قصة سليمان سالجوكاك أثارها تقرير لموقع "نورديك مونيتور" السويدي، الذي كشف أنه يجري التحقيق معه من قبل سلطات النظام التركي، ليس لشيء إلا لأنه كان يحاول فضح الناخبين الذين تم نقلهم من أماكن أخرى في تركيا، للتصويت في الانتخابات المحلية بالمناطق الكردية، وهم من عناصر الشرطة والجيش.
وكانت تقارير عدة كشفت عن إتاحة السلطات لعشرات آلاف من رجال الشرطة والجيش الذين نقلوا إلى المناطق الكردية بالتصويت فيها خلال الانتخابات البلدية التي جرت مؤخراً، رغم أنهم لا ينتمون إلى تلك المناطق، وقد كان ذلك بهدف التأثير على توجهات الأصوات والعمل على التقليل من حظوظ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب.
التحقيق مع سليمان سالجوكاك
وبدأ المدعون الأتراك تحقيقا مع سليمان سالجوكاك الرجل الكردي الذي قام باستجواب الناخبين، الذين نُقلوا إلى مدينة إقامته في مقاطعة شرناخ جنوب شرق البلاد يوم الانتخابات المحلية في 31 مارس/آذار، من أجل تغيير نتائج الانتخابات لصالح حزب العدالة والتنمية، بحسب ما ذكره أحد المحامين.
وقد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر سليمان سالجوكاك، 61 عاماً، وهو يرتدي غطاء الرأس والملابس الكردية التقليدية، يستجوب ضباط الشرطة والجنود المزعومين، الذين كانوا ينتظرون في الطابور للتصويت، فقد كان يسأل كل واحد منهم قائلا: "أخبرني، من أين أنت؟"، بينما كان السكان المحليون الغاضبون الآخرون يخجلونهم، بسبب رضوخهم لأوامر الحكومة "غير القانونية".
فيديو ينتشر على نطاق واسع
وتم تداول الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثيرون بشجاعته في مواجهة تزوير الانتخابات. حيث ذكر العديد أعضاء حزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للكرد ومراقبون، ليس فقط السكان المحليين مثل سالجوكاك، أن عدداً كبيراً من ضباط الشرطة والجنود غير المسجلين محلياً كانوا يصوتون بشكل غير قانوني في تركيا في جنوب شرق البلاد، الذي تسكنه أغلبية كردية، من أجل التأثير على الانتخابات لصالح مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في المنطقة.
وشوهد السكان المحليون ومسؤولو حزب الديمقراطية، في مقاطع الفيديو، وهم يتفاعلون مع الجنود وضباط الشرطة المفترضين ويسألونهم عن سبب انتظارهم للإدلاء بأصواتهم هناك، على الرغم من حقيقة أنهم لا يعيشون في تلك المنطقة بالذات، وكان فيديو سليمان سالجوكاك الأشهر بين هذه الفيديوهات.
ماذا وجه له في التحقيقات؟
وفي هذا الإطار، أعلن محامي يدعى رمضان دمير، أمس الجمعة، عن إطلاق تحقيق مع سالجوكاك بتهمة مخالفة قانون الانتخابات، رغم أنه لم يتضح كيف انتهك القانون، فيما ذكر الصحفي خيري دمير أن أحد الأسئلة التي تم طرحها على سالجوكاك أثناء استجوابه كجزء من التحقيق هو لماذا فعل ما كان يفعله في الفيديو المتداول له.
وعلى الرغم من كل محاولات التلاعب والتزوير في الانتخابات البلدية التركية، خرج حزب المساواة فائزا، محققا الانتصار في أكثر من 10 بلديات في جنوب شرق تركيا، وقد بلغ التأييد الشعبي له على المستوى الوطني 5.7 بالمئة من أصوات الناخبين، حيث صوت له 2.6 مليون شخص.
وجاءت نتائج الانتخابات البلدية كلطمة سياسية كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن خسرها وحل ثانيا خلف حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسية في البلاد، على نحو جعل لا شيء أمام الرئيس التركي سوى الاعتراف بالهزيمة القاسية.