مع حلول العاشر من كانون الأول، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يتزامن مع يوم كتب القائد أوجلان، كتب الباحث في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، الدكتور طه علي أحمد، مقالاً بعنوان (في يوم "كتب أوجلان".. وقفة أمام مشروعه الفكري).
وكان نص المقال كالآتي:
"مع حلول يوم "كتب أوجلان"، والذي يواكب "اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 كانون الأول/ديسمبر)، ينخرط نشطاء مهتمون بحقوق الإنسان من كافة دول العالم في فاعليات للمطالبة بحرية المناضل والقائد الكردي عبد الله أوجلان، والذي يعد أحد أبرز مفكري ومنظري القرن العشرين، وذلك من خلال مشروع فكري يتجاوز في أُطره القضية الكردية لتقديم اجتهادات فكرية وفلسفية لقضايا إنسانية عامة، انطلاقاً من قراءة نقدية لتاريخ البشرية. ورغم أهمية أفكار عبد الله أوجلان، إلا أن ثمة غياباً ملحوظاً للفهم الحقيقي لها من جانب العقل الجمعي للكثير من شعوب الشرق الأوسط، وبخاصة على مستوى النخبة، تجاه القضية الكردية والمشروع الفكري الذي يقدمه أوجلان وقضيته التي يناضل من أجلها. ولعل أهم ما يقف خلف هذه الإشكالية، أي القصور المعرفي لدى النُخب الشرق أوسطية، هو تغلغل وتعمُّق الأثر الذي تحدثه الآلة الدعائية التركية والتي تدعمها قوى تدور في فلكها قوى مثل جماعات "الإسلام السياسي"، والتي عزَّزَت بعض المفاهيم المغلوطة حول واحدة من أهم القضايا الإقليمية كالقضية الكردية. وعلى هذا، يبدو حجر الزاوية لأي تغيير عميق وحقيقي فيما يخص القضية الكردية أو الدفاع عن عبد الله أوجلان في محبسه بإحدى الجزر النائية في تركيا هو إيلاء المزيد من الجهد لتوعية شعوب الشرق الأوسط بالمشروع الفكري لعبد الله أوجلان، إذ تظل المعرفة بمثابة السهم الذي يخترق أنسجة الظلام ويقطع أوصالها. ولذلك، تسعى هذه السطور للتحليق في جولة عامة في آفاق المشروع الفكري لمفكر تميز بالجرأة في مواجهة أخطر القضايا التي تعيق تقدم الشرق الأوسط، والتي تتمثل أهمها في الذهنية السائدة والتي دأبت على التهرب من آلامها ومعالجة جروحها حتى تمكن منها "العفن"، مع ملاحظة أنه نظراً لاتساع نطاق ذلك المشروع الفكري "الأوجلاني" أو الأوجلانية (Ogalanism) بما يعيق حصرها في سطور محدودة في هذا المقال، سنقتصر على بعض من ملامح "الأوجلانية" على أن يعقبها بعضٌ آخر في مقالات تالية.
