بمشاركة البروفيسور والدكتور محمد رفعت الإمام عميد كلية الآداب سابقا في جامعة دمنهور بمصر، وشرفان مسلم، الرئيس المشترك لجامعة كوباني وعضو أكاديمية أوجلان للعلوم الاجتماعية، والكاتب الكبير إلهامي المليجي، منسق المبادرة العربية، وعدد من الأكاديميين العرب والكرد، وفي إطار المرحلة الثانية للحملة الدولية لحرية القائد أوجلان وحل القضية الكردية التي بدأت في 10كانون الثاني/ديسمبر الماضي في حوالي 74 مكان ودولة حول العالم، أقامت المبادرة العربية لحرية عبد الله أوجلان وأكاديمية عبدالله أوجلان للعلوم الاجتماعية، ندوة نقاشية على منصة الزوم (Zoom) لعدد من الأكاديميين العرب والكرد بحضور مظلوم دينج، أحد محامي هيئة الدفاع عن القائد أوجلان، وذلك تزامناً مع ذكرى ميلاد القائد أوجلان في قرية أمارة بناحية خلفتي في رها في شمال كردستان بجنوب شرق تركيا الحالية في 4 نيسان/أبريل لعام 1949، حول فكر وفلسفة القائد أوجلان وما تضمنه إنتاجه الفكري وخاصة ما طرحه في مرافعاته الخمسة الأخيرة التي كتبها في سجنه بإمرالي بتركيا والذي يتواجد فيه منذ 15 شباط/فبراير عام 1999 بعد تلك المؤامرة الدولية التي استهدفت الشعب الكردي وشعوب المنطقة في شخص القائد أوجلان ونهجه النضالي.
وفي اللقاء أوضح مظلوم دينج، محامي القائد أوجلان، أن العزلة والتجريد المفروضة بحق القائد أوجلان، ليس لها مثيل في كل تاريخ الاعتقالات وسجون السياسيين عبر التاريخ، وبيّن دينج أنه تم اعتقال أوجلان قبل 26 سنة بمؤامرة دولية شاركت فيها أطراف عديدة ومنها إسرائيل وأمريكا، ولقد تمت محاكمة القائد عبد الله أوجلان بعد جلبه لتركيا محاكمة صورية وتم الحكم عليه بالإعدام وثم تحويله للسجن مدى الحياة، وصرح أن التعامل مع القائد أوجلان أثناء الاعتقال وبعده وحتى اليوم لم يكن قانونياً ولم يتم الالتزام بأية قوانين دولية، وحتى أن السلطات التركية تجاوزت قوانينها التي وضعتها بنفسها، مع التأكيد أن السجن مدى الحياة هو هذا أيضاً تجاوز لحقوق الإنسان.
وأكد دينج في مداخلته بمناسبة ميلاد القائد أوجلان، أنهم كمحامين راجعوا لجنة مناهضة التعذيب (CPT) التابعة للمجلس الوزاري الأوروبي وكذلك محكمة حقوق الإنسان الأوروبية والمحكمة عدة مرات وقد قالت المحكمة أنه يجب أن تعاد النظر في قانون السجن المؤبد ولكن تركيا لم تراجع هذا القانون، وكان أوجلان في جزيرة إمرالي منفرداً لمدة ١٠ سنوات، ثم بعد ذلك وضعت السلطات ٥ معتقلين ونقلوهم معه ولكن أوجلان ظل وما زال في زنزانة منفردة في تجاوز واضح لحقوق أي سجين.
وأضاف محامي القائد أوجلان، أنه خلال السنوات ١٢ الأولى كان يسمح للمحامين بالزيارة ولكن خلال الـ 14 عام الأخيرة لم يسمح للمحامين بالزيارة، وخلال الثماني سنوات الأخيرة تم منع عائلة القائد أوجلان من زيارته وقبل ذلك كانت هناك بعض الزيارات.
كما لا يسمح لأوجلان بالتواصل مع الخارج سواء عبر المكالمات الهاتفية أو عبر الرسائل، والتواصل الأخير كان بـ ٢٥ أذار ٢٠٢١ مع شقيقه أي منذ ٣ سنوات خلال بضع لحظات وتم قطع الخط، ومنذ هذا التاريخ نرسل كمحامين رسائل ولكن لا نعلم إذا كانت تصله أم لا، لأنه لا يوجد رسائل من الجهة المقابلة، بحسب دينج.
