نوروز العام 2024 أوصل حملة الحرية العالمية إلى أعلى المستويات - تم التحديث

امتلأت ساحات وميادين نوروز بالمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، وقبل 50 عاماً، خطى القائد آبو الخطوة الأولى مع خمسة من الشبيبة لبدء مسيرة نوروز، والآن هناك عشرات الملايين يتبنون حقيقة القائد آبو على هذا المستوى.

نحن في نوروز 2024، وحسب التواريخ هو نوروز 2636، ونحن في الحركة أعلنا أن هذا الـ نوروز هو نوروز الحرية، ونستقبله من خلال الحملة العالمية التي انطلقت من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، وهو من أكبر وأعظم أعياد الـ نوروز على الإطلاق في كافة المستويات والحملات، كما إن الشعب الكردي، النساء، الشبيبة، الأصدقاء، جميع الشعوب المضطهدة والقوى الديمقراطية الثورية في أجزاء كردستان الأربعة وجميع أنحاء العالم ينضمون إلى الحملة ويصرخون بالحرية الجسدية للقائد آبو في ساحات نوروز، وبناء على ذلك، فإننا نبارك نوروز على جميع رفاقنا، وعلى القائد آبو بشكل خاص، وشعبنا، وجميع الأصدقاء والشعوب المضطهدة، وعلى وجه الخصوص نبارك نوروز على مقاتلي حرية كردستان، الذين جعلوا من نوروز هذا العام طوفاناً وحماسة هائلة لجميع المناضلين من أجل الحرية، ونتمنى النجاح والنصر لنضالهم من أجل الحرية.

نستذكر بكل احترام ومحبة وامتنان شهداء نوروز، وخاصة الرفيق مظلوم دوغان، زكية، رهشان، بيريفان، روناهي، وجميع شهدائنا الذين استشهدوا في نضال الكريلا منذ عقود.

مما لا شك فيه أن عيد نوروز هو أحد أكثر الأساطير حيوية في تاريخ البشرية، لكن التاريخ يشهد أيضاً على حقيقة أنه مع تطور نضال الشعب الكردي من أجل الحرية ضد "الضحاك" الجدد في الشرق الأوسط ، فإن أسطورة نوروز تُعاش في هذا الواقع كواقع حي، هذه العملية، التي بدأت مع قيام القائد آبو بوضع الأسس التنظيمية لحزب العمال الكردستاني في عيد نوروز عام 1973، أصبحت الحقيقة الأكثر وضوحاً للإنسانية الحرة اليوم، الجميع يرى هذا الآن، نيران نوروز تشتعل في كل أنحاء العالم، والإنسانية تعترف بنوروز، إن نار نوروز وشغف الحرية والنصر يحيط بكل المظلومين نساءً وشبيبة والإنسانية جمعاء، وهي من أقوى وأسرع عوامل الحرية والوعي والإرادة والحماس انتشاراً، بل يمكن أن نسميها العامل الحاسم في يومنا هذا، إن مسيرة الحرية هذه، التي دخلت عامها الثاني والخمسين والتي بدأها القائد آبو، هي أسطورة من أساطير نضال الحرية تسيرعلى الخط البطولي؛ لقد حول القائد نوروز إلى شكله الحقيقي، لقد أصبح نوروز بصورته الحقيقية إرادة حية للحرية والوعي والعمل والنصر، إن واقع نوروز يعيش ويتحقق في هذا النضال، إذا أردنا أن نفهم ما هو نوروز، فيكفي أن ننظر إلى مسيرة الحرية العظيمة هذه التي تجاوزت الخمسين عاماً والنضال الذي دار في كل لحظة وفي كل خطوة منها، مما لا شك فيه، لم يحدث شيء من تلقاء نفسه، ولم يتطور بسهولة، كل لحظة وكل ثانية من مسيرة الحرية العظيمة هذه التي دامت أكثر من خمسين عاماً من النضال قد تم تحقيقها والانتصار بها بنضال "لاهث" على حد تعبير القائد آبو، هناك بطولات عظيمة في كل لحظة، هذه العملية التي بدأت بوعي تاريخي عميق، وفهم صحيح لعلم التاريخ، والتوجه لتعلم دروس التاريخ الكردي والتاريخ الإنساني بشكل صحيح على هذا الأساس، والخطوات الأولى التي اتخذها القائد آبو على هذا الأساس، تحولت اليوم إلى نار وبحث ونضال من أجل الحرية يحيط بالعالم، ولا شك أن هناك وعياً تاريخياً عميقاً، وفهماً صحيحاً للتاريخ، وتوجهاً صحيحاً لعلم التاريخ في هذا التطور، كما أن لديه الوعي والشغف لفهم علم التاريخ الذي يعرف بأنه أم العلوم كلها، ولولا ذلك لما أمكن أن يحدث مثل هذا التطور، وأن تظهر هذه الممارسة، وأن يصبح أحد أكبر الأعياد التي يشهدها العالم اليوم، مرة أخرى، وراء هذا التطور، هناك بلا شك حياة وممارسة تتماشى مع جوهر هذا الوعي، وهناك نهج وموقف لا يخرج عن جوهره ويعتمد عليه، ويمثل نوروز، باعتباره أسطورة، الوحدة والحرية والنضال والنصر والإرادة الحرة للشعب والإنسانية، ويتم تعريفه هكذا، وعلى هذا الأساس فهو يمثل نضالاً كبيراً من أجل الحرية وانتصارها، والذي تم تطويره بقيادة الشعب الكردي في كردستان، ضد نظام السلطة والدولة، وهو أكبر انتفاضة في تاريخ البشرية، إن السبب الذي يجعل المجتمع الكردي يعيش عيد نوروز بشغف شديد الآن، وكونه قوة تنتشر تدريجياً إلى الشعوب المجاورة والشرق الأوسط بأكمله وحتى العالم، يعود إلى أنه يتم تجربته بما يتوافق مع مضمونه وجوهره. 

بل يُعرف بأنه قدوم الربيع وبقاء الربيع وتطور الحياة في ولادة جديدة من الشتاء إلى الربيع، ويعبر عن الولادة الجديدة والحياة الحرة والارتباط بالحرية وروح النصر، وهذا أحد مقاربات نوروز وتعريفه، لكن في جوهر الأسطورة هناك مقاومة وانتصار ضد كل أنواع الضغط والاحتلال والسيطرة والهجوم على وعي الحرية، وليست هناك مقاومة ونضال فحسب، بل هناك انتصار أيضاً.

نوروز هو إحدى الخطوات البطولية في تاريخ الكرد

إن السبب وراء أن هذه المسيرة التحررية التي دامت أكثر من خمسين عاماً، والتي بدأت مع القائد آبو، قد أحدثت التاريخ، وأحيته، وأوصلته إلى يومنا هذا، يرجع إلى هذين الأمرين؛ أولاً، أنه يأتي من تطوير وامتلاك وعي تاريخي عميق، والثاني أنه ينبع من العمل بجدية كبيرة على تطوير الحياة العملية التي تتماشى مع هذا الوعي وتمثل جوهره بدقة وكفاءة، لقد خلق القائد آبو هذا الوعي وكشف عن هذه الحياة، إن مسيرة الحرية الجديدة هذه، التي بدأها في عيد نوروز عام 1973، تتعزز وتتطور مع كل نوروز، لقد جعلها قوية ومتطورة بوعي وعمليات جديدة، عرف كيف يجعل من كل نوروز بداية جديدة، وولادة جديدة، وحركة جديدة، وفي كل نوروز خلال الخمسين سنة الماضية، تطور الوعي والعاطفة والنضال من أجل الحرية بشكل أكبر، وأدى إلى مزيد من الوعي والتنظيم والنضال، كان كل نوروز أكثر تنظيماً من ذي قبل، مع الحرية والوعي والتنظيم، ولا شك أن هذا يشمل الوعي الحقيقي، والحياة المتوافقة مع جوهر الوعي، والشجاعة والتضحية التي تتطلبها هذه الحياة، والبطولة التي تمثلها، ولذلك فإن نوروز حدث بطولي من حيث المقاومة والانتصار، وهو إحدى الخطوات البطولية في التاريخ الكردي، إنه يمثل الموقف البطولي والإرادة والعمل والنصر.