نسق الحقيقة عند أوجلان وطرق الوصول إليها
يعتمد المشروع الفكري على مقاربات أربع يرى فيها سُبلاً رئيسة للوصول إلى الحقيقة، تتمثل أول هذه المقاربات في "الميثولوجية" التي يعتبرها أوجلان الطريق الأول للوصول إلى الحقيقة عند أوجلان كونها تستند إلى رؤية كونية، كما أنها تنفتح على الحرية والحياة وتنسجم مع الطبيعة، ولهذا يعتبر أوجلان أن الميثولوجيا تعتبر شكلاً للمعنى الذي لا غنى عنه للجنس البشري. وفي المرتبة الثانية تأتي المقاربة الدينية التي قوامها الحراك بموجب الكلام المعزى إلى الألهة، ويقوم هذا الاسلوب على الأديان الثلاثة كقوة مؤسسة له، والتي بفضلها قطعت الإنسانية مسافات أخلاقية شاسعة وعظيمة في تاريخها. وفي المرتبة الثالثة تأتي الفلسفة كأحد مراحل تطور الفكر الإنساني للبحث في الحقيقة من خلال التأمل، حيث يرى أوجلان ضرورة رد الاعتبار للفلسفة بعد أن حطَّت الحداثة الرأسمالية من شأنها وأفرطت في فرض الضوابط عليها. بعد ذلك يأتي المنهج العلمي كأحد طرق الوصول للحقيقة، وهو الطريق الذي رغم أهميته إلا أن أوجلان يوليه اهتماماً نقدياً كبيراً باعتباره مساهماً أصيلاً في تصيير الرأسمالية لتصبح نظاماً عالمياً من خلال الحاجة إلى تكريس الاستغلال المحقق للربح بما يستدعي تعميق وعي المجتمع في جميع مناحي الحياة لتشتد الحاجة إلى تأسيس المنهج العلمي. وفي هذا الإطار، يرتكز النهج الفكري لعبد الله أوجلان على ما يسميه "نسق الحقيقة" كأنسب السبل نحو الانفتاح على الحقيقة والتعرف عليها ومواجهة المشكلات والقضايا بكافة أشكالها املاً في معالجتها.
في إطار "نسق الحقيقة" ودروبه الأربعة، ارتكزت الرؤية التحليلية للمشروع الفكري الأوجلاني من أساسٍ نقديٍ عميقٍ، وهو الأساس الذي اتسع ليشمل كافة النماذج المعرفية والأنساق التي تمركزت حول الحداثة الغربية وخدمة مصالحها (West-centered models)، بل إن هذا الأساس النقدي طال النموذج الاشتراكي الماركسي الذي انطلق منه أوجلان، ولكونها نابعة من بيئةٍ غير شرق أوسطية بالأساس، لم ترضي أوجلان الاشتراكية العلمية المُشيَّدة كما مارسها الاتحاد السوفيتي أو تشبع طموحه التأملي في سعيه للوصول للحقيقة فتجاوز الطرح الذي قدمه ماركس وانجلز وماو تسي تونج، إذ رآها قد أفلست وأصابها التفسخ ثم الانهيار الداخلي، بل خلص أوجلان إلى حتمية التأسيس لنظام اشتراكي حقيقي تناضل من أجل نظام مجتمعي ديمقراطي أخلاقي سياسي، نظامٌ ينطلق من إطاره المحلي وبخصائصه المحلية، إلا أنه يتحلى بقيم عالمية كالحرية والعدالة والتكامل والأخوة بين الشعوب، ومن هنا جاءت دعوة أوجلان لثورة الشعوب التي تصدرت أول أجزاء عمله الفكري الضخم "مانيفستو الحضارة الديمقراطية" في المجلد الأول تحت عنوان "المدنية".
الشرق الأوسط وخطايا الحداثة الرأسمالية
من خلال رؤية نقدية، يقرأ عبد الله أوجلان واقع منطقة الشرق الأوسط في ضوء سيرورتها التاريخية معتبرا أن هذه الرحلة التي بدأت منذ آلاف السنين البذور لكافة المشكلات المتشابكة في الوقت الراهن سواء على مستوى العلاقة القائمة على الهيمنة والاستغلال بين قوى الحداثة الرأسمالية وشعوب الشرق الأوسط، بل بقية شعوب العالم المستضعفة، أو ما يتصل بالمعاناة التي يئن منها النظام البيئي (Ecology)، وصولاً إلى الإفقار المتعمد لشعوب العالم حرصاً على تكريس متلازمة الهيمنة والتبعية. غير أن حجر الزاوية في هذه الأزمة التي تعاني منها البشرية يكمن في حالة الغبن أو الجور الذي تعرضت له المرأة عند انتقال البشرية من حقبة المجتمع الطبيعي، ذلك المجتمع الذي تحتل فيه المرأة مكانة مركزية فهي المرأة الحكيمة، والملهمة، والأم، بل والآلهة أيضا، لكن انتقال البشرية نحو سيطرة الرجل في أعقاب حقبة الصيد والقنص وما تمخضت عنه من قيم مغايرة لما ساد في المجتمع الطبيعي كالرحمة والصدق وغيرها إلى ممارسات المناورة والخداع والقسوة والسعي نحو الربح وتكريس الاستغلال. هنا، وقع انكسار المرأة أمام هيمنة العقل الذكوري القائم على قوة الجسد بديلاً لقوة الحكمة، يرصد أوجلان انحدار البشرية مع تضخم وضع الفكر القائم على الربح والاستغلال والذي تجسَّد مع الوقت، فيما يعرف بالحداثة الرأسمالية التي فرضت نظام الدولة بدلا من المجتمع، وهو ما يعتبره أوجلان، في كتابه "من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية"، بمثابة نقلة نوعية سلبية ومدمرة وكارثية على المجتمع لأنها استعمرت الإنسان وحولته إلى "عبد" في خدمة الدولة والقوى الاحتكارية المسيطرة.
