أصدر مكتب العصر الحقوقي بياناً بخصوص اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT)، التي جاءت لزيارة السجون التركية، إلا أنها لم تقم بزيارة موكلهم القائد عبدالله أوجلان، المحتجز في سجن إمرالي شديد الحراسة من النموذج (F)، والذي لم ترد أي معلومات منه منذ 35 شهراً.
وورد في البيان أن بعثة اللجنة الأوربية لمناهضة التعذيب (CPT) لم تتوجه إلى إمرالي، واكتفت فقط بمشاركة هذه المعلومات المتعلقة بالعزلة المفروضة في إمرالي: "أُجريت المناقشات مع السلطات المعنية، على وجه الخصوص حول علاقات المعتقلين المحتجزين في سجن إمرالي شديد الحراسة من النموذج F مع العالم الخارجي والعديد من المواضيع الأخرى".
وتابع البيان: "كما هو مفهوم، فإن بعثة اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) قد بقيت لفترة طويلة في تركيا، إلا أنها لم تقم بزيارة سجن جزيرة إمرالي، وأنها لم تجري اللقاء مع موكلينا السيد عبدالله أوجلان، السيد ويسي آكتاش، السيد هاميلي يلدرم والسيد عمر خيري كونار، الذين لم ترد أي معلومات منهم بأي شكل من الأشكال منذ 35 شهراً، وكما فعلوا مثل المرات السابقة، فقد تحدثوا عن موكلينا مع السلطات المعنية فيما يتعلق بـ "علاقاتهم مع العالم الخارجي".
ولا يتماشى هذا النهج، الذي طرحته اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، مع واجبها في مناهضة التعذيب، حيث يتم فرض العقوبات الانضباطية غير القانونية والحظر خارج نطاق القضاء بشكل منهجي من قبل قضاة التنفيذ، كما أن ظروف التنفيذ و"المراحل القضائية" قد تم إغلاقها أمام تدقيق وإشراف المحامين، وتم إلغاء حق الدفاع بشكل كامل في إمرالي، ولا سيما اللقاءات مع المحامين وأفراد العائلة، حيث قُطعت علاقة موكلينا مع العالم الخارجي بشكل كامل، وقد قُطعت هذه العلاقة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، ولا يمكن للمحامين الحصول أي معلومات بشأن وضعهم الصحي وظروف احتجازهم، وعلى الرغم من هذا الوضع القائم، فإن اللجنة الأوربية لمناهضة التعذيب لم تطرح الموضوع على جدول الأعمال إلا في سياق اللقاء مع المسؤولين، وإن نهجهم هذا غير مقبول.
وكانت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد قالت إنه يجب "أن يكون بمقدورهم إجراء اللقاء مع محاميهم على الفور"، إلا أن تركيا لم تلتزم بهذا القرار الاحترازي منذ سنة ونصف، وعلى الرغم من ذلك، فقد تم مناقشة مسألة العلاقات مع العالم الخارجي بشكل محدود وتم تركها بالكامل لتقدير الدولة والمسؤولين، إلا أن نظام السجن المؤبد المشدد، والظروف الحالية التي تتسم بالانعدام التام للتواصل في إمرالي، والتي تستمر منذ 25 عاماً، هي شكل من أشكال التعذيب وغير إنسانية، ولكن النهج الذي تتبعه المؤسسات الوطنية والدولية يتعارض مع حظر التعذيب وقد تجاوز يقينه أيضاً.
وقد قمنا في الفترة الممتدة من تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني، بإبلاغ اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في 15 شباط 2024، بالطلبات والمعلومات المتعلقة بالسيد أوجلان وإمرالي، وحتى في الفترة التي كانت البعثة على علم بالتطورات الجارية أثناء وجودها في تركيا، لم تتم مشاركة تقرير لقاءات 22 أيلول 2022، وبعد ذلك التاريخ حدثت الزلازل وساءت الأوضاع الحالية، الأمر الذي استلزم المراقبة والتدقيق المباشر في إمرالي، ولكنهم عادوا قبل إجراء زيارة، وقد خلق هذا الوضع لدينا شعوراً بالقلق من استمرار حالة التعذيب والظروف الخارجة عن القانون وغير الأخلاقية في إمرالي.
وفي الوضع الحالي القائم، لم تأخذ اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) أياً من توقعاتنا وتوصياتنا في عين الاعتبار، ولم تقدم الدولة على اتخاذ أي خطوة لتحسين الوضع الحالي، ولذلك أيضاً، ينبغي على اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) مشاركة نتائجها وملاحظاتها على الفور مع الرأي العام، ولا ينبغي للجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) أن تتصرف وفقاً لمنظور الدولة، من أجل إنهاء حالة انعدام المعلومات، التي تتعارض مع حظر التعذيب، ويكون بمقدور العائلة والمحامين القيام بالزيارة، ويجب عليها أن تؤدي دورها بشكل نشط".