وصفه بقائد ملحمة الانبعاث.. سياسي كردي: على جميع الشعوب التكاتف حول أفكار القائد اوجلان

أكد عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، لقمان جارو، أن الأفكار التي طرحها القائد أوجلان، هي منظومة من الحلول لمعظم القضايا المجتمعية المعاشة، وحذر انه إذا لم تُطبق هذه النظريات فإن المنطقة ستتجه إلى آتون حروب لا نهاية لها.

وجاءت تصريحات عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، لقمان جارو خلال لقاء خاص مع وكالة فرات للأنباء وذلك مع قرب حلول يوم ميلاد القائد عبد الله أوجلان.

عدم المرور بالتحول الاشتراكي أدى إلى عدم إدامة عمر النظرية الاشتراكية

No description available.

وفي بداية حديثه، نوه لقمان جاور أنه وعبر التاريخ، مرت المجتمعات بظروف صعبة من انهيار خلقي بالعلاقات المجتمعية، انهيار بالعادات والتقاليد، وقال: "خلال هكذا مرحلة كان لابد من ظهور عدة حلول أو عدة أساليب لإيجاد الحل للأزمات المعاشة عبر التاريخ، مثلاً الأديان، ظهور الأديان والتي كانت إحدى الحلول التي حاولت أن تكون الحل لمعظم القضايا المعاشة آنذاك، لكن الأديان أصبحت خلال عدة مراحل هي المشكلة هي الأزمة، كما أنه وخلال بعض المراحل من تاريخ البشرية ظهر فلاسفة ومفكرون، قدموا أطروحات وحلول حيال القضايا المجتمعية والأزمات المعاشة في تلك الأوقات وتلك الأمكنة، وهؤلاء الفلاسفة قدموا حلولاً ولكن بقيت في الإطار النظري، أي أنها لم تقترن بإطار العمل والتطبيق، ما عدا مثلاً فلسفة ماركس الذي نادى بالاشتراكية وشرح بالتفصيل أو عرف الرأسمالية ولكنه لم يجد الحلول الناجعة المناسبة للحد من الرأسمالية وهجمات الرأسمالية حيال المجتمعات في العالم، أيّ خلال مدة قصيرة بعد أن بدأت الثورة البلشفية عام 1917 ومحاولة تطبيق الفكر الماركسي والاشتراكي على المجتمعات، وهذه الأفكار كانت ناقصة نتيجة عدم التحليل الموضوعي للرأسمالية وعدم تحليل عقلية المجتمعات، وهناك نقطة مهمة وهي عدم المرور بالتحول الاشتراكي وهذا بدوره أدى إلى عدم إدامة طول عمر النظرية الاشتراكية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أو قبل انهيار الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، وميول أو انحراف الهيمنة من يد بريطانيا وفرنسا إلى أمريكا، حاولت الاخيرة التغير من أساليبها تجاه شعوب المنطقة، وبالأخص شعوب منطقة الشرق الأوسط، فمن خلال مبدأ إيزنهاور، مبدأ ملئ الفراغ في منطقة الشرق الأوسط، والذي بدأ من نقطة مهمة وهي إيجاد أنظمة محلية تابعة لها، ومن خلال هذه الأنظمة عملت ومارست وطبقت سياساتها الاقتصادية والاستعمارية الإمبريالية حيال المنطقة حتى يومنا هذا".

الحركات الثورية الشبابية اليسارية كانت لها تأثيرات على المنطقة

وتابع: "في الستينات والسبعينات، عندما ادرك الشباب الثوري في أوروبا، عجز الاشتراكية في أن تكون الحل الانجع في مواجهة الحداثة الرأسمالية والإمبريالية، قامت حركات ثورية شبابية يسارية، وهذه الحركات كانت لها تأثيرات على المنطقة في الشرق الأوسط وخاصة كردستان، وهذا أدى إلى ظهور الحركات اليسارية في بداية السبعينات في تركيا وأنقرة وكردستان عامة، وكانت لها تأثيرات على المنطقة العربية، فزادت حدة الحركات النشطة التي يقودها الشباب الجامعيون المثقفون الواعيون الذين أبدوا استياءهم من سياسات الأنظمة المحلية حيال شعوبهم ومجتمعاتهم، وطبعاً ظهر بتلك الفترة شاب مندفع ومثقف وواعي، استطاع من خلال أفكاره وأسلوبه أن يجمع حوله فئة من المثقفين والشباب الواعي في جامعات أنقرة وإسطنبول، وبدأ بتشكيل أول حركة يسارية شبابية تنادي بمناهضة الاستعمار أو مناهضة الرأسمالية".