وبناء على هذه الحقيقة، فإن مسيرة الحرية التي بدأها القائد آبو اكتسبت طابع المسيرة البطولية، وهذا هو أحد أبعادها، وبالطبع فإن الشجاعة والفدائية هي التي أوصلته إلى مستوى البطولة، وهذا ما يمثله أيضاً شهداء النضال، إن روح الحرية والوعي والإرادة والشجاعة والتضحية من أجل النضال، التي تتجدد وتنمو وتتطور أكثر مع كل نوروز، تؤدي إلى عمليات عظيمة جديدة، وتلك العمليات لها أثمان بالتأكيد، وتطويرها وتحقيقها في كل الظروف يتطلب السير على مستوى الشهادة والمشاركة البطولية، لقد قام القائد آبو تدريجياً بتطوير واحتضان مثل هذا الخط البطولي منذ الخطوات الأولى لمسيرة الحرية وأدمجها في شخصيته، وأكبر تمثيل لذلك هو بلا شك واقع مقاومة السجون الكبرى التي انتصرت عام 1982 ضد الظلم الذي أطلقه الانقلاب العسكري الفاشي في 12 أيلول وضد الهجمات التي تهدف إلى قتل وتدمير الإنسانية خارج السجن وفي داخله، والبادئ بها هو الرفيق مظلوم دوغان، وما يعطي القوة لبدء مثل هذه المقاومة هو حقيقة نوروز باعتباره المصدر الذي يعطي القوة لبدء وعي وإرادة ومسيرة حرية جديدة في نوروز عام 1973، إنها حقيقة الوعي والروح والإرادة والشجاعة والفدائية التي احتواها نوروز تاريخياً، الحقيقة الوحيدة التي تدفع النضال إلى خط التضحية وتجعل الحركة حركة فدائية هي هذا الوعي التاريخي، إن إحيائها وعودتها من جديد مع مقاومة الرفيق مظلوم دوغان في نوروز 1982 ثم 12 أيلول، واحدة تلو الأخرى، كشفت عن مقاومة السجون التي حققت النصر الأيديولوجي الكبير على النظام العسكري الفاشي، ونحن نعلم أن تلك المقاومة هي الواقع الذي أعطى الروح لمقاومة الشعب، وخاصة الفدائية، والعمل النسائي والشبابي على مدى 42 عاماً، وأعطت الوعي وقوة الإرادة، واليوم، في الذكرى الثانية والأربعين لتأسيسها، لم تفقد شيئاً من حيويتها، وهيمنتها، وسحرها، وباختصار فعاليتها، علاوة على ذلك، فقد زادت هذه العملية من مستواه وعمقه أكثر، قبل 42 عاماً، لم تقم بإنارة السجن فحسب، بل أشعلت أيضاً شرارة ضد النظام العسكري الفاشي في 12 أيلول الذي بنى سجن آمد، وأصبحت اليوم، في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لها، حقيقة تنير ليس فقط كردستان بأكملها، وليس فقط الشرق الأوسط، بل أيضاً العالم أجمع، إن الجميع يقيم مقاومة في السجون ويحاول فهمها، والجميع يتحدث عن حقيقة مظلوم دوغان، قال القائد آبو عنه: "كاوا المعاصر"، وعبر عنه بتحديثه وإحضاره إلى يومنا هذا وتعريفه على هذا النحو، وعلى هذا الأساس، ذكر أن مقاومة مظلوم بدأت كمقاومة نوروز وما زالت موجودة، وتبعه مئات وآلاف الشبيبة والنساء والرجال وانضموا بشجاعة إلى النضال، وظهر نضال متعدد الأوجه في الحرب التحررية، من حرق النفس إلى التفجير وسط العدو ومحاربة العدو بكل أنواع وأساليب القتال، لقد كان هناك شهداء أبطال عظماء في كل خطوة من هذه الحرب، وكان كل نوروز يحمل بطولة جديدة، وعمليات عظيمة جديدة، وشهداء جدد، ولا شك أن مثل هذا النضال هو الذي صنع الشرارة التي أشعلت في سجن آمد قبل 42 عاماً، وطوّرها وعززها وحملها إلى يومنا هذا، وتسبب في اختبار حيويتها وفعاليتها بقوة، لقد برزت جهود القائد الذي ظل يغذي هذا النضال بالفكر والروح والإرادة، والشهداء الأبطال الذين قدموا دماءهم وأرواحهم في هذا النضال وأصبحوا حقيقة.

الوعي والإرادة للنضال هما أكبر مصدر للحماس

أصبحت الأسطورة الحقيقة الأساسية التي نختبرها اليوم، إذا أردنا أن نحتفل بعيد نوروز، وإذا أردنا أن نفهمه بشكل صحيح ونطور احتفالاً صحيحاً، فمن الضروري أولاً أن نفهم بشكل صحيح مسيرة الحرية العظيمة هذه التي يبلغ عمرها خمسين عاماً، والتي هي نقل الوعي التاريخي العميق إلى يومنا هذا، بأي روح ووعي وإرادة وبطولة تطور هذا النضال في كل خطوة، وبأي تكلفة وصلت إلى يومنا هذا، ومن الضروري أن ننظر نحو ذلك، مما لا شك فيه أن الحماس يجب أن يكون عالياً، ويجب أن يتطور الحماس، فالنضال هو مصدر الفرح، إن الوصول إلى الوعي والإرادة في النضال هو أعظم مصدر للفرح والحماس والإثارة، وإذا كان هناك مثل هذا النضال، فبالطبع لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر إثارة من ذلك، خاصة إذا حقق هذا النضال انتصارات، وإذا وجه ضربة تلو الأخرى ضد الرجعية بجميع أنواعها، والحكومة ونظام الدولة، والعقلية الذكورية والسياسة التي تدركه، ويخرج تطورات وإنجازات جديدة، ويتقدم بالحياة الحرة خطوة بخطوة على أساس حرية المرأة، فلا يوجد أفضل من ذلك لمنح الأشخاص الأمل والحماس، وهذا الواقع موجود في هذا النضال المستمر منذ خمسين عاماً، وهذا الحماس والإثارة والوعي ينبع بالتأكيد من هذا، وهذا وضع مفهوم، ويتطلب الفهم الصحيح والكافي، لكن في الوقت نفسه، من الضروري أن نعرف جيداً حقيقة النضال، وكيف يتم، وكيف يدفع من يقوده الثمن ويتقدم ويحقق النصر، من الضروري أن نفهم هذا الخط من النضال بشكل صحيح، فلا يكفي مجرد النظر إلى نتائجه، ورؤية إنجازاته، والشعور بالحماس والإثارة منه، والرغبة في تجربته، من الجيد والضروري أن يكون الأمر كذلك، لكن مثل هذا الوضع سيكون صحيحاً وذو معنى إذا عُرف كيف ظهرت وخلقت كل هذه الأشياء، وإذا تم الالتزام بهذه الحقيقة، وإذا زادت المشاركة والمساهمة في مثل هذا النضال، فإن الشعور بالحماس تجاه النتائج والرغبة في تجربتها أمر يستحق، وإلا فلن يكون من الصواب بالتأكيد النظر إلى النتائج من جانب واحد، ورؤية الإنجازات، وإحياء ذكرى نوروز معها، والرغبة في العيش على هذا الأساس، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وضع يستولى فيه على ما تم تحقيقه واكتسابه دون جهد أو نضال، يمكن أن يعني أخذ أجزاء منه وتحويله إلى الحياة الخاصة، بالطبع، هذا ليس صحيحاً، إنه ينطوي على سرقة واستغلال والاستيلاء على القيمة التي خلقها الآخرون، وهذا النهج والموقف في حد ذاته مخالف لواقع نوروز، إنه ضد الوعي والإرادة والنضال والشجاعة والفدائية التي تصنع نوروز، ومن يفعل ذلك فإنه يفرغ جوهر نوروز، إن الاقتراب من نوروز على هذا الأساس يهدم واقع نوروز ويجرده من جوهره، إنه يحولها إلى أداة استغلال، وأداة ربح، وأداة للبقاء، لكن نوروز ليس حاضراً في وعيه وروحه وواقعه وأسطورته، ولا وجود له في واقعه المعاش، ومن المعروف جيداً كيف تطور هذا النضال الذي دام أكثر من خمسين عاماً، وكيف عاش كل نوروز، وبأي روح وإرادة ونضال وفدائية ودم وعرق وعمل، وهي لا تزال في حالة من الواقع المعيشي، هذا الوعي لم يضِع، ولم يصبح هذا التاريخ مخفياً، هناك من أحياه، هناك من ناضل، ومن تبناه، هناك حقيقة أن القائد الذي بدأ هذا النضال يواصل نضاله، وآلاف الشهداء الأبطال يشهدون هذا النضال وانتصاره، ولا يُسمح لأحد بتشويهه، أو فهمه على طريقته، أو تخصيصه لمصلحته الخاصة، فهو يمثل جوهر نوروز، ويأمر الجميع بفهم نوروز بشكل صحيح وعيشه بشكل صحيح، نحن بحاجة لتقييم نوروز بهذه الطريقة.

حزب العمال الكردستاني هو حزب نوروز

عقد حزب العمال الكردستاني اجتماعه الأول في يوم نوروز، وتم وضع أسسه التنظيمية في يوم نوروز، وعلى الرغم من أن تأسيسه الرسمي تم في سنوات لاحقة، إلا أنه ظهر كحزب وحركة نوروز، وأول قرار كبير تم اتخاذه تم مع واقع نوروز، وصرح القائد آبو أن نوروز وواقع حزب العمال الكردستاني متشابكان جداً، هكذا تشكلت روح ووعي الحرية ككل، وهكذا تطورت الكريلاتية لتصبح القوة الرائدة في النضال، وهكذا ظهرت هذه البطولة العظيمة، وعلى هذا الأساس تطورت ثورة وعي حرية المرأة وأصبحت رائدة كل الثورات، وبهذا الوعي، أصبح الشبيبة الكرد شباباً آبوجيين أظهروا الكثير من الشجاعة وفدائية كبيرة، وهذه حقائق ملموسة.

