يتعرض القائد عبد الله أوجلان للتعذيب الشديد والعزلة منذ 38 شهراً، لكن وزير الدولة التركي قال، لا يوجد عزلة هنا، كل شيء طبيعي، وهو يمارس حقه، ما سبب هذا التعذيب الشديد وهذه التصريحات وماذا يجب أن نفعل حيال ذلك؟
إن السياسة المتبعة ضد القائد آبو هي سياسة الإبادة، إنهم ينفذون سياسة الإبادة ضد الشعب الكردي في شخص القائد آبو، وكما هو معروف، ذهب القائد آبو إلى أوروبا لحل القضية الكردية بالطرق السياسية، حتى أنه حدد 8 نقاط لحل القضية في أوروبا، وكان رد أوروبا هو المؤامرة، وهذا النهج الأوروبي هو ضد المجتمع الكردي وحل القضية الكردية، فبهذه الطريقة أظهروا نهجهم تجاه الشعب الكردي في شخص القائد آبو، ولو كانت أوروبا تريد حل القضية الكردية عبر الوسائل السياسية، لما اتبعت مثل هذا النهج تجاه القائد آبو، إذا كان القائد آبو يتعرض اليوم لعزلة شديدة وتعذيب غير محدود، فليست الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحدهما المسؤولين عن ذلك، ولكن أيضاً حلف الناتو وأوروبا المتورطين في المؤامرة يتحملان المسؤولية، وتنفذ لجنة مناهضة التعذيب عملياً قراراتها بناء على القرارات التي اتخذها المجلس الأوروبي وحلف الناتو، كما أنها تقوم بذلك بالتعاون مع الدولة التركية.
تتحدث أوروبا كثيراً عن القانون والعدالة وحقوق الإنسان، لكنها أكاذيب، فقد كشفت السياسة التي تطورت تجاه القائد آبو عن حقيقة الدولة التركية وواقع أوروبا، والجميع يرى ذلك، حيث لا توجد عدالة ولا قانون ولا حقوق إنسان، لقد انتهكوا كل شيء، إنهم يعتمدون بالكامل على مصالحهم السياسية والاقتصادية، كما أنهم يضحون بالشعب الكردي من أجل ذلك، هذا واضح، لقد أفلس القانون والعدالة في أوروبا، فبدلاً من العدالة والقانون، يتبعون قوانين غلاديو، لكن لا عدالة في قوانين غلاديو، هناك تعسف وموت ومجازر، ولو تم تنفيذ هذه السياسة المنتهجة ضد القائد آبو ضد أي شخص آخر في العالم، لأشعلوا الدنيا بالخطابات والاحتجاجات، ولكننا اليوم نرى ذلك؛ أنهم صمٌ بكمٌ، وقال وزير العدل التركي إنه لا يوجد عزل، وكل شيء يسير على ما يرام، لقد ظهر على شاشة التلفزيون وأدلى بمثل هذه الأكاذيب الكبيرة، من أين له بهذه الشجاعة؟ إنه يحصل عليها من أوروبا، ومن حلف الناتو، ومن القوى التي طورت المؤامرة، ولو لم تمنحه هذه القوى الشجاعة، لما تمكن من إلقاء مثل هذا الخطاب، هذا واضح.
والآن أكمل ويسي أكتاش فترة حكمه البالغة 30 عاماً، لكنهم مددوها لمدة عام آخر حتى لا يطلقوا سراحه، أين القانون هنا، أين العدالة؟ إنه أمر تعسفي تماماً، وهو تطبيق لقوانين غلاديو، أنهم لا يطلقون سراح شخص أكمل فترة حكمه البالغة 30 عاماً، مما يعني أن هناك بعض الأشياء التي تحدث في تلك السجون والتي لا ينبغي أن تخرج ولا ينبغي لأحد أن يسمع عنها، ولهذا السبب قاموا بتمديدها لمدة عام آخر لمنع ويسي أكتاش من الخروج، وهذا يوضح كل شيء، في إمرالي، يتم تنفيذ النظام الذي طوره الناتو وأوروبا واللجنة الأوروبية لمنع التعذيب والكرد الخونة الذين خلقوا المؤامرة، لذلك يجب على شعبنا أن يصعد من نضاله ضد هذا الأمر، عليه أن يقرأ القائد آبو مراراً وتكراراً، وأن يفهم دفاعاته ويوسع نضاله وفقاً لذلك، لكن عندما يقوم شعبنا وأصدقاء شعبنا بتوسيع النضال والضغط عليها؛ تتخلى القوى المتآمرة عن هذه السياسة، إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف يستمرون في سياستهم بإصرار.
