وجاء في بيان مبادرة نون لحرية أوجلان:
"مرحلة تاريخية مأساوية تعيشها الانسانية في ظل حروب مشتعلة هنا وهناك، حروب تفتعلها قوى الهيمنة الرأسمالية كرمى لمصالحها الجشعة وراء الربح وتجارة السلاح ، عصر تقتل فيه براءة الطفولة وأحلام الشباب وراحة الكبار، تُقتل شعوب في حروب لاناقة لهم فيها ولاجمل، يحشدونهم فيها بشعارات مزيفة من العصبيات القوموية والدينية والمذهبية، والطامة الكبرى هي من نصيب المرأة تعاني الأمرين من حروب دولية وحروب أسرية مجتمعية. مرحلة تاريخية أفقدت الكثيرين بالامل وبات الجميع يتخبط في حالة الضياع والاغتراب.
ضمن هذه المعمعة القاسية ظهرت أصوات تنادي الانسانية للاحتكام بالعقل والحكمة وإلا فالفناء آت لامحال، خرجت نضالات عظيمة لتحقيق العدل والسلام. طُرحت نظريات ، صُعدت المقاومات بثمن خيرة ابناء الشعوب الطامحة للحرية. ورغم أنها لم تصل لأهدافها لكن نضالهم لم يذهب هباء.
في سبعينيات القرن 20 بدأ السيد عبد الله أوجلان نضاله في سبيل الحرية، تكريماً لجميع النضالات السابقة واهداءً للانسانية التي لايليق بها سوى السلام والعيش الكريم. أضحى صوته صوتاً باسم جميع الشعوب المستعبدة والنساء المقهورة، بات أحلام الشباب وسعادة الطفولة، حارب جنون الاستغلاليين والجشعين للمال والثروة، وصقّل كل هذا في اطروحاته بالسعي نحو العصرانية الديمقراطية ، يملك اليقين أن الاختلاف والتنوع في الهويات هي نعمة وليست نقمة، وناهض الحماقات التي حولت هذا الغنى الى هويات متقاتلة. طرح مشروع الأمة الديمقراطية يعيش الجميع في ظل السلم الأهلي والعدالة الاجتماعية، مجتمع النساء الاحرار المتناغم مع الطبيعة الاولى.
أبت القوى المهيمنة أن يسود هذا الفكر ، وارتعبت من يقظة النساء والشعوب إن عرفتها وعملت بها، فذلك يعني نهاية مطامعها وثرائها، فتربصت (القوى المهيمنة) بالمقاومة وحبكت المؤامرة الدولية ( من دول واستخبارات) لأسر القائد عبد الله أوجلان، لتزجه في سجن امرالي في جزيرة معزولة في بحر مرمرة لأكثر من 25 عاما يواجه العزلة المحكمة والانتهاكات الجسيمة، محروم من أدنى الحقوق المشرعة للسجناء، ممنوع من التواصل مع العالم الخارجي ومن الرعاية الصحية والمحاكمة العادلة.
كافة قوى الهيمنة الرأسمالية وعلى رأسها الدول المشاركة في حبك المؤامرة والاجهزة الاستخباراتية المرتبطة بها، الى جانب المؤسسات الدولية المدّعية بأنها منظمات حقوقية ومناهضة للتعذيب ومنادية بحقوق السجناء السياسيين قاطبة تتحمل المسؤولية للوضع الذي يقبع فيه أسير الفكر عبد الله أوجلان. أما المؤسسات والشخصيات السياسية والحقوقية الصامتة ( لاتنطق بكلمة الحق) هم شركاء في هذه الجريمة.
بمرور الذكرى السنوية الأليمة للمؤامرة الدولية، مجددا نحن النساء في "مبادرة نون لحرية أوجلان" نرفع صوتنا مجدداً استنكاراً استنكاراً لممارسات سلطات الدولة التركية والقوى المساندة لها، ونندد بتقاعس محكمة حقوق الإنسان الأوربية، نرفض تسييس المؤسسات الحقوقية وننادي بالمحاكمة العادلة للسيد عبد الله أوجلان وتحسين ظروف اعتقاله، وليعلم الجميع أن هدفنا الأول والأخير هو حريته، لذلك لن نتوانى عن مداومة نضالنا بوتيرة أعلى لنشر أفكاره والتعريف بقضيته وكسب الأصوات للنداء بحريته.
حرية مناضل الحرية والكرامة هو حرية للشعوب المتطلعة للكرامة وحرية النساء المناضلات لاجل الحرية".