الدمقرطة والدور التاريخي للكرد
كمرآةٍ عاكسةٍ لأزمات العالم، تحتل الشرق الأوسط نقطة محورية لالتقاء أزمات الحداثة العالمية بما احدثت من تكريس للسلطوية القومية الي تخدم مصالح الغرب في المقام الأول، وهو ما انعكس على تجذُّرِ فكر الاستبداد في منظومة الحكم في المنطقة، ولذلك يصعب تصور خروجاً آمنا للمنطقة من آتون الاستبداد بدون تحول ديمقراطي حقيقي، وهنا يرى عبد الله أوجلان أن للشعب الكردي مسؤولية كبيرة ودورا تاريخياً لا مثيل له في هذه المرحلة، في كتابه "الفوضى في حضارة الشرق الأوسط والحلول المحتملة" يقول أوجلان بأن البقاء في إطار حدود مقسمة قد أصبح عاملاً مساعدا لهذا الدور، فالشعب الكردي الذي حول نفسه إلى شعب ديمقراطي سيرغم البلد والشعب الذي يحيا معه عل الحل الديمقراطي، ففي حين كانت الحركة الكردية تبدو كأداةٍ لتقسيم والألاعيب الخارجية، فقد أصبحت الآن بمثابة الضمانة للسلام والحرية والأخوة، "فالجهل والتمرد والقمع والإبادة الجماعية ليست قدراً مكتوباً على جبين الكرد، بل سيكون الوعي الديمقراطي والمجتمع المدني المتطور والوحدة الحرة هو القدر، ولذلك يتوقع أوجلان أن الكرد من خلال هذه المهمة التاريخية المنوطة بهم أصحاب خطوات التحول الديمقراطي المتين في إيران تحت لواء الجمهورية الإسلامية الديمقراطية أو الفيدرالية الإيرانية الديمقراطية الأكثر عصرا، وفي العراق سيكونون الضمانة الأساسية لعراق ديمقراطي أو للفيدرالية العراقية الديمقراطية من خلالهم موقعهم الفيدرالي الديمقراطي، وسيلعبون دوراً رئيساً في ترسيخ الجمهورية الديمقراطية والعلمانية في تركيا كأصحاب خطوات منسجمة ومصممة على طريق الالتزام والديمقراطية، كما لا يمكن التقليل من دورهم في خلق سورية ديمقراطية.
القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية
بعد رحلةٍ من التأمل والتحليل النقدي، يخلص عبد الله أوجلان إلى طرح "الأمة الديمقراطية "، وهي أمةٌ متعددة المكونات القومية والمنضوية تحت سقف "نظام الكونفدرالية الديمقراطية" الذي يؤمن براديغما المجتمع الديمقراطي التعددي الأيكولوجي المادي والتحرر جنسانياً. وهي امة يصفها أوجلان في كتاب "مانيفستو الحضارة الديمقراطية" بأنها أمة المتشاركة ثقافيا، هي أمة تندمج فيها اللغة مع الثقافة. فاللغة هي الإرث المجتمعي للذهنية والأخلاق والجماليات والعواطف والأفكار التي اكتسبها مجتمع ما، وهي الهوية واللحظة التي يدرك بها ذاته، وبالتالي فكلما ارتقى مستوى اللغة، زاد تقدم الحياة. في حين تتشكل الثقافة من مجموع كينونات المعاني التي كونها المجتمع البشري على مدار تاريخه، فالثقافة تعكس مضمون المعاني المتنوعة والمترابطة ضمن كافة أشكال المؤسسات بالمجتمع. والأمة الديمقراطية تتجاوز حدود العرق بما يكرس المساواة والأخوة الإنسانية على أساس الذهنية المنفتحة. إن ما يجمع هذه التنوعات المتشاركة رغم تنوع أصولها العرقية واللغوية والدينية ...إلخ، هو تلك الذهنية القابلة للعيش المشترك القائم على قبول الآخر وغيره من القيم المشكلة للنسق الديمقراطي بعيداً عن تلك الديمقراطية المزعومة والمُسَيَّسة من جانب قوى الحداثة الرأسمالية، ولهذا يرتكز حل الأمة الديمقراطية الذي يقدمه أوجلان على عشرة مبادئ مترابطة تتمثل في؛ الأمة الديمقراطية، والوطن المشترك (الوطن الديمقراطي)، الجمهورية الديمقراطية، الدستور الديمقراطي، الحل الديمقراطي، ووحدة الحقوق والحريات الفردية والجماعية، الحرية الأيديولوجية والاستقلال الأيديولوجي، والتاريخانية والحضارية، ومبدأ الضمير والأخلاق، ومبدأ الدفاع الذاتي في الديمقراطيات.
العصرانية الديمقراطية وعصر ثورة المرأة
في مواجهة التغييب المتعمد من جانب الرأسمالية العالمية ضد شعوب الشرق الأوسط، بما انعكس على تعميق وتعقيد أزمة المجتمع الكردي وجعلها بمثابة ورقة في آتون الصراعات الدولية ومنظومة المصالح المتشابكة بين القوى الغربية، يخلص عبد الله أوجلان إلى أن القضية الكردية إنما هي واحدة من أزمة عالمية تلقي بظلالها على أقاليم العالم المختلفة ومن بينها الشرق الأوسط ذات المكانة المتميزة في الاستراتيجية العالمية، ولهذا يدعو أوجلان إلى ما يسميه "ثورة الحقيقة"، نحو تحرر شعوب المنطقة وتحررها ووصولها إلى المجتمع الديمقراطي الأخلاقي التعددي الكونفدرالي. فالشعوب هي التي أوجدت أول ثورة في التاريخ (ثورة الزراعة)، وهي التي أوجدت الحضارة البشرية. إن المطلوب هو ثورة ذهنية كونها تنتفض على نمط الحياة القائمة ولاسيما ما يتصل بقضية المرأة، ففي كتابه "العصرانية الديمقراطية هي عصر ثورة المرأة" يقول أوجلان أن ثورة الحقيقة هي ثورة الخلاص من الأيديولوجية للحداثة المهيمنة للحداثة الرأسمالية ومن نمط حياتها. وفي هذا الإطار أطلق أوجلان طرحاً جديدا سعى من خلاله تجاوز الأطر التقليدية لمنظومة العلوم ذات المرجعية الغربية مثل علم الاجتماعي، فرغم الدور الذي رفعه المنظرون في علم اجتماع المرأة، إلا أن حتى هذا العلم رأى أوجلان فيه أحد وسائل تكريس التبعية والاستغلال لصالح الغرب، ولهذا جاءت طرح أوجلان بشأن علم يتمركز حول المرأة استمد عنوانه من اسمها، وهو علم "الجينولوجيا"، أو "علم المرأة" كإطارٍ معرفي يتجاوز حدود علم اجتماع المرأة، ويشتق هذا المصطلح من الكلمة الكردية "جين - Jin"، وتعنى المرأة و"لوجيا - Loji" أي العلم. وقد جاء هذا المصطلح للمرة الأولى في المجلد الثالث من الكتاب المرجعي أوجلان "مانيفستو الأمة الديمقراطية"، والذي يحمل عنوان "سوسيولوجيا الحرية"، كما يسعى علم "الجينولوجيا" ليكون علماً يحل محل "الفامينية - Feminism"، حيث يسعى "علم المرأة" لدراسة جوانب وأسباب فشل الحماية تاريخيا وفي الحاضر؛ فيثير العديد من التساؤلات والمفاهيم المرتبطة بالمرأة مثل الحماية الجوهرية للمرأة، وكيف يكون ذلك؟، وكيف أضر غياب هذه الحماة بعالم الرجال والنساء معاً.
