مراد قره يلان: نحن نعمل على تطوير استراتيجية في شمال كردستان ـ تم التحديث
صرح قائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي (NPG) مراد قره يلان، أن الكريلا تطوّر تحركاً أكثر استراتيجية في شمال كردستان وتستند إلى تحقيق نتائج بأساليب أكثر احترافية.
صرح قائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي (NPG) مراد قره يلان، أن الكريلا تطوّر تحركاً أكثر استراتيجية في شمال كردستان وتستند إلى تحقيق نتائج بأساليب أكثر احترافية.
أشار قائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، إلى أن الدولة التركية زعمت أنها قضت على الكريلا في شمال كردستان خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية وأنه لم يبق هناك المزيد أو القليل جداً، وتساءل أنه إذا كان قد تم القضاء عليهم فلماذا تتم تنفيذ العمليات الآن؟ وفي إشارة إلى أن الوضع في شمال كردستان ليس كما يقول الجانب التركي، قال قره يلان: "نحن نستخدم قوتنا في الوقت والمكان المناسبين، نحن نعمل على تطوير استراتيجية؛ مزيد من الاحترافية وتعميق الأساليب لهزيمة جميع التدابير المتقدمة تقنياً ومادياً، ليست أساليب الهواة والعادية والكلاسيكية، بل بنهج أكثر صبراً وأكثر استراتيجية والحصول على النتائج باستخدام أساليب أكثر احترافية، كما يعد المكان المناسب والوقت المناسب مهمان، نحن نركز بشكل رئيسي على هذا، خلال هذه الفترة يبدو من الأفضل لنا أن نكتفي بإرسال بعض الرسائل بين الحين والآخر، وإن مثل هذا النهج أكثر ملاءمة فيما يتعلق بموازنة العملية سياسياً وعسكرياً".
وفيما يلي الجزء الأخير من المقابلة التي أجرتها صحيفة يني أوزغور بوليتيكا مع قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي مراد قره يلان:
ضد أسلوب حرب الأنفاق والفرق المتنقلة، نزل الجيش التركي بعيداً عن الأنفاق واحتل المنطقة؛ وبهذه الطريقة تم إغلاق خط زركل بهذه ويريدون قطع الاتصال بين المناطق، هل يمكنك توضيح هذا الأمر قليلاً؟
تواجه هيئة الأركان العامة التركية أو وزارة الحرب مأزق كبير فيما يتعلق بالتكتيكات التي ستستخدمها، من الممكن استخلاص هذا الاستنتاج من الممارسة العملية، وعلى الرغم من أن الجيش التركي يستخدم كافة أنواع الأساليب والتقنيات في منطقة زاب منذ 3 سنوات، إلا أنه لم يتمكن من تدمير الأنفاق، ولا تزال المقاومة مستمرة في تلك الأنفاق، وهنا يتكبد الجيش التركي خسائر مستمرة بسبب العمليات التي تنفذها قوات الكريلا، ربما تنجح الكريلا في خوض هذه الحرب بأقل الخسائر الممكنة في تاريخ الحروب، ولا شك أن هذا الوضع مخيف ويدفع قادة الجيش إلى الجنون.
وبناء على الاستنتاجات التي تستخلصها من ذلك، تنفذ هيئة الأركان الحربية الحالية تكتيكاً مختلفاً ضد الأنفاق في المناطق المحتلة حديثا هذا العام، وقد قيل في أحد الأماكن: "لا أستهلك قوتي عبثًا؛ إنهم لا يهزمون بسهولة على أي حال، ثم سأحتل مناطقهم وأقطع الأجنحة اللوجستية والتعزيزية لمقاتلي الكريلا في الأنفاق، بهذه الطريقة، يمكنني الحصول على نتائج بحصار طويل الأمد دون تكبد أي خسائر"، وهذا مشابه للحصارات التي تمت ضد القوى المقاومة في القلاع عبر التاريخ، إنه تكتيك يتمثل في إبقاء الحصار لفترة طويلة، وانتظار انتهاء الخدمات اللوجستية، وإجبار القوات التي تركت دون الخدمات اللوجستية على التخلي تلقائياً عن نقاط المقاومة تلك، أي أنه يستخدم هذا التكتيك في أماكن جديدة.
