"حقي قرار راسخ في مبادئ وأهداف حزب العمال الكردستاني" - تم التحديث

"كتب القائد مسودة برنامج الحزب في ديلوك في أيلول 1977، وهكذا تم الوفاء لحقيقة حقي قرار في مبادئ وأهداف البرنامج، وهكذا بدأ تشكيل الحزب".

أجرى عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان تقييمات لمجلة ستيركا جوان حول حياة الشهيد حقي قرار.

ونوّه دوران كالكان إلى أن يوم 18 أيار هو يوم الشهداء بالنسبة لهم، وبهذه المناسبة استذكر شهداء الحزب والنضال في شخص حقي قرار بكل محبة واحترام وامتنان.

وذكر دوران كالكان أنه تعرّف على حقي قرار في كلية العلوم بجامعة أنقرة حيث كانا حينها طلاب في الجامعة، وأضاف قائلاً: "قبل أن أتعرّف على القائد أوجلان، كنتُ قد تعرفتُ كل الرفيق حقي قرار، وبالطبع، كنتُ قد تعرفتُ أيضاً على الرفيق جمعة، وكان الرفيق حقي قد التحق بجامعة أنقرة كلية العلوم قسم الرياضيات في العام الدراسي 1971-1972".

وذكر دوران كالكان أنه لم يكن يعلم أن حقي قرار كان يقيم مع القائد عبد الله أوجلان، وتابع قائلاً: "لكنه كان أحد المناضلين الثوريين المعروفين في كلية العلوم، وكان يحاول تنظيم مجموعة ثورية مع بعض الأشخاص، ويتولى القيادة، وكان يتواجد بالفعل عدد كبير من أعضاء حزب الحركة القومية الفاشيين في الكلية، وكان على المجموعة الثورية أن تكون أكثر تنظيماً وأن تتحرك بشكل مشترك لتحمي نفسها، وكان الرفيق حقي قرار رائداً في هذا النشاط ويعمل على تنظيمه، وكان في طليعة الصدامات ضد الفاشيين ويقود الصدامات".

وأوضح دوران كالكان أن القائد عبدالله أوجلان خرج من السجن في تشرين الثاني 1972، وتابع قائلاً: "لا أتذكر تاريخه بالضبط، ولكن كان في شهر تشرين الثاني، وعند خروج القائد أوجلان من السجن، حصل على عنوان الرفيقين حقي وكمال من شاب من البحر الأسود، كان أحد الشبان الذين كانوا يقيمون في ذلك البيت قبل اعتقاله، ويقول للقائد أوجلان: "إنهم ثوريون، وهذا المكان مناسب لكم"، وبدوره توجه القائد إلى ذلك البيت بعد خروجه من السجن، ونظراً لاعتقاله، لم تتح له الفرصة للإقامة في سكن الطلاب، وبعد مضي عدة أيام يذهب، لا نعرفها بالضبط، لكنه يذهب إلى المنزل الذي حصل على عنوانه منه، ويقرع الباب، ويقدم نفسه، وبعد دخول المنزل، يقيم هناك، وكان كمال بير يتحدث عن تلك الفترة بالقول: "في أحد الأيام، طرق الباب وسلّم علينا وسأل إذا كان يمكنهم قبوله كضيف لديهم؟ أجبناه بالقول، تفضل، وفي اليوم الثاني أصبح صاحب المنزل وبدأ يعطينا التعليمات".  

وأودُ أن أقول هذا الأمر، إن موقف القائد، وتطور القائد هما حدث مختلف، ولكن لم تكن هناك الممارسة من هذا النوع بعد، كانت هناك فقط بعض العبارات، وفي وضع من هذا القبيل، فإن فهم هذه العبارات باعتبارها كلمات القائد يعد موقفاً ومستوى خاصاً وواعياً من الفهم، ويظهر مستوى وجدية وإخلاص القائد، والذين عبروا عن ذلك بقوة أكبر هما الرفيقين حقي قرار وكمال بير، ومن ثم لم ينقطعا عنه أبداً، ويمثل هذا التعارف المتبادل انبعاثاً جديداً، وجرى اتخاذ خطوة جديدة، وأظهر أنه يمكن إنشاء حياة جديدة وعالم جديد، وأصبحت الخطوة الأولى في مرحلة التطوير".

