"لا حل ولا استقرار حقيقي في سوريا دون حل القضية الكردية ومراعاة حقيقة مناطق شمال وشرق سوريا"

استذكرت الإدارة الذاتية الديمقراطية في سنوية انتفاضة قامشلو 2004 جميع الشهداء، وأكدت إن الانتفاضة أنشأت مفهوماً جديداً في مواجهة الإبادة والقمع، وأثبت أنه دون حل القضية الكردية، ودون مراعاة حقيقة مناطق شمال وشرق سوريا، لا حل ولا استقرار حقيقي في سوريا.

أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، بياناً كتابياً، بمناسبة السنوية الـ 20 للمجزرة التي تحولت إلى انتفاضة في الـ 12 من آذار عام 2004، جددت فيه تمسكها الثابت بالحل السياسي للأزمة السورية، وجاء في نصه:

"يُصادف في الثاني عشر من آذار الذكرى السنوية العشرين لانتفاضة قامشلو في 12 آذار، وعلى الرغم من محاولات الفتنة التي أرادها النظام ومن معه، إلا أنها أسهمت في كسر حاجز الخوف والقمع، وتجاوزت مدينة قامشلو لتمتد إلى حلب وكوباني ودمشق وعموم مناطق الجزيرة.

تُعدّ انتفاضة 12 آذار اللَّبنة الأساسية للثورة الديمقراطية في سوريا، وهي الأساس في تحديد ماهية الثورة التي ومن خلالها تنفتح آفاق الحل للقضية الكردية في سوريا، ومعها حل جميع قضايا مكونات شمال وشرق سوريا. هذه الانتفاضة هي ميراث تاريخي مُبهر، وعنوان مهم حينما نتحدث عن مواجهة القمع والقتل والاضطهاد الذي مارسه نظام البعث طيلة عقود في سوريا.

اليوم، وبعد مرور كل هذه السنوات، نتج عن انتفاضة 12 آذار مشروع تاريخي نابع من حاجة السوريين عامة، وكذلك طريق حل وطني للقضية الكردية في سوريا، وهو مشروع الإدارة الذاتية المنبعث من قوام انتفاضة 12 آذار عبر ثورة 19 تموز. وما حققه شعبنا اليوم ورغم جميع محاولات الفتنة منذ زمن الانتفاضة وقبلها وحتى يومنا الحالي لضرب أبناء شعبنا ببعضهم البعض، يُعدّ تحولاً تاريخياً مهماً وإنجازاً لكل المكونات في شمال وشرق سوريا، خاصة وإن سياسة الفتنة باتت مُعّراة؛ حيث تتلخص في إنها تريد التفرقة وضرب المكونات ببعضهم البعض رغبة في منع وحدتهم، كي لا يجتمعون على حقيقة نضال مشترك بقوة؛ لكن شعبنا وبالاستناد إلى ميراث 12 آذار أفشل كل تلك المحاولات، ولا زال على عهده عبر وحدته ونضاله المشترك ومشروع أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية.

لقد كسرت انتفاضة 12 آذار عقلية الهيمنة وتصدى شعبنا بصدره العاري وابل الرصاص الحي، وأنشأ مفهوماً جديداً في مواجهة الإبادة والقمع، وأثبت أنه دون حل القضية الكردية في سوريا، ودون مراعاة حقيقة مناطق شمال وشرق سوريا، ودور مكوناتها وتثمين نضالهم في بناء نموذج ديمقراطي ومكافحة الإرهاب والتطرف لا حل ولا استقرار حقيقي في سوريا، فمناطقنا بوابة الحل نحو استقرار عموم سوريا، وعدا ذلك هو قراءة خاطئة للتاريخ والمستقبل، ويعود الفضل في كل هذا إلى نضال شعبنا وديمومة مسيرته الديمقراطية عبر استمداد القوة والعزيمة من مبادئ انتفاضة 12 آذار و19 تموز.

نستذكر عموم شهداء انتفاضة 12 آذار ونؤكد بأننا ماضون بكل ما نملك من إمكانيات وعزيمة وقوة نحو مساندة ودعم تطلعات شعبنا وتحقيق أهدافه في الديمقراطية والبناء المجتمعي، ونؤكد بأن انتفاضة 12 آذار أساسنا المتين نحو تحقيق هذه الأهداف وتحرير مناطقنا المحتلة وبناء سوريا تعددية ديمقراطية واحدة موحدة، كما نؤكد في هذه المناسبة على أنّ مبادرة الإدارة الذاتية للحل السياسي على أساس وحدة السوريين وتحقيق الحل الديمقراطي هو الأساس، ومن دون ذلك لن تنجح كل المساعي التي يتم الحديث عنها بما فيها مسارات الحل في آستانا وغيرها، وكذلك اللجنة الدستورية التي لن تبصر النور دون مشاركة إرادة شعبنا السياسية. مشروعنا هو مشروع الحل ولا حل من دونه، وهو الضمانة الحقيقية لوحدة سوريا ووحدة شعبها، لذا نُنادي جميع القوى الوطنية السورية على رؤية الواقع السوري كما هو، وعدم تجاهل حقيقة دورنا الرائد في سوريا أيضاً، نؤكد على أنَّ كل الرهانات على كسر عزيمة شعبنا وإرادته هي رهانات خاسرة، ونؤكد بأن الحوار هو الطريق الصحيح لحل كافة الأمور".