ولا بد لنا من أن نرى بشكل صحيح التطورات والوعي التاريخي الذي يظهر حقيقة نوروز، وأن نقيم تلك التطورات و أن نكتسب هذا الوعي بشكل صحيح، يجب أن نعيش كل نوروز بحسب معناه، ولهذا يجب أن نفهم نوروز فهماً صحيحاً، وواقع القادة والشهداء الذين صنعوا نوروز، لذلك علينا أن ننتقد نوروز ونطوّره على أساس الفهم الصحيح للقادة والشهداء، وهذا هو التوجه الصحيح تجاه نوروز، إن الوعي التاريخي يتطلب فهمه وعيشه بشكل صحيح، ولهذا لا بد من أن يحرر المرء نفسه من الأخطاء وينتقد نفسه ويطور نفسه، وبهذا يتم التحول والثورة في الشخصية، هكذا ينكشف تعريف نوروز للحرية والولادة وحقيقة الخلق وحقيقة الانبعاث، نحن بحاجة للتعبير عن ذلك بمناسبة نوروز 2024، ولأن الحماس قوي ومنتشر للغاية، فإن العظمة تكون في أعلى مستوياتها، ويكون المظهر قوياً ورائعاً، يمكن القول حقاً أن أكبر نوروز على الإطلاق يحدث الآن، احتفالات عيد النوروز، وما يعبر عنها من حماسة، بدأت قبل أسابيع وأيام، وبلغت ذروتها في 21 آذار، ملايين الأشخاص يملؤون ساحات نوروز، وحدث مثل هذا الوضع في مدينة آمد، وفي كل مناطق روج آفا، وفي الشرق، وهذا له تأثير مجزأ في الجنوب وفي جميع أنحاء العالم، و نفس الشيء في أوروبا، لقد ملؤوا الساحات حتى الآن، وقد تجاوز عدد من يعيشون الحماس في نوروز الملايين، وسيصل تدريجياً إلى عشرات الملايين، فقط روج آفا والشرق تمثلان مستوى يتجاوز الملايين لوحدهما، ويقترب من العشرة ملايين تقريباً، عندما يتحد شمال البلاد وخارجها ويكون للشعب الكردي وعيه وروحه ونضاله الوطني الذي ينتشر في تركيا على أساس حرب خاصة، والحقيقة عندما يتحد هؤلاء يصل عددهم إلى عشرات الملايين، وهذا ليس موقفاً يمكن التعامل معه ببساطة أو تقييمه أو التعامل معه بطريقة محدودة، في عالم اليوم، طورت الهيمنة الرأسمالية العالمية الهجوم الليبرالي في كل جانب، هجمات حربية خاصة في كل مجال، هناك حرب نفسية، قصفت روح وعقل الإنسانية بأيدي وسائل الإعلام والتكنولوجيا والفن وما شابه المنتشرة على نطاق واسع، دمار اجتماعي ثقيل للغاية ولم يترك للناس شيئاً سوى الحياة المادية البسيطة، وفي بيئة لا يستطيع الناس رؤية ما وراءها، أظهر عشرات الملايين من الناس في أجزاء كردستان الأربعة وحول العالم مثل هذا الوعي والروحانية ونزلوا إلى الشوارع، إن نوروز، بروحه ووعيه، ليس حدثاً يجب الاستهانة به، ومن المؤكد أنه ليس وضعاً يجب التعامل معه باستخفاف أو تقييمه بطريقة محدودة، ومن الضروري أن نفهم هذا بشكل صحيح.

وهناك حاجة لأن نفهم ذلك، فاليوم، يطالب عشرات الملايين من الناس بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، كما أنه لا ينبغي تقييم ذلك إلا في سياق هذه الحقيقة وهذا الحماس، كما أن هؤلاء الملايين الذين يتوافدون إلى الساحات ويقيمون الفعاليات ويخرجون إلى الشوارع لديهم وعي وإرادة كبيرة، وإلا فإنه لا يوجد شيء يحدث من تلقاء نفسه بلا سبب، لأنه على الرغم من هذه الضغوط والهجمات، فإنه لولا الوعي والإرادة والشجاعة والتضحية العظيمة، لم تكن هذه الأشياء لتحدث، فالضغوط والاعتداءات هي نفسية وإيديولوجية، وتظهر الضغوط والاعتداءات التي تمارسها الشرطة ضد المشاركين في عيد نوروز نفسها في كل مكان، ويتجلى ذلك في الدول التي تعلن أنها ديمقراطية انطلاقاً من الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وكل المكونات السياسية هكذا، وإذا تمعنا بشكل جيد، فإن نوروز يعني النضال ضد هذ الاعتداء النفسي والمعنوي والإيديولوجي أيضاً، وهذا الأمر يتطلب وعياً، ويتطلب التنظيم، وأساس هذا الأمر يقوم على الشجاعة والتضحية، وهذا هو الحال بدون شك، وعلاوة على ذلك، هناك نضال عظيم يتم خوضه في العديد من الأماكن في مواجهة الضغط الموسمي والطبيعي، وعلى الرغم من تساقط الثلوج والبرد القارس، يتوافد كبار السن والأطفال والمرضى إلى ساحات نوروز بهذه الروح وبهذا الوعي. 

ومن الضروري تقييم وتفسير هذا التعبير الملموس في سياق المطالب الواضحة، وفي الوقت نفسه يفضي هذا الحماس والإثارة والوعي والشجاعة الكبيرة إلى بلوغ نتيجة، وعلى الرغم من كل أنواع الضغوط، فإن عشرات الملايين من الأشخاص يرفعون أصواتهم في الساحات من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولا يستمع المشاركون في عيد نوروز لهذه الضغوطات ولا يرون أي عوائق أمامهم، ويعبرون عن مطلب لهم، ويتحد صوت عشرات الملايين من الناس في سياق نفس المطلب، وهكذا يكون مستوى الوعي والتنظيم والنضال، هذا هو مطلب الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وهذا الأمر واضح للغاية، وتُعرف حقيقة القائد أوجلان جيداً، وهذا الأمر يفسح الطريق أمام هذا القدر الكبير من الأحرار لتبني الحرية الجسدية للقائد أوجلان، فالجميع يرون حريتهم في الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ويرى الجميع أن حريتهم مرتبطة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، حيث أن الحرية الجسدية للقائد أوجلان تمثل حرية وتحرر جميع المضطهدين والشبيبة والعمال والكادحين والنساء، ويرى الجميع حريتهم ووجودهم والحياة الديمقراطية في الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وهذا يعبر ويبرز عن وحدة كهذه، وتتعزز هذه الحملة وتظهر نفسها في جميع أنحاء العالم، وكل هذه الأمور مهمة للغاية لفهم احتفالات عيد نوروز اليوم، وتتطلب تقييمات أفضل، وإن عظمة نوروز و بهجة وحقيقة عيد نوروز 2024 بين كل أعياد نوروز مرتبطة بهذه الأسس.     

وقد استقبلنا، حركة وشعب، نوروز عام 2024 في سياق الحملة العالمية للحرية، التي تتخذ من الحرية الجسدية للقائد أوجلان وحل القضية الكردية أساساً لها، وهناك حملة "الحرية لعبدالله أوجلان، الحل للقضية الكردية" التي انطلقت في 10 تشرين الأول 2023، في 74 مركزاً حول العالم، وقد بدأت هذه الحملة في مختلف مناطق ومراكز العالم بشكل مكثف من قِبل المثقفين والفنانين والعمال والكادحين وأعضاء النقابات والنساء والشبيبة والأكاديميين والأفراد والمنظمات التي تبني المجتمع، وقادة هذه الحملة هم من الأكاديميين والنقابات العمالية وجمعيات الفنانين والمنظمات النسائية والشبابية، ولأول مرة، برزت هذه الفعالية بهذا القدر الواسع في جميع أنحاء العالم باسم النضال التحرري للكرد، ونُفذت من قِبل المجتمعات التحررية والثورية والاشتراكية والديمقراطية الواعية.

وهذا الأمر أيضاً مهم، فإن يعكس انتشار وقوة وتأثير نموذج الحداثة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان، كما رأينا بوضوح مدى الانتشار المتزايد للحركة التحررية الآبوجية في جميع أرجاء العالم، وهذه الأمور في غاية الأهمية وذو معنى، وبدون شك هناك نضال عظيم منذ 50 عاماً، وقد أظهر هذا النضال العظيم نفسه انطلاقاً من معركة الكريلا وصولاً إلى جميع جوانب المجتمع، ووصل به الأمر إلى المستوى العالمي، وهذا الأمر في غاية الأهمية، وقد شكل هذا الأمر أثراً كبيراً على المجتمع الكردي، كما شكل أثراً عظيماً على الإنسانية أيضاً وعلى الأصدقاء والأعداء، أي شكّل أثره على الجميع، واكتسب أصدقاء الشعب الكردي إرادة أقوى، ووصلوا بالفعل إلى ذلك الحد والإيمان بأن النضال التحرري للكرد سينتشر في جميع أنحاء العالم ويحقق النجاح كثورة عالمية، وبناءً على ذلك الأمر، تزايد التأييد للنضال ووُطدت وأُقيمت العلاقات وتشكلت التحالفات والمشاركات، وبرزت كحركة ديمقراطية وتحررية عالمية بخطواتها المهمة وبالقرارات والتطورات الجديدة، ويبرز هذا الأمر نفسه من الآن.

