادة التكتيكات والقيادة في تنفيذ العملية وأسلوب التحرك فعّالة.
ولقد حققنا كهيكلية قيادة ومقاتلات نسائية نتائج مهمة سواء من حيث التعمق التكتيكي وكذلك الكفاءة التقنية والنهج التفصيلي للحرب، وقد بلغ عدد العمليات التي نفذتها وحدات المرأة الحرة-ستار خلال العام 357 عملية، وبعبارة أخرى، نفذت قواتنا الدفاعية النسائية عمليات في جميع الظروف، وليس بشكل موسمي، ونجحنَّ في تحقيق ذلك، فبالإضافة إلى استخدام تكتيكات القنص والأسلحة الثقيلة والعمليات النوعية بشكل مكثف وفعّال، فقد طُبقت تكتيكات مثل الدفاع الجوي وتسلل الكريلا وتكنيكيات المداهمة بشكل فعّال ومتشابك، كما تولينَّ قيادة المقاومة في معارك الأنفاق بشكل ريداي وتم توجيه ضربات قاصمة للعدو في جميع الظروف.
وإننا نتشارك حصيلة عملياتنا بشكل يومي، وكذلك، يتم تقديم حصيلة العمليات الشهرية والسنوية للرأي العام، وقد تم في هذه العمليات القضاء على الكثير من مرتزقة الاحتلال ومصادرة العديد من الأسلحة والمعدات العسكرية وتدمير عدد كبير من المركبات والمعدات، وفيما يخص الدفاع عن النفس، تم تحقيق مستوى مهم من تنفيذ العمليات في شمال كردستان، وقد أظهرت وحداتنا المحترفة موقفاً فعالاً في المجالات الخاصة بها، ومؤخراً، أظهرت عملية الرفيقين آسيا على وروجكر هيلين اللذين أوصلا التفوق التكتيكي والقدرة التطبيقية لقوات الدفاع النسائية إلى الذروة، قوة أيديولوجية تحرر المرأة، وقاما بالهجوم على العدو بجدية ومعنويات عالية وكان تركيزهما بالتأكيد على تحقيق النتائج، وفي مواجهة ذلك، كان حالة الضعف والمأزق الذي عانت منه مرتزقة الدولة التركية، تعبر بشكل أساسي عن مأزق الهيمنة الذكورية وعجزها في مواجهة قوة المرأة ونضالها، وبهذا المعنى، تحققت النتائج الأيديولوجية والسياسية.
ولولا هذا الموقف للكريلا، لفُرضت الأحداث في سوريا في وقت مبكر، ولكانت الدولة التركية تحركت بتهور أكبر ولما كانت ستعترف بالحدود، حيث مُنعت الدولة التركية من تحقيق النصر من خلال تضحيات جسام، وازدادت أكاذيبهم في محاولة يائسة لإخفاء هزيمتهم التي لم يعد بالإمكان التستر عليها، ومع ذلك، لم يكن هذا الحل مجدياً لهم أيضاً، فالحقيقة دائماً ما يكون لها القدرة على دحض الأكاذيب والتزييف، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هجمات العدو المتهورة ضد التطورات الجراية والثورة التي تقودها المرأة والعجز أمام قوات مقاتلات الكريلا وتأثير النضال التحرري للمرأة يعود إلى عجز ويأس الدولة التركية، ونحن نعلم أن لدينا مهمة تاريخية، وبالإضافة إلى شجاعة النساء، فإن هيكليتنا المكونة من القياديات والمقاتلات الخالدات، هن أصحاب هذه المهمة الأكثر وعياً، ومصدر القوة في ذلك هو الإخلاص لقائد آبو والموقف والإيمان بتحقيق ذلك على أساس الأهداف الأيديولوجية، ونتيجة بعض الأسباب، لم يستطع الجيش السوري أن يقاوم ويصمد لمدة 12 يوماً، على الرغم من دعم روسيا والقوى الأخرى له، حيث أن هزيمة حركة حماس واضحة، وعلى الرغم من تعرض قوات الكريلا لهجمات قذرة من دون أي قواعد، وعمليات قصف مركزة وهجمات جوية وتحركات برية، إلا أن الدولة التركية لم تستطع كسر قوة الكريلا، على الرغم من تمركزها في بعض المناطق الحدودية، فهي تتكبد خسائر يومية وتحاول الصمود بجيش محطم نفسياً، فمصدر هذه النجاحات ليس فقط معداتنا التقنية أو تفوقنا العددي، بل القوة الإيديولوجية للقائد آبو ومحاولتنا للانضمام إلى ذلك، وإصرار موقفنا عند هذه النقطة، وبهذه المناسبة، استذكر رفيقاتنا ورفاقنا الذين انضموا إلى قافلة الشهداء في عام 2024 بكل احترام وامتنان، وأصبحوا طريقاً إلى الحرية، ونفحة للحياة، وضربة موجعة للعدو، وبوابة نحو المستقبل، والتعبير الحقيقي عن الوطنية، والوجه المرئي وممثلي للآلهة، ولهذا، نستقبل عام 2025 بأمل كبير، واطمئنان إلى إمكانية تحقيق النصر، وثقة راسخة في إرادتنا.