وهنا لدي دعوة للمحامين؛ عليهم تطوير النضال القانوني بشكل كبير، ولا ينبغي لهم أن يقولوا إننا نتخذ بعض الخطوات ولكننا لا نستطيع الحصول على نتائج، بل ينبغي عليهم تعزيز النضال في المجال القانوني، هناك أيضاً محامون على الساحة الدولية، ويمكننا تطوير هذا النضال معهم، هذا أيضاً نضال، ويجب أن يفهم بهذه الطريقة، إذا تم فهم الأمر بهذه الطريقة؛ عندما يتم تعزيز النضال في المجال القانوني، فإنهم سيمارسون ضغوطاً على كل من الناتو وتركيا والاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، فمع تزايد ردود الفعل ضد العزل، اضطروا للإدلاء ببيان، وفي خطابه، اعترف رئيس اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بكل شيء وأوضح نوع السياسة التي يتم اتباعها، هذا معلوم.
لقد مرت 8 أشهر على حملة "الحرية للقائد آبو، الحل السياسي للقضية الكردية" ودخلت مرحلتها الثانية، كيف تقيمون المرحلة الحالية من هذه الحملة وما الذي يجب فعله بعد ذلك؟
يناضل العديد من الأصدقاء والأشخاص المتحمسين والوطنيين من أجل هذه الحملة في سجون تركيا، إن هذا النضال نضال مشرف، وقال السجناء: بما أنكم تفرضون العزلة المطلقة على القائد آبو، فنحن نريد أن نعيش مثل ظروف القائد آبو، لا يمكنكم فصلنا عنه، لا نقبل أن تقطعوا كل الاتصالات معه وتعذبوه كل يوم وكل ساعة وتطبقوا علينا بعض القوانين، ولهذا السبب، إذا لم يتمكن القائد آبو من مقابلة محاميه وعائلته، فلن نلتقي بمحامينا وعائلاتنا، ولن نمتثل لمحاكمكم، إذا كنتم تتلاعبون بصحة القائد آبو وتشنون حرباً خاصة، فنحن لا نقبل ذلك" واتخذوا مثل هذه الفعالية، لقد اتخذوا القائد آبو وخطه ومقاومته كأساس.
ومرة أخرى، أرسل العديد من المثقفين والكتاب والأكاديميين والسياسيين والمحامين الدوليين رسالة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، لقد أرادوا من اللجنة الأوروبية أن تعلن تقريرها عن إمرالي وأن تذهب إلى إمرالي على الفور، إذن، نحن نشكك في وجود القائد آبو أم لا، ما هو وضعه، لماذا تمنعون اللقاءات؟ لقد أرسلوا مثل هذه الرسالة ويقومون بالإدلاء ببيان كل يوم، ومرة أخرى، شعبنا، وخاصة في روج آفا، يحتج كل يوم من أجل هذه الحملة، هناك فعاليات وبيانات وخطابات واحتجاجات أيضاً في أجزاء أخرى، وبهذه المناسبة أتقدم لهم جميعا بالتحية والاحترام، لقد طورنا الحملة، وتمت المرحلة الأولى من الحملة بنجاح رغم كل أوجه القصور، لقد خلقت أجندة، ومن ثم قمنا بتطوير المرحلة الثانية من هذه الحملة، ولا تزال هذه المرحلة مستمرة، وهناك بعض الفعاليات، لكنها قليلة، يجب تطوير هذه الفعاليات بقوة أكبر، إذا لم نقم بتطويرها بطرق عديدة، وإذا لم نخلق ضغوطاً كبيرة على دولة الاحتلال التركي، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، ومجلس أوروبا، فسوف يصرون على هذه السياسة، وهم يصرون على هذه السياسة لأن الفعاليات الجارية غير كاملة وغير كافية، ويجب على شعبنا معرفة ذلك.