ولا يشكل هذا الوضع التأثير بشكل إيجابي على جميع المضطهدين فحسب، بل يخيف في الوقت نفسه جميع المهيمنين، وتخيف الذهنية والسياسة القائمة على الهيمنة الذكورية وكل قوى الدولة الحاكمة وكل من هو المهيمن في نظام الحداثة الرأسمالية اليوم، وجعلهم في وضع حساس، ودفعهم إلى تشكيل تحالفات، ومناقشة آثار النضال التحرري الذي يتطور في كردستان على المستوى العالمي، ومدى الضرر الذي سيلحقه بمصالحهم الخاصة، وكيف ينبغي عليهم إظهار موقف مشترك ضد هذا النضال، ومما لا شك فيه، أن هذه هي الأجندة الرئيسية للنظام المهيمن والسلطة ودبلوماسية الدولة في كل المجالات، ولا تنفذ الإدارة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ذلك فحسب، ولا تنفذ دبلوماسية وسياسة القوى المهيمنة في كردستان فحسب، بل إن هذا النضال هو نضال ترك بصماته على سياسة ودبلوماسية جميع القوى المهيمنة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، وأصبح الأجندة الرئيسية المهمة جداً، ولقد أوصلتنا الحملة العالمية للحرية إلى مستوى من هذا القبيل، وقد تحولت حركة تحررية عالمية إلى حركة ديمقراطية، وفي الواقع، في البداية، كان ضد الهيمنة الرأسمالية العالمية.

كشفت مقاومة إمرالي حقيقة نظام الحداثة الرأسمالية

لقد وصلت بالفعل إلى مستوى الذروة في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للنضال ضد مؤامرة 15 شباط، وأعلن القائمون على خوض النضال أن المرحلة الأولى قد انتهت وأن المرحلة الثانية من الحملة قد بدأت، وأن هذه المرحلة ستكون من خلال الفعاليات الجماهيرية الحاشدة، وقد تطور النضال ضد المؤامرة على مستوى من هذا القبيل، وتم التعبير عن استياء جماهيري حاشد ضد المؤامرة، وإظهار موقف ضد نظام التعذيب والعزلة والإبادة الجماعية، وتحول ذلك طوال شهر آذار إلى نضال كبير من خلال التطورات الجديدة المستمرة، وأصبحت فعاليات يوم الثامن من 8 آذار والاحتفال باليوم العالمي للمرأة الكادحة نضالاً جماهيرياً حاشداً تجمع في طياتها حرية المرأة مع الحرية الجسدية للقائد أوجلان والنضال من أجل حل القضية الكردية، فمن ناحية، قامت بتنمية الوعي وفعالية حرية المرأة، ومن ناحية أخرى أيضاً، عززت ووسعت الحملة العالمية للحرية التي تهدف إلى تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ويجعل نوروز هذا الأمر أكثر تعزيزاً وقوة، ويمنح ذلك المستوى الحياة لحملة توسيع الحرية الحقيقية، وهذا يتحقق في جميع أنحاء كردستان والعالم بأسره، وعندما يتحد هدف عيد نوروز مع هدف الحملة العالمية للحرية، فإن ذلك يجعل نوروز أكثر حيوية وحماساً وتحرراً وتعزيراً ويمضي قدماً، ويجعل حملتنا العالمية للحرية تصل إلى ذروتها.

ولم تتعزز هذه التطورات فقط مع الفعاليات الحالية، ولكن أيضاً بالمقاومات التي تتولى قيادتها وإرشادها، وتأتي في بدايتها موقف إمرالي وموقف القائد أوجلان، حيث أكمل نظام إمرالي للتعذيب والعزلة والإبادة الجماعية عامه الخامس والعشرين ودخل عامه السادس والعشرين في خضم مرحلة نضالية كهذه، وأكملت مقاومة القائد أوجلان ضد نظام إمرالي للتعذيب والعزلة والإبادة الجماعية، الذي يُنفذ كنظام إداري للإبادة الجماعية بحق الكرد على المستوى العالمي، 25 عاماً ودخلت عامها السادس والعشرين، فالذكرى السنوية الخامسة والعشرون مهمة، إنها ربع قرن من الزمان، حيث أنها جزء مهم من حياة الإنسان والحياة الاجتماعية، وإنها مرحلة تعبر عن الكفاءة لتعريف وفهم الكثير من الأمور، كما أنها مرحلة كافية لفهم حياة إنسان، ولوصف مقاومته، أو وصف حياة المجتمع، ولقد اكتسب نظام إمرالي للتعذيب والعزلة والإبادة الجماعية والنضال ضده في السنوات الخمس والعشرين الأولى من عمره محتوى من هذا النوع وتم تقييمه على هذا الأساس، ولقد بُذلت جهود حثيثة لفهم نظام إمرالي، والذهنية والسياسة التي خلقته، وأهدافه بطريقة حقيقية وعميقة، ومقاومة إمرالي للقائد أوجلان، الذي أظهر موقفاً خارقاً في الحقيقة في مواجهته على مدى 25 عاماً، وقد حاولنا في الذكرى الخامسة والعشرين أن نفهم المؤامرة والنضال ضد المؤامرة بهذه الطريقة، وفي ذلك الوقت، حاولنا إجراء تقييمات شاملة، وقد رأينا التقدم والنجاحات في هذا الاتجاه لفهم كل خطوة بشكل أكثر دقة وعمقاً على أساس التحليل، فضلاً عن الكشف والتعرف على الأخطاء وأوجه القصور التي شهدنها، واستخلاص المعرفة وأسبابها، وبذل الجهود للتغلب عليها معاً، وإذا كان يجري الاحتفال بعيد نوروز اليوم على هذا المستوى الرائع، واتحد 10 ملايين أشخاص بقوة على أساس هدف الحرية الجسدية للقائد أوجلان، فإنه لا شك فيه، أن مقاومة إمرالي الممتدة على مدى 25 عاماً هي العامل الحاسم في ذلك، وهذه هي نتائج هذه المقاومة والمكاسب التي حققتها، ولقد كشفت هذه المقاومة مرة أخرى عن حقيقة نظام الحداثة الرأسمالية العالمية، وبددت التزييف والأقنعة المتنوعة، وسلطت الضوء وكشفت عن نظام كيف يقوم بارتكاب الإبادة الجماعية، وأي نوع من الذهنية والسياسة التي تتخذ من الإبادة الجماعية كأساس، وأي نوع من الهجوم الاستغلالي الذي يستهدف تدمير الطبيعة والمجتمع، وكشفت التعريف المزيف للحرية والديمقراطية، وكشفت حقيقة نظام الحداثة الرأسمالية من خلال مقاومة إمرالي. 

الوعي بتاريخ نوروز، المقاومة الكبرى في سجن آمد عام 1982، ومسيرة الحرية التي بدأها القائد آبو في نوروز عام 1973، نفذها الكريلا في الأعوام 82 و80 و90، لقد نفذ مقاتلو الكريلا العمليات، وكان التمثيل الصحيح لهذا النضال هو الكريلاتية، لقد كان المقاتلون هم من كسروا الهجمات الهادفة إلى منع كل أنواع الوعي والعمل في المجتمع، وبما أن الكريلا كسرت هذه العقبة في الثمانينات، فمنذ بداية التسعينات، برزت الانتفاضات الشعبية في الشمال تحت تأثير نضال الكريلا على أساس تبني شهدائهم، كما ظهرت الانتفاضات بناءً على احتفالات عيد نوروز، وهذان الواقعان هما ما جسدا الخط القيادي الذي نهض بالمجتمع بالمشاركة والعمليات، وهذا يعني أن نوروز وحقيقة الشهداء مترابطان ارتباطاً وثيقاً.