وبالطبع، بالإضافة إلى كل ذلك، كانت لدينا جوانب من أوجه القصور سواءً في التمثيل الأيديولوجي أو الموقف العسكري، والأهم من ذلك كله، لم يكن نضالنا كافياً لتحقيق حرية القائد آبو من خلال تقييد فعالية سياسة الإبادة الجماعية تماماً، وهذه مسألة نقد ذاتي من جانبنا، ومن خلال التحقيق في كل أوجه القصور، سنسعى بكل ما نملك من كياننا لتحويل العام القادم إلى إنجازات عظيمة بالوعي بمعنى عام 2025.
كانت النقطة الأكثر أهمية في العام 2024 من حيث مستوى التطبيق العملي لوحدات المرأة الحرة-ستار في خط حرية المرأة هي العملية الفدائية التي قامت بها آسيا علي وروجكر هيلين في 23 تشرين الأول ضد منشآت الشركة التركية للصناعات الجوية الفضائية في أنقرة، ماذا يعني المستوى المطروح خاصة في شخص آسيا على وروجكر هيلين على صعيد النضال التحرري للمرأة؟ وما هي المعاني التي يمكن استخلاصها من هذه العملية من حيث الموقف الأيديولوجي ومستوى التطبيق التكتيكي، وما هو الأثر الذي ستشكلها على وحدات المرأة الحرة-ستار في المستقبل؟
خط تحرر المرأة يجلب معه الحرية، فالحرية هي حالة تنقية الشخصية من التقاليد والرجعية والعجز، وتجسيد ذلك في الفرد يولد العظمة التاريخية، وبهذا المعنى، فإن رفيقات آسيا علي ورفاق روجكر هيلين يمثلون النساء والرجال المتحررين في المرتبطين بقائدنا، والجهود والمرحلة التي وصلوا إليها، وعلى الرغم من أن الذهنية العادية للمرأة والرجل قد تحطمت في شخص هؤلاء الرفيقين، فإن القوة التي كشف عنها هذا التحول تجلى على أكثر المستويات جذرية، حيث أن الرفيقة آسيا، كأقوى تمثيل لخط زيلان، هي حقيقة منظمة كجيش واحد في جميع الظروف على أساس الارتباط بالشخصية القيادية لحركة تحرر المرأة، ويكشف تصريح الرفيق روجكر في تقريره بأن ”الرفيقات شكلنني في التنظيم“ عن أرضية التطور في الانفتاح على الحرية، ولقد أسس القائد آبو، في شخصه، وأسنده إلى ”هزيمة الذهنية الذكورية“، وهذا التوصيف الذي، ينتمي من الناحية المفاهيمية إلى القائد آبو، يعبّر بشكل أساسي عن التحرر من كل أوساخ السلطة والنزعة الذكورية، ويحمل خط عكيد، المتجسد في شخص معصوم قورقماز، ويحمل في جوهره هذه المعايير، لذلك، هذه هي في الأساس توصيف وهوية أيديولوجية العملية.
ولقد برز تاريخياً مرة أخرى أن الأنوثة والذكورية الكلاسيكية تمثل الاستسلام والتفكك والخيانة والتواطؤ والضعف وانعدام الإرادة والهزيمة، والتخلص منها ينتج عنه عظمة عجيبة، لأنه عندما يتخلص الإنسان من التمييز الجنسي والهيمنة الذكورية، يتجلى الجمال الجوهري للإنسان في صفة قادرة على فعل كل شيء، ويمكن للإنسان كتابة مجلدات من الكتب حول الأرضية الأيديولوجية التي تستند إليها الرفيقة آسيا والرفيق روجكر وما يعبران عنه، وهذا الأمر فهماً متعدد الأوجه.
وعندما ينظم هذا الواقع نفسه بصفات عسكرية، فإنه يكتسب القدرة والشجاعة على الضرب دون عوائق تحت أي ظرف من الظروف ويحقق النجاح المطلق، حيث كان لكلا الرفيقين تجارب مهمة في الحياة والنضال، وبسبب ضرورة التمسّك بالهدف، وبطريقة منظمة ومنضبطة للغاية، اكتسبا التركيز التكتيكي والشجاعة والقدرة على التصرف والضرب على أي أرض وعلى مستوى عالٍ.