ولفت دوران كالكان الانتباه إلى مقولة القائد عبدالله أوجلان التي قالها عن حقي قرار "مثل روحي الخفية" وأجرى تقييماً من هذا النوع، "كان الرفيق كمال بير أيضاً قوة الحركة، حيث كان يتخذ القرار على الفور، ولم يكن يقف في مكانه، بل كان دائماً منخرطاً في التحرك، وبدأت الحركة مثل حركة للقائد، ففي البداية انضم الجميع مع القائد، ولذلك تولى القائد القيادة لها، وكانت كل المعلومات تُجمع عن القائد، ولم تكن حركة حزب العمال الكردستاني، والمجموعة الآبوجية، والثوار الكردستانيين تنظيماً رسمياً حتى التأسيس الرسمي لحزب العمال الكردستاني، عملياً كان يتم تنظيمها من قِبل القائد.

وعلى الرغم من أن ذلك لم يكن رسمياً، إلا أنه عملياً كان حقي قرار يساعد القائد في إدارة النشاط، على سبيل المثال، الذين لم يكن باستطاعتهم إجراء اللقاء مع القائد، كانوا يجرونه مع الرفيق حقي، حيث كانوا يأخذون التعليمات منه، والذين كان يريدون إعطاء التقارير للقائد، ولم يكن بمقدورهم مقابلة القائد، كانوا يجلسون مع الرفيق حقي قرار ويعطونه التقارير، كما أنهم كانوا يأخذون وجهات النظر منه أيضاً، وكان يتم إبلاغ القائد بالكثير من الأمور عبر الرفيق حقي قرار.

وكان القائد بدوره يرى هذه الأعمال لحقي قرار صائبة وصحيحة، حيث كان يرى كما لو أنه لا يقع في الخطأ.

وعندما كان الرفيق حقي يقوم بعمل، لم يكن القائد يتابعه، كان متأكداً منه ويقول: "سيقوم حقي باستخدام كل الإمكانات والفرص المتاحة وسيحصل على النتيجة ويقدم التقرير".  

وكان الرفاق أيضاً يعتبرون كلمات الرفيق حقي قرار مثل كلمات القائد وبمثابة التعليمات، ويتصرفون وفقاً لذلك، ولم يكن لديهم أي شك أو تردد، وعندما كان يلتقون مع الرفيق حقي، كانوا يعتبرونه كما لو أنهم كانوا يلتقون مع القائد ويجرون اللقاء معه".  

وأشار دوران كالكان إلى أن حقي قرار شارك عملياً في تأسيس أعمال المجموعة الأيديولوجية في أنقرة على هذا الأساس، وقال بهذا الخصوص: "كان هذا المنزل بمثابة المقر خلال فترة قمع 12 آذار، حيث كان مكاناً للقراءة والمناقشة، وكانت بمثابة مكتبة". 

وأفاد دوران كالكان بأنه في بداية العام 1976 وأثناء اتخاذ القرار بالعودة إلى كردستان والمضي قدماً في الممارسة العملية فيها، كان حقي قرار أحد الأشخاص الأوائل العائدين إلى كردستان، وأضاف قائلاً: "يُقال بأنه توجه إلى منطقة سرحد، وقد وقع في نهاية العام 1976 زلزال في وان، ربما ذهب إلى هناك، وكانت هناك حركة من جميع الساحات من المجموعة الآبوجية إلى منطقة الزلزال، وقد كانت مجموعة ديلوك قد ذهبت أيضاً، ولم يبق في جانب سرحد - بازيد لفترة طويلة، بل ذهب إلى أماكن كثيرة في مهام قصيرة المدى، وخلال تلك الفترة، ذهب إلى إيله لخوض النشاط وبقي فيها لفترة من الوقت، وقد وضع الرفيق حقي الركائز الأولى في إيله".

وأفاد دوران كالكان بأن حقي قرار انتقل إلى ديلوك في نهاية الصيف من العام نفسه، وذكر أنه بقي في ديلوك حتى 18 أيار 1977 عندما استشهد، وخاض النشاط من وقت لآخر في البلدات المحيطة بمدينة ديلوك.

وذكر دوران كالكان أن الكثير من رفاقهم كانوا ينشطون في ديلوك، وأضاف قائلاً: "لكن بعد أن توجه الرفيق حقي إلى ديلوك، تحولت إلى مركز، وعملياً أصبحت مركز نشاط حزب العمال الكردستاني في كردستان، حيث كانت المنشورات تُنشر هناك، وكانت التعليمات تؤخذ من هناك، وكان القائد حاضراً بشكل مكثف في أنقرة، وكانت الخطوة التكتيكية الأولى أي الأنشطة الجديدة تتطور من هناك، وكان الرفيق حقي يتولى قيادة ذلك، ويقوم بالأنشطة، وينظم الدورات التدريبية، ويقوم بالعمل، حيث قام بجميع أنواع العمل لتنظيم حركة الشبيبة الثورية، وكانت ديلوك مركزاً مهماً للثوار، وفي طور النمو والتطور، وكانت المدينة الرئيسية في كردستان، وكان الشبيبة يتوجهون إلى ديلوك من المدن الكردية، وخاصة من رها، حيث كان العمال والطلاب يتوافدون إليها، وكانت تتواجد فيها كتلة كبيرة من الكرد، غالبيتهم من العمال والطلاب، وتطور حزب العمال الكردستاني بشكل سريع ضمن صفوفهم، وتحققت وتطورت الحركة الأولى للكوادر في ديلوك، وتم تأسيس العشرات من الدور الجماعية والمجموعات التدريبية، وأصبحت مجموعة كبيرة بين صفوف الشبيبة والعمال، وكان أعضاء حزب الحركة القومية أيضاً يحاولون تنظيم أنفسهم في نلك الساحات، وكان يتولى قيادة النضال المناهض للأوساط الفاشية المنتمية لحزب الحركة القومية.