وبيّن محامي القائد أوجلان، أنهم تواصلوا مع لجنة حقوق الإنسان الأوروبية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وكلاهما أوصوا بفتح الزيارات لمحامي القائد أوجلان وعائلته ومحاميه ولكن تركيا لم تأخذ بتلك التوصيات.
وأردف دينج، أن العزلة في سجن إمرالي هي مطلقة وتتعدى كافة المواثيق الدولية، مشيراً إلى أن عزلة وظروف أوجلان تتجاوز ظروف نيلسون مانديلا وهي الحالة القريبة من حالة أوجلان.
وقال دينج أن تركيا والقوى التي تقف خلف تركيا تخاف من تأثيره وقوة فكره وآرائه ولذلك يستمرون في فرض العزلة والتجريد وتجاوز كل الحقوق.
بينما نوه الدكتور طه علي، المختص في شؤون سياسات الهوية وشؤون الشرق الأوسط، أن التفكير تولدت مع أوجلان منذ أن وجد وتبنى القضية حتى قبل أن يقوم بعمل حركي أو نضالي، قبل أن يحمل الهم الكردي وينقله إلى العالمية، ولذلك نتحدث عن عبد الله أوجلان المفكر قبل أن يكون القائد أو المناضل، كان عبد الله أوجلان الرافعة التي نقلت معها القضية الكردية من آفاق المحلية إلى العالمية، ومن مستوى القبيلة والعشيرة إلى مستوى الأمة.
وأكد طه أن وجود المفكر والقائد أوجلان في المشهد خلال العقود الثلاثة الماضية أو الأربعة كفيل بأن يحدث من خلاله انعطاف للقضية الكردية بشكل عام من كونها قضية قبلية عشائرية أو جزء من لعبة للدول الكبرى إلى قضية ذات فكر وذات رؤية وايدلوجيا وأجندة ومشروع واضح، وصولاً إلى تجسد أفكارها في الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا.
وأشار الدكتور طه إلى أن القائد عبد الله أوجلان رجع مئات الملايين من الخطوات إلى الخلف إلى العصور السحيقة للإنسانية، عاد للعصور الحجرية والقديمة وهو المجتمع الذي كانت فيه المرأة الآلهة أي أن المرأة التي يتجسد على خصرها كافة أشكال القيم من مرحلة القنص والصيد والحرب ومرحلة الرجل وبروزه كعنصر فعّال في المجتمع من خلال انخراطه في عملية تقوم على أساس البنية الجسدية والقوة عند الرجل وفكرة المكر والخداع وهي الفكرة التي تولدت مع فكرة القنص وصولاً إلى منطق الحداثة والرأسمالية والتي تركزت على عامل الربح في المقام الأول.
وأردف أن الجزء الكبير من تلك المرحلة كان خارج نطاق التاريخ وبالتالي الأسطورة أو الميثولوجيا التي كانت الرافعة التاريخية التي يمكن أن تنتقل عبرها الحقيقة التاريخية، ولم تكن الأديان السبيل للوصول إلى الحقيقة قبل ١٥-٢٠ ألف عام، ولم تكن الفلسفة اختمرت ولم تكن العلم قد تطور بالشكل المطلوب وبالتالي الميثولوجيا من خلال الحفريات والنقوش الحجرية، وبالتالي أوجلان يعتمد على الميثولوجيا كطريقة وبداية ومرحلة للوصول إلى الحقيقة، فكرة انكسار البشرية وهي فترة هيمنة الرجل وكانت المرأة هي الرمزية التي تابعت مع الانكسار الذي توجه العالم بسبب الحداثة والرأسمالية.
وكذلك بيّن الدكتور طه، مركزية المجتمع والمرأة في فكر الفيلسوف أوجلان بشكل متغير لكثير من الفلاسفة والمفكرين.
بينما كشف إلهامي المليجي، الكاتب والصحفي المصري ومنسق المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، عن المؤامرة الدولية التي تعرض لها القائد أوجلان وأنه جرى اختطافه باشتراك العديد من الدول وفي مقدمتها اليونان وألمانيا وبريطانيا وكينيا والموساد الإسرائيلي والمخابرات المركزية الأمريكية بالإضافة إلى المخابرات التركية، وذلك لكونه مدافعاً صلباً عن حقوق شعبه وداعما لحقوق الشعوب الأخرى، وتحرير الإنسان في موطنه وكمناهض للسيطرة الإمبريالية العالمية.
