بعد مضي 7 سنوات على التحرير.. ما أبرز التطورات التي شهدتها مقاطعة الطبقة
شهدت مقاطعة الطبقة نهوضاً وانتعاشاً كبيراً بعد مضي 7 سنوات على تحريرها من مرتزقة داعش، على المستوى الاقتصادي والخدمي والتعليمي والصحي وسط الصعوبات والتحديات.
شهدت مقاطعة الطبقة نهوضاً وانتعاشاً كبيراً بعد مضي 7 سنوات على تحريرها من مرتزقة داعش، على المستوى الاقتصادي والخدمي والتعليمي والصحي وسط الصعوبات والتحديات.
تأسست مدينة الطبقة بعد بناء سد الفرات لاستقبال عمال السد، وتقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات مجاورة للسد، وتبعد 55 كم عن مدينة الرقة باتجاه الغرب، وتقع في المكان المشرف على بناء السد ومحطة التوليد وبحيرة الفرات وقلعة جعبر.
وتعرض أهالي مقاطعة الطبقة لطمسٍ للهوية وانتهاكات وجرائم عديدة على يد مرتزقة داعش، وبعد المناشدات المستمرة من قبل الأهالي لتحرير مناطقهم من داعش، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية في 22 أذار 2017 حملة "غضب الفرات"، من الريف الشمالي.
واستمرت المعارك العنيفة مع مرتزقة داعش لـ 48 يوماً، وتوجت هذه المعارك بانتصار قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 10 أيار 2017، وإعلان تحرير كامل مقاطعة الطبقة وسد الفرات.
وفور التحرير، بدأ الأهالي بمشاركة المؤسسات المدينة بترميم وتأهيل المدينة المنكوبة وفتح الطرق وإزالة السواتر الترابية، لتفعّل الإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة 11 لجنة خدمية لتسيير أمور الأهالي الخدمية والاقتصادية.
وبعد الانتهاء من أعمال الترميم الاسعافية، تم تشكيل المؤسسات الفرعية والكومينات والمجالس المحلية في المدينة والريف، ليعود 315 ألف و403 شخصاً من كرد وعرب وسريان إلى مدينتهم، ويقدم المكتب الفني في بلدية الشعب 815 رخصة بناء من بداية التحرير.
الواقع الخدمي
ومن أجل النهوض بالواقع الخدمي بمقاطعة الطبقة، تم افتتاح 9 بلديات في الريف والمدينة، لتقوم بدورها بإعادة 19 محطة مياه شرب للخدمة، وتأهيل 15عبارة صندوقية على الوديان والمصارف الزراعية، وتأهيل 25عبارة قسطليه.
وتعرضت الطرق الفرعية منها والرئيسية في المدينة لأضرار كبيرة إثر المعارك العنيفة التي دارت في المدينة، حيث عملت هيئة الإدارة المحلية والبلديات في الطبقة على تنفيذ عدة مشاريع خدمية، تعبيد 22 ألف م3 طريق رئيسي وفرعي، َإلى جانب تعبيد الطريق الواصل بين الطبقة والجرنية بطول 30 كم.
ولتنظيم المدينة وإظهار الوجه الجمالي لها، قامت بلدية الشعب بإنارة 70 بالمائة من الطرق الرئيسية، إلى جانب افتتاح 11 دوار في الطرق الرئيسية.
ولزيادة المساحات الخضراء في المدينة وإنشاء متنفس للأهالي، افتتحت بلدية الشعب 6 حدائق عامة و100 حديقة فرعية، إلى جانب زراعة 200 ألف شجرة، وإنشاء 10 مواقع حراج ضمن مدينة الطبقة وريفها.
التربية والتعليم
حُرم الطلبة في مدينة الطبقة بمختلف أعمارهم من حق في التعليم، حيث انقطعوا عن التعليم لمدة أربعة سنوات بعد تحويل كافة المدارس لنقاط عسكرية وسجون على يد مرتزقة داعش.
وركز "داعش" على الجانب الفكري، حيث زرع الفكر الدموي في عقول الأطفال والشبيبة من خلال اتباع كافة الطرق الإعلانية والتعلمية سوءً كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة، فضلاً عن منع المرأة من حقها في التعليم.
وبعد التحرير، أعادت هيئة التربية والتعليم 238 مدرسة إلى الخدمة، وعاد 52 ألف و615 طالب وطالبة إلى المقاعد الدراسية، إلى جانب تأهيل 21 مدرسة، وبلغ عدد المدارس المدمرة جزئياً 19مدرسة، والمدمرة كلياً 16مدرسة.
الواقع الصحي
تشكلت لجنة الصحة في عام 2017، لتطلق عدة مشاريع لإنعاش الواقع الصحي المنهك في المدنية، منها إعادة تأهيل مشفى الطبقة الوطني بكافة أقسامه، العناية والأطفال وبنك الدم والكلية والإيكو والقلب، إضافة لتأهيل أكبر مشفى للتوليد والاطفال على مستوى شمال وشرق وسوريا، وبلغ عدد المستوصفات التي تم افتتاحها 14مستوصفاً موزعة ضمن الريف والمدينة.