لقد بدأت قراءة مرافعات القائد آبو من قبل شعبنا وعلى المستوى الدولي أيضاً، كان عملاً جيداً جداً، والآن علينا مواصلة ذلك، سنعزز ذلك أكثر ونخطو خطوة إلى الأمام، فلنقرأ المرافعات، ما الذي فهمناه من المرافعات، علينا أن نكتب ذلك ونناقشه مع الآخرين، وبهذه الطريقة، يمكننا إيصال المرافعات للجميع، ماذا قال القائد آبو؟ قال أنا موجود في كل مكان تصل إليه مرافعاتي، أيّ أننا كُلفنا بمهمة عظيمة، وهي أن نكون قادرين على إيصال فكر القائد آبو إلى كل مكان، وهذه هي مهمة كل رفيق، مهمة كل وطني ومهمة أصدقاء الشعب الكردي، وإذا أردنا تأدية هذه المهمة، فيجب على الجميع طرح برنامج المرافعات، القراءة والكتابة وعقد النقاشات، ويجب عقد العديد من الندوات وورش العمل، بعبارة أخرى، علينا أن نطور حركة اجتماعية قوية، سواء بين الكرد أو على الصعيد الدولي، فالفعاليات التي تُنظم لا تكمل بعضها البعض وتكون مجزئة، وينبغي تنظيم هذه الفعاليات في مركز ما، يجب لهذه الفعاليات أن تكمل بعضها البعض لكي تظهر قوتها، إذا لم يكن الأمر كذلك، ستُنظم العديد من الفعاليات دون أن يعلموا بعضهم، ولذلك فإن الفعالية لن تكون لها نتائج قوية، ولهذا يجب تشكيل لجنة قانونية من أجل القائد آبو، لتتبنى تلك اللجنة حقوق القائد آبو، وتناضل من أجلها، وتُحرك الجميع على هذا الأساس، وإذا تم العمل في هذا السياق فإن المرحلة الثانية ستصل إلى هدفها، ما هو هدف المرحلة الثانية؟ الحرية الجسدية للقائد آبو، إنهاء سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية على الكرد، تحقيق حرية الشعب الكردي، ولذلك فإن هذه المرحلة هي مرحلة استراتيجية، وعلى هذا الأساس ينبغي للجميع أن يعرفوا ويؤدوا واجباتهم في كل مكان، ومطلبي من الجميع هو على هذا الأساس.
إننا في أيام وشهر الشهداء، كيف تقيّمون أهمية شهداء أيار في نضالنا الحالي؟
لقد جعلنا شهر أيار شهر الشهداء، جعلنا الثامن عشر من أيار يوم الشهداء، وهذا يجب أن يُفهم جيداً، بالنسبة لنا، ليس فقط شهر أيار شهر الشهداء، 18 أيار يوم الشهداء، إننا حركة الشهداء، نحن نسير على نهج الشهداء، نسير نحو أهدافهم، إننا نقدم الشهداء في كافة الأيام والأشهر، هذه حقيقة، وبذلك نبني القيّم، نُكبر القيّم ونحميها، وهذا ما أحيا شعبنا وطوره وأوصله إلى المستوى الأممي، والآن لدى الإنسانية أمل كبير بالشعب الكردي، وكل هذا حدث بنضال الشهداء، الشهداء هم أساس هذه الحركة، نضال الشهداء هو الأساس، إن كل ما كسبناه وحققناه كان بفضل الشهداء ونحن مدينون لهم، إننا نريد أن نسدد ديننا، ونحن نناضل على هذا الأساس، الشهداء هم مصدر قوتنا، إننا نصنع ونطور أنفسنا بأحلامهم، بمشاعرهم، بنضالهم وبالقيم التي بنوها، وقوتنا موجودة هنا، ولهذا السبب أصبحت هذه الحركة حركة حرية، أملاً كبيراً للإنسانية، إذا اتخذنا من نهج الشهداء أساساً لنا، فذلك لأن القائد آبو جعلنا نفهم ذلك، لأن القائد آبو أراد بناء القيّم للشعب الكردي، لأن كل القيّم قد سُلبت من الشعب الكردي، ولذلك كانت على وشك الاندثار، وقد خاض القائد آبو نضالاً عظيماً بتضحيات الشهداء من أجل ذلك، ولهذا جعل من كل شهيدٍ حلقة لتعزيز النضال، خلق القيّم للشعب الكردي، وعندما بُنيت هذه القيم، أصبح الشعب الكردي حياً، تطور، وأصبح أملاً للإنسانية، وإذا لم يقم شعب ما ببناء قيّم لنفسه وتعزيز قيّم الحرية وتطويرها فلن يكون بمقدوره أن يعيش، وإذا كان