أسامة الهلالي قاتل مطلوب للعدالة يقاتل إلى جانب المجموعات المرتزقة

أسامة الهلالي قاتل مطلوب للعدالة يقاتل إلى جانب المجموعات المرتزقة

قامشلو- مضى أكثر من ثمانية أشهر ومازال يراودها خيال أبنها هوزان كل ليلة لتحرمها من النوم, تتذكر شخصيته وابتسامته البريئة, وتعامله وأخلاقه الجيدة معها كأم تعاني من مرض مزمن. تتوعد قاتل أبنها وتطالب بالقصاص والانتقام منه لذبحه ابنها الذي كان طالبا جامعيا في السنة الثالثة للغة العربية, عندما هرع لحماية شقيقه ريزان الذي هاجمه أسامة الهلالي وآخرين معه للاعتداء عليه, بحجة وجود خلاف بين ريزان وزوجته التي تكون ابنة أخت اسامة.

يذبح أسامة الهلالي الشاب هوزان أوسي بدم بارد, ويطلق الرصاص باتجاه شقيقه  ريزان ويصيبه في الكتف تلك الحادثة التي جرت في حي الكورنيش في الحادي عشر من شهر حزيران من السنة الماضية. يختفي أسامة عن الأنظار ليظهر في ما بعد مختبئا لدى شقيق مشعل التمو المدعو عبدالعزيز التمو في الدرباسية, ليتجه أسامة بعد فترة اختباء هناك مع هيثم عبدالعزيز التمو وشخص آخر من تيار المستقبل إلى شمال كردستان. يتعرض أسامة والشخصين الآخرين المرافقين له لانفجار قنبلة أرضية أثناء تجاوزهم الحدود إلى شمال كردستان, يعالج أسامة في أحد مشافي أورفا.

بعد شفائه يقوم مع أشخاص آخرين بعضهم من عائلة مشعل التمو وأحدهم شقيق مشعل عبدالعزيز التمو, على تشكيل لواء المشعل, ليستغلوا اسم القيادي الكردي البارز مشعل التمو والذي فقد حياته في عملية اغتيال منظمة من قبل النظام السوري, من أجل جر الشبان الكرد المتعاطفين مع شخصية مشعل التمو للالتحاق بهذه الكتيبة.

ظهر لواء المشعل كإحدى الكتائب الإرهابية التي هاجمت سري كانيه وقامت بالتعاون مع كتائب أخرى كـ غرباء الشام وأحرار الجزيرة أحرار غويران صواعق الرحمن أحفاد الرسول إلى تدمير المدينة وتهجير شعبها وسرقة منازل المواطنين وممتلكاتهم, بالإضافة في مشاركتهم في قتل أبناء سريه كانيه والهجوم على وحدات حماية الشعب YPG في سريه كانيه وتهديدهم لشعب غرب كردستان بمهاجمة مدنهم.

انشق الكثير من الشبان الكرد عن صفوف كتيبة المشعل عندما أدركوا حقيقة وغايات هذه الكتيبة وانضموا إلى صفوف المقاومين من أبناء سريه كانيه ضد المجموعات المسلحة.

يقول محمد أمين سليمان أحد أصدقاء عائلة عبد القادر أوسي أنه عاشر هذه العائلة عن قرب وهي عائلة متواضعة وبعيدة عن المشاكل وجميع أبناءها مثقفون وطلاب جامعة, وإن أسامة ارتكبت جريمة القتل بحق أبنهم البريء دون أن أي حق أو سبب.

وأشار محمد أمين إلى أن أسامة الهلالي ومن ساعده من عائلة مشعل التمو في تشكيل لواء المشعل استغلوا اسم القيادي الكردي مشعل التمو من أجل جذب الشباب الكرد إلى صفوفهم ودفعهم إلى الحرب في صفوف الجماعات المسلحة ضد أبناء سريه كانيه, مضيفا إن من أرتكب جريمة القتل, وهرب من العدالة لا يمكنه أن يخدم الجيش الحر ولا يمكنه أن يجلب الحرية لسوريا.

