نائبة الرئاسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني: هناك مقاومة غير مسبوقة لتحرير عفرين المحتلة

لفتت الرئيسة المشتركة السابقة لمقاطعة عفرين، هيفي مصطفى، الانتباه إلى المقاومة الفريدة لتحرير عفرين من الاحتلال، وقالت إنهم لن يفقدوا الأمل أبداً.

تحدثت نائبة الرئاسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) والرئيسة المشتركة السابقة لمقاطعة عفرين، هيفي مصطفى، عن النظام الذي كان مطبقاً في عفرين قبل الاحتلال وقالت: "كان هناك نظام حكم ذاتي في عفرين في عهد الإدارة الذاتية وكان جميع أهالي المنطقة يعيشون معاً بسلام، ضمن نظام الحكم الذاتي، يعبر كل شخص عن نفسه بلغته وهويته، كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها شعب عفرين بالحرية، آنذاك أصبح الناس في سوريا وفي كل مكان حيث الحرب مستمرة لاجئين، وتوجهوا إلى عفرين، إن تفرد أرض عفرين وغناها كان سبباً في وضع خُطط كبيرة وهجمات خطيرة على منطقة عفرين.

وتحدثت هيفي مصطفى عن بداية هجمات الدولة التركية على عفرين، وقالت: "بتاريخ 20 كانون الثاني، عندما كانت طائرات الدولة التركية تحلق فوق عفرين وبدأت هجمات الدولة التركية، أعلنت الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين التعبئة وأوقفت كافة مؤسسات الإدارة الذاتية أعمالها واتحدت كافة المؤسسات مع شعبها ووقفت جنباً إلى جنب مع مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وأبدت مقاومة فريدة من نوعها".

ولفتت هيفي مصطفى الانتباه إلى مقاومة العصر ومصدرها وذكرت ما يلي: "عندما يتعلق الأمر بمقاومة العصر فإن الأشخاص الذين لم يشهدوها لمدة 58 يوماً يقولون إن الثورات والمقاومة تحدث في جميع البلدان، لكن الفرق بين مقاومة عفرين وبينها إنه كانت تلك هي المرة الأولى التي يجتمع فيها المقاتلون والشعب معاً في النضال، وفي 58 يوماً، انضم الجميع من الأطفال بعمر الـ 7 سنوات إلى أشخاص بعمر الـ 70 عاماً إلى المقاومة، وفي جبهات الحرب، كان مقاتلو وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة يتواجدون في الساحات مع الأمهات اللاتي كانوا يعدن لهم الطعام، ومع الشعب الذي نظم مع أبنائه المظاهرات، بالإضافة إلى ذلك، كان قسم من الأهالي يقومون بتنظيف المغارات، لحماية أهلهم من الهجمات، بطريقة أخرى في تلك المقاومة، كان كل عمل مقسماً فيما بينه الجميع، ولهذا سميت بمقاومة العصر".

وتحدثت هيفي مصطفى عن سياسات الدولة التركية القذرة التي فرضتها على عفرين وأهالي عفرين في ذلك الوقت وقالت: "هجمات الدولة التركية على عفرين استمرت بطرق مختلفة، وصرحت إنها في هجماتها الأولية أرادت تخويف الأهالي في المنطقة لترك منازلهم وأراضيهم، وظنت دولة الاحتلال التركي أنها ستهاجم لمدة يومين أو ثلاثة أيام وتنهي كل شيء، ولكن عندما رأت أن هناك مقاومة كبيرة وأن هذه المنطقة الصغيرة تقاوم ضد طائرات دولة عضو في الناتو تقف متفرجة، وبالإضافة إلى سياساتهم القذرة فقد قاموا بتدمير البنية التحتية للمنطقة، وتم استهداف الممرات المائية والمطارات ومحطات الوقود والمستشفيات والصيدليات وجميع البنى التحتية التي تخدم المجتمع، كان هدفهم أغلاق فرص الحياة أمام الشعب مما سيضطر هذا الشعب الذي يقاوم إلى مغادرة المنطقة وستكون عفرين فارغة وسيتم إجراء تغيير ديمغرافي في المنطقة".

وفي استمرار لحديثها، لفتت هيفي مصطفى النظر إلى المجازر التي ترتكبها الدولة التركية بحق المدنيين وعبرت عن ذلك بقولها: "كثيراً ما نفذت الدولة التركية مجازر بحق المدنيين، كما حاولت الإدارة الذاتية في كثير من الأحيان أن تشارك هذه الجريمة و بتقاريرها الرسمية من خلال علاقاتها الخارجية مع الرأي العام العالمي، الجميع قال هذا صحيح لكم الحق والدولة التركية ترتكب جرائم حرب وجرائم قانونية، ولكن قرار تلك المؤسسات التي تعمل باسم الإنسانية والديمقراطية، كان مرتبطاً مع سياسة الدولة التركية، لأن الجميع أراد حماية مصالح دولة الاحتلال التركي في عفرين، وكانوا يغمضون اعينهم أمام ذلك من أجل حماية سياسة دولتهم".

وذكرت هيفي مصطفى في خطابها إن ارتباط وولاء أهالي عفرين لأشجار الزيتون كان سبباً في تنامي المقاومة وقالت: "كنا كإدارة ذاتية في ذلك الوقت نعلم أن أهلنا يقفون إلى جانبنا، كنا نعلم إن ارتباط وولاء أهالي عفرين هو بسبب أشجار الزيتون، كما أن نظام الإدارة الذاتية في عفرين كان بمثابة الحلم لمدة أربع سنوات وكانت المرة الأولى التي يدير فيها أهالي المنطقة أنفسهم من خلال نظام الحكم الذاتي عبروا عن أنفسهم بلغتهم وعلموا أطفالهم بها ورفعوا علمهم في مدينتهم، ومع مقاتليهم زادت روح المقاومة لديهم وأعلنوا عن إدارتهم الذاتية بكل حب ومحبة وأداروا مؤسساتهم وأمنهم بنفسهم، ومن ناحية أخرى تركوا ارتباط السكان المحليين بأرضهم، لكي تنمو مقاومة العصر وتستمر لفترة طويلة".

وفي ختام حديثها، دعت نائبة رئيس المؤتمر الوطني الكردستاني والرئيسة المشتركة السابقة لمقاطعة عفرين هيفي مصطفى، أهالي عفرين إلى عدم فقدان الأمل وقالت: "عفرين حالياً تحت سيطرة احتلال الدولة التركية، ولكن هناك مقاومة فريدة ضد هذا الاحتلال، مقاومة أهالي عفرين في الشهباء وفي أماكن أخرى مستمرة بلا هوادة، ومن ناحية أخرى، ننادي الشعوب الديمقراطية المحبة للسلام إلى إظهار شجاعتها واستياءها من دولها من أجل محاسبة الدولة التركية والمطالبة بعودة آمنة لأهالي عفرين".