الزراعة والصناعة
تعد الزراعة من أهم القطاعات في مقاطعة الطبقة، نتيجة محاذتها لنهر الفرات، حيث يزرع ضمن أراضيها جميع أنواع المحاصيل المروية من القطن والقمح والشعير إلى جانب الخضروات والبقوليات والأشجار المثمرة.
والأراضي الزراعية المروية عن طريق مشاريع الري والمحطات هي مشروع السويدية ومساحته 1050هكتار، ومشروع الوديان الأول والثاني بمساحة 1600، أما مشاريع الري عن طريق الآبار ومحركات الديزل على نهر الفرات فتبلغ مساحتها 749 ألف و438 دونم، أما المساحات البعلية المقيدة لدى هيئة الزراعة والري فتبلغ 600 ألف دونم".
وتضم مقاطعة الطبقة 106 معملاً مرخصاً من قبل هيئة الاقتصاد وتختص بصناعة الحصير والمياه والثلج وزيوت السيارات والإعلاف.
الجانب الثقافي
باشرت هيئة الثقافة والفن في مدينة الطبقة عملها عام 2017، لتعيد إحياء المركز الثقافي عام 2018 بعد أعمال الترميم والتأهيل، إلى جانب افتتاح مركز ثقافي في بلدة الجرنية، وتفعيل مديرية السياحة وحماية الأثار، وافتتاح المسرح المتواجد ضمن المركز الثقافة والفن في الطبقة عام 2022 والذي يعد من أكبر المسارح على مستوى شمال وشرق سوريا.
وحول الذكرى السابعة لتحرير مقاطعة الطبقة، أجرت وكالة فرات للأنباء، لقاءً مع الرئيسة المشتركة للإدارة المدينة في مقاطعة الطبقة، هند العلي، التي تحدثت عن أهم التطورات التي طرأت على المدينة بعد سبع سنوات على تحريرها من مرتزقة داعش، إلى جانب الصعوبات والتحديدات التي واجهتهم خلال مرحلة إعادة التأهيل والترميم على المستوى الخدمي والصحي والتعليمي والاقتصادي.
واستهلت هند العلي حديثها بالقول: "عانت الشعوب في مقاطعة الطبقة لـ 4 سنوات على يد مرتزقة داعش من كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والفكرية، إلى جانب طمس دور المرأة، ومنع التعليم، وتهميش الجوانب الحياتية، وبعد تحرير مقاطعة الطبقة على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، بدأت الإدارة المدنية الديمقراطية عملها بتشكل 11 لجنة خدمية واقتصادية لتأهيل وترميم المدينة، وتشكيل الكومينات والمجالس".
وحول انتعاش الواقع الصحي، قالت هند العلي: "أُعيد تأهيل المشفى الوطني، ليفتتح أبوابه أمام أهالي مقاطعة الطبقة وريفها، وتم تزوده بأحدث المعدات، إلى جانب افتتاح 14 مستوصف طبي، ونقطتين في المخيمات التابعة للمقاطعة، ونقطتين على المعابر، إلى جانب الانتهاء من بناء مشفى التوليد الذي يعد من أكبر المشافي في شمال وشرق سوريا، وسيتم افتتاحه في الأيام القريبة القادمة، وبالتنسيق مع هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا تم استيراد أجهزة طبية منها أجهزة الإيكو والقلب".
وتطرقت هند العلي خلال حديثها، إلى أهم أعمال الترميم والتأهيل في القطاع التربوي، وقالت: "خرج القطاع التعليمي عن الخدمة أثناء سيطرة مرتزقة داعش على المدينة، حيث حُرم الطلاب من حقهم في التعليم من خلال إغلاق جميع المدارس والمعاهد وتحويلها لنقاط عسكرية وسجون لبث الفكر المتطرف في عقول الفئة الشابة والأطفال، وتم افتتاح 238 مدرسة إلى جانب معهد إعداد المعلمين، لإعادة تأهيل الكوادر ضمن منهاج الإدارة المدينة الديمقراطية، إضافة لافتتاح مؤسسة تعليم اللغة الكردية".
وأضافت: "تم تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية، منها إصلاح مضخات المياه وتعبيد الطرق وإصلاح الجسور، بالإضافة إلى دعم المنشآت الصناعية، ودعم الفلاحين، وافتتاح مشاريع عديدة لدعم المرأة من الناحية الاقتصادية".
صعوبات وتحديات
وتابعت: "تواجه المنطقة العديد من الصعوبات والتحديات، وبوعي الأهالي استطعنا تجاوزها، ومن أبرز الصعوبات الهجمات المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا، ونشاط الخلايا التي تسعى لبث الفتن بين المكونات".
وفي الختام، تحدثت الرئيسة المشتركة للإدارة المدينة في مقاطعة الطبقة، هند العلي، عن أبرز الخطط التي سيتم العمل عليها خلال العام الحالي، وقالت: "سيتم التركيز على تطبيق بنود العقد الاجتماعي، والاستمرار في انتخابات البلديات، إلى جانب تركيب العدادات الإلكترونية والتي تعد من أهم المشاريع التي تقوم بها هيئة الطاقة في مقاطعة الطبقة، وترشيد الطاقة الكهربائية التي كانت من أبرز التحديات في ظل انخفاض مستوى مياه نهر الفرات، واستكمال ترميم المدارس ومتابعة القطاع التربوي، واستكمال تعبيد الطرق وإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي".