مشاركون في كتاب "أوجلان.. مسيرة نضالية": أفكاره تقدم حلولًا لقضايا المنطقة والعالم

يمتلك المساهمون في "كتاب عبد الله أوجلان.. مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطي الجدران"، إعجاباً خاصاً وتقديراً منقطع النظير تجاه شخصية أوجلان وما يحل بالكرد.

واصلت وكالة فرات للأنباء (ANF) الحديث مع مؤلفي هذا العمل، الذي صدر مؤخراً عن دار المحروسة بالعاصمة المصرية القاهرة، وهو يقوم بصفة رئيسية على التعريف ببعض من مسيرة القائد والمفكر الأممي عبد الله أوجلان، وكمساهمة في فضح المشاركين في جريمة اعتقاله والصامتين على استمرارها.

في هذا السياق، يقول المؤرخ المصري علي أبو الخير إن الكتاب عن نضال وحياة الزعيم عبد الله أوجلان، وقد جاء صدوره متناسقاً مع مفهوم الحرية والإنسانية ومفهوم الحرية الذي تبناه أوجلان، ومنذ بداياته وتكوينه كما شرح ذلك الكاتب الصحفي الأستاذ إلهامي المليجي في قسم آخر من الكتاب.

ويضيف أبو الخير، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، ‏أنه قد تناول في المحور الخاص به من هذا الكتاب دور المنظمات الإقليمية والدولية في العالم بأسره، لافتاً إلى أن الكرد لم يجدوا من يتحدث عن الظلم الذي تعرضوا له، ويقول: "كثيراً ما نستمع في الكتب عن وعد بلفور وعن نكسة 1967، وكل هذه الأمور التذكير بها أمر محمود بالطبع، ولكن لم نجد في الوقت ذاته من يتحدث عن معاهدة سيفر أو يتحدث عن معاهدة لوزان، أو عن الاضطهاد الذي يمارس على الكرد سواء في تركيا أو العراق أو سوريا أو إيران".

‏وتابع أبوالخير قائلاً: "وإذا كنا نحزن على 30 ألف فلسطيني استشهدوا في قطاع غزة، فقد قتل في حملة الأنفال وحلبجة في العراق، على سبيل المثال، ما لا يقل عن 200 ألف كردي ولم نجد من يبكي عليهم، بل على العكس كانت هناك بعض وسائل الإعلام التي تعطي مبررات لصدام حسين من أجل قتل الشعب الكردي، بل وتلوم الشعب الكردي لمجرد أنه يطالب بحقوقه المسلوبة".

صوت للكرد

ويقول المؤرخ المصري إنه لهذا السبب طالب في البحث أو في الجزء الذي كتبه بهذا الكتاب أن يكون للكرد صوتاً مسموعاً في المنظمات الدولية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مشيراً إلى أن الأخيرة يفترض أنها معنية بكل الشعوب الإسلامية ومن بينهم الكرد، ولكن يبدو أن هناك موانع ما، لأن الدول الأربع الكبار الذين توزع عليهم الشعب الكردي هم أعضاء في المنظمة، في إشارة منه إلى إيران وتركيا والعراق وسوريا.

ثم يعود أبو الخير ويؤكد أنه رغم كل ذلك فلا يأس أبداً مع الأمل، ويقول: "حين نكتب مثل هذا الكتاب ونتحدث عن القائد عبد الله أوجلان ونساهم فيه، فإن هذا يأتي لأننا نمارس حق الرأي وحرية التعبير، ونؤكد على حقوق الشعب الكردي وكرامته"، مشيراً إلى أن أوجلان يعتبر آخر الثوار الأحرار في العالم، كما يراه البعض، ومفهومه عن الأمة الديمقراطية موضع إشادة.

التعريف بأفكار أوجلان

بدوره، يقول الدكتور طه علي الكاتب والمحلل السياسي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الكتاب قام على فكرة رئيسية مفادها أن التعريف بأفكار عبد الله أوجلان، خير وسيلة للتواصل مع المجتمعات والشعوب العربية للتعريف بأفكار هذا الرجل، بما يمتلك من مشروع نضالي وفكري بحق القضية الكردية وقضايا الشرق الأوسط بشكل عام، بل وأبعد من ذلك.

