وفد من الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا يلتقي ببرلمانية نمساوية

أجرى وفدٌ من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أمس، لقاءً مع البرلمانية عن حزب الخضر النمساوي إيفا إيرنست، في مبنى البرلمان بالعاصمة فيينا.

التقى وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، البرلمانية عن حزب الخضر النمساوي إيفا إيرنست في العاصمة فيينا، وأكد أن دولة الاحتلال التركي استغلت انشغال المجتمع الدولي بحرب غزة لتصعيد هجماتها على المنطقة مستهدفة بصورة ممنهجة محطات الكهرباء والغاز والمياه.

ضم الوفد ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا عبد الكريم عمر، ومسؤولة علاقات حزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا مزكين أحمد، وممثل الإدارة في النمسا آري ملان.

تبادل الطرفان وجهات النظر بشأن الأوضاع والمستجدات في عموم سوريا، وإقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص، وكذلك أبرز التحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية على الصعد السياسية والإنسانية والاقتصادية والأمنية.

وتطرق وفد الإدارة الذاتية إلى تداعيات الحرب الدائرة في غزة على الأوضاع في إقليم شمال وشرق سوريا، لافتاً إلى أن الدولة التركية استغلت انشغال المجتمع الدولي بحرب غزة لتصعيد هجماتها على مناطق الإدارة، حيث شنّت هجومين واسعين بواسطة الطائرات الحربية والمسيّرة مستهدفة بصورة ممنهجة محطات الكهرباء والغاز والمياه، فضلاً عن المؤسسات والمنشآت المدنية كمطبعة سيماف التي استشهد ثمانية من أعضائها.

ولفت الوفد إلى أن هذه الهجمات فاقمت من الأوضاع الإنسانية "حيث يعيش الآن أكثر من مليون شخص بدون كهرباء، وهناك صعوبة بالغة في تأمين الغاز المنزلي لأن الهجمات أدت إلى التدمير الكامل لمحطة الغاز الوحيدة في مناطقنا، والتي كانت تزوّد خمسة ملايين شخص".

وأضاف الوفد "أن الهجمات تزيد من المخاوف وسط المواطنين الأمر الذي من شأنه أن يحثهم على التفكير في الهجرة، ويجب الأخذ في الحسبان أن استمرار هذه الهجمات سيدفع لا محالة باتجاه موجات هجرة جديدة باتجاه أوروبا".

كذلك أشار الوفد إلى "أن الهجمات التركية على المنطقة واستهدافها للمدنيين وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكذلك الهجمات التي تشنّها الميليشيات التابعة لإيران على قواعد التحالف الدولي وقوات قسد، تقود هذه الهجمات إلى تراجع الأمن والاستقرار النسبيين في مناطقنا، بالنظر إلى أن قوات قسد تضطر إلى الدفاع عن المواطنين في وجه هذه الهجمات، وهذا ما يؤدي إلى حدوث فراغ أمني تستغله خلايا تنظيم داعش الإرهابي".

ولفت الوفد إلى "أن تزايد الهجمات التي تشنها خلايا تنظيم داعش في المنطقة خلال الآونة الأخيرة أكبر دليل على أن التنظيم هو المستفيد من محاولات زعزعة الأمن في مناطقنا، ولهذا إذا ما أراد المجتمع الدولي إيقاف الهجرة والاستمرار في مكافحة الإرهاب، فإن عليه أن ينهض بمسؤولياته في دعم الإدارة الذاتية على كافة المستويات السياسية والإنسانية والعسكرية وغيرها".

من جهتها، قالت البرلمانية إيفا إيرنست "إن الهجمات التي تشنها تركيا وكذلك محاولاتها لإنشاء مناطق عسكرية داخل الأراضي السورية هي مسائل تخالف القانون الدولي. وعلى الرغم من أن تركيا هي عضو في الناتو وهي شريك للنمسا التي ترتبط هي الأخرى بعلاقة وثيقة مع الناتو، فإن أنقرة تتحرك بمفردها وتضرب بكل المساعدات المقدمة للمنطقة عرض الحائط، الأمر الذي ينجم عنه تفاقم في الأوضاع الإنسانية ويجعل من محاولات إعادة الإعمار بتلك المناطق غير ممكنة".

وأضافت إيرنست "إننا في حزب الخضر نطالب الاتحاد الأوروبي بإدانة الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا لأنها تقوّض استقرار المنطقة وتزيد من موجات الهجرة وتضرب في الوقت ذاته المساعي المبذولة لإنهاء المعاناة الإنسانية، كما ندعو الاتحاد الأوروبي للوقوف مباشرة على الجرائم التي ترتكبها تركيا هناك".

كذلك عبّرت إيرنست عن استيائها لتجاهل المجتمع الدولي لنداءات الإدارة الذاتية الموجهة لحكومات الدول لاستعادة مواطنيها من مرتزقة داعش، وقالت "إننا ندرك التداعيات المحتملة لمثل هذه المقاربات، حيث إن هناك جيلاً جديداً من الدواعش يتم إعداده، وكذلك فإن الخلايا النائمة تنشط بشكل أكبر خلال هذه المرحلة، وهذا بالتأكيد يُنذر بمخاطر كبيرة في المستقبل، ليس فقط على مناطق الإدارة الذاتية بل على العالم أجمع".

وفي ختام اللقاء، أجرى وفد الإدارة الذاتية والبرلمانية إيفا إيرنست لقاءً مع وسائل الإعلام النمساوية، تم خلاله تقديم إيجاز عن التطورات والمستجدات في إقليم شمال وشرق سوريا، والإجابة عن أسئلة واستفسارات الصحفيين.

يذكر أن وفد الإدارة الذاتية الموجود حالياً في العاصمة النمساوية فيينا أجرى كذلك سلسلة من اللقاءات مع كلٍّ من بلدية فيينا المركزية، مديرة حقوق الإنسان في بلدية فيينا، رئيسة بلدية فيينا التاسعة، وأيضاً لقاء مع معهد راينر للدراسات التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي، ومع منظمة فولكسهيلف التي تدعم مشاريع في الشهباء والشيخ مقصود والجزيرة.