وقالت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الماوي في رسالة عيد نوروز: "مثل عملية كاوا الحداد، دعونا نرفع علم الانتفاضة ضد ضحاك اليوم ونوسع الحرب الثورية".
وجاء البيان الكتابي للجنة المركزية كما يلي:
"تشهد الجغرافيا في هذه الأيام، التي نستقبل فيها نوروز جديد، الذي يعد رمز الانتفاضة والمقاومة في تاريخ حقوق المظلومين والمستغلين، والشعلة التي أُوقدت من أجل الحرية، إحدى أكثر فترات النضال التاريخي دموية بين الطغاة والمضطهدين، وكل أرجاء عالمنا محاط بشكل متزايد بالحرب والاحتلال والمجازر والجوع والفقر الذي خلقه النظام الرأسمالي الإمبريالي، وبينما تُرتكب المجازر الجماعية في فلسطين-غزة، يستمر الاحتلال في أوكرانيا، وإن التناقضات العميقة بين الكتل الإمبريالية، وأزمة النظام التي وصلت إلى طريق مسدود، ونتيجة لهذه الصراعات الساخنة في عشرات الأماكن/المناطق، يمكن القول أنها تقريباً مثل الحرب العالمية الثالثة.
وعلى الرغم من القمع الشديد والحصار الخانق، فإن شعوب العالم المضطهدة لا تتورع عن خوض المقاومة والنضال والانتفاضة، وأصبحت النساء، اللواتي لم يكن لديهن سبيل آخر سوى خوض النضال ضد السلطة الذكورية والرأسمالية، مبشرات الربيع من خلال ملء الساحات في 8 آذار وانتفضنَّ في جميع مجالات الحياة، وسوف تؤجج دعوة النساء للانتفاضة شعلة انتفاضة نوروز، وستعزز النضال.
وقد كُتب شهر آذار، الذي يعد شهراً حافلاً بالمجازر والمقاومة والانتفاضات، بشكل لاإنساني في ذاكرة شعوب المنطقة والعالم، وخاصة في تركيا-شمال كردستان، نتيجة الأثمان القاسية، ومن أيام شهر آذار التي ترمز للمقاومة والانتفاضة هو يوم عيد نوروز، الذي يعد الإرث المشترك للذاكرة التاريخية للشعوب، وقد أصبح يوم 21 آذار، يوم انتصار النضال الذي بدأه كاوا الحداد منذ قرون ضد الطاغية ضحاك، الراية التي أشعلها منذ قرون في أيدي الذين يحاربون ضد الظالمين، وعمل أتباع مبتكر نوروز كاوا الحداد على توسيع نضال كاوا في ظل أصعب الظروف، من خلال تضحيات الدماء والأرواح، وواصلوا ذلك حتى يومنا هذا، ولقد جعل شعوب المنطقة، وخاصة الشعب الكردي، من نوروز تسارع النضال ورمز الانتفاضة ضد السلطات الحاكمة، وخلقت الأمة الكردية في شخص مظلوم دوغان كاوا عصرنا، وانتفضت الشعوب المضطهدة ضد الظالمين وتوجهوا نحو خوض النضال.
بالنسبة للأمة الكردية، التي تجاهلت الدول القومية المهيمنة في المنطقة حقها في تقرير المصير، وتعرضت للمجازر والنفي والتعذيب وهجمات الإبادة الجماعية في الأجزاء الأربعة، فإن نوروز هو عنوان الانتفاضة ضد القمع، وهذه الحقيقة مستمرة تاريخياً وفي الوقت الحالي، لأن الاضطهاد الممارس بحق الكرد في الأجزاء الأربعة مستمر اليوم بطريقة متعددة الأوجه ويتم تدمير أمة تحت قبضة المجازر والاحتلال والإبادة الجماعية، وتواجه الأمة الكردية، التي تتعرض للإبادة الجماعية علي يد الدولة التركية الفاشية، جميع أنواع القمع والاضطهاد في شمال كردستان، ويستمر العداء التاريخي من خلال السياسات الحالية، ويتم إسقاط أطنان من القنابل على روج آفا وجنوب كردستان كل يوم، ويجري استخدام جميع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية، بشكل متهور، والهدف هو إخلاء كردستان والمنطقة من شعوبها من خلال استهداف مساحات المعيشة المدنية والبنية التحتية، وأينما كان هناك إنجاز للكرد، تمتد إليه الأيدي الدموية للدولة التركية الفاشية والدول الإقليمية الرجعية، والآن تجري الدول الرجعية في المنطقة، وخاصة الدولة التركية الفاشية والقوى الإمبريالية، صفقات قذرة حول الأمة الكردية، وتعد خططاً دموية جديدة ضد الكرد من أجل مصالحها الرجعية الخاصة، وسيعمل مقاتلو كاوا اليوم على تأجيج الحرب ضد الضحاكين الطغاة وإحباط هجمات الاحتلال.