وأكد المليجي خلال مداخلته، أن أحرار العالم لم يبذلوا جهداً من أجل فك العزلة على القائد أوجلان.
وهذا هو الرأي في مبادرة حرية القائد أوجلان سواء كانوا سياسيين أو مفكرين أو محاميين وكافة التخصصات، فهم يعملون لإيصال فكر القائد أوجلان وفلسفته لكل المجتمعات العربية، وتشكيل قوى ضغط عربية ودولية للمساهمة في تحقيق حرية القائد أوجلان.
وأضاف المليجي، أن الأعداد الوافدة والمتزايدة من النخب العربية والتي تعبر عن إيمانها بعدالة القضية الكردية وقضية القائد أوجلان وعزلته التي تجاوزت كل الأعراف الدولية والحقوقية في محبسه بسجن إمرالي، تتزايد يومياً.
وقال المليجي "كل عام وهو طيب ويتم الإفراج عنه قريباً وينال شعبه الكردي حريته كما يجب" وأشار المليجي إلى أهمية المرأة فهي روح المجتمع النابض، وكتابات وأفكار القائد أوجلان أكدت على ذلك".
أما الدكتورة سحر أحمد وهي التي قرأت أربع كتب لأوجلان عن المرأة فأكدت أنها تعرفت على فكر عظيم وكبير وتجربة ضخمة عند قراءتها كتب أوجلان مؤخراً.
وأكدت في مداخلتها، أن فلسفة المرأة في فكر القائد عبد الله أوجلان والتي اتخذ شعار لها المرأة الحرية الحياة غيرت من وضع المرأة وجعلت المرأة هي مفتاح الحياة بأنه ربط حرية المرأة الكردية بمعيشة الإنسان وتفاعله مع المجتمع، والمرأة الكردية ناضلت عبر التاريخ وقدمت صور للبطولات ضد العنف والعنصرية والاحتلال ولكن هذا النضال لم يعطها حقها، إلا أن ما أعطاها هذا الحق هو القائد عبد الله أوجلان، في تحقيق المرأة الكردية للكثير من حقوقها ومساعدتها على النهوض بقوة، لأنه شخص المشكلة وشرحها وأوضح كيفية حلها والتخلص من العوائق التي تزيد العلاقات الاجتماعية تعقيداً.
وأضافت أن القائد عبد الله أوجلان رأى أن حرية المرأة الكردية هو تحرر كردستان فربط بين حرية المرأة وحرية الوطن، ونبه على أن تكاتف الاجتماع وتطوره من كل الجوانب وتحويل العلاقات لقواعد وقوانين سيؤدي إلى تطور المجتمع وسيعطي المجتمع قوة.
وبيّنت الدكتورة سحر، أنه بدت أن قضية تحرر المرأة الكردية مرتبط بتحرر الرجل وتحرر الوطن وذلك في إطار حل المشكلة الوطنية للكرد في إطار الربط العضوي بين القضيتين.
وأوضحت أنه عندما تم تشكيل حزب العمال الكردستاني انخرطت المرأة داخل الحزب بشكل كبير، بالمئات والألوف، وصنع صورة جديدة بديلاً عن صورة المرأة التقليدية للمرأة الحرة الديمقراطية والمسلحة بالوعي وبدأ النقاش عمن هي المرأة الحرة كيف نبلغها ومن تكون وكيف تكون.
وطرح قضية المرأة بالتوازي والتداخل مع قضية التحرر الوطني، لتظهر ظاهرة إنجاز ثورة داخل ثورة، وطرح بعض المفاهيم مثل مفهوم الحياة النسبية الحرة، وهو أن النضال مستمر ضد الاستبداد سواء السياسي أو الاجتماعي، وما يمارسه المجتمع من تسلط ذكوري لم يمنع من أن المرأة هي الحياة.
بينما عقد البروفيسور الدكتور محمد رفعت الإمام، مقارنة بين القائد عبد الله أوجلان وزعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، مبيناً أنه بينما ناضل مانديلا ضد سياسات الفصل العنصري في جنوب افريقيا، وناضل أوجلان ضد سياسات الفصل العنصري التركي ضد الهوية الكردية.