تلجأ إلى استخدام كل الأساليب في مواجهة الأنفاق
وفي الوقت نفسه، تبذل في الأنفاق التي تقاتل فيها منذ ثلاث سنوات جهداً مكثفاً لتقليصها بنظام القتال القريب، فهي تواصل تكتيكاتها القديمة وتطبق تكتيكاً جديداً في مناطق الاحتلال الجديدة، وتطبق تكتيكين في الوقت نفسه، في أماكن مختلفة، وحالياً، تنفذ تكتيك الحصار عن بعد في كل من متينا وتلة بهار، ولكن بالإضافة إلى استخدام المزيد من الغازات الكيماوية والأسلحة الثقيلة ضد الأنفاق التي كانت السيطرة عليها سابقاً، تحاول استخدام كل الطرق الممكنة مثل إلقاء المتفجرات على الأبواب بطائرات مسيّرة، وتريد استكشاف الداخل بالكلاب، وما إلى ذلك... أي، أنها تستخدم كل الأساليب التي تتذكرها، ولم نر ضرورة لذكر كل ذلك في الإعلام، ولكن كل ذلك يتم تنفيذه حالياً في أيلات الشهيد دليل غرب زاب، وفي اﻷماكن التي تحاول احتلالها حديثاً، فإنها تهدف إلى التمركز في مواقع تبعد عن اﻷنفاق مسافة كيلومتر واحد تقريباً، وشن الهجمات باﻷسلحة الثقيلة أو الضربات الجوية وتريد بهذه الطريقة إنهاء اﻹمدادات اللوجستية.
التكتيكات التي تنفذها لا تأتي بنتائج خلال سنتين أو ثلاث سنوات
والآن، يقوم يشار غولر وزير الدفاع التركي بتنفيذ تكتيك الذي لن يأتي بالنسبة لهم بنتائج حتى في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، ويقول أيضاً ”سنكمل القفل في تشرين الثاني“، ومن الواضح أن هذا خداع للرأي العام، ولن يتحقق أي شيء من هذا القبيل في تشرين الثاني، أما فيما يتعلق بالتكتيكات، فإنهم يعانون من حالة من الضيق والعجز، وهذا أمر مؤكد، وإنهم في طريق مسدود.
حتى فرقهم المتنقلة لن تتمكن من تحقيق النجاح
لدى يشار غولر تكتيك تباهى بها في العديد من المرات، وإن ما يسميها ”العمليات غير المتصورة وغير المتوقعة والمستمرة“ هي في الواقع وحدات متنقلة تتألف من 20 إلى 30 شخصاً، تتحرك من وإلى مختلف أنحاء المنطقة بطريقة سرية، وهذا هو الأمر الجديد الذي حصل خلال هذا العام، فجميع التكتيكات الأخرى التي كانوا يستخدمونها هي في الواقع تكتيكات غير مجدية، وهذا التكتيك المتمثل بالمجموعات المتنقلة الجديدة لا يمكنه أن يحقق أي نتائج في مناطق الدفاع المشروع، ربما يحقق مستوى معيناً من النتائج في منطقة واسعة مثل شمال كردستان، لكنهم لا يستطيعون تحقيق نتائج في مكان مثل ”بهدينان“ حيث تدور حرب شديدة، ولقد تلقت تلك القوات بالفعل الضربات حتى مستوى معين، ولكن في رأيي، كان من الممكن أن يتلقوا المزيد من الضربات، وذات مرة حاولوا التوغل في كارى، ووقعوا في كمين في أول بضع مئات من الأمتار من كارى، وتلقوا ضربة قوية وتراجعوا عنها، وفي مكان مثل منحدرات تلة بهار وبعض الأماكن الأخرى، تلقوا الضربات مرات عديدة، وكما قلت؛ هذا التكتيك شيء جديد، لكنه لا طائل منه، إنه شيء كان يتم تنفيذه في شمال كردستان.
وباختصار، خط سيرغل، أي أنهم يقومون بتعبيد الطريق وإحكام السيطرة في خط الطريق العام هذا بمشاركة فاعلة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكل ذلك لهذا الغرض، وهذه هي الأنشطة التي تم تطويرها في إطار تكتيك تطويق أنفاق الحرب.
بحسب مركز وحدات المرأة الحرة؛ يقوم الاحتلال وبمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني ودولة العراق بقطع خط كوشين،باستهداف منطقة لولان بالكامل وقطع الخط الواصل بين قنديل وخنيره وكاري وقنديل وكاري ومتينا والزاب، فهل تم اتخاذ أيَّة خطوة في هذا الاتجاه، وما الذي حدث، وماذا سيكون رد الكريلا الذي يتوقع هذا؟
كثيرا ما يشارك رفاقنا من الجناحين السياسي والعسكري وجهات نظرهم حول التطورات في المجال العسكري، بعض التقييمات تتم بهدف فك رموز أشياء لم يفكر فيها العدو أو يطبقها وقد تبين أن جبهة العدو تفعل ما تخطط له وتفكر في كل شيء وتنفذه بشكل مخطط، وهذا غير صحيح وينبغي أن يكون هناك نهج حذر في الجانب العسكري، فالحديث والتقييم يجب أن يتم في وقته ومكانه.