لقد قيمنا مقاومة إمرالي التاريخية كعامل مهم جداً أوصل نوروز إلى هذا المستوى، وينبغي النظر إلى مقاومة الكريلا على أنها العامل الثاني، وأصبحوا القوة الرئيسية التي شُكلت ورائدة حملة 10 تشرين الأول للحرية العالمية، واستمرت الحملة في النمو ووصلت إلى ذروتها في عيد نوروز، ومن الضروري أن نرى تأثير عمليات الكريلا، إن العملية التي بدأت مع عملية أنقرة في 1 تشرين الأول 2023 لها أهمية خاصة، لقد كانت الفدائية التي قام بها الرفيقان أردال وروجهات بمثابة نقطة تحول حقيقية، فقد صدمت الجميع وأجبرت الجميع، الأصدقاء والأعداء، على إعادة التقييم، لقد هزت في المقام الأول الثوار والحزب والقوى الثورية والمناضلة والمجتمع والشبيبة والنساء والأعداء، وباختصار الجميع، وعليهم أن يعطوا الإجابات الصحيحة على هذه الأسئلة؛ كيف يجب أن يظهر الموقف الصحيح وكيف يجب أن يكون وطنيو وثوار العصر؟ كم عدد الإمكانيات والفرص المتاحة لتنفيذ العمليات والنضال؟ مثلما تم التغلب على نقاط ضعف الكريلا، فقد هُدمت الكثير من الأفكار الكاذبة وما يسمى بالنظريات حول الكريلا، تماماً مثل مقاومة السجون الكبرى ومقاومة إمرالي، لقد كشفت أنه يمكن خوض النضال في كل مكان، وفي جميع الظروف، لقد أظهرت مرة أخرى أن قوة الحرب الخاصة للحكومة الحالية ونظام الدولة ليست هي المهيمنة، فهي تحتوي على نقاط ضعف كبيرة، وعلى أساس النتائج والتقييمات التي توصلوا إليها، فقد تبين أنه في جميع الظروف، يمكن تطوير العمليات الثورية التي توجه ضربات قاتلة بنجاح، بعيداً عن أفكار مثل "لقد انتهى زمن الكريلا"، "لا يوجد احتمال، لا توجد فرصة، العدو قوي، هناك عقبات"، التي تخدع نفسها وتحجم قوة الكريلا، وكان تأثيرها الفعلي هكذا، دفعت الجميع إلى التساؤل وتصحيح أنفسهم من خلال التخلص من أخطائهم، وأجبرتهم على انتقاد أنفسهم، وبذلك أصبحت قوة نقد كبيرة، أولئك الذين ليس لديهم عقل أو عاطفة قد لا يتأثرون بهذا ببساطة، أولئك الذين لم يفعلوا ذلك تأثروا بشكل إيجابي في الواقع.

وقد أدت نتائج ذلك، بالإضافة إلى الجهود التي أعربنا عنها، إلى وضع عملي تمكنا فيه في مناطق الدفاع المشروع من القيام بما لم نتمكن من القيام به في السنوات السابقة، وتمثل العمليات الثورية التي قامت بها قوات الكريلا، والتي تطورت في منطقة زاب في نهاية تشرين الثاني وكانون الأول، وفي منتصف كانون الثاني وشباط، الخط الذي طرحته عملية أنقرة الفدائية في 1 تشرين الأول، خط مقاومة إمرالي، مما يدل على أن هذا يمكن أن يستمر في ساحات الحرب للكريلا، ووجدت هذه العملية طريقها وظهر تأثير العملية السياسية والعسكرية.

نعم الحرب مستمرة ولها نتائج عسكرية تؤثر أيضاً؛ كان هناك دائماً هذا الجانب من الحرب، لكن في يومنا هذا الجانب الأكبر بكثير هو الدعاية للحرب، إن حقيقة إمكانية تحول هذا الوضع جزئياً إلى دعاية للحرب وعرض حقائق زاب لكردستان وتركيا والرأي العام العالمي على مستوى معين، غيرت الوضع السياسي العسكري، وهزت جبهة العدو، ودفعتهم إلى موقف عظيم، وأعرب عن هزيمة فادحة لهم.

لقد كان مصدراً كبيراً للروح المعنوية والحماس للرأي العام والنساء والشبيبة والإنسانية ورفاقنا، وبالفعل، قامت الكريلا بالقيادة العملية لحملة 10 تشرين الأول العالمية للحرية، واستعادة هذا الموقف والمبادرة، وقد تكون هذه العمليات قليلة ومحدودة، لكن مستوى تأثيرها كان ضمن هذا الإطار، لذا، فإن المشكلة لا تكمن في القيام بالكثير من العمليات أو إراقة الكثير من الدماء، بل في القيام بالشيء الصحيح على الفور، فإذا تم تنفيذها بشكل صحيح، أياً كان مستوى حدوثها، فسيكون لها تأثير يؤدي إلى نتائج عظيمة، وقد رأينا هذه الحقيقة أيضاً في هذه العمليات.

الآن، وكأخبار جيدة لعيد نوروز، نقل المقاتلون أيضاً نتائج حرب العام الماضي ضد الطائرات المسيرة، كان العدو يحاول إخفاء هذا الوضع، وكانوا يحاولون أيضاً تفهمه، إدارتنا أيضاً عرفت ذلك، لكن المجموعات المنخرطة في هذا النضال لم تعرفه، والكوادر والمحاربون الذين خاضوا النضال لم يعرفوه بما فيه الكفاية، لقد كانوا يعرفون جزئياً، ولم يعرف الشعب، ولم يكن جيش العدو يعرف ذلك أيضاً، بل كان قادتهم يعرفون ذلك، وجاء هذا الإعلان على خلفية الإقبال القوي الذي حظي به عيد نوروز، لقد تسبب التعبير عن وجود مثل هذا المستوى في توقعات وحماس كبير في المجتمع، كما أنها خلقت بحثاً وخوفاً لدى العدو، والحقيقة أن الطائرات المسيرة التي اعتمد عليها العدو أكثر من غيرها، قد تم ضربها بهذه الطريقة، مما شكل ضربة قاتلة لجبهة العدو، لأن العدو علق كل آماله هناك، لقد كان مصدر حماسة ومعنويات وفرح وشجاعة وفدائية كبيرة للمجتمع ولكل من ناضل من أجل الحرية، وسيكون لذلك أثر كبير على النضال الذي يجري في عام نوروز الجديد.

وكما أن نوروز يصل بالحركة إلى ذروتها، فإن هذا الوضع سيزيد أيضاً من المشاركة في النضال والإرادة والرغبة والحماس للنضال، وستتطور انتفاضة اجتماعية ونضال أكبر بكثير في هذا الشأن في أجزاء كردستان الأربع، سوف يشارك المجتمع في المزيد من النضالات حيثما كان، وسيكون هناك دفاع عن النفس، وسيكون قادراً على تنفيذ حملتنا العالمية من أجل الحرية بفعالية في كل مجال، باختصار، في حين أنه سيكون له تأثير سلبي على جبهة العدو، فإنه سيكون له أيضا تأثير إيجابي على القوات المناضلة.

ومن الضروري استخلاص الدروس التاريخية وتفسير التاريخ باستمرار، ومرة أخرى، من المهم مناقشة ومحاولة فهم الوضع السياسي العسكري الحالي، والتوجهات السياسية العسكرية والقرارات والإمكانيات والفرص، وبالتالي خطط وممارسات القوى المختلفة، من المهم بشكل خاص محاولة تقييم جبهة العدو على هذا الأساس.

لا يوجد جيش مثل الجيش التركي، إنه يضم مرتزقة داعش وحزب الحركة القومية

إن حزب العدالة والتنمية لم يخرج عبثاً، فالقوى التي تنفذ هجمات إبادة ضد الشعب الكردي ليست مجرد جيش عادي، جيش نظامي، ولم يعد هناك جيش تركي باعتباره ثاني أكبر جيش في الناتو، نحن نعلم جيداً بالفعل ما حدث للجيش فيما يسمى بمحاولة الانقلاب في 15 تموز 2016، واتهموا إيلكر باشبوغ، الذي سبق أن قاد هذا الجيش لسنوات، بـ "إنشاء منظمة إرهابية" وأودعوه السجن لمدة عامين، لم يعد هناك مثل هذا الجيش، ومع هزيمته في الحرب في كردستان وتدمير نفوذه في المجتمع والدولة التركية، اختفى وجوده أيضاً، ولم يعد هذا الجيش حاضراً في الحرب في كردستان، هناك عصابات فاشية مثل داعش، والقوة التي تقاتل حالياً ضد الكريلا في كردستان لا تختلف عن داعش، وهي متشابكة بالفعل مع داعش، ومن بينهم العديد من أعضاء داعش، وجميعهم فاشيون من حزب الحركة القومية، أعداء الكرد والحرية معروفون، إنهم جماعات عنصرية وشوفينية وقومية وطورانية، يقولون بالفعل "سوف نوحد جميع الأتراك، يجب أن يكون الجميع أتراكاً"، وهذا هو نهجهم الأيديولوجي، لكن بمثل هذا الغسيل الأيديولوجي للدماغ، فإنهم يوجهون الناس إلى الإبادة في كردستان ويجعلونهم ينفذون هجمات ومجازر إبادة، وهكذا يهاجمون الشعب الكردي ونسائه وشبابه ومقاتليه والقائد، من المستحيل أن يرى المرء ذلك كأمر طبيعي، لأن هذه الهجمات ليست هجمات عادية، وهذه أمور لا يمكن للموقف الإنساني أن يقبلها، الآن، سيؤدي إسقاط الطائرات المسيرة إلى خلق وضع جديد، لن يكون كما كان بعد الآن، هناك مستوى معنوي يخلقه هذا في الحركات الثورية وقواتنا ومجموعات الكريلا والمجتمع.