وقام بتنظيم الاجتماع الذي عقده القائد أوجلان في مدينة ديلوك في بداية شهر أيار، كان المسؤول عن مدينة ديلوك، وفي بداية العام 1977 شارك في الاجتماع الذي عُقد في أنقرة، وفيما بعد أصبح مساعداً للقائد بشكل رسمي".

وأكد دوران كالكان على أن حقي قرار تصرف وتولى زمام الإدارة بشكل تنظيمي، ولذلك، شكل استشهاد حقي قرار التأثير على الجميع.  

وأضاف دوران كالكان: "إن اغتيال الرفيق حقي قرار كان بمثابة مرحلة حاسمة ونقطة تحول، وقد قال القائد أوجلان في مرافعاته: "حتى تلك اللحظة لم يكن واضحاً كيف سيسير حزب العمال الكردستاني، وكيف سيصبح عملياً"، فقد أدت حادثة اغتيال حقي قرار إلى الإقدام على اتخاذ خطوة من هذا النوع، وقام حزب العمال الكردستاني باتخاذ خطوات في اتجاهين، الأولى، أطلق الحرب الثورية الانتقامية، وأطلق مرحلة النضال على أساس العنف الثوري ضد الشخصيات والمؤسسات المتورطة في العمالة، وعلى أساس الانتقام لـ حقي قرار، واتخذ قراراً انتقامياً من هذا النوع، وحتى ذلك الحين، لم يكن حزب العمال الكردستاني قد استخدم السلاح بطريقة مخططة تماماً، ورغم أنه استخدمه في الأحداث الشبابية المختلفة، إلا أنه كان فردياً، ولم يقم بأي نشاط مسلح كبير مخطط له، وكان أول نشاط مسلح كبير له هو معاقبة قتلة حقي قرار، وكان هذا أيضاً فعالاً جداً، حيث انشغل حزب العمال الكردستاني بهذا الأمر على مدى ستة أشهر، ويتواصل منذ ذلك اليوم، وفي الواقع، يمكن للمرء القول، إنه كان بداية معركة الدفاع المشروع، ومعركة الدفاع عن النفس، وهكذا بدأ استخدام العنف المسلح.    

وقبل انعقاد اجتماع ديلوك، كنا قد عقدنا اجتماعاً في آمد، وأجرى القائد تقييماً امتد لـ 8 ساعات حول الشرق الأوسط والعالم وكردستان، وقال في نهاية المطاف: "ليس هناك سبيل آخر سوى خوض معركة التحرير الوطنية للإطاحة باستعمار من هذا النوع".  

وأشار دوران كالكان إلى أن الخطوة الثانية كانت تشكيل الحزب، وأضاف قائلاً: "لقد قال القائد 'تم اتخاذ القرار بتشكيل الحزب، وحزب العمال الكردستاني هو تنظيم إحياءً لذكرى حقي قرار"، وقد تم اتخاذ قرارين أساسيين، الأول، كان إطلاق المقاومة المسلحة، والثاني هو قرار البدء في مرحلة تشكيل الحزب.

وكتب القائد مسودة برنامج الحزب في ديلوك في أيلول 1977، وهكذا تم الوفاء لحقيقة حقي قرار في مبادئ وأهداف البرنامج، وهكذا بدأ تشكيل الحزب، ولاحقاً بدأت مرحلة تشكيل الحزب، ولذلك، فإن في أساس حزب العمال الكردستاني والعنف الثوري يكمن الوفاء لذكرى حقي قرار، ونحن في خضم السنة الخامسة والأربعين لمرحلة من هذا القبيل، وكانت هناك قيادة حزبية عظيمة وتطور حزبي على مدى 45 عاماً، وهناك معركة الدفاع عن النفس تقوم على أساس العنف الثوري ضد كل أنواع الرجعية، ويجري إحياء ذكرى حقي قرار بحزبية ومقاومة من هذا النوع".