انطلاق أعمال المؤتمر الخامس لمؤسسة عوائل الشهداء السريان والآشوريين في قامشلو

أنطلقت اليوم أعمال المؤتمر الخامس لمؤسسة عوائل الشهداء السريان والآشوريين في سوريا، تحت شعار "بروح ودماء الشهداء تبنى حرية الأوطان والكرامة".

عقدت مؤسسة عوائل الشهداء السريان والآشوريين في سوريا اليوم، مؤتمرها الـ 5، بمشاركة أعضاء وعضوات المؤسسات المدنية والمكون السرياني الآشوري، والرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أفين سويد، والرئيس المشترك لهيئة عوائل الشهداء وجرحى وأسرى الحرب في الإدارة الذاتية ريزان كلو، وممثلين وممثلات عن هيئات ومجالس عوائل الشهداء في مقاطعة الجزيرة، ومجلس سوريا الديمقراطية، وذلك في صالة مطعم زوهرابيان في حي الوسطى بمدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة.

باشر المؤتمر أعماله بالوقوف دقيقة صمت، ثم قدّمت فرقة الكشاف الموسيقية النحاسية معزوفات موسيقية. ليلقي بعدها، الرئيس المشترك لمؤسسة عوائل الشهداء السريان والآشوريين في سوريا يعقوب داؤود، كلمة رحب خلالها بالحضور، وقال: "على الرغم من صعوبات المرحلة التي تواجهنا، والتحديات التي تتفاقم فيها الأزمات على الصعيد والدولي والإقليمي، والمحلي، واستمرار الجرائم والتهديدات التركية علينا، لضرب مشروع الإدارة الذاتية نستمر بمقاومة كبيرة وتضحيات وتكاتف من جميع المكونات".

"شركاء في المآسي والبناء"

بدوره، قال الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الجزيرة معصوم حسن، في كلمة وجهها للمؤتمر، "لاقينا المصير نفسه من قوى الاستبداد على مر التاريخ، لهذا نحن شركاء في المآسي والإبادات الجماعية والتهجير، وبناء الإدارة الذاتية الديمقراطية التي قدمت مقومات الحل لعموم مكونات سوريا، وكانت الطريق الخلاص لإنهاء الأزمة والمآسي".

وأكد "سنبقى خلف راية شهدائنا نتابع هذه المسيرة حتى تحقيق أهدافهم في الحرية والكرامة". وشدد "بهذه الروح وبالإيمان بمبادئ أخوة الشعوب وبأن الحضارة تُبنى بثقافات متعددة، وبلغات متعددة، وبتكاتف شابات وشبان جميع المكونات، قدمنا وسنقدم نموذجاً للعالم يظهر القدرة على إدارة هذا الوطن".

"تكاتف المكونات هو الأساس نحو تحقيق النصر المستدام"

من جانبها، قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أفين سويد: "تميزت هذه المنطقة التي نهضت من واقع الظلم والقمع والاستبداد بأنها مثّلت الخط الوطني السوري على أساس تحقيق المساواة والعدالة، حيث ذهبت مكونات شعبنا في شمال وشرق سوريا نحو تعزيز الشراكة الوطنية من الكرد والعرب والسريان والتركمان ومختلف الانتماءات، على أساس الثورة الشعبية وثورة المرأة، هذه الخطوة التاريخية أثمرت، وبعد أكثر من عقدٍ، عن صوابية المنهج والرؤية. اليوم وبعد هذه السنوات العجاف نتمتع في هذه المنطقة بقرارنا المستقل ووحدة انتمائنا لهذه الثورة، الثورة التي تعدّ اليوم الأساس الوطني لإنتاج الحل الديمقراطي الوطني في سوريا".

ونوّهت أفين سويد "أمام هذه الأهداف كان ولا بد من نضال ومقاومة نحو تثبيت دعائم هذا المشروع الذي تعرض لمختلف أشكال الحرب والاستهداف؛ بغية النيل من إرادة شعبنا؛ لكن إصرار شعبنا ونضاله المتكاتف ووحدة الدم التي امتزجت على هذه الأرض، وسقتها واختلطت الدماء الكردية والسريانية والعربية، وكذلك المناصرون الأمميون؛ فوصلنا اليوم لأسمى مراتب بناء إرادة مجتمعنا. ولكن لا زال الطريق أمامنا طويل، لذا فتكاتف مكونات شعبنا واستمرارها على هذا النهج هو الأساس نحو تحقيق النصر المستدام".

وأكدت "اليوم وفي حضرة شهدائنا السريان الآشوريين وعوائلهم وجميع شهداء الحرية، نؤكد أن مسيرتهم هو الطريق نحو بناء مجتمعنا الحر الديمقراطي وبناء سوريا الموحدة، والإدارة الذاتية بكل مؤسساتها ستكون دائماً في خندق الدفاع عن أهداف وميراث شهدائنا حتى تحرير مناطقنا المحتلة وتحقيق تطلعات شعبنا بمختلف مكوناته في إقليم شمال وشرق سوريا".

وفي الختام، تمنت أفين سويد النجاح لأعمال المؤتمر "لصون قيم وكرامة هذا الشعب الغني بثقافته وتاريخه العريق، وسنحقق في سوريا، وفي هذه المرحلة التاريخية المهمة، دورنا الريادي وفق قيمنا الواحدة وأهدافنا الواحدة".

وبعد انتهاء الكلمات، عُرض سنفزيون يتضمن نضال السريان والآشور ومشاركتهما ونضالهما في تشكيل الإدارة الذاتية، وما قدموه من تضحيات خلال ثورة 19 تموز.

وبحسب اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فإن أعمال المؤتمر ستتمخض عن انتخاب مجلس ورئاسة مشتركة جديدة لمؤسسة عوائل الشهداء السريان والآشوريين في سوريا.