"هناك حاجة لنظام تعليمي جديد باللغة الأم"

صرحت النائبة عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في ميردين، بيريتان غونش، أنه من الضروري تغيير هذا النظام الذي يسبب الصدمات والأزمات، ويجب ضمان الحق في التعليم باللغة الأم وإنشاء نظام تعليمي جديد يعتمد على الأساليب العلمية.

تحدثت عضوة مبادرة علماء النفس في ميزوبوتاميا (DER-MEZ)، والنائبة عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عالمة النفس بيريتان غونش آلتن لوكالة فرات للأنباء.

وقالت بيريتان غونش آلتن فيما يتعلق بفرض تعليم اللغة التركية على الأطفال في كردستان: "هذا عمل من أعمال العنف وقد ثبت علميا أن له عواقب وخيمة للغاية، حيث يتعرف الأطفال على العالم الخارجي من خلال لغته الأم، ويخلق مشاعره وأفكاره على هذا النحو، ويسجل ما يشاهده بلغته الأم، وما يجعلنا ما نحن عليه هو لغتنا الأم، هويتنا، وطريقتنا في فهم العالم، الآن، بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 5-6 سنوات، فإن مواجهة لغة لا يعرفها غير لغته الأم تسبب حالة من اللا معنى وفراغاً خطيراً، فهذا عنف بحد ذاته، وينبغي تعريفه على هذا النحو، وعلى الرغم من حظر لغتهم التي تمثل شكل من أشكال العنف العقلي، ألا أنهم يتعرضون للعنف الجسدي أيضاً، ويتعرض أولئك الذين يتحدثون باللغة الكردية للعنف، فهذا ما يسبب دوامة من العنف في ذهن الطفل، لكي لا يتم انتهاكهم يحاولون دائماً التحدث بلغة مختلفة، والأهم من ذلك كله أنهم يخافون من قول الكلمة الخاطئة، بحيث لا يستطيع الطفل التعبير عن نفسه، فعندما يحاول الشخص التعبير عن نفسه بلغة مختلفة، فإنه يفكر في كيفية قول ذلك بدلاً من التفكير في ما سيقوله، وبسبب كل هذا ينفر الطفل من المدرسة، وهذا هو سبب ارتفاع معدل التخلي عن المدارس في كردستان، وتحت مسمى التعليم يتعرضون للعنف النفسي وهذا الوضع مخالف لاتفاقية حقوق الطفل، وتنص الاتفاقية على ضرورة مراعاة مصالح الطفل في جميع الأحوال، لماذا لا يستطيع أطفال الكرد والسريان واللاز الحصول على الحقوق المقبولة من قبل العالم أجمع؟ لقد كنا نطرح هذا السؤال منذ سنوات، وهذه مسألة خطيرة للغاية من منظور النمو النفسي والاجتماعي للأطفال، وتشكيل هوية مستقبل الأطفال، والتي تحميها الاتفاقيات الدولية، وبصفتي طبيبة نفسية، يجب أن يتعلم اللغة التي يمكنه التعبير عن نفسه بها بشكل جيد ويشعر بالراحة معها من أجل النمو العقلي والدماغي والشخصي للطفل، ومن أجل تحديد مستقبله.

وأوضحت بيريتان غونش آلتن إن الذي فشل ليس الأطفال، بل سياسات الاستيعاب والإنكار التي تعود إلى قرن من الزمان، وقالت: "هذه إحدى أجندتنا الرئيسية، بصفتنا علماء نفس كرد وعلماء النفس في ميزوبوتاميا (DER-MEZ) ، نحاول دائماً التركيز على هذا ولفت الانتباه إلى آثارها طويلة المدى، ونقول إن عدم تلقي التعليم باللغة الأم يؤثر على حياة الأطفال بأكملها، إنهم لا يولون الأهمية لذلك، لكنهم يتحدثون عن انخفاض النجاح الأكاديمي في كردستان، وهذا ليس مفاجئاً، ونحن نقول منذ سنوات ذلك الأطفال الذين لا يتلقون التعليم بلغتهم الأم لديهم قدر أقل من التكيف المدرسي والنجاح الأكاديمي واحترام الشخصية الأكاديمية، وفي حين أنه يمكن أن يسبب مشاكل في الثقة بالنفس لدى الأطفال، إلا أنه يؤثر أيضاً على مستقبلهم بعدة طرق، وفي هذه الظروف، يتم حرمان الأطفال من الحق في التعليم باللغة الأم، لذا لا ينبغي اعتبار الأطفال فاشلين، إنما هذا فشل للنظام، وينبغي تقييمه بهذه الطريقة".

وأكدت بيريتان غونش آلتن أنه من الضروري تغيير هذا النظام الذي يسبب الصدمات والأزمات، ويجب ضمان الحق في التعليم باللغة الأم وإنشاء نظام تعليمي جديد يعتمد على الأساليب العلمية.