ويواجه اللاجئون السوريون في تركيا، حملات تحريض تنظمها تيارات سياسية متطرفة في البلاد، وتطالب عدة أحزاب تركية معارضة بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، بالتزامن مع استخدامهم من قبل حزب العدالة والتنمية في مآرب سياسية واهمها الضغط على دول الاتحاد الأوربي فيما يتعلق بقضية اللاجئين وأيضاً استخدامهم لأهداف سياسية تتمثل بإحداث عمليات تغيير ديمغرافي واسعة النطاق في مناطق كري سبيه، سري كانيه وعفرين المحتلة، وهو الأمر الذي لايزال مستمراً حتى الان، والذي يؤكده الناشط الحقوقي إبراهيم شيخو من خلال تصريح لوكالة فرات للأنباء، والذي أشار الى ان عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من قبل تركيا تتم بشكل ممنهج، حيث بلغ عدد اللاجئين الذي تم ترحيلهم في عام 2023، 18000 وذلك تحت مسمى العودة الطوعية.
كما واعتبرت منظمات إنسانية وحقوقية مثل هيومان رايتس ووتش، تلك العمليات انتهاكاً للقانون الدولي، إذ أوردت في سلسلة تقارير لها عن حصول "ترحيل قسري" لمئات السوريين في عام 2022.
تعذيب واعتداء وحشي على طفل سوري
وفي تفاصيل عملية الاعتداء، تجادل الطفل السوري أحمد مع أطفالٍ أتراك بلغوا ذويهم بما حصل، ليقدموا من جانبهم على ضربه ومن ثم نقله إلى منطقة نائية في ضواحي ولاية هاتاي ومن ثم تعذيبه بشكل وحشي من خلال ضربه بأدواتٍ معدنية ونتف شعره ووضعه في فمه، علاوة على أن الخاطفين أوهموه بالغرق من خلال وضع كيسٍ على وجهه وحرق لسانه وأجزاء من جسمه بالسجائر، قبل أن يتركوه على قارعة الطريق ظناً منهم أنه فارق الحياة.
وكما جرت العادة، توجه مسؤولون أتراك الى منزل عائلة الطفل السوري وتعهّدوا بمحاسبة الجناة وهو الامر الذي أصبح بمثابة عمل روتيني ينتهي غالباً بإقفال المحاضر الرسمية ضد مجهول أو لأسباب أخرى غير مقنعة، وهو ما أشار اليه أيضاً الناشط الحقوقي إبراهيم شيخو والذي كشف أن ما يتعرض له السوريون من انتهاكات جسيمة، منها ما حدث للطفل السوري من خلال ممارسة كافة الانتهاكات بحقه من قبل عنصريين اتراك، ليست الظاهرة الأولى ولن تكون الأخيرة.
وأضاف: "القوميون الاتراك يسعون بكل السبل الى طرد اللاجئين السوريين من البلاد، وتركيا تستفيد من هذا المناخ بعد أن ابتزت اوروبا مالياً من خلال مساعدات كانت تتلقاها ولا تعطي إلا جزءاً يسيراً منها للاجئين السورين".
اعتداءات متكررة
وفي أكتوبر- تشرين الأول الماضي، تعرضت لاجئة سورية تدعى شام وتبلغ من العمر 13 عاماً للطعن على يد طفل تركي آخر، يدرس معها في المدرسة نفسها، في ولاية هاتاي.
كما وقررت محكمة الجنايات العليا في منطقة كلّس استمرار اعتقال متهمين تركيين بقتل طفلة سورية تدعى غنى مرجمك ورميها في بئر، في الرابع من أبريل - نيسان من العام الماضي.
مناطق توزع اللاجئين السوريين
وبحسب بيانات إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، تستقبل مدينة إسطنبول العدد الأكبر من اللاجئين، من بينهم أكثر من 530 ألف لاجئ سوري، في المرتبة الثانية تأتي ولاية هاتاي التي تستقبل أكثر من 450 ألفاً، كما تستقبل مدن أورفا وهاتاي ومرسين وبورصة وإزمير وأنقرة أعداداً كبيرة من اللاجئين ايضاً.