وهذا العام، لم تتطور عملية مماثلة للقوات العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة جوشين كما كان متوقعا و كما يعلم المهتمون؛ إذا جرت عملية هنا، فهذا يعني الدخول في الحرب بشكل مباشر و لم يحدث شيء من هذا القبيل حتى الآن، ونأمل ألا يحدث أبدًا وإذا حدث ذلك فكما قلت سيتم فتح الطريق أمام حروب وصراعات لا مفر منها لأنهم لا يستطيعون التقدم إلا على أساس القضاء على قواتنا.
ومن ناحية أخرى هذا صحيح؛ تنفذ دولة الاحتلال التركي استراتيجية تطويق المناطق في شمال وجنوب كردستان ومحاولة منع حدوث تكتيكات بين هذه المناطق وتقييد حركتها ومنع التكامل والاتصال بينها وفصلها عن بعضها البعض وهذا لا يعني أن هذا التكتيك سينطبق فوراً في بهدينان، هذا الامر صعب للغاية ولذلك فإن معظم الخطط التي ذكرها هؤلاء الرفاق لهذا العام لم يتم تنفيذها أو لا يستطيعون تنفيذها.
في الظروف التقنية الحديثة؛ فإنكم تقبلون أيضاً بصعوبة حرب الكريلا في شمال كردستان، هذا العام حصل العديد من العمليات الفدائية في إيالة سرحد التابعة لبوطان، كيف تقيمون دور وأهمية تواجد ونضال الكريلا في شمال كردستان في المرحلة الحالية لنضال حرية كردستان؟
نعم، لقد تكبدنا هذا العام خسائر كبيرة في شمال كردستان، في العام الماضي تكبدنا خسائر كبيرة في شمال كردستان، لقد استشهد قادة مهمين لنا أمثال" ليلى سرخبون وأخين موش ودلكش كوزرش في عام 2023 "وتكرر نفس الشيء هذا العام حيث كانت هناك معارك كبيرة ونتيجة لذلك استشهد العديد من القادة وخاصة عضو اللجنة المركزية لحزبنا باور ديرسم وبعض مقاتلينا الأبرار ووقعت اشتباكات في ولايات سرحد ووان وبوطان وكابار وآمد وميردين وتكبدنا خسائر جراء ذلك.
تدعي دولة الاحتلال التركي بأنه بالفعل تم استنزاف قوات الكريلا في شمال كردستان خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية وكما تقول بإنه لم يعد هناك ذلك الكم الهائل من الكريلا أو لم يتبق منهم سوى أعداد قليلة جدا و هذا ما صرح به وزير الداخلية التركي آنذاك سليمان صويلو.
ويقوم البعض بوضع هذا على جدول الأعمال لتحقيق مكاسب سياسية، الآن لا يمكن لأحد أن يتراجع خطوة إلى الوراء والجميع يقول نفس الشيء وفي الأونة الأخيرة أشار العديد من المُحللين السياسيين عن أشياء مماثلة وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يتم تنفيذ هذه العمليات التي لا نهاية لها في شمال كردستان؟ هناك عمليات في هذا الوقت وهناك عملية مستمرة وبالإضافة إلى ذلك في عام 2023، تم القيام بما يقارب من 29 ألف عملية وإذا كان قد انتهى وإذا كان في حالة لا يستطيع التحرك فيها، فلماذا كل هذه العمليات والنفقات؟ لأن الوضع ليس كما يقولون، فهناك شيء مختلف نستذكر بكل احترام وامتنان جميع أبطالنا الذين استشهدوا في شمال كردستان هذا العام، في شخص القادة المخلصين شيخموس ملاذ كرد، بروار ديرسم، هركول شيار كفر، بروسك كاتو والرفيقة هبون آمد وأكرر الوعد الذي قطعناه لهم.