وكأحد الدروس المستخلصة من القراءة الأوجلانية للتاريخ، يخلص المفكر عبد الله أوجلان لنتائج أهمها أن التحول إلى إنسان مستحيل، ما لم يحلل أو يفهم المجتمع الذي ينتمي إليه ذلك الإنسان سواء بمعناه الضيق أو الواسع. وبما أن الحقيقة مجتمعية فإن الهروب من المجتمع هو هروب من المعنى والحكمة. وبالتالي، يشترط أوجلان تقديم نشاط سوسيولوجي لنشوء السلطة باعتبارها ظاهرة اجتماعية تعني الاستعداد أكثر للتجذر والاستدامة، وتعني أيضاً أن المدنية هي التعبير الشمولي للسلطة الاجتماعية التي تكتسبها الدولة ضمن إطار تركيزها على المدنية، فما كان فشل ثوار القرنين التاسع عشر والعشرين إلا لضلالهم بشأن السلطة وواقعها المتجسد في الدولة القومية، علاوة على افتقارهم إلى التحليل التاريخي والسوسيولوجي بشأن السلطة مثل كيفية نشوئها على مر التاريخ والمراحل التي مرت بها وعلاقة الاقتصاد والدولة. وفي هذا السياق يخلص أوجلان إلى حقيقة مفادها أن "المدنيات تتصارع إلى أن يفني بعضها بعضا، وتتغلب على بعضها بعضا، دون أن تتوافق".
بجانب ذلك، ففي القلب من دعوته للتحول إلى إنسان طبيعي، يرى أوجلان ضرورة العودة إلى المجتمع الطبيعي الذي كان سائدا خلال حقبة "العصر النيوليتي" قبل 5 آلاف سنة، حيث تمحورت الحياة حول المرأة التي وصلت في مكانتها إلى حد الحكمة والإلهام، فكانت مصدر الحياة والرحمة والقيم النبيلة، بل وصلت إلى مكانة المرأة الآله، إلا أنه مع تحول البشرية نحو عصر سيطرة الرجل وهيمنة المنطق الذكوري انحدرت البشرية كما نحو ابتذالات وهيمنة الحداثة الرأسمالية فصارت المرأة – على سبيل المثال – في وضع التشيؤ، بمعنى خروجها من الإطار القيمي إلى الحط من مكانتها لتصبح التابع للرجل، ومصدرا لإثارة الغرائز والرغبات، وصلا ً لحد اعتبارها إحدى السلع التي تروج لها تلك الحداثة الرأسمالية. والحالي نفسه بالنسبة للبيئة التي تضررت من جور الإنسان الحداث حتى أضحت البشرية تعاني من قضايا المناخ والإضرار بالبيئة لصالح منطق تحقيق الربح الرأسمالي. وبالتالي، فإن تحرير المرأة من تلك السيطرة الذكورية سوف يقود المجتمع نحو تحرير السلطة المهيمنة عليه والتي تقوم على الاستغلال والتسلط، ومن ثم العودة إلى المجتمع الطبيعي الذي تتحرر فيه البيئة أيضا من جور الحداثة الرأسمالية".
المصدر: مركز آتون للدراسات