حزب سوريا المستقبل يدعو الى السلام وإنهاء مأساة الشعب في الذكرى السنوية الـ13 للأزمة السورية

أصدر حزب سوريا المستقبل، اليوم بياناً في السنوية الـ 13 للأزمة السورية، دعا فيه الى تحقيق الحل السياسي وفق مبدأ الحوار السوري وإنجاز السلام المستدام وإنهاء مأساة الشعب، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وجاء في البيان:

"بعد أن تحولت الثورة السورية من حراك شعبي واحتجاجات سلمية، هدفها حصول شعبنا السوري على حقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، عبر تغيير نظام الحكم المستبد الذي أوصل سوريا والسوريين إلى المأساة والمعاناة، من خلال القبضة الأمنية، وإلغاء كافة أشكال الحياة السياسية والحزبية، وتكريس النظام الحاكم مقدرات سوريا البشرية ومواردها الاقتصادية لخدمة سياسة الحزب الواحد والعائلة الواحدة من خلال سياسة الإقصاء والتهميش لأبناء الشعب السوري بكل مكوناته".

الحراك السلمي في بدايات الثورة استمر على مدى عدة شهور متواصلة، وعمّ أغلب مناطقنا السورية، وقُوبل بكل عنف وقمع دموي من قبل أجهزة النظام السوري الأمنية وقواه العسكرية، وعلى الرغم من كل المبادرات والقرارات العربية والإقليمية والدولية، لإيقاف نزف الدم السوري، وإيجاد آلية لحل سياسي في حينها، فإنها باءت بالفشل المرة تلو الأخرى، لتتحول الثورة شيئاً فشيئاً من حراكها السلمي إلى صراع مسلح دموي سعى إليه النظام بكامل قواه، بين سلطته وفصائل المعارضة، ووقفت خلفها دول إقليمية ودولية، فتحت الطريق أمام تنظيمات مسلحة متطرفة وطائفية، عبرت من دول الجوار، ودُعمت بالمال والسلاح، وأقيمت لها المعسكرات على الحدود الشمالية مع دولة الاحتلال التركي، لتدخل سوريا في أتون حرب طاحنة، جلبت الهلاك والدمار على سوريا الوطن والإنسان، محاولة إعادة استعمار واحتلال سوريا من جديد وبشكل جديد.

وما لبثت أن تفاقمت الأمور لتتحول الأراضي السورية إلى مستنقع ومرتع للمئات من التنظيمات الإرهابية، التي أدت إلى تداعيات خطيرة، حيث انتشرت على أرضنا السورية القواعد العسكرية، وجيوش لدول محتلة، ما حوّلها الى ساحة حرب عالمية وتصفية حسابات، وقودها دماء شعبنا الزكية، وموارد بلدنا الاقتصادية.

ولكن بارقة الأمل عادت عندما تم تحرير إقليم شمال وشرق سوريا من تنظيم داعش الإرهابي، بفضل قوات سوريا الديمقراطية وما قدمه أبطاله من شهداء وتضحيات وجهود جبارة، في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، ولتبدأ مكونات شعبنا مسيرة البناء بعد التحرير، وترسيخ مبادئ التعايش السلمي، والتعددية بين كافة المكونات، ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وسعيهم نحو إقامة مجتمع حر ديمقراطي، يكون نواة للحل الحقيقي في سوريا، والتي تزامنت مع تأسيس وانطلاق حزب سوريا المستقبل في 27 آذار عام 2018، الذي يعد أحد أهم منجزات الثورة السورية على الصعيد السياسي.

حيث وضع حزبنا منذ البداية ضمن أولوياته العمل من أجل إنهاء مأساة شعبنا السوري، والسعي لتحقيق أهدافه وتطلعاته، من خلال تفعيل الحوار الوطني مع كافة الأطراف السورية الديمقراطية، وتوسيع قاعدة الحزب الجماهيرية، لاستقطاب الطاقات الفاعلة من كافة مكونات شعبنا، وفي كل أنحاء سوريا، إدراكاً من حزبنا أن قوة الشعب هي القادرة على تحقيق الحل السياسي وفق مبدأ الحوار السوري، وإنجاز السلام المستدام وإنهاء مأساة شعبنا، وفق قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 وكافة القرارات ذات الصلة.

على الرغم من كل المؤامرات والصفقات التي أُبرمت لتقسيم سوريا وإعادتها إلى ما قبل 2011 من خلال نسف مبادرات القوى السياسية والمشاريع الديمقراطية بافتعال أزمات سياسية وعسكرية واقتصادية فإن إرادة شعبنا هي الأقوى، وهي القادرة على مواجهة كل ما يحاك ضده، وما زال يناضل شعبنا لتحرير أرضه من كافة الاحتلالات.

مؤكدين أن الثورة مستمرة وباقية في قلوب السوريين، وما نشهده اليوم من استمرار الحراك السلمي والاحتجاجات الشعبية في السويداء ليس إلا استمراراً لرفض السوريين الظلم والقهر والاستبداد للوصول الى الحقوق المشروعة في الحرية، معاهدين شهداء الحرية والكرامة الاستمرار على خطاهم حتى تحقيق مطالب الشعب السوري والثورة السورية".