ندوة حوارية حول الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا

نظم مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية NRLS منتدى بعنوان "الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا: الأسباب، التداعيات، المقترحات والإجراءات".

عقد صباح اليوم مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية منتدى حول أسباب وتداعيات الهجرة والتهجير والمقترحات والإجراءات، وذلك في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو.

وشارك في المنتدى الأحزاب السياسية، اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة، المجتمع المدني، المؤسسات المدنية، مجلس عوائل الشهداء، مؤتمر الإسلام الديمقراطي والإدارة الذاتية.

بعد الوقوف دقيقة صمت، رحب كرديار دريعي باسم الجهة المنظمة للمنتدى الحواري بالمشاركين. وأشار إلى أن "استمرار الأزمة السورية وعدم إيجاد حل لإنهاء الصراع الذي ترك وراءه 12 عاماً قد أثقل كاهل المواطنين الذين يعانون نتيجة الحرب، وازدادت ظاهرة النزوح والهجرة في السنوات الأخيرة في شمال وشرق سوريا وفي سوريا عامة".

وميّز دريعي بين الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا وخاصة، ظهر "التهجير" تحت مسمى "الهجرة"، فالهجرة تتم بقرار شخصي والنية والرغبة، ولكن التهجير يتم بالقوة والإكراه والتخطيط، لهذا السبب وجدنا ضرورة بالتوقف على هذه الظاهرة من أجل تحليلها وتشخيصها وإيجاد الحلول لها".

بدورها، أشادت الإدارية في مجلس عوائل الشهداء في إقليم شمال وشرق سوريا، جواهر عثمان، بتضحيات الشهداء للحفاظ على مكتسبات ثورة الشعب في شمال وشرق سوريا.

ونوهت إلى سياسات الدول المهيمنة وقالت "يشجعون على الهجرة بهدف تسهيل تطبيق مشاريعهم الاستعمارية والاحتلالية لمناطقنا"، وشددت على ضرورة مواجهتها والتصدي لها.

وتلاها عرض سنفزيون عن الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا، وبعد ذلك عرض سبوت بعنوان "لا للهجرة".

وتابع المنتدى بالجلسة المجتمعية التي أدارت من قبل عضو الهيئة التنفيذية للمؤتمر الكردستاني، أكرم حسو، وشارك فيها: من المكون السرياني صباح شابو، والمجتمع الإسلامي الشيخ محمد القادري، ومن المجتمع الإيزيدي فاروق توزو، إلى جانب المهجّر الذي تعرض لهجوم كيماوي من قبل جيش الاحتلال التركي في سري كانيه محمد حميد، وجريحة الحرب فريدة عمر، ووالدة الشهيدة هفرين خلف سعاد مصطفى، والمهجّرة من مدينة عفرين المحتلة فكرت مصطفى.

أكرم حسو سلّط خلال الجلسة، على أهمية عقد المنتدى في ظل استمرار هجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وسياسات الحرب الخاصة التي تنتهج ضد شعبه، والتي تهدف إلى ترهيب الأهالي وتهجيرهم، ودعا لوقف التهجير القسري الذي تمارسه الأنظمة المعادية لشمال وشرق سوريا.

ولفتت المهجّرة من مدينة عفرين المحتلة من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته فكرت مصطفى، التي تقطن حالياً في الشهباء، إلى سياسات وجرائم الاحتلال ضد مدينة عفرين وشعبها، وأكدت: "سنبقى صامدين في وجه جميع هذه السياسات حتى تحرير عفرين والعودة إليها".

بدورها، دعت جريحة الحرب فريدة عمر، شعب إقليم شمال وشرق سوريا للتيقظ لسياسات الحرب الخاصة التي تنتهج ضدهم والتمسك بنهج المقاومة والالتفاف حول قيم الشهداء.

والدة الشهيدة هفرين خلف، سعاد مصطفى بيّنت من جهتها، أن: "الهجمات المستمرة على مناطقنا هدفها إبادتنا وكسر إرادتنا ودعت للتحلي بروح الوطنية وعدم التخلي عن الوطن"، وقالت: "لن تنجح سياساتهم ما دمنا متكاتفين".

سياسية الإبادة العثمانية مستمرة

اما صباح شابو، فنوّهت إلى أن السياسات التي تستهدفهم كمكون سرياني أو أشوري أو كلداني، لا تختلف عن المكونات الأخرى، وأوضحت: "سياسات الإبادة العثمانية تستمر علينا كمكونات، بهدف إفشال مشروع التعايش المشترك والأمة الديمقراطية".