ليست العمليات هي الهدف الأساسي في شمال كردستان
على مدى السنوات الأربعة الماضية كان هدفنا هو حصول التغيير والبناء في شمال كردستان ضمن إطار "مشروع إعادة الإعمار" ومع ذلك وبسبب التحديات والصعوبات المختلفة لم نكمل بعد عملية التغيير هذه ويمكن اعتبار هذا أيضًا افتقارنا إلى الأسلوب، أنَّ التغير والبناء المتوقعان لم يحدثا في الوقت المحدد، لقد انتهى أسلوب حرب الكريلا القديم/الكلاسيكي وتم تجاوزه وهذه نتيجة واضحة بالنسبة لنا. وعلينا أن نطور كريلا العصر الجديد الذي نطلق عليه كريلا الحداثة الديمقراطية ونحن نعلم أنه حتى يحدث هذا لن يكون هناك أي تطور لحرب الكريلا في شمال كردستان.
ومنذ ذلك الحين، نحاول ونسعى إلى تطوير أسلوب حرب الكريلا الجديد وعلى هذا الأساس يستطيع الكريلا أن يطور ويطور حرباً احترافية وإذا لم تفعل ذلك فستقلى خسائر كبيرة ولهذا يتوقف عند هذا الأمر وفي الوقت الحالي فإن الهدف الأساسي لحرب الكريلا في الشمال ليس العمليات فقط، بل إعادة البناء والتغيير.
يتم التركيز بشكل أكبر على هذا الأمر ونعتقد أنه ما لم يكن هناك إعادة بناء في هذا الشأن، فلن تكون هناك تغييرات جوهرية في أسلوب الحركة والأنشطة ولن يكون للأنشطة التي سيتم القيام بها أي معنى وهناك مثل هذا العمل للمقاتلين في شمال كردستان ويتم التركيزعليها.
وكانت بعض الوحدات التابعة لحركة حرية كردستان تمارس أنشطة عسكرية في المدن التركية، مثل "استهداف المركبات العسكرية-الشرطة ومراكزها" فهل وقف هذه الأنشطة هو نتيجة «الإجراءات والعمليات الناجحة» كما تدعي دولة الاحتلال التركية أم أنه نتيجة لقرار مركزي؟
وكلاهما له تأثير وكما ذكرت، هناك ظاهرة متوازنة ومكملة لبعضها البعض، نحن نعلم جيدا أنه ضد التكنولوجيا مثل الكاميرات وغيرها وشبكات التجسس التي تطورت في السنوات الأخيرة، بأساليب متقدمة ومتطورة لمنع ذلك، نحن حركة نمتلك الخبرة ولدينا تجارب وفي هذه البيئة التي يتم فيها تعزيز الهجوم على الأساس التقنية المتقدمة من خلال شبكة تجسس متقدمة ونظام استخباراتي مزود بتكنولوجيا متقدمة، فإننا لا نرسل قواتنا على الفور تقريبًا إلى مثل هذه الأماكن الخطرة وفي الآونة الأخيرة اكتسبنا العديد من هذه التجار وحالات إرسال القوات إلى أماكن غير آمنة ووضعها، تم القيام بها كثيرا في التسعينيات وتسببت في خسائر فادحة ومن هذا المنطلق، علينا أن نتعامل بحذر وأن نحمي قوتنا ضد الهجمات التي لم يتم التصدي لها بشكل كافٍ و على سبيل المثال، يتم تفسير سياسة تخفيف الدعم الإضافي للولايات الشمالية بشكل مقصود أو بدون قصد بطرق مختلفة من قبل المسؤولين في دولة الاحتلال التركي وتستخدم كأساس وأداة للتلاعب ؛ يمكن أن تحصل ولكن عندما يحين الوقت سيرون ما هي الحقيقة.
الأساليب الاحترافية مع الصبر والاستراتيجية
نحن نعمل على تطوير استراتيجية؛ هدفنا من خلال هذه الاستراتيجية هو هزيمة هذا النظام وسننجح في تحقيق هذا الهدف وفي هذا الاتجاه نهدف إلى القيام بما هو ضروري في الأماكن أو الأوقات التي نحتاج فيها إلى توخي الحذر للوصول إلى النصر ولا يمكن تحقيق النتائج المرجوة إلا بالخبرة وعمق الأساليب التي من شأنها أن تهزم جميع الإجراءات الاستخباراتية المطورة من الناحية التقنية والمادية. وإلى أن يحدث ذلك؛ أي التحول من بأساليب التقليدية الكلاسيكية الغير متطورة، إلى أساليب الحرب العصرية الحديثة والمتقدمة فسيكون مصيرهم الهزيمة، ومن هذا المنطلق من المهم أن يحصل المرء على نتائج بمزيد من الصبر وبأساليب أكثر استراتيجية واحترافية وحينها سيكون النصر حليفهم في هذه الحرب.