وأكد الإمام خلال مداخلته، على أنه القائدان عانا مرارة السجن، مانديلا حوالي ٣ عقود وأوجلان ربع قرن، ولم يكن تأثير السجن سلبياً على العقليتين والنفسيتين النضاليتين. وكذلك أشار الدكتور الإمام إلى وجود أليات النضال السلمي، ووجود الصدام مع السلطات وأهمية الكفاح المسلح والنضال التنظيمي، والتكوين الفكري المبكر وولادة الاثنين في القرية وفي المجتمع المتنوع في حياة الزعيمين، ودعا الإمام إلى أن يكون يوم 4 نيسان يوم عالمي للقائد والمفكر أوجلان، ومطالباً بأن يتم مناشدة دولة جنوب أفريقيا بأن نستفيد من خبرتها في الإفراج عن أوجلان.
وأضاف أنه بعد الإفراج عن مانديلا، توجه إلى التحول الديمقراطي وكرس ثقافة التسامح مع البيض، ورفض الثأر منهم.
وأن القائد أوجلان قدم مشروع الأمة الديمقراطية هو من أجل السلام الأوجلاني ببناء أمة ديمقراطية تتجاوز الأقوام والاختلافات.
بينما أوضح الدكتور سيفان سعيد، من شرق كردستان والأستاذ بجامعة شانشي في الصين، باننا نمر بأيام مصيرية ومهمة في مسيرة النضال للحرية في الشرق الاوسط بأسرها وفي كردستان على حد الخصوص. مع ذلك، نرى بأن أهم وأذكى مفكر في تاريخ شعوب الشرق الاوسط؛ يمر بأصعب أوقات حياته في سجون الأنظمة القمعية للناتو من خلال الدولة التركية الفاشية لمدة خمسة وعشرون سنة.
وأكد سعيد خلال مداخلته، أهمية الحديث حول ثمار نضاله ونضال رفاقه ورفيقاته في كردستان وفي أنحاء العالم.
وأضاف الأستاذ بجامعة شانشي في الصين، أنه يمكن القول إن أوجلان مفكر وقائد في نفس الوقت، وكان لديه القدرة على الجمع بين النظرية والتطبيق في نفس الوقت، لقد اتبع نموذجاً مختلفاً.
وأوضح سعيد، أن طريقه غير مألوف لكل الاطراف، سواء كانت للشعب الكردي ام لأعدائه. وذلك قد آثر بشكل خطير على الدول الاستبدادية والأنظمة السلطوية في المنطقة، حيث يستطيع أوجلان أن يفعل ما فعله ماركس وفلاسفة اخرى من الناحية النظرية، ويمكنه أيضاً أن يفعل ما فعله لينين وثوار آخرين عملياً.
وأشار الأستاذ بجامعة شانشي في الصين، أنه بعبارة أخرى، فقد جمع بين التحليلات النظرية والتطبيقات العملية. لقد غيّر قسم كبير من مجتمع بنموذجه ونضاله، أفكاره ووجهات نظره تؤثر على الشعوب في الشرق الأوسط، وخاصة لها تأثير بشكل جدي على عقلية الشعب الكردي. وفي نفس الوقت، أثرت قيادته على ملايين من الأشخاص للوقوف والنهوض والنضال من أجل حقوقهم.
وأردف سعيد، بأن نتيجة كفاح الفكري والعملي الخاص بـ أوجلان قد خلق أجواء لفتح قنوات مختلفة للنضال ضد الظلم والقوى القمعية في المنطقة. الآن، نرى بأن الصراع بين الذين يريدون العيش بكرامة والحرية والذين يريدون أن يبقوا الشعوب تحت الظلم والاضطهاد؛ مدهش وفريد من نوعه. يمكن لأي شخص رؤيته حالياً في المناطق المأهولة بالأفكار النيرة لأوجلان ورفاقه وخاصة الشعب الكردي في سوريا وتركيا.
وتابع الأستاذ بجامعة شانشي في الصين، أنه بدأ أوجلان بالعمل على عملية إعادة تعريف المفاهيم التي تم تجاهلها أو تشويهها من قبل الدول والأنظمة السلطوية في المائة عام الماضية. مفاهيم مثل السياسة والديمقراطية والمجتمع والناس والنضال وكل المفاهيم المجتمعية التي تؤدي إلى تغيير عقلية والتفكير للمجتمع. كل هذه المفاهيم أسيء استخدامها من قبل النظام الرأسمالي. وهذا ما جعل غالبية الناس ينفرون من تاريخهم وشخصيتهم.
