أصدر حزب الاتحاد الديمقراطي بياناً بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، واستذكر من خلاله شهداء الحرية وعاهدهم بالسير في دربهم حتى تحقيق جميع الأهداف والقيم التي استشهدوا من أجلها.
وجاء في نص البيان: "يصادف في ال 21 كانون الثاني الحالي الذكرى السنوية العاشرة على تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، كأول نموذج ديمقراطي على مستوى سوريا. تأسست هذه الإدارة في وقت كان يشتد فيه الصراع الإقليمي والدولي في سوريا وباتت تترسخ أزمتها، وفي ظل استمرار وتوسع الهجمات للنيل من هذا المشروع منذ تأسيسه وحتى اللحظة. وفي الوقت الذي كان السوريون فيه يتعرضون للقتل والتهجير ويتزايد تهديد خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، ومشاريع تقسيم سوريا؛ كانت القوة السياسية والعسكرية التي أفرزتها ثورة 19 تموز 2012 المنطلقة من كوباني تباشر بشكل فعلي ببناء نموذج حياة مشتركة في إقليم الجزيرة نتيجة التزامها بالخط الثالث وفق فلسفة القائد أوجلان الذي مثل ويمثل تطلعات شعبنا في التغيير والتحول الديمقراطي متميزاً من خلال طبيعته المجتمعية وبنيته الفلسفية والإدارية خطّى المعارضة التقليدية التي أظهرت نفسها في لبوس تحقيق الأجندة المعاكسة لمختلف السوريين، وأيضاً إعادة إنتاج النظام المركزي الاستبدادي. فتمكنت القوى السياسية بريادة حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من بناء اللبنات الأساسية لمشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتي تعممت على باقي مناطق شمال وشرق سوريا بعد تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش الإرهابي لتتشكل سبع مقاطعات تؤلف اللحظة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على أساس مبدأ العيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة مصيرها. كما تمثل هذه الإدارة وفق عقدها المجتمعي تطلعات شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا من (كرد وعرب وسريان آشور، وأرمن، وتركمان وشركس وشيشان؛ مسلمين ومسيحيين وايزيديين) من خلال بناء نظام أخلاقي سياسي يمثلهم جميعاً بريادة المرأة الحرة وبروح الشبيبة الثورية، فشكّل ذلك البنية القوية لحل قضايا الديمقراطية في مقدمتها حل القضية الكردية.
لقد تم الإعلان رسميًّا عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في ثلاث مقاطعات؛ "الجزيرة" في 21 كانون الثاني 2014 وتبعتها في مقاطعتي عفرين وكوباني بإعلان إداراتها الذاتية في الشهر ذاته، والتي تعتبر من أهم الإنجازات والمكاسب التي حققتها ثورة 19 تموز بريادة المرأة والتضحيات الجسام التي قدمتها وحدات حماية الشعب والمرأة التي اعتبرت نقلة ثورية في ترسيخ بعد الحماية الذاتية والدفاع المشروع وتأسيس نظام ديمقراطي نحو مجتمع أخلاقي سياسي.
إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في الوقت الذي نهنئ بمناسبة هذه الذكرى عوائل الشهداء وعموم شعوب شمال وشرق سوريا ونحيي نضالهم والتضحيات الجسام التي قدموها وفي الوقت الذي نؤكد فيه بأن نموذج الادارة الذاتية هو المخرج الوحيد لحل الأزمة في سوريا وعموم قضايا المنطقة ويضمن حقوق شعب سوريا كافة وفق رؤية ومفهوم اللامركزية الديمقراطية ومشاركة الجميع في إدارة تمثلهم وتعميم هذا النموذج كحل سياسي وترجمة عملية متقدمة للقرار الدولي 2254 على عموم الجغرافية السورية؛ فإننا نستذكر شهداء الحرية ونعاهدهم في هذه المناسبة العظيمة بأنهم سيبقون نبراساً لنا وتبقى قيمهم التي استشهدوا من أجلها مناراً لنا وفي دروبهم نسير حتى تحقيق جميع الأهداف والقيم التي استشهدوا من أجلها".