ومثل أنصار حزب العدالة والتنمية لا نحتاج إلى الدعاية والكلمات والأساليب والافعال التي تتلاعب بالجمهور، ونحن بحاجة إلى نصر ثوري والقيام بالتحليل والتقييم على ذلك ومن خلال القيام بالتحليلات والتعمق في الأساليب الفعالة، يمكننا تحقيق النتائج المرجوة من خلال تفعيل قوتنا في الوقت والمكان المناسبين وفي هذا الصدد المكان والزمان المناسبان مهمان وهذا ما نركز عليه و في هذه المرحلة يكون من المناسب أحيانا أن نرسل رسائل من وقت لآخر وسيكون من المهم اتباع نهج يوازن بين المرحلة في الجانبين العسكري والسياسي.
عندما ننظر إلى القدرة العسكرية والدعم الشعبي في جميع أجزاء كردستان الأربعة، مع التركيز على دور القوى العالمية والإقليمية، ما هي العقبات الرئيسية أمام الجيش المناهض للاحتلال؟
وقد تكون هناك بعض الصعوبات العملية في كردستان اليوم أمام تطور مناضلي الحرية مرتبطاً بها تنظيم الجيش، ومع ذلك حلها ليس بالأمر الصعب، فهناك طرق ووسائل لحل جميع الصعوبات العملية، في الأساس هناك مشكلة جيش الكريلا الفعال وهناك صعوبات في تلك النقطة بادئ ذي بدء، فهم هذه الفترة مهم جدا وبطبيعة الحال هذه هي النقطة الأكثر أهمية.
انتهى زمن المفاهيم والنظريات الكلاسيكية
في بداية القرن، قام القائد آبو بتحليل التغيرات التي قد تظهر في مسار ثورة العلوم والتكنولوجيا، وهو ما يعد ميزة كبيرة بالنسبة لنا في عصرنا تجلب ثورة العلوم والتكنولوجيا معها تغيرات وتطورات كبيرة، كل يوم يتم إطلاق اختراعات وتقنيات جديدة، ورغم أن ذلك يؤثر على نمط حياة المجتمعات والعلاقات الاجتماعية والاقتصاد الثقافي في جميع أنحاء العالم، إلا أنه يؤثر أيضا على المجال العسكري ويؤدي إلى تغييرات كبيرة.
إن الأسلحة التكنولوجية التي يتم تطويرها تقلب النظريات الكلاسيكية القديمة والمفاهيم العسكرية أولئك الذين لا يرون تغيرات العلم والتكنولوجيا على واقع الحرب لا يمكنهم تحقيق النصر في الحرب ولا ينبغي النظر إلى هذا فقط في سياق تغيير الأسلحة وتطويرها، في يومنا هذا لم يعد بإمكان الجنود الخارجين عن الخط أن يكون لهم دور في الحرب وذلك لم يعد قوة البنية العسكرية تقاس بعدد الجنود واليوم يتم تحقيق النتائج بفضل مقاتلين واثقين ومصممين ومحترفين وذوي الخبرات العسكرية وإلى أن يتم معرفة هذه الحقيقة، فإن الحركة الصحيحة، والتطور الصحيح للمقاتلين، والتمركز الصحيح، والتسليح الصحيح يعد أمراً غير ممكن ولهذا السبب لا يمكنك التفوق والنصر في الحرب.
الجيش الأرمني خير مثال على الهزيمة
وهذا لا ينطبق على الكريلا فقط بل على الجميع، فاليوم في جميع أنحاء العالم، عندما لا تفهم القوة العسكرية هذه المرحلة بشكل صحيح فإنها لا تستطيع تجديد جيشها واعتمادا على ذلك سوف تفشل. الجيش الأرمني خير مثال على ذلك، لو كان جنرالات الجيش الأرمني قد فهموا ذلك بشكل صحيح لكانوا قد تجاوزوا التموضع الكلاسيكي للدبابات ونشر الجنود في المواقع العامة وبالإضافة إلى ذلك تلقى الجيش الأذربيجاني الدعم من دولة الاحتلال التركية، لذلك لم يكن من السهل تحقيق النتائج المرجوة وعلى سبيل المثال في حرب التسعينيات كان الجيش الأرمني أكثر تفوقاً، لكن الجيش الأرمني اعتمد لاحقاً على ذلك التفوق ولم يطوّر نفسه؛ ولم يجدد نفسه وبقي في مكانه كجيش كلاسيكي متعدد الأنظمة ولهذا السبب لم تتمكن من مقاومة الأسلحة التكنولوجية الحديثة وينطبق الشيء نفسه على جميع مقاتلي الكريلا.