الحرب العالمية الأولى لا تزال مستمرة

بدأت الحرب العالمية الأولى لتنظيم طريق الطاقة والتجارة بين أوروبا وآسيا، لقد بدأت النزعة العسكرية الأولى والصراع بخطة إنشاء خط السكة الحديد بين برلين وبغداد وطريق تجاري من الهند إلى أوروبا عبر الإمبراطورية العثمانية، وكانت هذه أيضاً خطة بريطانية، وأراد العثمانيون أن ينفذوا ذلك مع الألمان، فأعلنت إنجلترا الحرب، وغزت مصر والسعودية والعراق وقطعت هذا الطريق، ولم يُسمح لرأس المال الألماني بتمهيد الطريق الذي أراد إقامته على أساس التحالف الألماني العثماني، كانت الهند في يديها، وكانت مستعمرة لإنجلترا، كانت الإمبراطورية البريطانية تنتمي بشكل رئيسي إلى الهند وأستراليا وغيرها، كانت مبنية على الأماكن وكانت تسمى "الإمبراطورية التي لا تغرب فيها الشمس أبداً"، ثم جمعت رأس المال الألماني نفسه مع فاشية هتلر وأراد تطوير الطريق الهندي الذي لم يفتح من الأناضول وبلاد الرافدين والخليج، ومن شمال البحر الأسود، ومن القوقاز عبر إيران، لقد تحالف الاتحاد السوفييتي وأمريكا وإنجلترا، وحاربوا في موسكو، وحاصروا إيران وهزموا فاشية هتلر، وهُزمت العاصمة الألمانية للمرة الثانية، إن جهودهم وهجماتهم الرامية إلى إعادة تقسيم العالم وزيادة حصتهم من ثروات العالم والوصول إلى المركز الأول هُزمت للمرة الثانية.

بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ومع حرب الخليج عام 1990، شنت الولايات المتحدة هجوماً جديداً لتأسيس الإمبراطورية الأمريكية تحت اسم "النظام العالمي الجديد"، وتشير الحرب العالمية الثالثة إلى هذا الهجوم، والشرق الأوسط يقع في قلب هذا الأمر، ومع حرب الخليج، زادت نفوذها مرة أخرى في العراق والخليج والمملكة العربية السعودية، ثم واصلت ذلك بغزو أفغانستان والعراق، والحد من النضال من أجل حرية كردستان، وتطوير المؤامرة الدولية وزيادة احتلالها للخليج والعراق، وحاولت الاستفادة من سعي المجتمع العربي نحو الديمقراطية، والصراع الداخلي للنظام، وهذا الصراع بين هجوم رأس المال فوق الوطني ومقاومة الوضع الراهن الذي يريد حماية الحدود، تحول تدريجياً إلى الحرب الأفغانية العراقية، وبعد ذلك انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، وبدأت الحرب الأوكرانية، فمن ناحية، عززت سيطرتها العسكرية والاقتصادية على هذه المنطقة من خلال الاستيلاء على الخليج والمملكة العربية السعودية والعراق والحد من إيران، ومن ناحية أخرى، أحبطت مبادرة طريق الطاقة البديلة للتحالف الصيني الروسي مع أوكرانيا، وبعد ذلك خلقت مصالحة عربية إسرائيلية، وعلى أساسها كشفت عن مشروع طريق جديد من الخليج إلى اليونان، عبر إسرائيل، ومن شرق البحر الأبيض المتوسط إلى اليونان، لقد توصلت قوة رأس المال إلى مثل هذا الاتفاق، ويتم تضمين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإنجلترا أيضاً في ذلك.

وكان هناك من توقع أن تفسد إيران هذا الوضع، نعم، هذا الوضع يتناقض مع البنية القديمة لإيران، هناك صراع جزئي، لكن إيران لم تعارض بشكل مباشر مثل هذا المشروع وانتقلت إلى موقع الهجوم، ومثل هذا المشروع أثر على جمهورية تركيا أكثر من غيره، لأنه تاريخياً كان طريق الحرير القديم، طريق التجارة بين أوروبا وآسيا في العصور الوسطى، ويمر من الإمبراطورية العثمانية عبر تركيا وتحقق الأرباح من هناك، لديها أكبر عدد من الطرق ، وقد بنت جسراً فوق الخليج، لذلك فهي الطريق التجاري الأكثر ربحية، وكانوا يأملون أنه مهما فعلوا، فإن هذا الطريق التجاري سيمر عبر تركيا، وتوقعوا أن تكون تركيا ملتقى طرق الطاقة، لقد كانوا واثقين ومرتاحين بشأن مثل هذا الشيء.

على مدى مائة عام، اكتسبت الدولة التركية مكانة استراتيجية معينة من خلال كونها نموذجاً في الشرق الأوسط في مواجهة الاتحاد السوفييتي، قالوا: "نحن الجسر بين آسيا وأوروبا"، لقد كانوا موجودين دائماً من خلال تسويق هذا الموقف الاستراتيجي، وكانت تركيا تأمل أن يصبح الأمر أكثر بروزاً مع تخريب البحث عن طريق تجاري من شمال البحر الأسود عبر أوكرانيا، لكن شريحة كبيرة من رأس المال قررت تسليط الضوء على إسرائيل.

قال القائد آبو إن تركيا هي "إسرائيل البدائية"، وقد نشر النظام نموذج الدولة القومية إلى الشرق الأوسط من خلال الجمهورية التركية في النصف الأول من القرن العشرين، وفي النصف الثاني من القرن العشرين، حاول تغيير التوازنات في الشرق الأوسط مع الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تطوير دولة إسرائيل، ويبدو الآن أنهم يريدون، في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، أن يجعلوا إسرائيل الحقيقية، وليس إسرائيل البدائية، القوة الحاسمة والأكثر فعالية في الشرق الأوسط، وقد اتخذ جزء كبير من الرأسماليين هذا القرار، إنهم يثيرون مسألة أمن إسرائيل، ولم يعد أمنها فحسب على المحك، بل وأيضاً قدرة إسرائيل على التحول إلى القوة الحاسمة في الشرق الأوسط، وكانت إدارة ترامب ضد ذلك إلى حد ما، ولذلك كانت تعمل بالنظام القائم، وكانت الجمهورية التركية سعيدة بذلك، وظنت أنها تستطيع الحفاظ على مكانتها في الشرق الأوسط، لقد تطورت إدارة بايدن على النقيض من ذلك، فقد حدثت صراعات داخل أمريكا، ومع اقتراب الانتخابات، سنرى كيف ستتطور صراعات جديدة في المستقبل، ستكون هناك معركة بين ترامب وبايدن مرة أخرى، وهو يعبر عن توجه رأس المال الأمريكي واستراتيجيته، يقال إن "الأمريكيين ودعاة العولمة" في صراع، ومع ذلك، فقد حققت إدارة بايدن تقدماً معيناً من خلال الانسحاب من أفغانستان، وتطوير الحرب الأوكرانية، وإحباط المشاريع الروسية الصينية، وزيادة السيطرة الأمنية والاقتصادية على أوروبا، ثم أعادت جدولة إسرائيل، لقد اتخذت خطوات لتطوير التحالف العربي الإسرائيلي، وأعادت تنظيم العلاقات الإيرانية العربية من خلال الكشف عن التحالفات بين إيران والسعودية وإيران ومصر.

وبرزت مشكلة طريق الطاقة للمرة في أوائل القرن العشرين، وأدت إلى اندلاع الحرب على مدى مائة وعشرين عاماً، وظهرت الآن بطريقة جديدة، بناءً على أساس القوة التقنية المتاحة خارج تركيا، ولم تتوقع تركيا ذلك، كانت تحسب أنه لا يمكن أن يحدث مثل هذا، وترى نفسها المستفيدة منه، لذلك كانت تحسب أن الجميع سيحتاجون إليها، وعندما رأت أن ليس كذلك، أقدمت على اتخاذ خطوات من شأنها منع ذلك، وكانت حرب قره باخ جزءاً من ذلك، وقد أرادوا ربط الشرق الأوسط وآسيا بتركيا، إلى جانب روسيا، عبر أذربيجان، ولكن إيران وإسرائيل عملتا معاً على عرقلتها، واستولوا على قره باخ، إلا أنهم لم يسمحوا لأرمينيا بالسيطرة على الحدود الإيرانية، وأحبطوها بالاتفاق الإيراني الأرميني، وافتعلت تركيا حرب غزة، وإذا لم تتمكن تركيا من الحصول على طريق للطاقة، فإن ذلك نظراً للحرب التي تشنها في كردستان، وبناءً على ذلك أيضاً، فقد تم اعتبار حالة عدم الاستقرار كذريعة بالنسبة للمستثمرين من رؤوس الأموال، أرادت تركيا، من خلال افتعال حرب غزة، أن تبرز أنه لا يمكن الوثوق بإسرائيل وأن طريقاً من هذا النوع لا يمكنه أن يمضي قدماً، ويتواصل الصراع حالياً حول هذا الأمر.