واستكمل سعيد، أنه لقد جاء أوجلان ليطلق الرصاصة على رأس هذه العقلية القديمة الاستسلامية وخلق شخصية جديدة لمن يريد أن يكون حراً. في الوقت الحالي، لا يمكن لأحد أن ينكر مثل هذه التغييرات الكبيرة في عقلية فئات عديدة من الجماعات المضطهدين وخاصة النساء في الشرق الأوسط. وهذا هو دور أوجلان في إحداث حقبة جديدة من الحرية والنضال من أجل الشعوب من قبل الناس أنفسهم في المنطقة، بحسب سعيد.
كما تحدث الدكتور أحمد أنبيوه عن انتقادات أوجلان للدولة القومية وأهمية هذه الانتقادات حيث أن ما نعانيه اليوم في المنطقة كانت نتيجة نموذج الدولة القومية الأحادية التي تمثل منتوج غربي رأسمالي، وأوجلان بطرحه الأمة الديمقراطية كبديل حقق نقلة كبيرة في المفاهيم والسلوكيات.
أما الدكتور علي ثابت، فأكد على أن أوجلان لم يبقى فقط في التنظير والبعد الفهمي بل وحّد بين النظرية والتطبيق، وأكد الدكتور ثابت على موضوع التعايش السلمي والتكامل الموجودة في أفكار القائد أوجلان مشيراً، أن أوجلان حول الكرد لفاعل ومؤثر في نهضة الشرق الأوسط والشعوب العربية والكردية، وأن نموذج الإدارة الذاتية مثال حي وفعال لأفكار القائد أوجلان.
وكذلك تحدث شرفان مسلم الرئيس المشترك لجامعة كوباني، عن أهمية أفكار القائد أوجلان في حياة الشعب الكردي وشعوب المنطقة وأنهم يعملون في شمال وشرق سوريا لأحداث ثورة ذهنية تغير ثقافة الحياة وتجعل التشارك والاحترام والخصوصية متجسدة في البعد الفكري والعملي وأنهم كأكاديمية عبد الله أوجلان يعملون وعبر مؤسسات وآليات عديدة لبناء فكر وذهنية الإنسان الديمقراطي الذي يستطيع بناء حياة تشاركية وسلوكيات مغايرة للسلوك الذي حاولت الأنظمة الاستبدادية إيجاده.
أما الدكتور حكمت عبد الكريم من جنوب كردستان، فأكد في حديثة على مفهوم الحرية لدى القائد أوجلان وضرورة أن تتواجد الحرية المجتمعية والشخصية بشكل متوازن بحيث لا تكون وحدة على حساب الأخرى، مشيراً إلى الأبعاد الأخلاقية لدى فكر وفلسفة القائد أوجلان، وأشار على ضرورة أن يقوم كل فرد ومجتمع بتحمل مسؤولياته أمام الأخرين وأمام نفسه، بحيث نحقق التكامل والتضامن والتكافل بين الشعوب وخاصة التي تتعرض لظلم وإبادة كالشعب الكردي والفلسطيني.
أما الدكتور والمحامي أحمد رجب، فأشار إلى حالة العزلة التي تتجاوز كل القوانين مبيناً أنه يجب أن يكون هناك عمل حقوقي وشعبي وأكاديمي وإعلامي لتشكيل دوافع إقليمية ودولية للضغط على الدولة التركية لتسمح للمحامين وأهل القائد بزيارته، وأشار أنه كعضو في نقابة المحاميين العرب سيبادر إلى طرح الموضوع على الساحة العربية الحقوقية بشكل كبير وكذلك في مختلف المنصات وساحات العمل، فما يشكله أوجلان من أفكار وفلسفة يجب أن تخرج إلى العالم وأن يخرج صاحب هذه الأفكار القيمة ليناقشها ويطبقها في المنطقة.
وفي الختام تم التأكيد من قبل الجميع على مزيد من العمل لإطلاق سراح حرية القائد أوجلان، وحل القضية الكردية كمفتاح استقرار وأمان للمنطقة وشعوبها ودولها وكذلك وبذل مزيد من الجهود ليتعرف كل النخب الأكاديمية والمثقفة بأفكار وفلسفة القائد أوجلان في دول الشرق الأوسط وبين شعوبها، وخاصة أن أفكار وفلسفة القائد أوجلان تقدم الحل ليس فقط للقضية الكردية وإنما لمختلف قضايا الشرق الأوسط والعالم، واشار إلهامي المليجي أنهم في المبادرة العربية سيصدرون كتاباً قريباً عن القائد أوجلان وأفكاره وفلسفته في مصر.