اتحاد الإعلام الحر: هذا العام أكثر عام دموية بحق الصحفيين

عقد اتحاد الإعلام الحر في سوريا بالتعاون مع منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة مؤتمراً صحفياً، للإعلان عن نتائج لجنة تقصي الحقائق حول استهداف الصحفيين في مناطق شمال وشرق سوريا.

يصادف اليوم 2 تشرين الثاني اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. وبهذه المناسبة، عقد اتحاد الإعلام مؤتمراً صحفياً للإعلان عن نتائج لجنة تقصي الحقائق حول استهداف الصحفيين في مناطق شمال وشرق سوريا.

وقد شكل اتحاد الإعلام الحر في سوريا، بالتعاون مع منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة، لجنة تقصي الحقائق برئاسة الصحفي المصري أحمد العميد، المدرب في الصحافة الحربية والمتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، في أيلول 2023.

تهدف اللجنة إلى إعداد تقرير عن استهداف مسيرة تابعة للاحتلال التركي لسيارة تقل صحفيين يعملون في قناة JIN TV، وكشف ملابسات الواقعة.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في حديقة القراءة في مدينة قامشلو، أوضح الرئيس المشترك لاتحاد الإعلام الحر، دليار جزيري، أن الانتهاكات بحق الصحفيين تتزايد على المستوى العالمي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. وشهد عامي 2023 و2024 أكثر السنوات دموية بحق الصحفيين.

وأشار جزيري إلى أنه بعد 7 تشرين الأول، قُتل 140 صحفياً في فلسطين ولبنان، قائلاً: "للأسف، الجهات التي ترتكب الجرائم ضد الصحفيين أفلتت من العقاب دون أن يتم معاقبتها."

وكشف جزيري أن الصحفيين في شمال وشرق سوريا لم يكونوا بمنأى عن الهجمات منذ بداية ثورة 19 تموز 2012. ومنذ عام 2011 حتى الآن، استشهد 28 صحفياً، معظمهم استشهدوا جراء الاستهداف المباشر، حيث قُتل العديد منهم بواسطة الطائرات المسيرة والحربية التابعة لدولة الاحتلال التركي.

وأوضح جزيري: 'في سوريا، فقد أكثر من 550 صحفياً حياتهم، ورغم ذلك، لم تتم محاسبة الجهات التي ارتكبت هذه الانتهاكات بحق الصحفيين. الأمم المتحدة التي أعلنت هذا اليوم لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، لا تقوم بمسؤولياتها تجاه الجرائم التي ترتكب بحقهم، بل تتحرك وفق أجندات الأنظمة.'

وأضاف جزيري: "في 23 آب 2023، وقع حادث في قرية تل شعير، حيث تم استهداف سيارة تقل صحفيات من قناة JIN TV. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي تم استهدافهن فيها لم تشهد أي نوع من الحروب، ومع ذلك، أصبح الطاقم هدفاً لطائرة مسيّرة أثناء عودتهم بعد إعداد تقريرهم. أسفر ذلك عن استشهاد العامل في القناة نجم الدين حج سينان، وإصابة زميلتنا الصحفية دليلة عكيد بجروح بليغة." ولفت دليار جزيري: "إن التقرير تم إعداده بمساعدة منظمة حقوق الإنسان شكلنا لجنة بمساعدة الكثير من زملائنا الصحفيين في شمال وشرق سوريا ومصر، ومنظمة دولية لم تكشف عن اسمها، ارتأينا عن كشفها، وأردنا إن نعلن عنها في هذه المناسبة".

وبين جزيري إن التقرير وثق بأدلة دامغة مسؤولية الدولة التركية في استهداف الصحفيين، وتم إعدادها بثلاث لغات الكردية والعربية والإنكليزية، وسيتم مشاركتها مع الجهات الدولية المعنية.

وأوضح جزيري أنه في الهجمات الأخيرة استُهدف زملاؤنا الصحفيون بالقرب من محطة كهرباء مدينة عامودا. وقد سبق للدولة التركية استهداف مجموعة من الصحفيين في سري كانيه، كما تم استهداف الصحفي عصام عبد الله في قرية تقل بقل بريف مدينة ديرك بطائرة حربية، حيث استشهد إثر هذا الاستهداف.

وأدان جزيري جميع أشكال الانتهاكات ضد الصحفيين، قائلاً: "نريد أن يتم حماية جميع زملائنا الصحفيين في العالم، حيث كان هذا العام الأكثر دموية بحق الصحفيين".

من جهتها، أوضحت الرئيسة المشتركة لمنظمة حقوق الإنسان في مقاطعة الجزيرة، أفين جمعة، أن الأدلة المرفقة في التقرير تثبت استهداف الصحفيين، وأنهم مستعدون للتعاون مع الجهات والمنظمات الدولية لمشاركة هذا التقرير معهم.

وبيّنت أفين جمعة أنهم فتحوا محضراً في سويسرا يتوجب الانتهاء من إعداده بحلول نهاية 2025، حيث سيناقش عدد من جرائم الحرب المرتكبة في شمال وشرق سوريا، وسيتم النقاش حول هذا التقرير والجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.