الأول من حزيران ذكرى خالدة ونقطة تحول تاريخي لمدينة منبج

يصادف الـ 1 من حزيران عام 2016 ذكرى انطلاق حملة تحرير مدينة منبج من رجس إرهاب داعش، بمشاركة كافة مكونات أهالي منبج وبقيادة الشهيد "فيصل أبو ليلى"، والذي استشهد قبل أن تصل الحملة إلى مدينة منبج وأكمل رفاقه مسيرة الحملة لمدة 75 يوماَ.

تقع مدينة منبج على بُعد/ 30/ كم غربي نهر الفرات في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة حلب، والتي تبعد عنها مسافة/ 90/ كم، تعتبر منبج المعبر الاقتصادي الأساسي الذي يربط ضفتي الفرات (الجزيرة والشامية) بمدينة حلب، حيث لقبت قديماً ب "عاصمة العواصم".

الثورة السورية منذ البداية حتى تحرير مدينة منبج

وفي 19 من تموز عام 2012 خرجت المدينة عن سيطرة النظام، لتصبح تحت سيطرة الفصائل المُسمّاة ب "الجيش الحرّ"، ومعها دخلت المدينة في حالة من الفوضى والاقتتال المسلح بين تلك الفصائل، وانعدم الأمن والأمان فيها.

واستمرّت الفوضى في منبج، إلى أن سيطر عليها مرتزقة "داعش" الإرهابيّ في 24 كانون الثاني عام 2014، بعد أن لاذت بالفرار جميع الفصائل المنضوية تحت راية "الجيش الحرّ"، وتُركت المدينة وأهلها ليواجهوا اقذر إرهاب "داعش" الدموي.

وفي الأول من نيسان عام 2016 عقدت قوات سوريا الديمقراطية عدة اجتماعات وعلى أثرها تشكل "مجلس منبج العسكري والذي كان من أولويته تحرير المدينة من إرهاب "داعش".

محطات من المعارك الشرسة، واستشهاد القيادي "فيصل أبو ليلى"

وبعد مناشدات عديدة من قِبل سكان منبج لإنقاذهم من جحيم داعش الذي أذاقهم الموت والثبور، وفي الـ5 من حزيران عام 2016، أعلنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة انطلاق حملة تحرير منبج، وشارك المناضل "فيصل أبو ليلى" الذي قاد الخطوط الامامية في الحملة كعضو في مجلس منبج العسكري وقائد لكتائب شمس الشمال، وكان الهدف الأول له هو تحرير مدينته من الإرهاب، في سبيل أن تتحقق أخوة الشعوب ويسود العيش المشترك.

حيث شارك في الكثير من المعارك ضد مرتزقة داعش ونظام البعث منها أحياء الأشرفية، والشيخ مقصود وحلب القديمة وعين عيسى، وكان أحد قيادي مقاومة كوباني، التي سطر أبرز البطولات في مقاومته ونضاله، وكانت مدينة كوباني هي نقطة الانطلاق لحملات دحر إرهاب داعش من مناطق شمال وشرق سوريا في 26 كانون الثاني عام 2015، وشارك أيضاً في معارك تحرير صرين، تل أبيض، حملتي الهول والشدادي التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية، تحرير عين عيسى وسد تشرين وصولاً إلى تحرير سد تشرين.

فنال الشهيد القائد "فيصل أبو ليلى"، شرف «الشهادة»، في الـ 5 من حزيران عام 2016، وشكّل نبراساً خالداً للنضال والمقاومة لكل الأحرار، وهو مثال لروح الثورة في أسمى معانيها من خلال دفاعه عن وطنه، وقدم الكثير من التضحيات التي ستبقى راسخة للأجيال القادمة لتوفير الأمن والسلام لكافة الشعوب.

وتخليداً لتضحياته ونضاله سميت حملة تحرير مدينة منبج باسم "حملة الشهيد القيادي فيصل أبو ليلى"، والذي قدّم روحه رخيصة في الذود عن أهله وأرضه في منبج لتبقى حياته نهجاً سيرة ومسيرة وبنضال وكافح وأصبح أحد أشهر رموز ثورة روج آفا.

بعد مرور 7 سنوات على تحرير منبج ...الاحتلال التركي يحاول إعادة السواد أليها

وقدم أبناء منبج الكثير من التضحيات لتحرير مدينتهم من إرهاب داعش، وشكّل تحرير مدينة منبج، نقطة تحوّل هامّة وبداية لدحر مرتزقة "داعش" وصولاً إلى الرَّقّة عاصمة التنظيم المزعومة، كذلك اعتُبرت ضربةً قاضيةً للمشروع التركيّ في سوريّا.

وبعد فشل رهاناتها على مرتزقة "داعش الإرهابيّ"، لذلك أطلقت دولة الاحتلال التركيّ، بعد أيّام معدودة من تحرير منبج، عمليّةُ ما تُسمّى بـ "درع الفرات"، التي حاولت من خلالها الهجوم على منبج من أجل إعادة إحياء التنظيم الإرهابيّ الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولقطع الطريق أمام قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة لتحرير جرابلس والباب وصولاً إلى إعزاز.

وتعرّضت المدينة لمحاولات ضرب وزعزعة الاستقرار من قبل أطراف معادية عديدة ساعين لاستهدفت الأمن والأمان في المدينة، إلاّ أنّ وقوف أبناءها صفّاً واحداً مع قوّات مجلس منبج العسكريّ وقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، في مواجهة كلّ التحدّيات، أفضى إلى إفشال كلّ المخطّطات التي تُحاكُ خيوطها من قبل الاستخبارات التركيّة.