"يجب أن تتحول السجون إلى ساحات للمقاومة"

قال مدير منظمة اتحاد الجمعيات الحقوقية لدعم عوائل السجناء والمعتقلين، المحامي فرات تاشكين، إن السجون باتت أماكناً للتعذيب والضغوطات والقتل، ولهذا يجب أن تتحول إلى ساحات للمقاومة ضد الانتهاكات الحقوقية.

الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان، فأن أول ما يخطر إلى الذهن هو السجون، حيث تشهد سجون تركيا وكردستان انتهاكات حقوقية منذ عديد السنوات، وقد تزايدت هذه الانتهاكات بعد إعلان حالة الطوارئ في 15 يوليو 2016، وخاصة في السجون من النموذجين "S" و "Y" وباتت مصممة لمنع السجناء من التواصل مع العالم الخارجي، وأصبحت العزلة أعمق وأكثر شدة. 

وبفترة حكم حزب العدالة والتنمية، تم إغلاق 392 سجناً مفتوحاً ومغلقاً، وبدلاً منها بنيت سجون أكثر خطورة وتنتهك فيها حقوق الإنسان بشكل أكبر، واعتباراً من 1 كانون الأول، وصل عدد السجون في تركيا وكردستان إلى 405 سجناً، منها 274 سجناً مغلقاً، وبنيت 16 من هذه السجون خلال عام 2023.

وقيم مدير منظمة اتحاد الجمعيات الحقوقية لدعم عوائل السجناء والمعتقلين المحامي، فرات تاشكين، الاحداث التي وقعت في سجون تركيا وكردستان خلال العام، قائلاً إن "العزلة التي بدأت في التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مع قانون مكافحة الإرهاب، وتجسدت في السجون من النموذجين (E) و (F)، مستمرة اليوم في السجون من النموذجين (S) و (Y)".

 

وأشار "تاشكين" إلى الإضراب عن الطعام الذي بدأه السجناء في 27 تشرين الثاني ضد العزلة والذي لا يزال مستمراً، وقال: "القائد عبدلله اوجلان يعيش في ظل عزلة مطلقة منذ أكثر من الف يوم في سجن إمرالي، وهذه العزلة تتفاقم يوماً تلو الأخر، وسيبقى هذا الوضع بمثابة نقطة سوداء في تاريخ العالم، وتخصص الحكومة في الوقت الراهن ميزانيات ضخمة للسجون ذات الحراسة المشددة ويظهر هذا رغبتها الشديدة في الانتشار والحفاظ على العزلة، بوسع لجنة مناهضة التعذيب التابعة لمجلس أوروبا أن تصدر بياناً تدين من خلاله النظام المطبق في السجون من النموذجين E وF، لكنها لم تفعل ذلك، ولم تدلي بأيّ تصريح حول سجن إمرالي، وتفرض العزلة بشكل شديد، ولم تشارك التقارير المتعلقة بزيارة لجنة مناهضة التعذيب (CPT) مع الرأي العام".

بنيت سجون مشددة الحراسة للمعتقلين السياسيين

وأوضح تاشكين أن السجناء السياسيين محتجزون في 119 سجناً في تركيا، وقال: "حوالي 50 من هذه السجون البالغ عددها إجمالاً 119 سجناً هي سجون شديدة الحراسة، وهذا يظهر أن تلك السجون بنيت نتيجة السياسات المتخذة ضد السجناء السياسيين، وعندما ننظر إلى عدد السجناء السياسيين في 119 سجناً، نجد أن 70% منهم يقيمون في سجون مشددة الحراسة، معتقلات فردية وثلاثية".

يجب معالجة السجناء المرضى 

ونوه تاشكين إلى انتهاكات الحقوق التي يتعرض لها السجناء السياسيون، وقال: "لا يمكن علاج السجناء المرضى، وذلك لصعوبة الذهاب إلى المستشفى وإجراء الفحوصات الطبيبة بسبب تكبيل المرضى في المستشفيات، وإصدار تقارير غير علمية من مؤسسة الطب الشرعي تنص على أنه يمكن إبقاء السجناء المرضى داخل السجن وخاصة السجناء الذين لا تسمح لهم أوضاعهم الصحية البقاء بمفردهم". 

سياسات القمع والإنكار مستمرة

وذكر تاشكين إنهم يتلقون شكاوي تفيد بازدياد الضغوطات على السجناء الذين بدأوا الإضراب عن الطعام لرفع العزلة المطلقة المفروضة على القائد عبدلله أوجلان وقال:" يعاني السجناء المضربون عن الطعام  العديد من الصعوبات، لا يتم تنفيذ الإجراءات التي يجب تنفيذها حيال السجناء المضربين عن الطعام، حيث تم مراقبة الرسائل، ولا يتمكن العديد من السجناء التواصل باللعة الأم، تتسبب كلمة مرحبا بفرض رقابة، ولا يسمح للقاموس الكردي بدخول السجن، هذه الإجراءات تمارس بحق اللغة الكردية دون اللغات الأخرى، كما تستمر سياسة القمع التي تنتهجها الحكومة التركية ضد الكرد حتى في السجون" . 

 تحويل السجون إلى ساحات مقاومة

واختتم تاشكين حديثه كالآتي: "إن السجناء يقاومون بشدة رغم آلاف الانتهاكات لحقوقهم في السجون، وأنهم لا يستسلمون للغة التي تمثل أكبر مشكلة تواجه التحول الديمقراطي في تركيا، ويرفع السجناء أصواتهم ضد السياسات التي يتم تنفيذها، وتحولت السجون إلى ساحات مقاومة ضد انتهاكات الحقوق، وهذا الوضع يوضح لنا أيضاً أن السياسات المطبقة في السجون لا تؤدي إلى نتائج".