تطورات رفح.. تحركات مصرية للحفاظ على مسار التفاوض

تواصل مصر بلا هوادة جهودها المكثفة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، في ضوء تطورات رفح وسيطرة تل أبيب على الجانب الفلسطيني للمعبر.

وقد أدانت مصر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي بين غزة ومصر، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني، يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة.

ودعت جمهورية مصر العربية الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.

حسابات مصر

.لا يتوفر وصف.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن التحركات المصرية بشأن ما يجري في رفح تأتي في سياق مساعيها للحفاظ على أرواح من تبقوا في قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأضاف أن الأمر الثاني الذي تضعه مصر نصب أعينها، هو ألا يتمدد الصراع أكثر من ذلك، إذ أن هناك مخاوف من أن تتسبب الضربات الإسرائيلية القريبة للغاية من الحدود المصرية في إثارة – على سبيل المثال – أبناء القبائل في الجانب المصري المتعاطفين مع الفلسطينيين، وبالتالي إمكانية حدوث اشتباكات على الحدود.

عرقلة من حماس؟
وقال الدكتور رامي عاشور أن مصر تسعى دائماً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الإشكالية أتت هنا من أن حركة حماس هي التي عرقلت الأمر، حين قامت بقصف باتجاه معبر كرم أبوسالم، وبالتالي هذه خطوة صعبت الموقف، ومع ذلك لا تتوقف القاهرة عن مساعيها.

وعن التساؤلات التي طرحها دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح والسيطرة على المعبر من الجانب الفلسطيني، يقول الدكتور رامي عاشور إن إسرائيل من الواضح أن لديها حسبتها ومعادلتها التي تحافظ عليها، وهي أن تقوم بتلك العمليات وفي نفس الوقت لا تضر بعلاقتها مع مصر، أو أن يكون هناك أي انتهاك لاتفاقية السلام المبرمة بين البلدين.

ويلفت "عاشور" إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل أعلنت أنها في حالة حرب، وحالة الحرب يكون لها ترتيبات خاصة بشأن الخطوات التي قد يقدم عليها أحد طرفي الاتفاقية، كما هو الحال بالنسبة لمصر عندما خضنا المواجهة مع الجماعات الإرهابية في سيناء، مشدداً على أن تل أبيب حريصة جدًا على هذه المسألة وألا تتطور الأمور مع الجانب المصري.

ثوابت مصرية

لا يتوفر وصف.


بدوره، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الدولة المصرية لديها مجموعة من الثوابت التي لا ولن تتخلى عنها فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بصفة عامة، وكانت واضحة منذ البداية في ذلك بأنه لا لتصفية القضية، وبذل أقصى جهد لحقن دماء الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن القيادة السياسية المصرية تتحلى دائما بالصبر الاستراتيجي والحكمة، وهي لديها القدرة والقوة اللازمة للرد على أي مساس بالأمن القومي المصري، الذي لا ينفصل عن مصير القضية الفلسطينية، ولكن هذه القوة "رشيدة" كما سبق وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بدايات الأحداث الحالية التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وكان مصدر مطلع أكد، لقناة القاهرة الإخبارية، أن مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وهناك إشارات لنضوج الاتفاق، مؤكداً كذلك أن النقاط الخلافية يجري العمل لتذليلها خلال المفاوضات التي تستكمل اليوم الخميس، حيث تستضيف العاصمة المصرية المفاوضات بشأن إبرام اتفاق وصفقة بين حماس وإسرائيل بمشاركة قطرية – أمريكية.

وأكد مصدر مصري مطلع أن الوفد الأمني المصري أكد لكافة الأطراف المشاركة خطورة التصعيد وعدم الالتزام بالمسار التفاوضي، فيما تواصل القاهرة بذل الجهود الحثيثة للحفاظ على المسار التفاوضي، الذي يأمل أن يفضي إلى اتفاق يوقف معاناة الفلسطينيين، ويحول دون مواصلة إسرائيل تنفيذ عملية واسعة النطاق في رفح.