لقد تدهورت الظروف الكارثية في شمال غزة بسرعة في الأيام الأخيرة، حيث شنت إسرائيل هجوماً جديداً ضخماً في المنطقة ومنعت الأمم المتحدة من تقديم أي مساعدات إلى الشمال لمدة أسبوعين، وفقاً لمدير وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.
حتى قبل هذه التحركات، حذرت جماعات الإغاثة من أن ما يقرب من 400 ألف شخص لا يزالون يعيشون في شمال غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وسط تصاعد القلق الدولي، كتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى المسؤولين الإسرائيليين هذا الأسبوع، محذرين من أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل قد تكون في خطر إذا لم تتخذ خطوات لتحسين الظروف الإنسانية في الثلاثين يوماً القادمة.
ولكن في مقابلة مع الصحيفة، قال أنطوان رينارد، مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، إن الإمدادات من المقرر أن تنفد قبل ذلك بكثير. وقال إن البرنامج لن يكون قادراً على توفير وجبات ساخنة للناس في شمال غزة في غضون أسبوع ونصف، ولن يكون قادراً على توفير الخبز في غضون أسبوع إذا لم ترتفع عمليات تسليم المساعدات بشكل كبير.
وقال: "نحن نعاني من نقص. إذا لم يكن لدينا المزيد من السلع القادمة، ولم نتمكن من استلامها، فلدينا نافذة لمدة أسبوع أو أسبوع ونصف يمكننا خلالها الاستمرار في تقديم الوجبات الساخنة. بالنسبة لدقيق القمح يمكننا الاستمرار لمدة أسبوع كحد أقصى".
وأضاف: "بعد عام من بدء الحرب، ما زلنا نواجه إدارة العمليات يومياً. وهذا غير مستدام على الإطلاق".
تنفي إسرائيل تقييد إمدادات المساعدات إلى غزة. وفي يوم الأربعاء، قالت الوكالة الإسرائيلية للمساعدات الخارجية والشحنات التجارية إلى القطاع إن 50 شاحنة تحمل الغذاء والماء والإمدادات الطبية المقدمة من الأردن قد تم نقلها إلى شمال غزة.
ومع ذلك، قال رينارد إن الكميات التي وصلت لم تكن كافية، وأن برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن إلا من جمع 12 شاحنة من دقيق القمح الأربعاء، وهو ما يكفي لإطعام جزء ضئيل فقط من الناس الذين ما زالوا يحتمون في أنقاض شمال غزة.