يجب على الطبقة العاملة والكادحين في تركيا-شمال كردستان تنظيم أنفسهم في كل مكان، لوقف هذه الممارسات القذرة والهجمات الدموية وخطط الاحتلال المخططة حديثاً، ويجب عليهم تنمية وتوسيع فعالياتهم التضامنية مع الشعب الكردي، ويجب أن يكون معلوماً أنه من خلال الوحدة والنضال المنظم للشعوب يمكن إيقاف وكبح خطط الهجوم للدولة التركية الفاشية والدول الرجعية الإقليمية، وسد الطريق أمام الاحتلال وإحباط كافة الهجمات.
الانتفاضة هي العمل المشروع للشعوب المضطهدة
تشن السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حرباً شاملة ضد شعوب تركيا-شمال كردستان للحفاظ على وجودها وحماية مصالح الطبقة الرأسمالية التي تمثلها، ويزداد الاستعمار والفقر وارتكاب المجازر والقمع والتعذيب سوءاً يوماً بعد يوم، وبينما يتزايد نضال الطبقة العاملة والكادحين على حافة الجوع، يتم اغتصاب الحقوق المكتسبة للطبقة العاملة الواحدة تلو الأخرى؛ ويواجه العمال الذين يناضلون من أجل تحسين حقوقهم النقابية وظروف عملهم، اضطهاد الدولة، وتُقتل النساء، ويصبح عفن الرجل والدولة أمراً طبيعياً، ويُحكم على المرأة بالرجال من خلال انتهاج سياسات الأسرة، ويسعون إلى تعميق العبودية المنزلية للمرأة من خلال القوانين الحقوقية، ويصبح الشباب، والأمم المضطهدة، والأقليات والمعتقدات، والسجناء السياسيون، أولئك الذين يدافعون عن جوهرهم، باختصار، المجتمع كله في مرمى هدف الحصار الفاشي، ويهدف إلى القضاء على كل الديناميكيات التي تقاوم وتناضل وتقف في وجه هذا الحصار الفاشي، وتحشد القوة الفاشية كل إمكانياتها وتصعد الحرب ضد مراكز المقاومة الاجتماعية.
لكن الدولة الفاشية تحاول استخدام جميع أنواع الأدوات بالعنف والإكراه، وتعمل على نشر العزلة تدريجياً على المجتمع بأكمله، خاصة من خلال كل تقنياتها "الوطنية والمحلية"، باستخدام طائرات الاستطلاع، وتجربة المواد الكيماوية على قوات كريلا والثوار، وبات كل شارع محاط بكاميرات المراقبة، وكل شارع أصبح مطوقاً بحواجز الشرطة، وتستمر في الحصار الفاشي بأبعاد متعددة، ولن تتمكن من تحقيق الدمار المطلوب أو الهروب من مصيرها التاريخي، فكل هذا الحصار والهجمات ليست سوى مؤشرات على مدى خوفها من القوة المنظمة للشعب وحركته الثورية، ولكن عبثاً! ستواجه الانتفاضة بغضب الطبقة العاملة والعمال والشعوب المضطهدة، وسيتم إرسال السلطة الفاشية إلى مزبلة التاريخ، وسوف تواجه نفس مصير ضحاك.
وإننا بدورنا، سنعمل على إعلاء راية الانتفاضة ونوسع رقعة النضال الثوري ضد ضحاكي اليوم، تماماً كما حدث في عملية كاوا الحداد، وعلينا أن نؤجج شعلة انتفاضة نوروز في كل المجالات ضد الاحتلال والاستغلال والفقر والقمع والعزلة، وأن نوسع النضال الثوري الموحد ضد الفاشية والإمبريالية والرأسمالية.
ويكمن خلاصنا في الانتفاضة والنضال الموحد والحرب الثورية، ولا يوجد أي سبيل آخر للمضطهدين والكادحين في العالم، وإننا ندعو الطبقة العاملة وشعبنا الكادح والمضطهد للانضمام إلى نضال الشعب الاشتراكي من أجل تحريره وتوسيع رقعة النضال المنظم داخل صفوف حزبنا.
عيد نوروز مبارك على شعبنا، وبالأخص على شعوب تركيا-شمال كردستان، ونستذكر بكل احترام جميع شهداء الثورة والاشتراكية والشيوعية، في شخص هؤلاء الشهداء الذين أوقدوا شعلة مقاومة نوروز بأجسادهم، ونجدد وعدنا بأننا سنواصل نضالهم حتى تحقيق النصر".