ولفت فاروق طوزو من المجتمع الإيزيدي، للإبادات التي تعرضوا لها على مدار سنوات وعدها "تطهيراً عرقياً"، وبيّن أن الإيزيديين تعرضوا للإبادات في سري كانيه وعفرين وشنكال وهُجّروا من أرضهم، وهذا يشكّل خطر على وجودهم وهويتهم، ودعا جميع المهجّرين للعودة والمشاركة في بناء مشروع الأمة الديمقراطية.

الطفل حميد محمد، تحدث بدوره عن رحلة التهجير التي تعرض لها في سن مبكرة، بدأ من كوباني إلى عفرين ثم إلى سري كانيه التي تعرض فيها جسده للحرق بسبب السلاح الكيماوي الذي استخدمه الجيش التركي.

من جهته، قال الشيخ محمد القادري: "يتعرض المهاجر للصهر الثقافي والابتعاد عن ثقافته". ودعا علماء الدين للقيام بواجباتهم بدعوة المجتمع للتمسك بأرضهم.

وانتهت الجلسة بنقاش المشاركين لاستطلاع الرأي الذي أعده مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية خلال عام 2016.

لتبدأ بعدها الجلسة الأولى للمنتدى" الهجرة والتهجير، أسبابها وآثارها على شمال وشرق سوريا"، وأدارتها الحقوقية والناشطة السياسية عبير حصاف، وشارك فيها كل من (عضوة منسقية مؤتمر ستار شيراز حمو، والرئيس المشتركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مقاطعة الرقة جهاد حسن، وعضو المجلس العام لحزب سوريا المستقبل الدكتور صالح الالزوبع).

تطرقت شيراز حمو خلال المحور الأول من الجلسة لموضوع الاغتراب الاجتماعي والنفسي وضعف الانتماء كمحفّز على الهجرة ودور الهجرة والتغيير الديمغرافي في عمليات الصهر الثقافي.

وبيّنت شيراز حمو: "النظام المعادي يحاول بشتى الطرق إبعاد الإنسان عن حقيقته وهويته وثقافته عن طريق إدخال العامل الاقتصادي وغيره لدفعه لترك وطنه والابتعاد عن مجتمعه وقيمه".

بدوره، سلّط جهاد حسن في المحور الثاني الضوء على سياسة التهجير التي تمارسها الأنظمة المعادية للإدارة الذاتية من خلال الاعتداءات العسكرية والحرب الخاصة والحصار كعامل محرض للهجرة، إلى جانب الآثار السلبية للهجرة على المسائل السياسية والعسكرية والتغيير الديمغرافي.

وأوضح حسن: "منذ 2010 مورست بحق شعب المنطقة سياسات قذرة لدفعه للهجرة عبر بناء المخيمات، لعبت خلالها الدولة التركية المحتلة الدور الأساسي لسحب الشباب كما عمل الإعلام المعادي على إفراغ المنطقة عبر ضخ كمية من المعلومات الخاطئة لترهيب الأهالي لتسهيل السيطرة على بعض المناطق، وبالتالي استهداف المشروع الديمقراطي في المنطقة الذي تمخض عن الإدارة الذاتية".

وفي المحور الثالث للجلسة، لفت صالح الزوبع، للأزمة الاقتصادية ودورها في ظاهرة الهجرة وتداعيات كل من الهجرة أي هجرة العقول (الكفاءات) على الأمن الاقتصادي لإقليم شمال وشرق سوريا.

وأشار الزوبع إلى أن: "القطاع الاقتصادي في سوريا تعرض الى سياسات ممنهجة منها سرقة وتدمير المصانع الإنتاجية، إلى جانب الحصار الاقتصادي، والتي تؤثر على حياة المواطنين ويبني بيئة محفزة للهجرة".

وأضاف الزوبع: "تعاني مناطقنا من غياب الخطط الاستراتيجية واستنزاف الموارد الاقتصادية، إلى جانب تلاعب التجار وتنامي الاحتكار، والاعتماد على الاستيراد، كما لقانون قيصر آثار على مناطقنا أيضاً وجميع هذه المسببات تؤدي للهجرة".

وتم إغناء المحور عبر مداخلات وآراء تمحورت جميعها حول أسباب وعوامل الهجرة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إقليم شمال وشرق سوريا في ظل استمرار الأزمة السورية.

وستبدأ بعد قليل الجلسة الثانية التي تحمل عنوان "الحلول والمقترحات والإجراءات الكفيلة لتخفيف الهجرة والمساهمة في الهجرة المعاكسة"، والتي يديرها عضو مكتب الدراسات السريانية مالك أسمر.