شن مرتزقة داعش هجوماً في تاريخ 20 كانون الثاني 2022، في تمام الساعة السابعة مساءً على سجن الصناعة في الحسكة، الذي يحتجز ما يقارب 5 آلاف عنصر من مرتزقة داعش، حيث بدأ الهجوم بتفجير سيارة ودراجة نارية أمام السجن، ليتم بعدها مهاجمة السجن من ثلاث جهات، وبعد فشل الهجوم قامت مجموعة خلايا نائمة من مرتزقة داعش بالحسكة بإحراق 3 صهاريج وقود تابعة لشركة سادكوب للمحروقات على تقاطع الباسل في مركز المدينة، كما حاول المرتزقة الفرار من سجن غويران بعد إحباط الهجمات، وبهدف السيطرة وضبط الوضع الأمني في المنطقة أطلقت وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة مطرقة الشعوب، ضد السجن.
وقد خطط المرتزقة في المرحلة الأولى من الهجوم، السيطرة على الشاحنة المليئة بالذخيرة التي تركت بالقرب من بوابة السجن، والاستيلاء على منطقة غويران وحي الزهور، لكن سارعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوى الأمن الداخلي بمحاصرة السجن ومبنى الجامعة المجاور له في البداية.
وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية حظر تجوال جزئي في الحسكة وشمال وشرق سوريا، في الفترة الممتدة من 24 إلى 31 كانون الثاني، بعد السيطرة على أحياء غويران و الزهور ومحيطها من قبل قوى الأمن الداخلي في الحسكة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الحسكة، وفي دير الزور و والرقة باشرت القوات بحملة تطهير المنطقة من مرتزقة داعش، في اليوم الثالث للهجوم استخدمت مرتزقة داعش 700 طفل من أطفال داعش ( أشبال الخلافة) في السجن كدروع بشرية، وركزت قوات سوريا الديمقراطية و قوى الأمن الداخلي على حملة مطرقة الشعوب، وكانت تتقدم بها رويداً، إلى أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على السجن في تاريخ 26 كانون الثاني/ في تمام الساعة 4:50 عصراً، واستسلام 3500 مرتزق من عناصر داعش، أثناء عملية التطهير التي انطلقت في محيط السجن، تم إلقاء القبض على 60 مرتزق مختبئ، وفي 30 كانون الثاني، تم تطهير المنطقة بالكامل من المرتزقة، وانتهت عمليات التطهير والبحث، لقد شارك العرب، الكرد، الآشوريون والسريان الذين يعيشون في الحسكة بالعملية الشعبية لحماية أمن الأحياء، داعمين قوات سوريا الديمقراطية و قوى الأمن الداخلي، وأعربوا عن وقوفهم إلى جانب القوات التي تضمن أمن المنطقة والاعتماد عليهم.
حسب الوثائقيات التي تم الحصول عليها واعترافات المرتزقة، لو نجح الهجوم الذي شنه المرتزقة على سجن الصناعة، لامتدت الهجمات إلى جميع المناطق منها الشدادي ودير الزور، هذا وقد كانت تسعى مرتزقة داعش تنفيذ هجوماً شاملاً على المنطقة.
وفي الهجمات التي شنت على مناطق المحتلة مثل سري كانيه وكري سبي، زاد نشاط بعض مرتزقة داعش، كما زاد نشاط البعض الأخرين في العراق، وكانت الهجمات التي شنت خارج الحدود السورية مخططة ومنسقة لها، وقد تبين أن مرتزقة داعش دخلت منطقة الحسكة عن طريق مدينتي سري كانيه و كري سبي الخاضعتين لدولة الاحتلال التركي، وقد تزامن ذلك باستهداف سيارة تابعة للمجلس العسكري لتل تمر، التي كانت متجهة لمدينة الحسكة لدعم عملية التصدي للهجوم في غويران، من قبل مسيرة تابعة للاحتلال التركي، وفي السياق ذاته كانت دولة الاحتلال التركي تقوم بحشد قواتها العسكرية حول تل تمر، واستشهد مدنيين وأصيب 4 أخرين في هجمات على مدينة عين عيسى تاريخ 22 كانون الثاني، كما استهدفت المرافق الحيوية لعدة مناطق وخرجت عن نطاق الخدمة.
وتم القضاء على هجوم مرتزقة داعش، الذي بدأ في 20 كانون الثاني، في 30 كانون الثاني مع انتهاء عمليات التمشيط، وتسبب مرتزقة داعش باستشهاد 77 شخصاً من العاملين وحراس السجن، بالإضافة إلى استشهاد 40 مقاتلاً و4 مدنيين في العمليات التي دارت بمحيط سجن غويران على مدار 7 أيام، لتكون الحصيلة الأخيرة لحملة مطرقة الشعوب 114 شخصاً ومقاتلاً، قاتلوا بشجاعة، كما قتل 374 عنصراً من مرتزقة داعش.
غداً: كولبهار كوباني: سنهزم كل الهجمات مثل الهجات التي طالت غويران