القائد أوجلان قام بتحليل شخصية الشعب الكردي

وحول صفات القائد أوجلان، قال لقمان جارو: "من صفات المفكر عبد الله أوجلان، والتي أدت إلى ظهور هذه الشخصية، أولاً، لقد حلل شخصيته بالدرجة الأولى، ثانياً، قام بتحليل شخصية الشعب الكردي وشخصية ومجتمعات ميزبوتاميا ومنطقة الشرق الأوسط ومآلاته، أو ماهية الأسباب التي جعلتها تصل إلى هذه المآلات من التفكك والتشرذم والانقسام على أساس مناطقي، أساس طائفي، أساس ديني على إثنيات، فقام بتحليل موضوعي شامل لتاريخ المنطقة، واستطاع أن يجد مكمن الأزمة وبؤرة الأزمة، ومن خلال هذا التحليل للتاريخ، لخصوصيات المنطقة وخصوصيات المجتمعات، قام بتأسيس أو بتشكيل فكرة تحولت فيما بعد إلى نظرية، هذه النظرية قائمة على مبدأ الإخاء بين الشعوب، طبعا الإخاء بين الشعوب ليس بشيء جديد على المنطقة، لأن شعوب المنطقة بالأساس عاشت هذه التجربة عبر مراحل التاريخ، منذ ظهور الإمبراطوريات الأولى والدكتاتوريات وحتى يومنا هذا، كانت هناك مثلاً عدد من الثقافات، الأمم، المجتمعات، الطوائف، المعتقدات، الأديان تتعايش مع بعضها على مبدأ تقبل الآخر، وهذه النقطة مهمة، على سبيل المثال، بحلب، كان هنالك حي للكرد، حي لليهود، وحي للمسيحيين، وكانت هنالك الكثير من الأديان والمعتقدات تعيش فيما بينها بشكل قائم على الوئام واحترام الآخر، اذاً من أين أتت الأزمة أو المشكلة؟ عندما تدخل الاستعمار الغربي في المنطقة، بداية عبر مستشرقيها الذين دعوا للاستشراق وحبهم لثقافة الشرق الأوسط وتدخلوا في المنطقة ودرسوا سيسيولوجية المنطقة، ومن خلال دراسة سيسولوجية المنطقة، عملوا على تفتيت مجتمعات الشرق الأوسط وتقسيمهم على أسس مذهبية، وأسس دينية وأسس طائفية، وحتى أسس قومية، وعلى هذا الأساس، بدأوا بتخطيط سياساتهم حيال المنطقة، طبعاً المفكر عبد الله أوجلان انتبه لهذه النقطة".

سبب تأثير القائد أوجلان هو التحليل الموضوعي لمشكلة الشرق الأوسط من الناحية السيسيولوجية

وأضاف: "السبب الرئيسي لمشكلة الشرق الأوسط هي عدم تقبل الآخر والتفرقة على أساس ديني، والذي ادى الى التناحر والاقتتال، وحروب اهلية مستمرة منذ 200عام، و لم تهدئ حتى الان، وذلك على أساس مذهبي و قومي، حتى الدول العربية التي تدعي بأنها وطن واحد، ولهم تاريخ مشترك، وجغرافيا مشتركة، يتناحرون فيما بينهم على أساس الحدود، طبعا هذه الثقافات هي ثقافة غريبة عن مجتمع الشرق الأوسط غريبة تم إحياؤها أو زرعها في أذهان بعض الجماعات الشوفينية وتم إذكاء هذه الروح الطائفية أو القومية، و أصبحت مشكلة، ونحن حتى الآن نعاني من هذه المشكلة، إذاً المفكر عبد الله أوجلان انتبه لهذه الناحية وسبب تأثيره هو المعرفة الدقيقة والتحليل الموضوعي لمشكلة الشرق الأوسط من الناحية السيسيولوجية، ومن الناحية الإثنية، فقام بطرح نظريته القائمة على مبدأ التآخي بين الشعوب، تقبل الثقافات الأخرى والشعوب هي صاحبة الإرادة، هي التي تحدد مصيرها، ومصير الشعوب ليس بأيدي الطغمة الحاكمة والأنظمة التابعة للدول الغربية وأجنداتها".