شعبنا واقفاً اليوم، يسطر التاريخ، وأصبح أملاً كبيراً للإنسانية، فإن ذلك قد حدث على هذا الأساس، وإذا جعلنا 18 أيار يوم الشهداء، فالسبب في ذلك هو أن الرفيق حقي قرار قد استشهد في ذلك اليوم، الرفيق حقي قرار لم يكن كردياً، ولم يكن من أبناء شعب كردستان، لقد كان تركياً، وقد تبنى الرفيق حقي قرار الشعب الكردي في وقت لم يكن فيه الكرد يتبنون النضال، انتفض في وجه سياسة الإبادة الجماعية للدولة التركية، لأن الدولة التركية اتبعت دائماً استراتيجية ترك الكرد لوحدهم والقضاء عليهم، وقد انتفض الرفيق حقي قرار ضد ذلك وانضم إلى هذه الحركة، وقد جرى اغتياله لهذا السبب، في هذا الشهر لم نُقدم شهداء عظماء فحسب، بل قدم الشعب التركي شهداء عظماء، كما قدم الشعب العربي شهداء عظماء أيضاً، وتم خوض الكثير من النضال في الشرق الأوسط، وارتقى العديد من الشهداء في نضال الديمقراطية والحرية، في تركيا، ارتقى دنيز كزميش، حسين عنان، يوسف أصلان، سنان جمكيل، إبراهيم كايباك كايا، أولاش، ويمكننا أن نذكر آخرين أيضاً، العديد ارتقوا في المنجم في سوما، وفي شرق كردستان، تم إعدام 4 من الثوار الكرد، وتم اغتيال سليمان معيني، ليلى قاسم، وارتقى شهداء في قامشلو، أيّ أنه ارتقى العديد من الشهداء العظماء في كافة أجزاء كردستان وتركيا، وبالنسبة لحزب العمال الكردستاني، فقد ارتقى محمد كاراسونغور، الرفيقة مزكين، قاسم أنكين، ونستطيع أن نذكر العديد من الشهداء الآخرين، هناك شهداؤنا في هولير أيضاً، حيث ارتكب البرزانيون مجزرة كبيرة، وبهذه المناسبة أستذكر كافة هؤلاء الشهداء، وأعبر عن احترامي لهم، وأجدد عهدنا للشهداء، لقد طورنا هذا النضال بالشهداء، وسوف نطوره أكثر بالشهداء، ولن نتخلى أبداً عن نهج القائد آبو، الذي هو نهج الشهداء، ومثلما جعل القائد آبو نفسه متحدثاً باسم الشهداء، فإن مناضلي حركة حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية هم متحدثون باسم الشهداء أيضاً، ولهذا السبب يعيشون حياتهم كلها في خدمة هذا النهج ويضعون كل ما لديهم في خدمته، هناك نصر في هذا النهج، هناك إنجاز، وندائي هو أن يتخذ جميع أبناء شعبنا شهدائنا أساساً لهم، أن يدرسوا مسيرة حياتهم، أن يوحدوا حياتهم مع حياة الشهداء ليتمكنوا من جعل هؤلاء الشهداء يعيشون حياة عظيمة، من أجل أن يعيشوا هم حياة عظيمة، وهذا هي مهمتنا جميعاً، الدولة التركية هي عدوة الشعب الكردي، وهي تمارس هذا العداء في السجون وخارجها، وليس في شمال كردستان فقط، بل تمارس هذا العداء في كافة الأجزاء أيضاً، وشعبنا يدرك هذا الأمر، الجثامين تخرج من السجون بشكل يومي، ويسجنون النساء المسنات، اللاتي يبلغن الـ 70 والـ 80 عاماً، ينتقمون من الشعب الكردي، وبهذه الطريقة يريدون ترهيب الجميع، من أجل ألا ينضموا إلى النضال، من أجل أن يتخلوا عن النضال، وأن يتمكنوا هم أيضاً من تحقيق أهدافهم المتمثلة بالإبادة الجماعية، إنهم يمارسون هذه السياسة بأكملها من أجل هذا الأمر، إنها سياسة إبادة جماعية، وهم يمارسونها في السجون، خارج السجون، في جميع الأجزاء، وعلى شعبنا أن يُدرك ذلك جيداً، ويعيش بغضب وسخط شديدين ضد العدو، لأن العيش مع العدو غير ممكن، إن ما يفعله العدو في كردستان هو القضاء على الكرد بشكل تام، الوطنية لا يمكن أن تقبل هذا، ما الذي تطلبه الوطنية من الناس؟ اتخاذ موقفٍ من كافة النواحي ضد الإبادة الجماعية والاحتلال، وهذا من حق كل كُردي.