تعد الانتخابات والعملية الديمقراطية بمعناها الحقيقي العمود الفقري للمجتمع، فإن الانتخابات والعملية الديمقراطية ليست من الأشياء التي استخدمتها الدول الرأسمالية كمظلة لحماية مصالحها، حيث تعمل الدول الرأسمالية على تعزيز الديمقراطية من ناحية، ولكن من ناحية أخرى، ومن أجل حماية مصالحها، فإنها تدعم الحرب والصراع بين الدول وتغض الطرف عن كل المجازر، وهذا ما جعل الديمقراطية أضحوكة.
نستطيع القول بأن الأمر نفسه ينطبق على الحزب الديمقراطي الكردستاني "PDK"، إذا تركنا تأثير العواطف والمعارضة جانباً، نرى أن الديمقراطية شيء رمزي، لا وجود له في الواقع، لقد خلق الحزب الديمقراطي الكردستاني "PDK" بطريقة أو بأخرى صورة مختلفة لنفسه لا يؤمن بها سوى جزء صغير في صفوف الحزب، إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن مجتمع جنوب كردستان والمجتمع الدولي يدركان الحقيقة برمتها.
وقد أدى ذلك إلى انقسام الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البارزاني إلى قسمين، من ناحية يؤيد نيجيرفان بارزاني إجراء الانتخابات، لأنه يدرك أنه إذا أصبح من محبي النظام الرأسمالي فسيكون بديلاً له في المقابل، ومن ناحية أخرى، لا يؤيد مسرور بارزاني ووالده إجراء الانتخابات، لأنهما يعلمان أن حكمهما قد انتهى، ويعلمان أنهما لا يستطيعان البقاء في السلطة عبر الانتخابات، والتغيرات في المنطقة تتطلب أشياء أخرى، ولهذا السبب ربما أعدوا عدة سيناريوهات، لأن فلسفة الحزب الديمقراطي الكردستاني تشبه ذلك الطفل الوقح الذي لا يريد أن يحدث ذلك لشخص آخر ما ليس له.
ربما يعود الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى فترة "50- 50"، لأن هذا الحزب دائما يتصرف بالشكل الكلاسيكي ولا يستطيع تجديد نفسه، ولذلك فهو يريد العودة إلى البداية من أجل البقاء في السلطة على مدى ربع قرن آخر.
والسيناريو الآخر هو خلق الحروب والصراعات في إقليم كردستان، حيث الحزب الديمقراطي الكردستاني هو مهندس ذلك وهذا يصب في مصلحة سيده أردوغان، ويقوم أردوغان حالياً بالتحضيرات لشن هجمات احتلالية على جنوب كردستان والقضاء على مكانة إقليم كردستان، ومن ناحية أخرى، يخلق الحزب الديمقراطي الكردستاني العقبات والمشاكل بالقول إن الوضع غير مناسب للانتخابات.
كل هذه الأمور تقودنا إلى حقيقة أن الحزب الديمقراطي الكردستاني " PDK" خائف جداً من الانتخابات، لأنه كان واضحاً للشعب أن مام جلال كان يقول: "إذا دخل الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الانتخابات مع الصين، سيفوز الحزب الديمقراطي الكردستاني مرة أخرى"، لأن الديمقراطي الكردستاني كان قد جعل الجميع كأداة لتحقيق نجاحه، لكن هذه المرة تختلف تماماً عن المرات السابقة، إن عدم وجود استراتيجية سياسية وفرض الأوامر وعدم خدمة المواطنين والتلاعب بلقمة عيش المواطنين وتجاهل الرأي العام جعل قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني الجنائية تندرج إلى المحكمة الفيدرالية الأمريكية.
لذلك، يأمل الحزب الديمقراطي الكردستاني الآن أن يتخلص من كل هذا، لكن ذلك غير ممكن، لأن كل الاحتمالات تشير إلى نهاية الحزب الديمقراطي الكردستاني باتت قريبة، فهذه الحقيقة هي نتيجة أخطاء الحزب الديمقراطي الكردستاني التي ارتكبها سواء داخل عائلة البارزاني وحزبهم أو في كردستان بشكل عام، وأصبح العالم لم يعد يقبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأنه لم يخدم مصالح شعبه ولا سياستهم.