الحداثة الرأسمالية لعبت على وتري التعصب القومي والديني

وأردف: "إذاً فلسفة القائد تتمحور حول إحياء إرادة الشعوب، وتحديد مصيرها بنفسها، وإدارة نفسها ذاتياً بدون تدخلات من سلطة الدولة وهذه الطغمة الحاكمة التي لا تهمها غير مصالحها، إذاً المفكر عبد الله أوجلان بنى نظريته على مناهضة ثلاثة أيديولوجيات، أو ثلاثة مشاكل، ثلاث أبعاد ، وهي أساس المشكلة أولاً، التعصب القومي، يجب مناهضة فكرة أو ذهنية التعصب القومي لأن سبب البلاء في المنطقة هو التعصب القومي والاقتتال على أساس قومي، ثانياً، التعصب الديني، طبعاً الحداثة الرأسمالية تلعب على هذا الوتر الحساس بكل خبرة وتجربة ومعرفة، فما تشهده المنطقة هي حروب على أساس التعصب الديني مثال الحروب بين السنة والشيعة، وما إلى ذلك من المذاهب، إذا الحداثة الرأسمالية لعبت على هذين الوترين، التعصب القومي والديني وإضافة إلى ذلك التعصب الجنسي، أي مناهضة المرأة في المجتمعات الشرق أوسطية وجعلها بلا تأثير، وهذا الامر بحد ذاته كان بحاجة إلى ثورة، ثورة المرأة وهي أحدى الأسباب التي هزت أركان الحداثة الرأسمالية في العالم.

اذاً فلسفة القائد تمحورت حول التخلص من هذه الذهنيات الثلاث بالإضافة إلى تعرية الحداثة الرأسمالية، مثلاً قلنا ماركس هو أول من شرح الرأسمالية، أما المفكر عبد الله أوجلان فهو أول من حلل الرأسمالية وقام بتعريتها وفضح سياساتها حيال شعوب المنطقة وهو أول من حلل الحداثة الرأسمالية وفضح سياستها، ومن أجل ذلك قامت امريكا والدول الغربية بتنفيذ مؤامرة دولية ضده ولايزال منذ ثلاث سنوات ضمن عزلة مشددة، ولم يقف القائد عند هذا الحد، وبجانب تحليله للرأسمالية، قام  بإيجاد الحلول المضادة لها، أو الترياق، حيث كما ذكرنا هو الوحيد الذي حلل الحداثة الرأسمالية وأبعادها وسماها فرسان المحشر الثلاثة، إيّ أن الحداثة الرأسمالية قائمة على فرسان المحشر الثلاثة التي هي الدولة، الدولة القومية تحديداً، ثانياً الصناعوية، ثالثا الرأسمالية، أما القائد فطرح المشروع المضاد لها وهي العصرانية الديمقراطية مقابل الدولة القومية، مشروع الأمة الديمقراطية ومقابل الصناعوية الصناعة الأيكولوجية ومقابل الرأسمالية طرح الاقتصاد الكومينالي، وهذه المضادات الثلاثة هي بالأساس من ضمن ثقافة مجتمع الشرق الأوسط والقائد المفكر عبد الله أوجلان قام بإحيائها من جديد، لذلك هذه النظريات حازت على القبول لدى معظم شعوب المنطقة العربية وكردستان وشعوب ميزوبوتاميا، ايضاً لأنه الوحيد الذي قام بملحمة الانبعاث، أولاً انبعاث ثقافة الشرق الأوسط ميزوبوتاميا المعمرة منذ آلاف السنين وعلى أساس هذه المجتمعات حافظت على ديمومتها واستمراريتها قبل أن تواجه بهجمات شرسة من قبل الحداثة الرأسمالية خلال آخر قرنين من القرنين الماضيين".