ريزان شقيق هوازن والذي عاشر أسامة خلال فترة التظاهرات في قامشلو بحكمه زوج ابنة أخت أسامة يقول: "أن ما يدفع أسامة الهلالي على هذه الأعمال الإجرامية والبعيدة عن أخلاق مجتمعنا هو رغبة أسامة في الظهور بين الناس, ومن جهة أخرى كان لديه غايات شخصية مع الحكومة لأنه أعتقل في وقت سابق, فكان يدفع الصبيان في التظاهرات باتجاه دوائر الدولة من أجل تخريبها, وباتجاه حواجز الدولة لكي يتصادموا مع قوات الأمن بينما يلوذ هو بالفرار".

اتهمت عائلة عبدالقادر أوسي بعض أفراد عائلة مشعل التمو وأشقائه بالخيانة مع عائلتهم عندما أخفوا قاتل ابنهم (أسامة الهلالي) في منزلهم بمدينة الدرباسية ومساعدته على الخروج إلى تركيا, حيث كانوا قد وعدوا عائلة عبدالقادر أوسي في وقت سابق بالوقوف إلى جانبهم في محنتهم هذه.

من جانبهما ناشد والد ووالدة الشاب هوزان الجيش الحر الذي يسعى فعلا إلى تحرير سوريا وشعبها إلى محاكمة شخصيات أمثال أسامة الهلالي الذي يدعي انه تابع للجيش الحر ويقود كتيبة مشعل التمو التي تدمر مدينة سريه كانيه, بينما هو مطلوب للعدالة وللحق في جريمة قتل عمد بحق ابنهم هوزان, مؤكدين بان المجرمين أمثال أسامة الهلالي لا يمكنهم خدمة الحرية في سوريا.

شقيقق أسامة (ياسر) وابن عمه (عمران) الهلالي أشاروا إلى أن أسامة كان إنسانا عاق ولم يكن يستمع إلى كلمات أيا من عائلته وكان يتصرف حسب مزاجيته, وإنهم أصدروا بيان التبرئة من أسامة الهلالي بعد قتل الشاب هوزان وألتحاقه  بالجماعات المسلحة التي دخلت سريه كانيه وقامت بالاعتداء والهجوم على أبناء المدينة هناك وسرقة ممتلكاتهم وتهجيرهم. ويضيف أبن عمه عمران إنهم حاولوا من خلال بعض الشخصيات الذين كانوا يعملون معه ضمن اتحاد القوى الديمقراطية, مثل المدعو عبدالعزيز معو "أبو أزاد" الذي رد عليهم بان أسامة أصبح ملكا لهم وعليهم عدم السؤال عنه مرة أخرى.

 وحول ما يجري في سريه كانيه من هجمات عدائية للواء المشعل وكتائب أخرى تابع له أضاف شقيق أسامة الهلالي قائلا: "إن ما أقدم عليه الجماعات المسلحة في سريه كانيه لا صلة لها لا بالدين ولا الأخلاق ولا الإنسانية".

تيار المستقبل الكردي في وعلى لسان مسؤولة لجنة العلاقات العامة فيه نارين متيني أعلن عن براءته من لواء المشعل, مشيرا إلى أن ما تسعى إليه هذه الكتيبة لا يمت بصلة إلى فكر مشعل التمو في الحرية.

من جهة أخرى رفعت عائلة الشاب هوزان دعوى قضائية ضد أسامة منصور الهلالي لدى المحكمة الشعبية في قامشلو. في الوقت نفسه أصدرت عائلة أسامة منصور الهلالي بيانا يحمل بصمات أشقائه وأبناء عمومته يتبرؤون فيها من ابنهم أسامة الذي رفض الانصياع لطلبات ومحاولات عائلته المتكررة من أجل تسليم نفسه للعدالة, لأنه وبحسب بيان العائلة ارتكب جريمة قتل بحق شاب بريء.

رئيس المحكمة إبراهيم عبد اللطيف سليمان أطلعنا على الدعوى التي رفعت ضد أسامة الهلالي من قبل عائلة الشاب هوزان, وأكد بأنهم يتابعون القضية وحيثياتها وبعد حصولهم على أدلة الشهود في هذه القضية وجميع المعلومات المتعلقة بها, وبعد تأكيد حكم القتل بحق أسامة سيصدرون مذكرة توقيف ويعمموها على جميع مناطق غرب كردستان والمعابر ونقاط التفتيش.