وما تقوم به الشركة التركية للصناعات الجوية الفضائية (TUSAŞ) من ممارسات وأهميتها معروفة، وباعتبارها أكثر مؤسسات الحرب القذرة فاعلية في عاصمة الدولة التركية، وباعتبارها المكان الذي يتم فيه توفير المعدات التقنية لجميع الجرائم، فقد كان بالطبع هدفاً حربياً، واتجه الرفاق نحوها، ومن المعروف أنه كان هناك أكثر من 40 قتيلاً في صفوف العدو وأكثر من مائة جريح في هذه العملية، لكن الدولة التركية حاولت إخفاء الحقيقة في هذا الأمر كما في كل شيء آخر، وعلى الرغم من ذلك، كما يتبيّن من المشاهد الجزئية بأن الرفاق يوجهون ضربات للعدو بفعالية وحكمة، وينقضون على العدو كالصقور، حيث قام كلا الرفيقان بأسر الشركة التركية للصناعات الجوية الفضائية في شخصها ودمروها، وحارب الرفيقان لأكثر من ساعة، ونفذ كلاهما تكتيكات العمليات النوعية وركزا على تعظيم التأثير على العدو من خلال تحويل روحيهما إلى قنابل، ووجها الضربات للعدو في اكثر ساعات الذروة، أما من الناحية العسكرية، فقد أظهرا موقفاً محسوباً تماماً، حيث لم يتركا أي شبر من المساحة وسيطرا على الموقع، وباعتبارهما فريقاً من وحدة ”الآبوجية“ المكونة من فردين، فقد نفذا العملية العسكرية على أكبر مركز حربي للعدو، وبطبيعة الحال، كانا ناجحين وفعالين.
ولقد برزت قوة وجمالية كلا الرفيقين بموقفهما في القمة كتعبير كامل عن جيشنا النسائي، وبكونهما مثالاً قوياً في استراتيجية النضال المتعدد الجوانب في المستقبل، وكان هذا الأمر محل فخر بالنسبة لنا ولنسائنا وشعبنا، ويعتبر هؤلاء الرفيقين من أكثر الأشخاص تعلقاً بالحياة وأكثرهم بحثاً عن الجمال، لذلك، فإن عمليتهما هي من أعظم العمليات، ويجب علينا جميعاً وعلى جميع نسائنا وشعبنا وشعوبنا أن ندرك هذه القيمة وننصفها، حيث يمثل موقف الرفيقين دعوة لخوض النضال على أعلى مستوى، ونحن كوحدات المرأة الحرة-ستار، نرحّب بعملية رفيقينا بكل احترام، وسنتخذ بالتأكيد موقفاً جديراً ومضاعفاً بهذه النجاحات، بالطبع، يجب على كل الشبيبة وكل النساء أيضاً أن يقيّموا أنفسهم على أساس هذا الخط، وأن يحولوا الساحة التي هم فيها إلى موقع نضال ويرفعوا سلاح آسيا وروجكر.
وبهذه المناسبة، ندعو جميع الشبيبة ولا سيما الشابات إلى الانضمام إلى صفوف الكريلا ومشاركتهم شرف السير على درب الحرية.
أخيراً، ما هو المنظور الذي وضعتموهنَّ نصب أعينكنّ لعام 2025؟ خاصةً مع هيكلية القيادة والمقاتلين لوحدات المرأة الحرة-ستار، كيف يمكنكنّ تعريف أهدافكنّ لعام 2025؟ وكيف يجب أن تستقبل النساء والشعوب هذا العام، وماذا يجب أن يفعلوا؟
صادف عام 2025 في الوقت نفسه الذكرى المئوية لعام 1925 التي أقرتها بريطانيا والتي وُضعت ضد شعبنا، فنحن نناضل ضد سياسة قائمة على الإنكار والتآمر والإبادة والتي تعود إلى قرن من الزمان، حيث انقضت السنوات الخمسين الماضية من هذا القرن بخوض النضال من أجل تفكيك وإحباط سياسة الإبادة بقيادة قائدنا، ولقد بلغت الحرب العالمية الثالثة إلى مرحلة إعادة تصميم الشرق الأوسط وإعادة ترسيم الحدود من جديد، وفي هذه النقطة، واستناداً إلى خمسين عاماً من التجارب والإنجازات، لدينا المنظور والظروف لتحويل عام 2025 إلى عام النصر، وعام تفكيك المؤامرات، وبالتحديد في الفترة التي تتشكل فيها الظروف الملائمة لإعادة تحديد النظام، وعلى أساس ثورة حرية المرأة، سنكون القوة النضالية الأكثر فعالية في هذا العام الجديد من خلال تعريف الظروف التي نحن فيها بشكل صحيح، ومن خلال استخلاص القوة من تجاربنا وتقييم نقاط ضعفنا، ولقد تعززت إمكانية حماية وجود المرأة وحريتها وشعبنا والشعوب الهويات الثقافية أكثر من أي وقت مضى على أساس حرية القائد آبو، ونحن كقوات دفاع المرأة مصممون على جعل هذا الأمر فعالاً في جميع أنحاء كردستان والمنطقة.
