الشهباء.. حصار خانق وكارثة تلوح في الأفق تهدد قاطنيها

لا يكاد يمر شتاء في مناطق الشهباء بدون حصار شديد يهدف لخنق قاطنيها، في مشهد متكرر منذ سنوات اعتاد عليه المهجرون قسراً، بل واعتادوا على مقاومته باراتهم وعزيمتهم.

في آذار / مارس 2018، احتلت الدولة التركية عفرين بمساندة مرتزقتها، وفي ظل صمت دولي افسح المجال لارتكابها جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الانسان، الامر الذي ادى الى تهجير قرابة 300 ألف شخص من السكان الأصليين، الى مناطق الشهباء الواقعة بالقرب من عفرين، وحلب.

خريطة توزع المهجرين في الشهباء

ويتوزع المهجرون قسراً في مناطق الشهباء على خمس مخيمات وهي، "العودة، عفرين، برخدان، سردم، شهباء" بالإضافة الى توزعهم على 42 قرية وبلدة شبه مدمرة نتيجة الحروب والصراعات التي دارت في المنطقة منذ اندلاع الثورة.

حصار متكرر

ويعاني سكان هذه المخيمات والقرى من حصار خانق منذ تاريخ وصولهم للشهباء، تشتد حدته مع حلول فصل الشتاء.

ومؤخراً ومع تشديد الفرقة الرابعة لحصارها على المنطقة، فُقدت أهم المواد الرئيسية ومنها الغاز ومادة مازوت التدفئة، حيث باتت المنطقة على اعتاب كارثة حقيقية.

كارثة صحية

وبالإضافة لمشفى آفرين ومشفى تل رفعت المهددين بالخروج عن الخدمة جراء انعدام المحروقات، تتواجد في الشهباء نقاط طبية تابعة للهلال الأحمر الكردي تقدم العلاج والأدوية، لكن وفي ظل الحصار، أصبحت تعاني من نقص كبير في الأدوية جراء منع دخولها، كما أثر نقص المحروقات على خدماتها الطبية.

تأثير الحصار على الزراعة

يحاول المزارعون في الشهباء وفي ظل الحصار الخانق الاعتماد على الذات من خلال زراعة أراضيهم. لكن ومع اشتداد الحصار وفقدان المحروقات، تأثرت اغلب المزروعات بالإضافة لصعوبة تأمين الأسمدة الضرورية للمحاصيل، وقطع الغيار الضرورية لمولدات الكهرباء والري.

قصف مستمر

وتتعرض مناطق الشهباء ومنذ احتلال مقاطعة عفرين، لقصف شبه يومي من قبل دولة الاحتلال التركي، تحت انظار القوات الروسية المتمركزة في المنطقة، الأمر الذي زاد من وطأة الحصار وشدته والذي يحول دون وصول المزارعين الى أراضيهم.
غياب المنظمات الدولية

وتفتقد المنطقة لتواجد المنظمات الدولية الاغاثية والإنسانية، حيث يلعب الجانب السياسي بالإضافة للحصار، دوراً بارزاً في غيابها عن المنطقة، حيث تتوجه اغلب هذه المنظمات الى المناطق التي تحتلها تركيا وتعمل ضمن شروط واملاءات تركية.