العائق الرئيسي أمام التجيِّش هو مشكلة الخط
وفي كردستان أيضاً، فإن فهم الخط القيادي والتشكيل في إطار فلسفة القيادة مهم جداً بالنسبة لنا، وننسب التفوق إلى ذلك وإن الممارسة والقيادة التي لا تتعمق في الحرب الثورية الشعبية ولا تتعمق في تكتيكاتها وتفاصيلها ولا تعد القوى والمجتمع على أساسها، لن تتفوق وتحقق النصر.
وصحيح أننا نواجه بعض الصعوبات بشكل جدي في هذا الشأن ولو أننا دخلنا على خط الحرب الثورية الشعبية، لما تحققت النقاط التي ذكرتها في سياق سؤالك الأول و إن الحرب الثورية الشعبية ليست أسلوب حرب الكريلا أو حربا مع بعض المقاتلين فقط، نحن نتحدث عن مثل هذا العنصر الذي يشمل الشعب والمجتمع بأكمله في وضعية الحماية وإذا حدث شيء من هذا القبيل، فهل يستطيع 60 فدائياً أن يقاتلوا بمفردهم لمدة 105 أيام في الحصار؟ ستنضم المدينة بأكملها إلى تلك المعركة.
إن الفشل في القيام بذلك يدل على أننا لسنا على خط الحرب الثورية الشعبية والأهم من ذلك كله أننا نرى صعوبات في هذا الأمر وعدم دخول الخط بشكل كامل والبقاء خارج الخط وهذه هي العقبة الرئيسية أمام تطوير جيشنا وبطبيعة الحال حدثت في السنوات الأخيرة بعض التطورات الواضحة في هذا الشأن؛ وكان العمق أكبر أيضًا ونحن نعتقد أنه لن تكون هناك مشكلة مع الخط.
العدو الأكبر هو كيفية تعلمنا الخاص بنا
ومع ذلك، في الممارسة العملية، تظهر أمامنا أحيانًا مواقف الرجعية القديمة وليست الجديدة وفي مجتمعات الشرق الأوسط، وخاصة في كردستان تزداد نظام الوصاية ورغم ذلك لا يحدث التغيير وقبل الآن واجه القائد آبو الكثير من المشاكل في هذا الأمر؛ لقد أجرى الكثير من التحليلات وأعد الكتب وقام بالتدريب، إن عدم تغيير وتجديد الشخصية الكلاسيكية القديمة يمثل مشكلة خطيرة ويمكننا تطوير جيش أبوجي من خلال النضال ضد هذا العقلية ووفقا لظروف العصر وبالنسبة لنا، العدو الرئيسي هو كيفية تعلمنا وفهمنا الخاص بنا.
أنَّ الفشل في التقدم وتكرار الشيء نفسه مرارا وتكرارا هي الأسباب الرئيسية للخسائر الفادحة. ساحة المعركة تحتاج دائما إلى البناء والتغيير وإذا انتقل الإنسان من مكان إلى آخر فلا يجوز له أن يمر بنفس المكان مرتين و يجب على المرء أن يقترب بتكتيك جديد وطريقة جديدة و عندما يكرر الشخص نفس الشيء أثناء التعلم، فإنه سيؤدي إلى الخسائر.
ولا يمكن أن نحقق التفوق إلا إذا قمنا بإنشاء وتطوير مستوى قيادي نضالي متقدم ومتطور في فلسفة القيادة وخاصة أن الحياة العصرية الحرة والمتساوية والاعتماد على حرية المرأة في جيشنا هو الأهم لأسلوب الحياة و أنَّ الموقف المناضل الرئيسي الذي سيحقق النصر والتفوق يعتمد على هذا ورأى الجميع هذا في الممارسة العملية ما فعلهنَ رفيقاتنا وكيف طورن القيادة و هذا الجيش قادرعلى الوقوف في وجه الأنظمة الكلاسيكية القديمة والحداثة الرأسمالية والتخلف القائم على التوجهات الإقطاعية ويجدد نفسه ويصل إلى مستوى القيادة وسينتصر وسيضمن النصر ونحن نقف بشكل خاص على هذه النقاط ونعطيها أهمية.