حرب غزة هي بدون شك حربٌ من هذا النوع، وهذه ليست حرب تحرير بالنسبة للفلسطينيين، كما أنهم لا يملكون القوة لخوض مثل هذه الحرب، وحماس ليست حركة التحرير الفلسطينية، بل على العكس من ذلك، فهي منظمة عميلة أنشئت مثل حزب كونترا لتصفية حركة التحرير الفلسطينية، مثل حزب هدى-بار في يومنا الحالي، ولهذا السبب، ومنذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قيَّم القائد هذا الوضع على أنه بمثابة محاولة لإنشاء حركة حماس الكردية، ولا ينبغي نسيان هذا الأمر، حيث قامت إسرائيل والعديد من القوى بتأسيس حركة حماس معاً لإضعاف حركة التحرير الفلسطينية ودفعها نحو التراجع، ومن خلال القيام بذلك، فقد قاموا بدفعها إلى الوراء، والآن أيضاً يستخدمون حركة حماس كما يحلو لهم، ولقد استخدموها في صراع كهذا بمساعدة طيب أردوغان، وقد أراد طيب أردوغان تخريب الطريق المعلن حديثاً من خلال حشد ما يُسمى بحركة حماس، وفي الأساس، كانت أمريكا وإسرائيل هما اللتين أرادتا ذلك وكانتا مستعدتين لذلك، وكان شن هجوم حماس بناءً على أمر من طيب أردوغان، وقد فعلت أمريكا وإسرائيل ذلك سراً، دون أن يلاحظهما أحد، وعندما يحصل الهجوم ويتضح السبب، يحاولون هزيمة حماس وجعل طريق الطاقة آمناً، ويحاولون تطهير الطريق، وكما كان غزو صدام للكويت كان ذريعة لاندلاع حرب الخليج، فإن الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي كان ذريعة في احتلال أفغانستان والعراق، وهجوم حماس أيضاً كان ذريعة لتصفية حركة حماس، وهنا، استخدام طيب أردوغان النظام، واعتقد طيب أردوغان أنه قادر على تخريب طريق الطاقة بمبادرة كهذه، بعض الأوساط، أي أمريكا وإسرائيل، حسبت أن الوضع سيكون على هذا النحو، فخدعت طيب أردوغان على هذا الأساس، ورأى طيب أردوغان فيما بعد أن هناك خطة للإطاحة بحركة حماس والقضاء عليها، والآن يحاول التخلص منها، لكن لا يمكنه الخلاص، لكنه يريد أيضاً تغيير هذا الوضع من أجل مصالحه الخاصة، فإذا تم سحق حماس بخطة كهذه، فإنه يقوم بوضع خطة مماثلة لهزيمة حزب العمال الكردستاني، ويعمل في هذا الصدد على ممارسة الضغوط على بعض الأوساط، ويجد بأن الوضع مناسب بالنسبة له، ولقد ناقش هذا الأمر في حلف الناتو، مما جعل انضمام السويد إلى حلف الناتو موضوعاً للمساومة، وقد حصل على إذن في هذا الصدد من الولايات المتحدة وحلف الناتو بالقوة، فمن ناحية، وفي مقابل انضمام السويد إلى حلف الناتو، حصل بعض الأسلحة والتأييد السياسي من حلف الناتو للحد من الخطر الذي يشكله حزب العمال الكردستاني، ومن ناحية أخرى، يريد شن هجمات عسكرية لتدمير وتصفية حزب العمال الكردستاني بطريقة مماثلة، متخذاً الهجوم الإسرائيلي على غزة مثالاً بالنسبة له، وعلى الفور شن الهجمات على روج آفا وأراد الهجوم على شنكال ومناطق الدفاع المشروع، وفي الوقت الحالي توسيع رقعة هذه الهجمات. 

ووجدت الدولة التركية هذا الأمر: وبينما كانت تحاول تطوير وضع يمكنها من خلاله السيطرة على الشرق الأوسط بشكل أكبر، رأت أنه يتم استبعاده وإقصائها من الشرق الأوسط، وحشدت واستنفرت تركيا كل الإمكانات لمنع ذلك وشنت الهجمات، ولهذا السبب أيضاً تخطط للقضاء على حزب العمال الكردستاني، وتسعى لإنشاء طريق تجاري أكثر أماناً وأقصر من خلال القضاء على حزب العمال الكردستاني والتوافق مع العراق، وجذب العديد من رؤوس الأموال إلى طرفها، حيث هناك خطة من هذا النوع، ومن ناحية أخرى، لو لم يكن الأمر كذلك، فإنها سوف تحتل العراق وجنوب كردستان والسيطرة عليهما على أساس الميثاق الوطني، وعلاوة على ذلك، ستعمل على احتلال المناطق العربية في العراق وسوريا بحجة التركمان، والانخراط في البحث للاستحواذ على مناطق الطاقة، وكهدف، لديها العديد من الخطط المرفقة بالبدائل، وإن تحقيق كل هذه الأهداف مرتبط بالقضاء على الكريلا وتصفية حزب العمال الكردستاني، وقد أوصله نضال حزب العمال الكردستاني إلى هذا الوضع، وعقليتها وسياساتها الفاشية الاستعمارية-الاستبدادية هي التي أدت إلى ذلك، ولا يمكنها أن تغييرها، وانطلاقاً من تلك الذهنية والسياسة، تريد سحق حزب العمال الكردستاني واستكمال الإبادة الجماعية بحق الكرد وتحويل نفسها إلى قوة استعمارية واحتلالية وإمبريالية في الشرق الأوسط، كما تريد تغيير مسار طريق الطاقة، وحتى لو لم تتمكن من تغييره، فهي تريد الاستيلاء على بعض حقول الطاقة في روج آفا وجنوب كردستان، ولتمتلك موارد الثروة وعلى هذا الأساس تريد دخول كركوك، وتريد الاستيلاء على نفط روج آفا، حيث لديهم مثل هذه المساعي، لأنه في وضعها الحالي، لا يمكنها الاستمرار بهيمنة من هذا النوع إلا بهذه الذهنية وهذه السياسة، ولهذا السبب، يجب تصفية حزب العمال الكردستاني وسحق الكريلا، وتركز على هذا الأمر بكل ما لديها.

وفيما يتعلق بعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، فإنها تستمد القوة من الولايات المتحدة وحلف الناتو، لكن ذلك أيضاً لا يفي باستخدامها بشكل كافي، كما أنها بالأساس وصلت إلى هذه النقطة عبر القوة والدعم، وبالنتيجة تعثرت وغرقت في المستنقع الموحل، وهذا هو الوضع الذي عاشته في كل من زاب ومتينا وآفاشين، حتى أنها تتعرض للضربات، وفي الوضع الحالي، عليها إما التراجع أو التقدم والقضاء على الكريلا بشكل كامل، فإذا تراجعت فهذا يعني أنها قد هُزمت، وأن ذلك سيجلب معها السقوط والانهيار، البديل الوحيد المتبقي هو شن هجمات جديدة، كما أنها ترى أن هجماتها بالطرق القديمة لن تؤدي بها إلى تحقيق النجاح، وأدى الهجوم الذي قامت به بهذه القوة إلى بروز النتيجة الحالية، وهناك حاجة إلى قوى جديدة لكي تغيير هذا الأمر وتبرز حالة النجاح، وكان هذا هو توجهها تجاه إيران، كما تحاول الحصول على الدعم من إيران، وتحاول إضافة دعم إيران والعراق التابع لإيران وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى دعم الولايات المتحدة وحلف الناتو وروسيا، وإن سعيها مبني على هذا الأساس، كما كشفت أيضاً عن خطة القوة المشتركة، وتحاول تحويل قوات العراق والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والتركمان إلى قوة مشتركة تحت سيطرة الجيش التركي واحتلال المنطقة الممتدة من زاخو إلى السليمانية بوحدات مدرعة، وتقول للدولة العراقية: "دعونا نقوم بالاحتلال، وأنتم اهتموا بالأمر، وتقول للعراق: "ستقولون إننا أردنا ذلك، ونحن من قمنا بدعوتهم، وهو يجري بما يتماشي مع اتفاقنا"، وتخطط لمحاصرة مناطق الدفاع المشروع بالكامل من الطرف الجنوبي، وتكثف هجماتها بشكل أكبر من الطرف الشمالي، ويتمثل هدفها المنشود في القضاء على الكريلا بالكامل في مناطق الدفاع المشروع وزاب وكارى وقنديل، وينظر إلى نهج عسكري من هذا القبيل، وهي منخرطة في بحث وجهد من هذا القبيل، وقد حاولت القيام بشيء مماثل في العام 1992، ولهذا السبب أوقفوا الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، وقالوا في ذلك الوقت "هجوم السندان والمطرقة"، ومن ثم قاموا بتشكيل إدارة هولير في العام 1992.