ومن الواضح بالفعل أن هذا العام سيكون عام حرب كبيرة، فما سيحدث في الشرق الأوسط، وفي كل من قبرص وسوريا، والهجمات التي ستتكثف على إيران بشكل أكبر واحتمال نشوب حرب جديدة في العراق قبلها مرتفع، وتعتبر كردستان والنساء والشعوب حاضرة في صميم كل ذلك، وبالإضافة إلى استعدادنا لكل الاحتمالات، سنحافظ على صفة الطريق الثالث ونمثلها على الصعيدين السياسي والعسكري، وفي هذه النقطة بالتحديد، فإن الحرب في كردستان، التي هي بالفعل على أشدها، لديها إمكانية التطور إلى مرحلة جديدة، بالنسبة لنا، أصبحت احتمالات التحركات القوية وضرورة توسيع نطاق النضال إلى مناطق أوسع واضحة.
ونحن لن نقبل باحتلال أي منطقة أو إدامة هذا الاحتلال أو تجاهل شعبنا ونسائنا، وسنعتبر ذلك سبباً للنضال، فالشعوب والمرأة العربية والكردية والأرمنية والآشورية والفلسطينية واليهودية والفارسية والبلوشية والهويات الثقافية مثل الإيزيدية والعلوية والدرزية واليارستانية وغيرها لها الحق في أن تعيش بوجودها الذاتي، وسنسعى إلى جمعهم على أرضية مشتركة، ومع ذلك، في المرحلة الحالية، هناك حاجة إلى مزيد من التعميم الاجتماعي لحرب الدفاع، من أجل تحويل كل منزل وكل شارع وكل مجال من مجالات الحياة إلى خنادق نضالية، ويجب على شعبنا والشعوب الأخرى، وخاصة النساء، تطوير تنظيم الدفاع عن النفس والتحول إلى قوة نضالية، وإن روج آفا، وشمال وشرق سوريا، تحت قيادة المرأة، هي القاسم المشترك والإنجاز المشترك لشعبنا بأجزائه الأربعة ولشعوب المنطقة والعالم، ولا أحد يستطيع الاستهانة بها، وإن الموقف تجاه شمال وشرق سوريا هو موقف كل مكونات المجتمع التي أتينا على ذكرها، ولذلك، من الضروري التعبئة وتطوير موقف النضال المشترك الذي تخشاه السلطة كثيراً وإقامة الدنيا على قدميها، فالوحدة الوطنية مهمة، ولكن من أجل ذلك من الضروري إظهار الطابع الوطني، غير أن بعض المنظمات والأحزاب التي تلعب دور المناوئين ليست قوى وطنية، بل عل العكس من ذلك بائعون للوطن، ويعملون على مساعدة العدو، ويتسمون بالخيانة، ولا بد من التغلب عليهم، يجب أولاً تشكيل الوحدة الوطنية على الجبهة النسائية.
وإن أممية المرأة هي أكثر من ذلك، فجميع نساء المنطقة والعالم بأسره جزء من الأمة النسائية وجميعهن مسؤولات عن حماية مستقبلهن، ونحن أيضًا مسؤولون عن تمثيل هذه القيم في نضالنا، كما أن انحطاط الحداثة لا يمكن أن يكون أسلوب حياة بقدر الرجعية الجهادية، ولذلك، يجب أن يكون عام 2025 عاماً ينهض فيه الجميع في انتفاضة ثورية.
ويتوجب علينا أن ندرك فرصتنا ونغتنمها، وإلا فلن يكون لـ "لكن" أو "إلا" أي معنى، فقد حان الوقت للمشاركة بالأمل والإرادة، وحان الوقت لكي يقوم الإنسان بالاعتماد على قوته الذاتية، والالتحاق بالنضال والنجاح فيه بكفاءة من خلال تمثيل النقاء في شخصيته مثل آسيا وروجكر، وإننا ندعو كل شاباتنا وشبابنا إلى الانضمام لصفوف النضال، حيث أن المشاركة المتعلقة بتصعيد النضال من أجل الدفاع عن النفس وتصحيح الأجندة والولاء لقائدنا والمضي دون تردد ستحرر الشرق الأوسط بأكمله، وبهذا الإيمان والإصرار نبارك عام 2025 على جميع النساء وشعبنا وشعوبنا وعوائل الشهداء وخاصة أمهاتنا الشهداء ورفيقات دربنا في النضال، ونستذكر جميع شهدائنا بكل احترام وامتنان؛ ونؤمن بأن ثورة النساء وربيع الشعوب سيكونان هوية عام 2025.