لم ترد أي معلومات منذ ما يقرب من 3 سنوات، عن القائد عبد الله أوجلان، الذي يجري احتجازه في عزلة في سجن إمرالي شديد الحراسة من النموذج F، وفي سياق حملة "الحرية لعبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية"، قامت بعثة تضم برلمانيين دوليين من أوروبا بزيارة إسطنبول، وتحدثت عضوة البرلمان الفرنسي لحزب فرنسا الأبية سيغولين أميوت لوكالة فرات للأنباء (ANF)، وأوضحت أنهم كبعثة، تقدموا بطلب إلى وزارة العدل، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على أي إجابة.
"تعرّفتُ على الكرد بنضالهم ضد داعش"
وأفادت سيغولين أميوت بأنها تعرّفت على القضية الكردية من خلال نضال الكرد في سوريا ضد داعش، وذكرت أنها منذ ذلك الحين حاولت التركيز على تاريخ وأجندة الكرد ومعرفة ما حدث، وصرحت أن الممارسات المرتكبة في أماكن تواجد الكرد مثيرة للريبة، وقالت بهذا الصدد: "نظراً لقيام الكرد بمحاربة تنظيم إرهابي كداعش، فقد اعتبرتهم الدولة التركية كإرهابيين، ونرى بأن الدولة التركية تستخدم هذه المقولة أيضاً لإسكات المعارضين لها، كما ولا تزال اللغة الكردية تتعرض للإنكار؛ في حين أن حظر اللغة هو الخطوة الأولى لتدمير هوية وتاريخ شعب ما، ونعلم بأنه يجري اعتقال السياسيين الكرد الذين يناضلون ضد ذلك الأمر، والعزلة المفروضة على السيد عبد الله أوجلان هي الركيزة الأكثر أهمية لهذا الإسكات".
"إذا انتهت العزلة المفروضة، فإن عدم التوصل للحل والضغط سينتهيان أيضاً"
وأكدت سيغلولين أميوت أنه إذا انتهت العزلة المفروضة على أوجلان، فإن عدم التوصل للحل في المسألة الكردية، وكذلك الضغوط الممارسة على المعتقلين السياسيين سوف تنتهي أيضاً، وقالت بهذا الخصوص: "نحن هنا لفضح العزلة المفروضة على أوجلان على المستوى الدولي، ولنكون صوتاً لرفع هذه العزلة المفروضة، وللحديث عما يمكننا القيام به بهذا الخصوص، لأنه في الوقت الحالي هناك انقطاع تام في التواصل، ولا ينبغي أن ننسى أن السيد أوجلان يبلغ من العمر 74 عاماً ويتعرض للعزلة في جزيرة منذ 25 عاماً، ولا تُعرف حالته الصحية، إن كان على قيد الحياة أم لا، ولا يُسمح له بلقاء محاميه أو أفراد عائلته، وهذا أمر يدعو إلى القلق".
"العزلة المطلقة هي بمثابة تعذيب"
وأشارت إلى أن العزلة المطلقة تُعتبر بمثابة تعذيب، وهذا الوضع لا يمكن التسامح معه، وذكرت سيغولين أنه يتعين على تركيا الالتزام بالاتفاقيات الدولية، قائلة: "إذا كانت تركيا حقاً كما تدعي أنها بلد ديمقراطي، فلا يجوز لها أن تتصرف على هذا النحو، لأنه في دولة ديمقراطية، لا يمكن سجن المعارضين بسبب أقوالهم، ولا يمكن إبقاء معتقل سياسي في عزلة مطلقة على مدى 3 سنوات".
"المؤسسات الأوروبية شريكة أيضاً في الظلم"
وأفادت عضوة البرلمان الفرنسي وعضوة الوفد البرلماني الدولي لمناهضة للعزلة وحل القضية الكردية بأن المؤسسات الأوروبية متواطئة أيضاً في هذا الظلم الذي تمارسه تركيا، وقالت: "لو أنهم لم يعلموا بهذه الممارسة، لما كانوا متواطئين في الجريمة، ولكن نظراً لعلمهم وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يلتزمون الصمت، الأمر الذي يجعلهم متواطئين في هذا الظلم، كما أن حالة الإفلات من العقاب تمنح القوة للقيام بالممارسات غير القانونية، ولهذا السبب، فإن اللجنة الأوربية لمناهضة التعذيب (CPT) التابعة لمجلس أوروبا، والأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى الذين يغضون الطرف عن هذا الأمر هم متواطئون أيضاً في تعذيب العزلة، ولقد أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قراراً بشأن حق الأمل بخصوص أوجلان، ولكن الشيء الرئيسي هو كيفية تنفيذ هذا القرار".
"صمت أوروبا ناجم عن سياسة الهجرة"
وبيّنت سيغولين أميوت أن صمت الاتحاد الأوروبي تجاه العزلة المفروضة في إمرالي له صلة بسياسة الهجرة، وقالت بهذا الصدد: "تلعب تركيا وظيفة الكابح والتصفية فيما يتعلق بالهجرة من سوريا أو أفغانستان، لذلك، فإن أوروبا تتصرف مثل القرود الثلاثة ضد تركيا، فالسيد أوجلان يُعتبر رمزاً بالنسبة للشعب الكردي، والرغبة في إسكاته هي محاولة لإسكات وتدمير الكرد، ويريدون تأجيج زيادة غضب الكرد، واستمرار ظروف الحرب، ولكن، على العكس من ذلك، ينبغي خوض النضال من أجل تهيئة الظروف المناسبة للسلام، ولا ينبغي أن ننسى أن تهيئة الظروف المواتية للسلام أصعب من تهيئة ظروف الغضب والحرب، ولا يمكن بناء نظام ديمقراطي إلا من خلال تهيئة الظروف الملائمة للسلام، والخطوة الأولى لهذا الأمر هو رفع العزلة المفروضة في إمرالي وتحقيق حرية عبدالله أوجلان وجميع المعتقلين السياسيين".