القائد أوجلان لم يناهض أي جزء من ثقافات المنطقة

وذكر لقمان جارو أن نظريات القائد أوجلان تجاوزت حدود الشرق الأوسط وأصبحت أممية وعالمية لأنها أولاً تنادي بإرادة المجتمعات التي يجب ان تدير أمورها بنفسها وهي التي تحدد مصيرها وهي القادرة على إدارة نفسها بنفسها، ولديها مقومات تعيش عليها، وقال: "أحيا القائد هذه المقومات بمعنى الثقافات المجتمعية، أو العدالة والتقاليد، إذا المفكر عبد الله أوجلان لم يناهض أي جزء من ثقافات المنطقة بل قام بإحيائها، وبإعادة تصحيحها، مثلاً من خلال كتيب المصطلحات، قام المفكر عبد الله أوجلان بإعادة النظر في المصطلحات المتدارجة التي عملت الحداثة الرأسمالية على تحريفها، مثلاً مصطلح الأخلاق قامت بتحريفها، مصطلح الاقتصاد، قامت بتحريفيها، بالإضافة لعدة مصطلحات مجتمعية مثلا قامت بتحريف الأخلاق، القانون، السياسة، الاقتصاد، الدفاع، إذا هناك عدة مصطلحات قام المفكر عبد الله أوجلان بإعادة صياغتها و إعادتها إلى أصلها والتي حاولت الحداثة الرأسمالية عبر الزمن بإخراجها من جوهرها، لهذا السبب، كانت افكاره موضع قبول من قبل معظم الشعوب التي تعيش في المنطقة، وثانياً والأهم من ذلك كونه قائد ثورة المرأة، هو وحده من انتبه إلى هذا الجزء، الجزء الحساس من المجتمع، وهو صوت المرأة التي قوبلت منذ 5000 سنة بعدة انكسارات وتهميش لها، بل وقامت الحداثة الرأسمالية بتجزئة وتقسيم المرأة وإبعادها عن جوهرها، وعن مهامها الأخلاقية، فعلى هذا الأساس، قام القائد عبد الله أوجلان، ليس فقط بإيجاد حلول سياسية للمنطقة للأزمات المعاشة فيها، ولم يقم فقط بإيجاد الحلول للأزمات السياسية التي تعاش في المنطقة، بل قام بإيجاد منظومة فكرية منظومة من الحلول حيال الطبيعة والأيكولوجيا حيال المرأة حيال الاقتصاد، حيال الدفاع الذاتي، حيال معظم المشاكل التي تعاني منها البشرية والمجتمعات حتى الان، بل قام بتحليل موضوعي للأزمات المعاشة والعمل على إظهار إرادة الشعوب وتنظيمها وجعلها تدير نفسها بنفسها، وفضح سياسات الإمبريالية والحداثة الرأسمالية تجاه المنطقة و سياسات الأنظمة التابعة لها، كل هذه الامور مجتمعة ساهمت في تقبل شعوب المنطقة لأفكاره ونظرياته ونظرية الكونفدرالية الديمقراطية والعصرانية الديمقراطية التي ينادي بها، إذا هناك عدة أمور إضافة إلى الكاريزما التي يتمتع بها، الصفات التي يتمتع بها أقواله التي اقترنت بالأفعال كفاحه على مدى 25 عاماً في السجون كل ذلك جعل منه الثائر الأوحد والأول في المنطقة والعالم ككل، وأصبح رمزاً لكل الشعوب التواقة إلى الحرية إلى الديمقراطية ومناهضة سياسات الحداثة الرأسمالية".

القائد أوجلان درس كل الفلسفات واطلع على كل الأديان والمذاهب والمعتقدات

وحول شخصية القائد أوجلان، أكد عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، لقمان جارو، في ختام حديثه أن شرح شخصية القائد وكاريزمته والخصائص التي يتمتع بها، بحاجة إلى موسوعة، وأضاف: "خلال حياته، مر المفكر عبد الله أوجلان بعدة مراحل أدت الى تكوين شخصيته، وإيجاد التركيبة المناسبة، مثلاً، في أحدى مرافعاته يقول إن الدولة المعمرة 5000 سنة لا يمكن التخلص منها بكل سهولة، فأوجد تركيبة جديدة، قال مثلاً في أحدى مرافعاته، ليس من المستحيل أن تعيش الدولة بجانب الديمقراطية وإذا حاولنا أن نوسع الديمقراطية، فإن الدولتية تضيق مساحتها، فبالتالي مع الزمن يمكن أن نتخلص منها، أما في الوقت الراهن العمل على إزالة الدولة نهائياً فهذا خطأ شائع، مثلاً معظم الانظمة الاشتراكية كان خطؤها الفاضح هو إزالة الرأسمالية من جذورها مروراً بالتحول إلى الدولة، فكان هو أحد أسباب انهيار النظام الاشتراكي.

إذاً القائد تقبل كل الثقافات، درس كل الفلسفات اطلع على كل الأديان والمذاهب والمعتقدات، وبالنهاية استخرج تركيبة من كل هذه الثقافات والفلسفات والأفكار تتماشى مع الوضع الراهن، تكون الحل الأنجع والحل الصائب في هذه المرحلة، هو براديغما هذه المرحلة، هذه البراديغما قابلة للتحول، قابلة للتطور، قابلة لأمور اخرى لكن بنظرنا وبنظر شعوب المنطقة، إن هذه البراديغما هي الحل الأمثل لمعظم المشاكل المعاشة في المنطقة، على الأقل خلال ال 100 السنة المقبلة وعلى جميع شعوب المنطقة أن تتكاتف حول هذه النظرية، هذا المشروع مشروع الإدارة الذاتية، الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، لأنها بالفعل منظومة من الحلول لمعظم القضايا المجتمعية المعاشة، إذا لم تطبق هذه النظريات فإن المنطقة ستذهب إلى آتون حروب لا نهاية لها، والمراقب للوضع السياسي والعسكري في المنطقة يتحسس خطورة المرحلة إذا لم تتكاتف الشعوب وتتوحد حول نظرية واحدة مشتركة، وهي إرادة شعوب المنطقة واتحاد الشعوب والمجتمعات في ما بينها، وهي جوهر نظرية القائد والمفكر عبد الله أوجلان".