طلعت يونس: سنتغلب على الصعوبات بقوتنا

صرح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، طلعت يونس، أن الملايين من الناس بدون كهرباء وماء وخدمات جراء هجمات الدولة التركية، وقال بأنهم سيقاومون على الرغم من الصعوبات.

أوضح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، طلعت يونس، أن وضع وموقف ومقاومة شعب شمال شورق سوريا قوي ومتماسك في مواجهة هجمات الدولة التركية، وقال بهذا الصدد: "لقد أرادوا إخضاع الشعب برمته لليأس، إلا أن شعبنا تمسك بمكتسباته وجعل أهدافهم تذهب أدراج الرياح، وكانوا يتوقعون حدوث نزوح كبير، إلا أن أبناء شعبنا أصروا على البقاء في أرضهم وفي بيوتهم، وقرروا خوض المقاومة والتفوا حول إدارتهم".

وتحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، طلعت يونس، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، حول هجمات الدولة التركية. 

وذكر طلعت يونس أن موقف وتماسك ومقاومة شعب المنطقة كانت قوية ومتينة ضد هجمات الدولة التركية، وقال: "لقد أرادوا إخضاع الشعب برمته لليأس، إلا أن شعبنا تمسك بمكتسباته وجعل أهدافهم تذهب أدراج الرياح، وكانوا يتوقعون حدوث نزوح كبير، إلا أن أبناء شعبنا أصروا على البقاء في أرضهم وفي بيوتهم، وقرروا خوض المقاومة والتفوا حول إدارتهم.   

وفي الهجمات الأخيرة، دُمرت محطة كهرباء السويدية، التي كانت تلبي كافة احتياجات الكهرباء في الجزيرة، بشكل كامل، كما خرجت محطات الكهرباء في كل من عامودا والدرباسية وقامشلو وتربه سبيه عن الخدمة، ويمكن القول بأن قسماً كبيراً من الكهرباء قد انقطع عن المدن التابعة لمقاطعة الجزيرة، حيث دُمرت محطات الغاز، مما أدى إلى انقطاع الغاز عن 5 ملايين شخص في شمال وشرق سوريا، كما تم استهداف قسم كبير من محطات النفط، وانقطعت مادة المازوت عن نسبة كبيرة من الناس، ويقاوم ويناضل شعبنا منذ سنوات، على الرغم من تعرضه لكافة أنواع ظروف الحرب، ضد الحصار والهجمات، واليوم، تبذل الإدارة الذاتية وبكافة مؤسساتها جهوداً كبيرة وفقاً لكافة الأوضاع، نعم، سنمر بمراحل عصيبة، لكننا سنتغلب عليها بقوتنا".

"أبدى الشعب في هذه المرحلة العصيبة موقفاً مهيباً"

وذكر طلعت يونس أن الشعب والإدارة يواصلان وجودهما وحياتهما معاً، وقال بأنه ليس هناك فرق بين الشعب والإدارة في نظام الإدارة الذاتية، وأكد "يونس" على أنه ينبغي عليهم تعزيز نظامهم الدفاعي، وقال بهذا الخصوص: "يتعين علينا أن ندافع معاً عن مؤسساتنا ومكتسباتنا وأرضنا، وهذا هو واجبنا الأساسي، وتبيّن في هذه الهجمات الأخيرة كيف قام الشعب بتنظيم نظامه الدفاعي، ولم يتوقف الشعب تحت وطأة قصف الطائرات ونزلوا إلى الساحات، وتمسكوا بمؤسساتهم ودافعوا عنها، حيث توافد الشعب على الأماكن التي قصفتها الطائرات الحربية، وكان هذا هو رد الشعب، وبات الشعب مستعداً للدفاع عن منطقته ومكتسباته، وقد كان هناك مثل هذا الموقف المهيب، خاصة خلال هذه المرحلة، ويجب على الشعب أن يعي جيداً هذا الوضع، لكي نتغلب على صعوبات هذه المرحلة، وعليه، يتعين اتخاذ الاحتياطات المعيشية والقيام بعمله اليومي وفقاً للوضع الحالي، ويجب علينا تقديم المساعدة ويد العون لمؤسساتنا الخدمية جبناً إلى جنب، ويمكننا أن نعيد بناء مؤسساتنا المتضررة بشدة بشكل أقوى وأكثر تطوراً، وفي الوقت نفسه، يمكننا إحداث دفاع قوي لها".   

"لقد اعتمدنا دائماً على مجتمعنا"

وأكد طلعت يونس على أن قوات التحالف متواجدة في المنطقة بناءً على مصالحها الخاصة، وقال بهذا الصدد: "تشن الطائرات الحربية الهجمات على مرأى أعينهم، وتستهدف الشعب وموارد الحياة والمؤسسات، وهذه كلها جرائم حرب، ولكنهم يلتزمون الصمت حيال هذه الجرائم، وهذه هي حقيقة هذه القوات، حيث أن داعش يكتسب القوة من هذه الهجمات التي تشنها الدولة التركية، لأن استهداف الحواجز الأمنية واستهداف سجن الصناعة ومخيم الهول يقدم الدعم لداعش، ونواصل معركتنا ضد داعش، ولكن يجب على التحالف أن يبادر إلى التحرك ويأخذ هذا الخطر المحدق بعين الاعتبار، وإذا لم يساهم وجودهم في تأمين الاستقرار والأمن في المنطقة، فسيكون لهذا الشعب أيضاً موقف حيالهم، وحينها، سيكون وجودهم مثل عدمهم، فحتى الآن، لم نعتمد على أي قوى خارجية، وقد بنى مجتمعنا دائماً أساس قوته، واعتمدنا دائماً على مجتمعنا، وهذه هي قوتنا".   

"حكومة دمشق تسعى للحفاظ على سلطتها الحاكمة"

وأوضح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، طلعت يونس، أن حكومة دمشق تسعى للحفاظ على سلطتها الحاكمة، وأنهى حديثه بالقول: "لا يهم حكومة دمشق الدفاع عن الأراضي السورية أو عن الشعب السوري، كما أنه بالأصل ونتيجة لذلك، أصبحت سوريا ساحة مفتوحة لجميع القوى، حيث تعرضت الأراضي السورية للاحتلال، واُرتكبت مجارز ضد الشعب السوري، وأُحرقت المدن ودُمرت، وتم تهجير الشعب السوري وأنتشر في كل أنحاء العالم، واحتلت الدولة التركية أرضنا، إلا أن حكومة دمشق آثرت الصمت حيال ذلك، واحتلت الدولة التركية مدناً سورية مثل عفرين وسري كانيه وجرابلس والباب، ويرفرف علم الدولة التركية في تلك الأماكن، ويجري تداول اللغة التركية فيها، وتتمثل كافة محاولات الدولة التركية في اقتطاع هذه الأماكن عن سوريا بشكل كامل، والآن، تُشن الهجمات على البنية التحتية للمنطقة، فهذه البنية التحتية ملك لكل شعوب سوريا، حيث أن الأماكن المستهدفة تمثل احتياجات جميع شعوب سوريا، ويظهر هذا الصمت؛ أنه هناك تواطؤ ضد شعبنا، وإذا ما أصرت حكومة دمشق على المضي قدماً في انتهاج هذه السياسة، فإن ذلك سيؤدي إلى تعمق الأزمة السورية بشكل أكبر في المستقبل".