البروفيسور غروباتشيتش: عبد الله أوجلان هو أكثر بكثير من مجرد قائد ثوري

صرّح البروفيسور أندريه غروباتشيتش إن القائد عبد الله أوجلان هو أكثر بكثير من مجرد قائد ثوري، وقال إنه عالم وفيلسوف وعالم اجتماع.

أفاد البروفيسور أندريه غروباتشيتش أن ما سيحدد مستقبل اليسار العالمي هو الصراح بين مبدأين تنظيميين، وقال: "عليكم أن تختاروا، وفي رأيي فإن هذا الاختيار مهم للغاية؛ فإما أن تكون روج آفا أو بلغاريا الاشتراكية مرة أخرى، ومن الضروري أن ننشر روح روج آفا في اليسار العالمي الجديد".

أندريه غروباتشيتش هو الرئيس المؤسس لقسم الأنثروبولوجيا والتغيير الاجتماعي في معهد كاليفورنيا للدراسات المتكاملة - سان فرانسيسكو ورئيس تحرير مجلة (Journal of World-Systems Research)، وهو أيضاً عضو هيئة التدريس في مركز بيركلي للطب الاجتماعي بجامعة كاليفورنيا، وتحدث أندريه غروباتشيتش، الذي هو رئيس تحرير مجلة (PM Press)، التي تنشر كتاباً مصوراً باللغة الإنجليزية بعنوان "الحرية ستنتصر"، والذي يتحدث عن حياة ونضال القائد عبد الله أوجلان، إلى وكالة فرات للأنباء.

 

وفي مستهل حديثه، أوضح أندريه غروباتشيتش أنه تعرف على أعمال وأفكار القائد عبد الله أوجلان في تسعينيات القرن الماضي، وقال: "في ذلك الوقت كنت في ألمانيا وكنت أجري أبحاثاً حول آراء مختلفة، كنت أحاول أن أفهم الوضع في كردستان، وعندما كنت أجري المناقشات هناك، علمت أن هناك أحداثاً ملفتة ومؤلمة ومثيرة تحصل في المناطق الكردية في تركيا، وكانت المرة الأولى التي أسمع فيها اسم عبد الله أوجلان، وكنت أتلقى معلومات مختلفة عن أعمالهم من خلال أشخاص مرتبطين بالحركة، ولاحقاً، عندما كنت أقوم بالعمل السياسي وبعض الأبحاث، تعرفت على أفكار أوجلان، وفي ذلك الوقت كنت أجري بحثاً عن الزاباتيستا المكسيكية، ومن خلال قراءة الكتب، جذبتني أفكار أوجلان أكثر".

وصرّح أندريه غروباتشيتش أنه يتابع عن كثب التطورات في روج آفا وقال: "أنا أكتب بالفعل عن قضايا اليساريين واليسار العالمي، وفي هذا الصدد، أستفيد بالطبع من تقاليد إيمانويل واليرشتاين وعبد الله أوجلان في تاريخ العالم والأنظمة العالمية، وأستطيع أن أقول إن هناك نضالاً عظيماً من أجل تعريف اليسار العالمي الجديد، ويمكننا أن نقيّم هذه القضية في معسكرين مختلفين، واحدة هي أفكار اليعاقبة، أفكار الحداثة أو الحداثة الرأسمالية، أفكار الدولة الليبرالية والإنتاجية والتنمية والاستعمار الأوروبي، التي تتسبب بالكثير من الآلام لليسار العالمي وهي مرتبطة بهذا الخطأ منذ سنوات، والآن، من ناحية أخرى، هناك أناس يحاولون القضاء على الرأسمالية من خلال الثورة الراديكالية، ويرتبط هؤلاء بالحداثة الديمقراطية لـ عبد الله أوجلان الذي يتخذ من الإنسانية أساساً، ويعيدون إحياء أشكال التنظيم الأقرب إلى تقاليد الأناركية التي ليست بيروقراطية أو فيدرالية أو كونفدرالية، بالطبع، هذا تقليد يتم إنشاؤه حالياً في روج آفا أو يتم إعادة إنشائه، هذا تقليد، صحيح إنها اشتراكية، لكنها نوع مختلف تماماً من الاشتراكية، إنها اشتراكية لا دولتية، اشتراكية عبد الله أوجلان، التي تأسست على أفكار أوجلان، وهي ليست الاشتراكية المرتبطة بالفكرة اللينينية القديمة حول الآلية والإنتاجية، أفكار أوجلان هي بديل جديد، إنها شيء جديد، إنها حلم الذين نسميهم اليساريين العالميين، وهذا يحدث ويتطور في روج آفا، ومن الضروري أن ننشر روح روج آفا في اليسار العالمي الجديد".