ورأوا هذا الأمر: لا يمكنهم التقدم نحو الأمام بهجوم أحادي الاتجاه من الشمال فقط، فهم عالقون في الوحل، ويتعرضون للضربات، وسيتم القضاء عليهم، دعكم من التقدم، فهم لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم، ولقد أقروا بأنه لا يمكنهم هزيمة الكريلا إلا إذا قاموا بمحاصرتها من الجنوب ومن الخطوط الأخرى وإذا لم يكن هناك ضغط مشترك من كافة الأطراف، ويسعون إلى تطوير مثل هذا الحصار، ومحادثاتهم مبنية على هذا الأساس، فمن ناحية يهددون الإدارة العراقية باستخدام مياه نهري دجلة والفرات، ومن ناحية أخرى، فإنهم يطلقون تهديدات مثل "إذا لم تفعلوا ذلك، فإننا سنفعل ذلك بقوتنا"، ويحاولون جر العراق والاتحاد الوطني الكردستاني إلى هنا، من خلال منحهما الإمكانيات والبعض من خلال إطلاق التهديدات، وتجري اللقاءات، وفي محادثات تركيا-بغداد الأخيرة، جاء في الصحافة "لقد قررنا تنفيذ عملية مشتركة مع العراق على الأراضي العراقية ضد المنظمات التي تلحق الضرر بتركيا"، ولقد بذلت الدولة التركية جهوداً كبيرة لتحقيق ذلك منذ أشهر، لكن لم يتم توضيح ذلك الأمر بشكل كامل، ولكي يتمكن العراق والاتحاد الوطني الكردستاني من تحديد سياستهما، فلابد من أن يكون نهج الولايات المتحدة الأمريكية وإيران متناغمين، لأنهما تحت تأثير كليهما، وترى إيران هذا الوضع القائم وتتصرف وفقاً لمصالحها الخاصة، حيث هناك مثل هذا الصراعات الشديدة بينهما.

ولكي تبلغ تركيا مبتغاها، يجب على العراق والاتحاد الوطني الكردستاني إقامة تحالف مع الدولة التركية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني لهزيمة حزب العمال الكردستاني، وعلى ما يبدو أن هذا الأمر صعب المنال، ولكنهم، قدموا مستوى معيناً من الدعم حتى الآن، ويريدون الاستمرار فيه، حتى أنهم يقولون بأنهم قد يضيفون المزيد، لكن ليس من الممكن أن يقعوا جميعاً في وضع الحزب الديمقراطي الكردستاني كما ترغب تركيا، وعلاوة على ذلك، أدت عمليات الكريلا والعمليات الثورية إلى إفشال خطط الدولة التركية، لأنها كانت تخيف هذه الأوساط بقولها: "سوف أدمر وأكسر وأضرب"، ولكن عندما تلقت الضربات من الكريلا، تلاشى هذا الخوف والخشية، والآن، لا يوجد شيء من هذا القبيل، ونظراً لأن الدولة التركية لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، فهي تريد أن تستخدمهم، لكن الجميع يرى أن الدولة التركية ضعيفة، ولا يمكنها أن تنجح، وستستخدمهم الدولة التركية، ولقد رأوا ذلك في العمليات الثورية لمقاتلي ومقاتلات الكريلا، فالجميع في هذه المرحلة يبحث عن مصالحه الخاصة، لأنهم ليسوا جنوداً أتراكاً، وعلى هذا الأساس، فإن الدولة التركية تواجه وتعاني صعوبة في التوصل إلى مثل هذا التحالف.     

وقد دفع الوضع الأخير إلى جعل هذا الأمر أكثر تعقيداً وتشابكاً، وإذا كان يتم إسقاط الطائرات المسيّرة أيضاً، فبالطبع سيقيّم الاتحاد الوطني الكردستاني والعراق هذا الوضع بشكل أكثر، ولن يرغبوا في إلقاء أنفسهم في النار من أجل الدولة التركية، كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد يقيّم هذا الوضع القائم، وسيخلق خوفاً كبيراً وتأثيراً رادعاً للغاية داخل صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، وإن هذه حملة جيدة بالنسبة لنا، حيث كانت للتطورات العسكرية منذ بداية شهر تشرين الأول تأثيراً إيجابياً للغاية على الوضع السياسي، وتُعتبر العمليات الثورية والعمليات الأخيرة التي نُفذت في تلة آمدية وتلة جودي، هي في الحقيقة تلة وموقف وعملية، ولكنها أظهرت على المستوى الذي يحدد السياسة، مثل المعارك الضارية في العصور الوسطى، يمكن هزيمة الجيش بعملية واحدة.  

وتعتمد الدولة التركية قوتها التقنية، والحقيقة أن مثل هذه الضربات التي تتلقاها، ستقلق كل قوة تتحالف معها، وستقلق أيضاً أولئك الذين تحالفوا مع الدولة التركية، وحتى أنها ستقلق أيضاً الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأن الوضع الحالي مخيف، وتحاول الدولة التركية في هذا الصدد، بذل الجهود الحثيثة، ولكنها لا تستطيع تحقيق النتائج المرجوة. 

وأرادت الدولة التركية أن تأخذ القوة التي حصلت عليها من الناتو والولايات المتحدة، وأيضاً من إيران، لتضع خططها الخاصة وتطوقها وتسحقها بحملة أخيرة، وتحتاج الدولة التركية إلى شيء من هذا القبيل، وستدرج مثل هذه المساعي على جدول الأعمال بعد إجراء الانتخابات، وعلينا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار، والتعامل معها بجدية، فأهدافهم واضحة، فإذا وجدت هذه القوة، فإنها سوف تحقق ذلك، فإما أن تستولي على موارد الطاقة أو تفتح الطريق، وأياً كان ما ستحققه، فإن أول ما يتعين عليها القيام به هو القضاء على الكريلا وتصفية حزب العمال الكردستاني، وهذا هو هدفها الرئيسي، وعلى الرغم من ذلك، لن تكون تركيا قادرة على الخروج من الوضع الذي تعيشه.

ولكي تخرج تركيا من الوضع الحالي، يمكنها إيجاد طريق للحل عبر حزب العمال الكردستاني ومقاتلي ومقاتلات الكريلا، ومن خلال تغيير الذهنية والتحول الديمقراطي والإطاحة بفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وإرساء الديمقراطية في تركيا، ففي الوضع الحالي، الديكتاتورية الفاشية مهيمنة للغاية، وهي المهيمنة في سلطتها الحاكمة والمهيمنة في معارضتها، كما أنه بالأساس، يمكن بالفعل رؤية هذا الوضع بشكل جلي خلال العملية الانتخابية، ويتصدر القوميون الشوفينيون العنصريون داخل صفوف حزب الشعب الجمهوري، على مستوى ينافس حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتهتز ذهنية تركيا بهذه الطريقة، وقد تجاوز هذا النضال الحدود قليلاً ولم يكن له تأثير يُذكر على تركيا، ولكنه الآن يؤثر على تركيا بكل قوته، وسيكون للانتخابات تأثيراً، وسيُلاحظ ويُشاهد ذلك.

وتريد فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفوز في الانتخابات، أم إذا لم تفز، فإنها سوف تشن الهجمات، وستختبر نفسها بناءً على الخطة المعنية، ولكن إذا فازت في الانتخابات، فإنها سوف تشن الهجمات بروح معنوية أكبر، وفي الوضع الحالي القائم، إذا هُزمت في الحرب وخسرت في الانتخابات، فإن الجبهة المكونة من العراق–الاتحاد الوطني الكردستاني–إيران لن تمنحها الدعم الذي تريده، وحينها فإنها ستكون في حالة من الضعف، وحتى لو كانت هناك محاولات رامية إلى شن الهجمات، فسيكون من الأسهل مقاومتها ودحرها.   

في الحقيقة، إن هذا العام الجديد لعيد نوروز هو حقاً عام مليء بالتطورات الجديدة والعظيمة، وإن ذلك سيجلب معه نتائج سياسية مهمة، وعلى أساس هذا الخط الفدائي الآبوجي، سنركز على تحقيق واجباتنا الرائدة من خلال التجديد والتغيير والتحويل وتثقيف أنفسنا القائم على أساس الفهم الصحيح لمرحلة كهذه وتطوير الأساليب الإبداعية للنضال، وإن نهجنا في التعامل مع نوروز، والتعلم من نوروز، وفهمه بشكل صحيح، واستقبال عيد نوروز بشكل صحيح وناجح، مرتبط بذلك.

وعلى هذا الأساس نعيش ونحتفل بعيد نوروز، وانطلاقاً من هذا الأساس، فإننا نهنئ مرة أخرى في البداية القائد أوجلان، ورفاق ورفيقات دربنا وأبناء شعبنا وأصدقائنا بعيد نوروز، ونستذكر بكل احترام وامتنان شهدائنا الذين استشهدوا في نوروز وجميع شهدائنا الأبطال للنضال التحرري.

 (*) المقالة التي أعده عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، لصحيفة سرخبون.