وأضاف أن تقديم أوجلان من خلال أفكاره نقطة في غاية الأهمية، وهذا ما تسعى إليه المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، مشيراً إلى عقد اجتماع للمبادرة خلص إلى أن إبراز أفكار عبد الله أوجلان خير وسيلة للتعريف به في الشرق الأوسط والمنطقة بصفة عامة، فهو لديه أطروحات تخص القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية وكذلك قضايا المرأة، وغيرها من الإشكاليات التي تعاني منها المنطقة.

وقال الدكتور طه علي إن أوجلان يتجاوز في طرحه ما قدمه المنظرون والفلاسفة والمفكرون المعاصرون، مثل الماركسية التي تتحدث عن إشكالية أن الأزمات التي تعيشها الشعوب تأتي على خلفية اقتصادية من خلال مساعي طبقات للسيطرة على طبقات أخرى، لكنه انتقد كل ذلك ويرى أن فكرة الدولة القومية هي السبب، التي أتت نتاج الحداثة الرأسمالية التي تكتظ بالآفات والمشاكل، وبالتالي يقدم لنا ما يعرف بمفهوم الأمة الديمقراطية.

مفهوم الأمة الديمقراطية وإشكاليات الشرق الأوسط

ويشير إلى أن هناك جوانب مهمة يتم تسليط الضوء عليها في الكتاب وخاصة أركان مفهوم الأمة الديمقراطية ومدى تعاملها مع إشكاليات الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن أهمية إصدار هذا الكتاب تكمن في أن المبادرة العربية لحرية القائد عبدالله أوجلان تثبت وجودها من خلال عمل ملموس، وتقدم دعوة لأية كيانات مناظرة لتحذو حذوها فيما يخص العمل الفعلي، وليس مجرد الاقتصار على النقاشات واللقاءات، لكن الأهم ترك الأثر، والأثر هنا يتمثل في الكتاب، والذي لن يكون الأخير، في ظل قناعات القائمين على المبادرة واستمرارها إلى حين تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان.

وشدد على أنه يجب الإفراج عن الزعيم الكردي أوجلان ومنحه حريته الجسدية، بما يتوافق مع ظروفه الشخصية كونه رجلًا كبيرًا في السن وحالته الصحية لا تسمح بالسجن المشدد والامتهان الذي تمارسه السلطات التركية، بما يتناقض مع المواثيق والحقوق المعنية بهذه الحالة، التي توقع عليها الدولة التركية والتي تخترقها فيما يتصل بقضية عبد الله أوجلان.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي المصري إن تركيا تقول إنها دولة ديمقراطية، لكن رغم ذلك تتعامل مع رجل يطرح أفكاره بمنطق الاعتقال، وهذا أمر يسيء للدولة التركية التي يؤكد تاريخها على أن الانتهاك لحقوق الإنسان أحد سلوكياتها منذ الدولة العثمانية، ووصولًا إلى الدولة التركية في شكلها الحالي، خصوصاً المذابح التي ارتكبت مثل الأرمن وما فعلوه في مصر في مطلع القرن الـ 16، والمذابح في شبه الجزيرة العربية المثبتة بالوثائق.

وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات، يؤكد الدكتور طه علي مجددا على أن هذا الكتاب ما هو إلا أحد نتاجات المبادرة العربية لحرية القائد عبدلله أوجلان، التي تطالب بالإفراج عنه ومراعاة حالته وظروفه، كونه رجلاً طاعناً في السن يحتاج إلى رعاية خاصة ومناسبة، ولكونه مفكراً لديه أفكار وكتبه، فهو مفكر وليس مجرد قائد كردي، وأفكاره تتسع لتشمل الإنسانية بشكل كبير.

واُستهل الكتاب بإهداء إلى كل من شهداء حملة "لن تستطيعوا حجب شمسنا" الذين ضحوا بأرواحهم احتجاجا على المؤامرة الدولية، وثانيا: إلى روح الشهيد عزير عرب الذي جسد بنضاله وشهادته الإخوة الكردية العربية، وثالثا: إلى روح شهداء معركة روح الشقيف البطولية الـ 12 الذين جسدوا الإخوة الفلسطينية الكردية.