وفي إشارة إلى أهمية حملة "الحرية لعبد الله أوجلان، الحل للقضية الكردية"، قال أندريه غروباتشيتش: "هذه حملة واعدة للغاية، أعتقد أنه يجب أن نكون متفائلين، وباعتباري من الذين تأثروا كثيراً بفلسفة أوجلان، أقول إننا بحاجة إلى الإصرار في قضية ثورة أوجلان وأفكاره، وهو فيلسوف وعالم اجتماع مهم جداً، وفي ظل ظروف صعبة للغاية، عبر عن أفكاره في العديد من الكتب التي ألهمت الملايين، ويمكننا أن نقول أيضاً أن روج آفا اليوم تبعث الكثير من الأمل، في الحقيقة، إنها تلهم حركة ثورية واسعة، أنا أتحدث عن حركة التحرر الكردية، أوجلان هو أكثر بكثير من مجرد قائد ثوري، أوجلان هو عالم وفيلسوف وعالم اجتماع مهم، وهذا يشتمل جميع الديمقراطيين والتحرريين، فهو يحتضنهم جميعاً، إنه مثل مفهوم "القائد"، وهو كذلك حقيقةً، إنه ينير الطريق بأفكاره، وله تأثير كبير، إنه يخلق طريقة للتحدث والكتابة تجسد طريقة للوجود الفلسفي والسياسي".

وذكر "غروباتشيتش" أنه يجب ترجمة كتب أوجلان أكثر وكتابة المزيد عنه من أجل أن يتغير المفهوم السائد حول عبد الله أوجلان وأن يتعرف عليه المزيد من المثقفين وطلاب الجامعات والأكاديميين، وقال: "علينا أن نترجم كتب أوجلان أكثر ونكتب المزيد عنه، وعلينا أن نحاول فهم ما يكتب عنه أوجلان، وينبغي أن يكون تأثيره مفهوماً جيداً ليس فقط في الشرق الأوسط.

أعتقد أن هذا ما يجب أن نفعله، أن نكتب عن أفكاره، أن نركز على أفكاره وننشرها، ولهذا السبب، قمنا بنشر ثلاثة كتب مع (PM Press)، دار النشر التي أعمل معها وأرتبط بها، وقمنا بنشر كتاب بعنوان حوارات مع الحياة الحرة (Dialogues With Free Life)، لقد نشرنا كتاب ما وراء السلطة والدولة والعنف (The Beyond Power, State And Violance)، كما قمنا بترجمة كتاب علم اجتماع الحرية (Sociology of Freedom) إلى اللغة الإنجليزية ونشرناه، أعتقد أن هذه بعض الكتب المهمة جداً، والنصوص المهمة جداً للمثقفين للتفكير فيها وتطوير أفكارهم باستمرار، وأخيراً، ترك لنا أوجلان اقتراحاً جريئاً جداً لعلم اجتماعي جديد يسمى سوسيولوجيا الحرية، أعتقد أننا يجب أن نأخذ هذا على محمل الجد، وهناك تاريخ طويل من المقترحات المماثلة.

كان لـ واليرشتاين فكرة العلم الاجتماعي التاريخي، وقبل ذلك، كانت هناك فكرة فرناند بروديل عن العلم، وفي رأيي، ربما يكون اقتراح أوجلان هو الأكثر تطلباً".